تابعوا ڤوغ العربية

الزمن يتبدّل والتصوّرات تتغيّر.. كلمة مانويل أرنو لعدد مارس 2022

 

مانويل ارنوت بعدسة ziga mihelcic

كثر الجدل هذا الشهر في الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن أبرز مظاهر الجانب المجتمعي للأزياء. وفي فرنسا، لا يزال حظر الحجاب –الذي أصبح أيضًا حقيقةً واقعةً الآن في الرياضة– يطعن في الحقوق الأساسية لملايين المسلمين في البلاد. وكما تناولنا على موقعنا الإلكتروني Vogue.me، فقد اتسع نطاق القضية أكثر عندما كتبت العارضة الشهيرة بيلا حديد وعملاقة صناعة التجميل هدى قطان عن هذا الموضوع، وعبرتا عن غضبهما الشديد لهذا الحظر. ومن ناحية أخرى، تعرضت صورة نيكول كيدمان على غلاف عدد هوليوود السنوي من مجلة “ڤانيتي فير” مرتديةً إطلالة من “ميو ميو” (تتألف من تنورة قصيرة للغاية وتوب) لسيل من التعليقات على إنستغرام، حيث اتهم عددٌ كبير من متابعي المجلة الفنانةَ البالغة من العمر 54 عامًا بارتداء ملابس لا تناسب عمرها، بل والتشبث بالصورة الوهمية “للتلميذة”.

وكلما فكرت في هذين الموضوعين، تملكتني الحيرة أكثر. لماذا لا نزال، في مارس 2022، نملي على النساء ما يجب وما لا يجب عليهن ارتداؤه؟ في رأيي، ارتدي ما يُرضيكِ ما دام ذلك يسعدكِ ولا يجبركِ عليه أحدٌ ولا يعرض أحدًا للخطر – سواء كان حجابًا أم تنورة قصيرة.

وهذا النوع من الاهتمام والتدقيق من جانب الجمهور هو أمر اعتادت عليه تمامًا النساء النافذات الثلاث اللواتي دعوناهن لتزيين أغلفة عدد العيد السنوي الخامس للمجلة. ومع ذلك، لم يقف ذلك مطلقًا عائقًا أمام نجاح أمينة معادي، ونادين نجيم، وهدى قطان، كلٌ في مجالها.

ومثلما قرأتم على الغلاف، فقد أفردنا عدد العيد السنوي هذا للنساء اللواتي ينطلقن بالعالم العربي إلى الساحة العالمية، تمامًا مثل جميلاتنا الثلاث اللواتي أسرن قلوب الملايين في أنحاء العالم عبر الموضة والجمال والأداء. وقد اخترنا هذا الموضوع بنيّة واضحة: أن ندلي برأينا، ونعزز قوة المرأة العربية وريادتها للأعمال، ودورها دائم التطوّر في المنطقة، وكذلك صورتها في الخارج. وإن كنتم تقيمون في دبي أو الرياض أو أي مدينة كبرى أخرى في الشرق الأوسط، ستعلمون أن الأمور تغيّرت بوتيرة سريعة، ولكن في جميع أنحاء العالم لا تزال هناك بعض التصوّرات المسبقة التي نريد القضاء عليها حيال خضوع المرأة.

وعن نفسي، رغم سعادتي بعدد العيد السنوي هذا، كان إعداده أيضًا حافلاً بالتحديات وباعثًا على الخوف. ولأني لست عربيًا، فقد شعرت بعظم مسؤولية صنع محتوى يفخر به قراؤنا. وتضاعف هذا الشعور عشرات المرات عندما أضفنا ضغط الحاجة إلى إعداد أفضل عدد أصدرناه على الإطلاق. وكان جمع هذه الصفحات تدريبًا أيضًا على اكتشاف الذات والتأمل. ودائمًا ما تعصف بي المشاعر حين أتصفح أعداد ڤوغ العربية السابقة خلال بحثي، لأن جميع موضوعاتها الرئيسية مرتبطة بعديد من المغامرات والرحلات الخارجية والمشاعر والضغوط – ولكنها مشاعر الرضا في الأساس والإحساس بالتميّز لنيل فرصة الاشتغال بمهنة أستمتع بها أيما استمتاع. وبطبيعة الحال، أحب ثمرتها والأغلفة القوية التي تضع ڤوغ العربية دائمًا في قلب الروح الثقافية لهذا العصر، ولكني أيضًا أحب جميع اللحظات التي قضيتها خلف الكواليس – بدايةً من اختبائي مع المطربة السورية أصالة داخل “توك توك” بمدينة مراكش، وصولاً إلى عملي مع المصور الأسطوري بيتر ليندبيرغ في أحد مواقع التصوير.

وكما تتصورون، فإن تحرير مجلة يعد بمثابة لعبة أحجية معقدة، أنا مجرد قطعة صغيرة منها، لذا أود أن أشكر أسرة ڤوغ العربية وجميع المساهمين والمعلنين معنا الذين يرتقون دائمًا بالمجلة بإبداعاتهم وسخائهم. وأخيرًا، والأهم من ذلك، أشكر قراءنا الأعزاء الذين ظلوا معنا طيلة الخمس سنوات الماضية. إن هذه المجلة، التي تضم 500 صفحة –وأكبر عدد لنا على الإطلاق– بمثابة تحيتنا الحارّة لكم.

 

اقرئي ايضاً : نادين نسيب نجيم، هدى قطان وأمينة معادي يحتفلن بالعيد السنوي الخامس لڤوغ العربية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع