تابعوا ڤوغ العربية

درّة زروق… الأيقونة العربيّة التي أحبتها أم الدنيا ففتحت لها أبوابها

درة زروق بفستان من دولتشي آند غابانا ومجوهرات من بولغري. تصوير ديمون ڤان دي ڤيلد وتنسيق بابلو باتاني لصاله عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

درّة زرّوق فنانة تونسية، أحبتها أم الدنيا ففتحت لها أبوابها وقدمت لها الشهرة والنجاح. لم يكن في بال درّة أن زيارتها إلى مصر ستحوّل الفتاة الحالمة الرومانسية إلى الأيقونة.

نشر هذا المقال للمرّة الأولى في عدد شهر سبتمبر 2019 من ڤوغ العربيّة

بعد أن حازت ماجستير في العلوم السياسية إرضاءً لوالدها، طرقت درّة أبواب الفن بمختلف أنواعه في تونس، هي التي سبق أن رفضت بناءً على رغبة والدها دوراً كان ليمنحها فرصاً أفضل في السينما العربية وهو دور في فيلم “صمت القصور” فاعتلت خشبة المسرح التجريبي، وأدت الرقص المعاصر، وشاركت في عدد من الإعلانات، وسجلت ظهوراً في مسلسلات تلفزيونية، ولمع نجمها مع مسرح التياترو في تونس. إلا أن هذه الفوضى لم ترضِ شغفها وحبها للفن فخرجت من سماء تونس إلى سماء مصر حيث التقت بالمخرج العالمي يوسف شاهين فـألقاها في فوضى من نوعٍ آخر رتبت لها خطواتها الفنية ووضعتها على مسار النجاح الصحيح. بعد فيلم “هي فوضى” انهالت العروض على درّة، فأدركت أنها وجدت في مصر ضالتها وقررت الاستقرار فيها معتمدة على تقارب الثقافة المصرية والثقافة التونسية وعلى إتقانها للّهجة المصرية متحدية كلّ ما قد تواجهه من صعوبات كفتاة تعيش وحيدة في مجتمعٍ غريبٍ لا بدّ سيخيّب أملها أحياناً ويثبط من عزيمتها، وتسعى للنجاح في عالم الفنّ متسلحة بالصبر والذكاء.

درة زروق بفستان من إن 21 ومجوهرات من بولغري. تصوير ديمون ڤان دي ڤيلد وتنسيق بابلو باتاني لصاله عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

تضع درّة خطوطاً حمراء ترفض أن تتخطاها عند انتقاء أدوارها من دون أن تمنعها من أداء مختلف الأدوار، خطوطٌ احترمتها في فيلم “الأولة في الغرام” الذي قدمها إلى الجمهور المصري، وفي مسلسل “العار” الذي أدخلها إلى البيوت العربية، وفي مسلسل “الشارع اللي ورانا” الذي انتقلت به إلى أدوار البطولة المطلقة. صحيح أنها أدت دوراً جريئاً وصارخاً في فيلم “سجن النسا” الذي شكل بصمتها الفنية وأظهر قدراتها التمثيلية الحقيقية، إلا أنها لا ترى فيه أي خدشٍ للحياء أو أي مشهدٍ جريء ومبتذل قد يُخجل عائلتها ويسيء لها.

مصر قدمت لها الشهرة وحبّ الجمهور إلا أنها لم تسرقها كليًا من تونس، إذ لا تزال النجمة الشابة تخصّ جمهورها التونسي بأعمال قد تكون قليلة إلا أنها جماهيرية المستوى يشيد بها الجمهور وترضيه وكان آخرها مسلسل “المايسترو”.

“تعاني المرأة العربية نظرة المجتمع وحكمه عليها وازدواجية المعايير وهي معاناة لا مجال لحلّها بقوة القانون”

لم تسرقها مصر من تونس، إلا أنها أخرتها عن السينما الأوروبية والأمريكية. درّة فنانة عربية مئة بالمئة بمواصفات عالمية، وهو أمر لطالما أكدت أنه يشرفها ويسعدها إلا أنها لا تخفي ندمها لأنها لم تتوجه في بداياتها إلى أوروبا، فرنسا تحديداً، مستفيدة من إتقانها اللغة الفرنسية.
تعتز درّة بهويتها العربية، وتؤكّد أنّها فنّانة عربيّة الهوى والثقافة رغم اتقانها اللّغة الفرنسية، تعيش في مصر وتتنقل بين مختلف الدول العربية وتمثّل نساء العالم العربي أجمع، تحتفي بهنّ وترفع قضاياهنّ في مختلف المناسبات. ترفض درّة مقولة إن المرأة عدو المرأة الأول، فأحياناً تكون المرأة عدوة نفسها وقد يحاربها المجتمع بنسائه ورجاله على حدٍ سواء. وترى درّة أنه رغم تقدم المرأة العربية وانتشار التعليم وحصولها على المزيد من الحقوق إلا أنّها لا تزال ضحية الزواج المبكر والختان وجرائم الشرف، ورأيها في هذا الصدد أعمق إذ تقول: “تعاني المرأة العربية نظرة المجتمع وحكمه عليها وازدواجية المعايير وهي معاناة لا مجال لحلّها بقوة القانون.”

درة زروق بفستان من موسكينو ومجوهرات من بولغري. تصوير ديمون ڤان دي ڤيلد وتنسيق بابلو باتاني لصاله عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

تعتقد درّة أن الغرور مقبرة الفنان وترفض أن تقول إنها وصلت إلى القمة فهي في سعي دائم إلى تقديم الأفضل، ومع كلّ نجاح يزيد قلقها. هذا القلق الإيجابي هو برأيها الغذاء الذي به تستمر حياتها الفنية، فهو دافعها لتقييم نفسها وللتمعن في كلّ خطوةٍ قبل تنفيذها حرصاً منها على مستوى رصيدها الفني، فغلطة الدرّة بألف!

إلى جانب التقييم الذاتي، تولي درّة اهتماماً للانتقادات، إنما القائم منها على أسس صحيحة. فالفنان إنسان قبل أي شيء، تتحكم مشاعره به فيغضب أحياناً أمام الكلام اللاذع، ويبقى صلباً أحياناً أخرى. وتظن درّة أن انتقادات اليوم تختلف كثيراً عن ما كانت عليه سابقاً لا سيما في ظلّ هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي. صحيح أن هذه المنصات تقرّب الفنان من الجمهور إلا أنّها في الوقت ذاته تسبّب له ضغطاً نفسياً متعباً. فكثر هم الذين يختبؤون خلف أسماء وهمية ويطلقون الأحكام العشوائية على الفنان وعلى أعماله ويشوّهون صورته. وفي هذا الصدد تقول درّة: “الثقة بالنفس والقدرّة على تقبل الناس وأعداء النجاح أمر ضروري لمواجهة هذا النوع من البشر. وضروري أيضاً أن يتجاهل الفنان الحاقدين وأن يركز على جمهور واسع لا يفوّت فرصة ليظهر له الحب. “حبّ الجمهور يمنحني طاقةً إيجابية في وجه هذه السلبيات ويحثني على الاستمرار وعلى الاستمتاع بفني.”

درة زروق بفستان من لويزا بيكاريا ومجوهرات من بولغري. تصوير ديمون ڤان دي ڤيلد وتنسيق بابلو باتاني لصاله عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

إلا أن درّة تؤكد أن تقديرها لحبّ الجمهور لا يعني أن تبيح حياتها أمام القاصي والداني. فالفنان إنسان وحياته ملكه وحده قبل أي شيء، له مشاعره وذكرياته الخاصة لذلك ترفض أي تطفل وتحترم آراء الآخرين فقط في اللحظات التي تختار بنفسها مشاركتها مع الناس، وتتقبل برحابة صدر الآراء اللبقة، التعازي، التهاني، الدعم المعنوي، التعبير عن الحب، النقد البنّاء…

كأي امرأة أخرى، تلمع عينا درّة أمام لفظة الموضة! تحبّ الفنانة الجميلة الموضة منذ صغرها من دون أن تكون أسيرة العلامات التجارية الكبيرة أو الخطوط الرائجة. هي تبتاع ما يعجبها بغض النظر عن ماركته، المهم أن تستهويها القطعة وتريحها، لذلك تجد في خزانتها حقيبة من ماركة عالمية وأخرى مصنوعة يدوياً ابتاعتها من أحد الأسواق التقليدية. ودرّة عاشقة للمجوهرات أيضاً، ترى فيها تحفاً فنية تلمع على جسم المرأة فتزيده جمالاً وأنوثة سواء في الحياة اليومية أم في المناسبات.

لا تحاكي رشاقة درّة عارضات الأزياء، إلا أنها تتمتع بقوامٍ أنثوي طبيعي تعمل على المحافظة عليه من دون مبالغة، فهي لا تتبع حمية معينة بل تأكل ما تحب ولا تحرم نفسها من متعة تناول طبق من النشويات أو الحلويات إنما تحرص على عدم الإفراط وعلى ممارسة الرياضة قدر الإمكان. وعن عمليات التجميل قالت: “الغلبة للجمال الطبيعي، والعيب يمنح المرء ميزة واختلافاً؛ ولكن لا ضرر من جراحة تجميلية تصحّح عيباً كبيراً.”

درة زروق تتزيّن بمجوهرات من بولغري. تصوير ديمون ڤان دي ڤيلد وتنسيق بابلو باتاني لصاله عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

تختار درّة لحياتها اليومية إطلالات بسيطة مريحة، وتبتعد عن مستحضرات التجميل قدر المستطاع مفضلة عند الضرورة المكياج الخفيف الذي يظهر جمالية الوجه. أما في المناسبات الكبيرة، فهي لا تساوم أبداً، تبحث من دون كلل عن قطعٍ فريدة تقع في حبها من النظرة الأولى وتختار لها ما يكملها من المجوهرات الكبيرة ولا تتوانى عن تطبيق مكياج ثقيل فني متميز خدمةً لإطلالة ساحرة. ولما كانت تحبّ التنوع فقد طالت قائمة المصممين الذين اختارت من أزيائهم، فذكرت من الوطن العربي زهير مراد وإيلي صعب وريم عكرا ورامي قاضي وطوني ورد وجورج حبيقة ونيكولا جبران وجون-لوي صباجي وعلي يونس ومايكل سينكو ومرمر حليم وهاني البحيري، وأكدت أنها تدعم المصممين الشباب مثل مهند كوجاك وأحمد تلفيت ومهدي قلال وليث معلوف وغيرهم، وذكرت من المصممين العالميين ديور وفالنتينو وستيلا ماكارتني وفيرساتشي وسان لوران وأوسكار دي لارينتا وشانيل ورالف اند روسو وبرادا ودولتشي أند غابانا.

ولكن بينها وبين دار بولغاري حب متبادل وقد صرّحت قائلةً: “أستمتع بالتعامل مع بولغاري وأفخر به. إنها علامة مميزة وراقية ذات قيمة عالية وجميلة. تذهلني بإبداعها وتجددها الدائم. حماسي لبولغاري نابع من إيماني بمشروع Save the Children الخيري الذي استهدف أطفالاً كثر حول العالم. وضمن إطار هذا المشروع، شاركت في حملة Give Hope لدعم الفكرة في الشرق الأوسط.” وعن جلسة التصوير لصالح العلامة والتي أقيمت في استوديو سينيشيتا في روما حيث تمّ تصوير مشاهد من أفلام كلاسيكية مهمة كفيلم كليوباترا لإليزابيث تايلور. حماس درّة لهذه الجلسة بدا واضحاً حين أسهبت في الحديث عنها: “اهتممت بكافة التفاصيل تماماً كما أفعل في العادة. طبعًا العمل مع علامات كبيرة مختلف، فأنا أثق باختياراتها، إنما لا شيء يمنعني من الاطلاع على المود بورد، ومن التعرف على مسؤولي الأزياء والشعر والمكياج لخلق التناغم الضروري لنجاح جلسة التصوير. أحرص جداً على روح العمل الجماعي إيماناً مني أن النجاح ليس إلا ثمرة مجهود أشخاص لكلّ منه خبرة في اختصاص معين، خبرة لا بدّ من توظيفها لتعبّر عن شخصيتي وشخصية العلامة.”

درة زروق بفستان من كريكور جابوتيان ومجوهرات من بولغري. تصوير ديمون ڤان دي ڤيلد وتنسيق بابلو باتاني لصاله عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

درّة اليوم تختلف عن درّة الماضي الحالمة، فهي أكثر نضوجاً وأوسع شهرة وأعمق حزناً وفي سعي دائم لتحقيق سلامها الداخلي، لذلك تولي اهتماماً عظيماً لراحتها النفسية سواء في حياتها المهنية أم في علاقاتها مع الآخرين، وهي على استعداد دائم للابتعاد عن كلّ ما يعكر صفو هذه الراحة. هي تفتقد حالياً إلى الحبّ والرومانسية. وجود الأصدقاء والمحبين حول العالم يعوضها بعض الشيء، إلا أنها تنتظر لقاء رجل يعني ما يقول ويفعل ويكون صادقاً في مشاعره وحنوناً، جميل الروح، خفيف الظل، مثقف، تشعر براحة نفسية معه ويحترم كيانها.”

تصوّر درّة حالياً مسلسل “بلا دليل” وهو دراما اجتماعية تشويقية يتناول قصة “حبيبة” الأم والعازفة التي تعيش العديد من الأزمات ومنها ملابسات جريمة قتل وتتوقع أن يُعرض بداية شهر أكتوبر على القنوات المصرية ثم العربية.

في أول ظهور لها على غلاف ڤوغ العربية.. كيم كارداشيان تتألق في حوار أجراه معها زوجها كانييه ويست

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع