تابعوا ڤوغ العربية

شيرين رضا في حوارها مع ڤوغ العربيّة “علمتني الحياة أن أكون صريحة وأدافع عن حقوقي”

الصورة B Hussein

شيرين رضا جريئة. تكشف بشفافية ومن دون مراوغة عن آرائها التي تبدو في أحيانٍ كثيرة غير مألوفة ومبتكرة

نشر هذا اللقاء في عدد شهر مارس 2019 من ڤوغ العربيّة

خلف الكاميرا شيرين رضا لا تمثّل، هي صريحة، وصراحتها فجّة ممزوجة بكاريزما جمالها الناضج. وقد ظهرت أخيراً في فيلم «الضيف» الذي أخرجه هادي الباجوري وكتب قصته إبراهيم عيسى، وأدّت فيه دور مارلين زوجة المفكر الدكتور يحيى التيجاني الذي يستقبل في بيته ضيفاً، هو شاب ملتزم دينياً (أحمد مالك) يريد خطبة ابنته فريدة (جميلة عوض). والفيلم الذي تدور أحداثه خلال ليلة واحدة يناقش قضية التطرّف في فهم الدين، وقد أثار عرضه عواصف نقدية على مستويات مختلفة.

 تحمّست شيرين رضا للمشاركة في «الضيف» لأن عناصره مكتملة أعجبتها، ولعلّ هذا الإعجاب، كما تقول «فاق إعجابي بشخصية “ميمي” التي أديت دورها. أرسل لي المخرج هادي الباجوري السيناريو، فقرأته خلال ساعتين وكنت متشوّقة لمعرفة ما سيحدث. ثم بعدما انتهيت من القراءة اتصلت به واخبرته بموافقتي على الدور. شعرت بأهمية أن أشارك في هذا الفيلم، خصوصاً أنني أراه إضافة إلى السينما المصرية لاختلاف محتواه ومضمونه عن غيره من الأفلام». 

تغوص شيرين في شرح أسباب هذا الاختلاف الذي يجعل «الضيف» فيلماً مهماً. «الفيلم جريء ومختلف لأنه يعرض نوعاً من الدراما نفتقده. فهو يحقق معادلة صعبة، وهي الجمع بين عرضه لفكرة مثيرة هادفة وكونه فيلماً مُسلياً. كما أنه ينقل آراء ووجهات نظر ستفيد مَن يشاهده، لأنه غني بالأفكار التي تخلق حالة من الشدّ والجذب تدفع الجميع إلى التفكير». 

تشدّد شيرين على أن السينما المصرية تحتاج إلى أفلام من هذا النوع. «نحن السينمائيين يجب أن نؤدي دورنا، فنُسلّط الضوء على القضايا والأفكار التي تؤثر في المجتمع، ويجب أن نقدمها بطريقة جيدة وملائمة لمساعدة المشاهدين على التفكير. التطرف قضية حساسة ومثيرة للجدل، والفيلم يناقشها بطريقة جدلية مختلفة قد يُسيء البعض فهمها، ولكن من الضروري لفت الأنظار إلى بعض المعتقدات المغلوطة والأفكار الخاطئة التي ينسبها البعض إلى الدين، ويسير الناس وراءها فتتبدّل شخصياتهم وأسلوب تفكيرهم وتعاملهم مع الأمور المختلفة، وربما يصبحون إرهابيين بسببها». 

“كل الأدوار التي أقدمها هادفة وتخدم سياق الأعمال التي تقدّم ضمنها، حتى الأدوار الجريئة والتي تثير الجدل أقدمها دون أي ابتذال”

لا شك أنّ دورَيّ شيرين في «الضيف» وقبله في «فوتوكوبي» يرفعان سقف الأدوار التي يمكن أن تقبلها. تعلّق على هذه الفكرة قائلة «أنا أبحث دوماً عن أدوار جديدة ومتنوعة تختلف عمّا سبق أن قدمته. ومن الضروري أن تكون الأدوار جريئة ولم يتم تقديمها في السينما المصرية من قبل، فعلى سبيل المثال قدمت دورَيّ الأم والسيدة المتقدمة في السن في فيلمي “الضيف” و”فوتوكوبي”، ودور المدمنة التي تعيش في بيئة اجتماعية متوسطة في فيلم “خارج الخدمة”، وشخصية القوادة بطريقة مختلفة وغير مسبوقة في فيلم “تراب الماس”». 

«لا أخاف من تقديم شخصيات مختلفة وجريئة وخارجة عن المألوف»، تقول شيرين. ولعلّ هذه الجرأة في اختيار الأدوار ما يدفع المخرجين إلى البحث عنها برغم أنها بدأت التمثيل في سنّ غير صغيرة. فصحيح أن اسمها كان معروفاً، خصوصاً أنها كانت نجمة إعلانات وفي مرحلة ما زوجة نجم ساطع (عمرو دياب)، لكنها بعد عودتها إلى الأضواء ممثلةً فرضت حضورها الفني. وهي راضية عما حققته، وعن طموحها، برغم أنها تتهم نفسها دوماً بالكسل إلا أنها كما تؤكد تسعى دوماً «إلى التجديد والاختلاف. أريد أن أقدّم أدواراً متميزة لكن دون ابتذال أو مبالغة. وهذا ما أرى أنني نجحت في تقديمه من خلال أدواري السابقة». 

جرأة الأدوار التي تبحث عنها شيرين يقابلها تبنّيها مواقف واضحة لمحاربة الأحكام الفارغة والاتهامات والتصانيف التي تهدم بدلاً من أن تبني. كوضوحها في اعتبار عبارة مثل «السينما النظيفة» شتيمة. «هي شتيمة لأنني أرى أنه ليس ثمة سينما نظيفة وأخرى غير نظيفة. أن نُطلق على بعض الأفلام مصطلح “السينما النظيفة” يعني أننا نُسيء إلى الأفلام الأخرى ونعتبرها “غير نظيفة”. وأنا لا أقدم سينما “مش نضيفة”، فكل الأدوار التي أقدمها هادفة وتخدم سياق الأحداث، حتى الأدوار الجريئة والتي تثير الجدل أقدمها دون أي ابتذال». 

لن تظهر شيرين على شاشة رمضان 2019، والسبب كما تقول هو أنها تريد أن تأخذ قسطًا من الراحة «بعد مشاركتي في مواسم رمضان خلال الأعوام الفائتة، بالإضافة إلى ظهوري أخيراً في عدد غير قليل من الأعمال السينمائية». وهي لا توافق على المقارنة بين حضورها السينمائي وحضورها التلفزيوني.  

«هذه الطريقة في حساب الأمور أو قياسها غير صحيحة، نظرا لاختلاف عالم السينما عن عالم التلفزيون، فلكل منهما جمهور يختلف عن الآخر، لكل منهما لغته التي يخاطب الجمهور بها».

لا تعتبر شيرين نفسها معنية بانخفاض عدد الإنتاجات الدرامية في 2019، خصوصاً في موسم رمضان، فهي كما تقول «ليست منتجة». لكننا نطلب منها التعليق على استئثار النجوم الرجال بأدوار البطولة الأعمال السينمائية التي تُطرح هذا العام، فتسارع إلى الردّ «السيطرة الذكورية منتشرة في العالم بأكمله وليس في صناعة الأفلام في مصر والعالم العربي. ولهذا سبب أطلقت نجمات في هوليوود حملة للحصول على أجور متساوية مع تلك التي يحصل عليها زملاؤهن الرجال، ونسمع الفنانات في الحفلات والجوائز يتعهدن بأنهن سوف يتكاتفن معًا من أجل التصدي للهيمنة الذكورية المنتشرة في هذه الصناعة». 

بعد «الضيف» تشارك شيرين في الفيلم سينمائي “رأس السنة” الذي من المُقرر أن يُعرض قريبًا، وتكشف أنها تدرس «بعض العروض الأخرى التي لم أختر من بينها أي عمل حتى الآن».

بعيداً عن التمثيل تتهم شيرين رضا بأنها صريحة إلى حد الشغب. ولعل الصراحة الفجّة أهمّ ما يميّزها، وإن كانت تسبب لها مشاكل أو يساء فهمها. «علمتني الحياة أن أكون صريحة وأدافع عن حقوقي، كما أني لا أعتبر الصراحة، مهما كانت فجّة صفة يجب أن نخشاها، على العكس تمامًا فهي من أهم الصفات التي من الضروري أن يتحلّى بها الانسان». 

ربيع الفن… إليكم أبرز الفعاليات الثقافيّة في أجندة شهر مارس 2019

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع