أينما قررتِ السفر في الصيف، سواء إلى البحار ذات المياه المتلألئة، أم إلى الصحارى ذات الرمال البيضاء المذهلة، أم إلى المدينة بأضوائها وصخبها، فهذا يعني أن الوقت قد حان لتتزودي بشحنة إضافية من الطاقة الإيجابية وتوسعي آفاقكِ بتجارب جديدة. وهنا، تقدم لكِ ثلاث من خبيرات السفر نصائحهن الخاصة التي ستفيدكِ بكل تأكيد، سواء كنتِ ترتدين الحجاب وترغبين في زيارة المناطق المحلية، أم أردتِ السفر وحدكِ خارج حدود الوطن.
شخصية مؤثرة في قطاع السفر والرحلات
هيفاء بسيسو في مصر. الصورة كما وردتنا
تركت هيفاء بسيسو وظيفتها في إنتاج البرامج التلفزيونية لإطلاق قناتها على يوتيوب، Fly With Haifa، حيث تنشر رحلاتها كامرأة محجبة بهدف تحطيم التصورات النمطية عن المحجبات. تقول: “أحب إبراز الحب بين الناس في لقطاتي المصورة”. ولأنها تطير غالباً أربع مرات شهرياً، تطلق هيفاء على نفسها لقب “مسافرة اللحظات الأخيرة”، وتعلل قائلةً: “لأني أسافر إلى حيث يرشدني قلبي”.
هل واجهتِ أي تحامل في أي وقت بسبب سفركِ وحدكِ كمحجبة؟
لا، ولكني أعرف نساء حدث لهن ذلك. أنا عادةً أتعلمُ كيف أقول مرحباً وشكراً باللغة المحلية، وبمجرد أن أقولهما يذاب الجليد بيني وبين الناس وتعلو الضحكات. كما أرتدي ألواناً كثيرة وأبتسم في وجه الناس بحب حقيقي وفضول. وأشعرُ بأنها الوصفة السريّة الناجحة.
هيفاء بسيسو في جزر المالديف. الصورة كما وردتنا
ما أبرز علامات الأزياء المحتشمة التي تفضلين حمل قطعها معكِ؟
أحب أناتومي، فمصممتها دعاء الغوطي محجبة أيضاً وتعرف ما نحتاجه: سواء البناطيل الطويلة، أم البلوزات، أم السترات التي لا نضطر معها لارتداء شيء تحتها ما يضيف وزناً أكبر.
خلال أسفاركِ، تتابعين الأنشطة الإنسانية أيضاً. كيف واتتكِ هذه الفكرة؟
كنتُ دائماً أشتركُ في الخدمات الاجتماعية، فمساعدة الآخرين تمنحني سعادة عميقة. وقد سافرتُ في أول رحلة لي للعمل كمتطوعة في أحد ملاجئ زنجبار. وعندما سافرتُ إلى صربيا، قابلتُ عائلة عراقية جميلة فرت من وطنها سيراً على الأقدام. وأصبحتُ قريبة جداً منهم، كما لو كانوا امتداداً لعائلتي. وقد أهديتهم كاميرا وعلمتهم التدوين المرئي، حتى يستخدمونه في القيام بشيء ما. ولا زلت جزءاً من رحلتهم.
ما قواعد مواقع التواصل في تسجيل الرحلات؟
استمتعي بوقتكِ! ولا تخشي من أن تضلي طريقكِ. وقد تلتقين بأجمل الناس وتتصورين معهم، وقد تجدين أروع الزوايا والأماكن لالتقاط الصور. اِحملي معكِ بطاريات إضافية وبطاقات للذاكرة واحتفظي بنسخة احتياطية من لقطاتكِ يومياً، لأنكِ لا تعلمين ما الذي قد يحدث. تعاملي بصفتكِ الشخصية وتجولي مع واحدة من السكان المحليين، فهذا ما يجلب السحر والمتعة الحقيقية. اُنشري لقطاتكِ وشاركيها واذهبي إلى البقاع غير المعهودة – تلك الأماكن التي لم يزرها الكثيرون من قبل.
ريا ساران
رئيسة تحرير كوندي ناست تراڤلر الشرق الأوسط
ريا ساران في تنزانيا. الصورة كما وردتنا
تستهل ريا حديثها قائلةً: “كنتُ في هاڤانا منذ بضع سنوات، ولم تكن الحوارات العميقة والتفاعل بيني وبين السكان المحليين ليحدث لو لم أكن أسافرُ وحدي”. تتمتع ريا بخبرات غير محدودة في السفر حول العالم، من جزر سيشيل إلى أستراليا، وحتى اسكتلندا، وأيسلندا.
بوصفكِ امرأة تحب السفر بمفردها، ما احتياطات الأمان التي تتخذينها قبل السفر؟
أعظم أداة لي في ترسانتي هي البحث – وأحرصُ على أن أعرف كل شيء عن الوجهة التي أذهبُ إليها: من حيث طبيعة مختلف الأحياء، وأكثر وسائل المواصلات أماناً، وقواعد الزي المحلية، وما شابه ذلك. كما أحرص على تزويد هاتفي برصيد للبيانات. ومن خلال الإعداد الجيد، والذكاء أثناء التجول في الشوارع، والوعي بما حولكِ، ستسير رحلات النساء اللواتي يسافرن وحدهن على خير ما يرام في أغلب الأماكن.
ما أفضل خططكِ للقيام برحلة سفاري؟
أولاً، لن تجدي معلومات عن أفضل رحلة سفاري بالنسبة لكِ –فجنوب أفريقيا، وكينيا، وتنزانيا دول جميلة، ولكن كلاً منها تقدم تجارب مختلفة– وتعتبر رحلات جنوب أفريقيا أكثر تنظيماً، فيما تقدم الدول الأخرى تجارب أكثر جموحاً. والتوقيت مهم أيضاً. وللاستمتاع بالهجرة الكبرى للحيوانات –وأنصح بشدة القيام بها ولو مرة واحدة في العمر– هناك شباك لحجز تذاكرها. وإذا كان المخيّم الذي تقيمين فيه ينظّم رحلات سفاري بالمنطاد، أو رحلات سفاري ليلية، أو أي نوع من الرحلات الصباحية وألعاب القيادة بعد الظهيرة – فلا تترددي في تجربتها.
ما الأزياء المُفضل ارتداؤها خلال رحلات السفاري؟
بوجه عام، البنطلون هو أفضل صديق لكِ خلال هذه الرحلات. احملي معكِ نظارة شمسية، وقبعة، وحذاءً مريحاً ومغلقاً. وليس مهماً ارتداء أزياء باللون الكاكي للاندماج مع الطبيعة –فستمكثين في السيارة طوال الوقت– ولكن تجنبي ارتداء درجات الأزرق الداكن والأسود في المناطق التي ينتشر بها ذباب تسي تسي لأنه ينجذب للألوان الداكنة. ولا تتوقعي أن ترتدي أزياءً أنيقة في العشاء، ولكن يمكنكِ ارتداء فستان وانتعال أحذية مسطحة إن شئت ذلك حقاً.
فلورنس دوبوا
المديرة التنفيذية للعلامات والاتصال بمجموعة جميرا
فلورنس دوبوا في الإمارات. الصورة كما وردتنا
تتعقب فلورنس دوبوا أكثر الأماكن سريةً في العالم وتنشر صورها على انستقرام لأنها تحب “استكشاف أي مكان في العالم”. ولكن إذا تعين عليها اختيار مكانها المفضل، فستكون الصحراء. تقول: “أعشق صوت السكون. إنه جميل للغاية وأستمتع بكل دقيقة فيه. وأحب جميع الظلال التي ترتسم على الرمال، والتي تتحول من اللون الماسي الأبيض إلى لون الطمي الداكن المائل إلى الأحمر، أو البني الدافئ عند الغروب”.
عمَّ تبحثين في الفنادق؟
التصميم المدهش، والروح التي تجعلكِ تشعرين بأنكِ في منزلكِ، إنهما أفضل مزيج للتلقائية والأناقة – وتلك هي التفاصيل التي تحدث كل الفرق. وأيضاً العناية بالخدمات، والطعام الجيد، والموقع المميز.
كيف تتعاملين مع أعباء العمل خلال عطلاتكِ؟
أبقى دائماً على اتصال بالعمل، ولكن خلال العطلات، أختارُ متى أتصل. والعطلات أوقات لإعادة التوازن، وشحن الطاقة، واستعادة النشاط. وهل ثمة نصائح للآباء الذين يسافرون بصحبة أطفالهم الصغار؟ الأطفال يتمتعون بالمرونة، ويمكنهم التكيّف في أي مكان، ومع أي حال، وليسوا عائقاً في أي رحلة. فقط تختلف معدلات مرونتهم وتكيّفهم حسب أعمارهم.
هل ثمة مواقع فريدة تنصحين بزيارتها؟
الأردن، فهي تتمتع بمزيج مثالي من الثقافة الغنية والمناظر الرائعة. وأيضاً ناميبيا، لاستكشاف عالم لم يُكتشف بعد، حيث يمكنكِ القيادة لثماني ساعات دون أن تري سيارة أو إنساناً؛ ولا زالت ذات طبيعة ثرية. وهناك تتغير دائماً ألوان السماء والمناظر، ما يجعلكِ تشعرين وكأنكِ داخل كواليس أحد الأفلام.
ما أكثر الأماكن التي تحبين استكشافها داخل الإمارات؟
بعدما أقمتُ في دبي لمدة عام، أصبحتُ أستمتع بالانطلاق خلال العطلات إلى الصحراء خارج المدينة لاستكشاف المنطقة. وأكثر الأماكن التي أفضلها هي صخرة الأحفور ومنطقة بيغ ريد في دبي، لأنها تضم مختلف الكثبان والتلال الصخرية. وفي أبوظبي، أحب صحراء ليوا لأنها غنية بالكثبان الرملية متعددة الأشكال الممتدة على مرمى البصر. ستتمنين فقط لو تمكنتِ من الاحتفاظ بجميع تلك الصور الرائعة في عقلكِ إلى الأبد.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد يوليو وأغسطس 2019 من ڤوغ العربية.
اقرئي أيضاً: إليكِ طريقة إعداد حقيبة جمالية خلال السفر
