تابعوا ڤوغ العربية

الاتحاد قوة: هدى ومنى قطّان ترويان قصة بناء إمبراطوريتهما العائلية التي تتجاوز قيمتها مليار دولار

بفضل نجاح علامتهما لمستحضرات التجميل والعطور وبرنامجهما الواقعي على فيسبوك، أصبحت الشقيقتان هدى ومنى قطّان قوة لا يُستهان بها.

بعدسة دومين ڤان دي ڤيلدي لعدد مايو 2019 من ڤوغ العربية

تستهل هدى قطّان -التي تمثّل وجهَ هدى بيوتي، إحدى أكثر علامات التجميل نمواً في العالم- حديثَها عن إمبراطوريتها التي تتجاوز قيمتها مليار دولار أمريكي قائلةً: “لولا عائلتي لم أكن لأصل إلى ما وصلت إليه”، مشيرةً إلى شقيقتيها الأمريكيتين من أصل عراقي والمقيمتين في دبي، منى وعليا قطّان، وزوجها الأمريكي من أصل كولومبي كريستوفر غونكالو. وتضيف خبيرة التجميل التي تحولت إلى رائدة أعمال: “أنا العين الفاحصة، ومنى قلب العلامة ودماغها، وعليا سيقانها لأنها تجعلنا نستمر في المسير، وكريس عضلاتها التي ساعدت على تحويلها إلى شركة رابحة”. 

ومثل شقيقتيها، تتمتع هدى بملامح عربية أصيلة، إذ تملك عينين لوزيتين تؤطرهما رموش سوداء طويلة تنسدل كالموج على وجهها. وفي أول جلسة تصوير تجريها لغلاف ڤوغ العربية، تجلس ابنتها نور، البالغة من العمر سبع سنوات، بجوارها وقد بدت مأخوذة بسحر الهالة البراقة التي تحيط بوالدتها. تقول هدى فيما تنظر إليها باهتمام: “أخذت تستعد لهذه الجلسة طيلة ليلة أمس. فتناولت طعاماً صحياً، وشربت الماء بغزارة، وأوت إلى فراشها مبكراً. لقد أخذت هذا الأمر على محمل الجد تماماً”. 

وصلت منى، أصغر الشقيقات الثلاث، إلى الجلسة. كانت هذه الشقيقة أول قوة دفعت هدى ونقلتها إلى عالم التجميل، فقد حثّتها على اتخاذ فنون المكياج مهنةً لها، فأطلقت هدى مدوَّنتها، هدى بيوتي، عام 2010، وتوسعت في نشاطها وأنتجت رموشاً مستعارة في عام 2013 بمساعدة منى و6 آلاف دولار أمريكي قدمتها لها عليا كاستثمار. وشهدت الشركة انطلاقة كبيرة بنفاد باكورة مجموعاتها في متاجر سيفورا على الفور تقريباً. وبفضل نمو الشركة بنسبة ملحوظة على مدار الخمس سنوات الماضية –حيث وصل عدد متابعيها على الإنترنت إجمالاً إلى 50 مليون متابع، وأصبحت منتجاتها تتوافر في أكثر من 1500 متجر حول العالم، كما حظي المسلسل الواقعي “هدى بوس”، الذي يُعرَض على “فيسبوك ووتش” بفرصة عرضه لموسم ثانٍ– وهكذا تعمل العائلةُ كتروس آلية دقيقة. وحتى العضوة الصغرى نور نالت أيضاً نصيبها من الإشادة. تقول عنها والدتها: “إنها تلهمني بشدة. فقد غيّرت العلامة. ولولاها لم أكن لأفكر في توسيع العلامة بلا حدود”. 

منى قطّان: ماذا يعني لكِ الجمالُ؟

هدى قطّان: الجمال هو أن تعبّري عن نفسكِ بالطريقة التي تودينها. وقد يجعلكِ تشعرين بالقوة، وأنكِ لا تحدُّك حدود. فالجمال يدعم. إنه القدرة على الشعور بالقوة. فكثير من الناس لا يحبون أنفسهم. وهذا ما عانيته. إنني فقط في طريقي إلى مكان تشعر فيه نفسي بالراحة أكثر. 

هدى: بمَ تصفين عائلتنا؟

منى: إنهم شغوفون للغاية وعطوفون جداً، لكن متطلباتهم كثيرة. وداعمون للغاية، لكنهم لا يجيدون التصرّف دائماً. نحن نحثّ بعضنا بعضاً على تقديم أفضل ما لدينا. 

هدى: هل يمكن أن تؤدي علاقة بين شقيقتين إلى نجاح نشاط تجاري؟

منى: نسعى لتحقيق النجاح التام – رغم أن شخصيتينا مختلفتان تماماً، ولكننا نشبه قوتيّ اليين واليانغ، فتكمل كلٌ منا الأخرى. لقد أمضينا عمرنا كله معاً. ونحن مختلفتان للغاية من ناحية الشخصية، ولكننا متشابهتان تماماً فيما يتعلق بالأهداف، والقيم، وأخلاقياتنا في العمل، ولدينا تطلعات كبيرة. فنحن نريد بناء فريق الأحلام المذهل هذا وتحطيم الأرقام القياسية في الصناعة. ونشعر ببالغ الحماس. ولا شيء أفضل من العمل مع شقيقتكِ أو عائلتكِ.

هدى: نريد أن نكون مثل شركة “إيستي لودر” لهذا الجيل. فأنا أعشقها. والمؤسسون من أصحاب الرؤى هم الذين يغيّرون الصناعة. ويغيّرون العالم. أمامنا مشوار طويل لنقطعه، ولكني أرغب في احترام ذلك. ونوظف جميع الأفراد المناسبين للقيام به. ولدينا فريق رائع. 

منى: هل كانت مسيرتكِ سلسةً دائماً؟ 

هدى: حتى قبل ستة أشهر، كنتُ أشعر دائماً بالتوتر. وفي العام الماضي، لم أحب عملي. تمكنتُ من تحديد سبب نجاح العلامات المستقلة في بيع منتجاتها. لقد بدأنا العلامة بسبب شغفنا، وبرؤية. ولستُ هنا سعياً وراء المال – أنا هنا لحاجتي إلى الإبداع. وأشعرُ أني عدتُ إلى هذا المكان مجدداً. ومع فريق أثق به، استعدتُ أموراً كثيرة في حياتي.

منى: هل لكِ أن تتحدثي عن أمر لا يعلمه الناس عنّا؟

هدى: في البداية، عانينا كثيراً لتحقيق الأرباح. ومرت علينا كثير من الأوقات لم نكن فيها نعلم ما إن كنا سننجح أم لا، أو حتى إن كان ينتظرنا مستقبل. كانت فرصة السماح بالفشل معدومة أمامنا. قد تملك بعض العلامات منتجاً جيداً وآخر ليس كذلك. لم يكن ذلك الخيار متاحاً لنا. إذا ما فشلنا، كنا سنشهر إفلاسنا. لم أستلم راتبي لبضعة أشهر في سبيل تقديم مجموعة ظلال الجفون روز غولد. ولا أحد كان يعلم ما المستحضرات التي سيتضمنها الخط عند إطلاقه. وقد أبلى بلاءً حسناً. وغيّر الصناعة. 

منى: التقدير مهم جداً بالنسبة لنا. لذا نبدأ يومنا كل صباح تقريباً بجلسة شكر وامتنان. نكتب معاً ونتحدث عن ما نريد تحقيقه. إنه وقت مفعم بالروحانية حقاً. 

هدى: ما أفضل نصيحة أسديتها لي على الإطلاق؟

منى: أن الصبر هو التحدي الأكبر لكِ. وقد أخبرتكِ بالمقولة العربية الشهيرة “كل تأخيرة وفيها خيرة”. وأعتقد أنها ساعدتكِ حقاً. وكلما شعرتِ بالإحباط، تذكري الصبر. فعند الله خطط أفضل لنا. رغم أن أفضل نصيحة أسديتها لي كانت على النقيض: لا تكوني صبورة جداً. لأني هادئة بعض الشيء وقد لا أكون مشاكسة كما يجب أن أكون. 

هدى: هل سنكشف عن نبذة عن المستحضرات الجديدة التي سنطلقها؟

منى: سنطلق مجموعتنا القادمة لعلامة “كايالي” (اللفظ الغربي لكلمة “خيالي”) في أكتوبر أو نوفمبر. ونعمل حالياً على تأليف قصتها. فالعطور منتج عاطفي للغاية؛ ويحتاج الناس للشعور برابط معها. وأعمل على تثقيف نفسي – ولكني أغالب النوم أثناء القراءة عنها. 

هدى: أشعرُ بحماس حقيقي تجاه الخط الجديد للعناية بالبشرة الذي سنطلقه. فقد غيّر بشرتي. وهو منتج واحد. وبسيط للغاية. ويمكن للجميع استخدامه، بغض النظر عن هويتهم. ونحن نعمل على بدء تركيبة جديدة هذا العام، سنطلقها قرب نوفمبر أو ديسمبر. وبحلول عام 2020، ستكون مجموعة كاملة. ونعمل أيضاً على تقديم كريم أساس من إنتاجنا. سيكون بشكل مختلف – خفيف قليلاً. ولديّ الكثير من الخطط لتنويع النشاط دون أن أحوّل نظري عن هدى بيوتي. 

نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد مايو 2019 من ڤوغ العربية. 

والآن اقرؤوا: مؤلفة كتاب ’ليست مجرد برقع‘ تتحدث عن ما دفعها لتأليفه

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع