تابعوا ڤوغ العربية

المائدة المرصّعة بالجواهر… كتاب طهي يحتفي بأصالة الوصفات التقليدية

بإذن من بثاني كعدي

تضجّ كلمات بثاني كعدي بالحياة. تحكي بحماسة عن كتابها الجديد «المائدة المرصّعة بالجواهر» The Jewelled Table الذي صدر أخيراً عن دار «هاردي غرانت» في بريطانيا، بعد كتابها الأول «المطبخ المرصّع بالجواهر» (2013)، وعن المطعم الذي تجهّز لافتتاحه في بيروت. الطاهية والكاتبة اللبنانية الأميركية، التي حلّت وصيفة أولى لملكة جمال لبنان عام 2001 ومثّلت لبنان في مسابقة ملكة جمال العالم عام 2002، مبدعة في ابتكار أطباق من وحي أيامنا، لكنّها تعزّز أصالة الوصفات التقليدية. هذا ما نجده في الكتاب الذي يمكن أن يكون موضوعه الفنّ إلى جانب الطهي لروعة تصميم صفحاته وتميّز صوره. ويبرز في الصفحات، إلى جانب الوصفات الثمانين المنتمية إلى المطبخ الشرقي أوسطي صوت الكاتبة الشخصي، صوت واضح مفعم بالحماسة مرح ومباشر، تتنقّل عبره بين مراحل تاريخية مختلفة، تلجأ إلى التاريخ حيناً و«حروب الأطباق» حيناً آخر كما جاء في مقطع «الجبهة الإسرائيلية» في الصفحات الأولى من الكتاب. «فليعرّف الحمص الأصلي عن نفسه» هو عنوان مقطع تحليلي خطّته كعدي لتستهلّ وصفاتها المبنية على الحمص. هذه المقاطع تتداخل مع الوصفات المبتكرة التي اختبرتها الطاهية قبل أن تعتمدها. «أحبّ أن أبدع في المطبخ. أفكر في الوصفة أياماً طويلة ثم أختبر ما أنتجته أفكاري. لقد صنعت من الكشك «بيشاميل» أو «كشكاميل»، فالكشك طحين مصنوع من لبن. هو مكوّن غذائي رائع لكنه ليس معروفاً، ليس كوزموبوليتانياً». 

غاصت كعدي في أبحاث استمرّت عامين لتدوين كتابها المبني على «فضول شخصي» كما تقول. «قرأت الكثير، كتب تاريخ ومقالات أكاديمية تتناول طعام الشعوب وكتب طبخ عربية قديمة مثل كتاب البغدادي. وغرقت في عالم نوال نصرالله التي أعتبرها، على صعيد عالمي، من أهم الكتّاب والكاتبات المتخصصين في أطعمة الشعوب. أطباق الشرق الأوسط مثيرة للاهتمام ولم يتم تطويرها أو ابتكار أطباق جديدة انطلاقاً منها. يستخدمون الآن في الغرب بعض مقوّمات هذا المطبخ المشرقي، لكن من دون معرفة، من دون دراسة الوصفات القديمة التي بنت هوية أو هويات هذا المطبخ. وقد كانوا قديماً مثيرين للاهتمام في ما يمزجونه ويبتكرونه من أطباق. حين فكرت في السبموسة بالقريدس اكتشفت أنها تشكّل طبقاً قديماً يعود إلى القرن العاشر». 

دراسة الوصفات وتدوين ما يدور في فلكها تجربة خاضتها كعدي عام 2008 حين أطلقت مدوّنتهاDirty Kitchen Secrets مع استقرارها في بريطانيا خلال عشرة أعوام. «كان الطهو هواية في تلك المرحلة، مرحلة الاستكشاف قبل أن أجرؤ على القول بأنني وجدت نفسي في هذا المجال، وجدت مهنتي». 

لقد كانت رائدة في عالم تدوين الوصفات، ثم ابتكرت لاحقاً فكرة إطلاق مؤتمر لمدوّني الطعام، فنجحت «خلال خمسة أعوام في تنظيم Food Blogger Connect المؤتمر الأول من نوعه الذي يجمع مدوّني الطعام حول العالم قبل بروز ظاهرة “المؤثرين”». 

تعود كعدي إلى بداية شغفها، إلى حبها الطعام وتحضير مائدة غنية. «كنت في بيت أهلي أحبّ أن أطهو للجميع، وما زلت أحب أن أُطعم الناس.  طالما كنت أمضي إجازاتي غارقة في المطبخ. وفي عطلات نهاية الأسبوع أدعو الجيران والأصدقاء ليشاركوني ما حضّرته». لعلّ هذا «الحبّ» هو ما دفع كعدي إلى خوض تجربة «تذوق لبنان» Taste Lebanon، الشركة التي أطلقتها عام 2011 وتهدف إلى تعريف أهل البلد وزواره بأسرار الأطباق المحلية الشهية والقيام بجولات في المطاعم والمناطق تسمح بالاطلاع على طرق تجهيز الأطباق الأصيلة». 

احصلوا على نسختكم من هذا الكتاب هنا.

هكذا يكرّم مهرجان القاهرة السينمائي جهود المرأة في السينما

نُشر هذا المقال للمرّة الأولى داخل عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع