تابعوا ڤوغ العربية

كيم كارداشيان تتحدث عن الأمومة، والعدالة الجنائية، والطلاق، والسعادة

تقدم كيم كارداشيان البالغة من العمر 41 عامًا نموذجًا للاستقلالية، فهي: متفوقة، وواثقة من نفسها، وتعيش هنيئة البال. وهنا، تتحدث عن الأمومة، والعدالة الجنائية، والطلاق، والسعادة – وكل ما يتعلق بذلك

تصوير Carlijn Jacobs تنسيق الأزياء Carlos Nazario

إنه الأسبوع الأول من يناير، عقب عطلة أخرى ساقتها فوضى «كوفيد»، وها هي شمس الشتاء بدأت تغرب خلف فريق عمل ڤوغ المحتشد من أجل تصوير كيم كارداشيان وأطفالها الأربعة على الأرض العشبية لمنزلها العصري في هيدن هيلز بكاليفورنيا. نحن الآن على بُعد 20 دقيقة فقط شمال لوس أنجلوس وضجيجها، بيد أنه لن يخطر ببالكم أبدًا أنه يمكن مشاهدة الأرانب قطنية الذيل تنطلق بين السياج. وقد ظلّ أبناء كيم، -وهم: نورث 8 سنوات، وسانت 6 سنوات، وشيكاغو 4 سنوات، وسالْم سنتان- من كانييه ويست الذي سيصبح قريبًا زوجها السابق، يلعبون خلال الساعة الماضية، حيث لاحقتهم الكاميرات وضجيج لقطاتها. وكانت نورث، التي ارتدت تيشيرت أبيض من «سكيمز» وبنطلونًا قديمًا لوالدتها من «ليڤايس»، ممزقًا بأسلوب جميل ومزوّدًا بحزام عند الوسط، تمارس رمياتها الحرّة في ملعب كرة السلة الأسود الذي بنته كيم ذات مرة لكانييه في أجمل أيام زواجهما، فيما كان أشقاء نورث الصغار يدورون حولها بسياراتهم اللعبة ذات المحركات الموضوعة تحت تصرفهم. وطلب القائمون على رعاية الأطفال من سانت إبطاء سرعته، وكان سانت يرتدي إطلالة لائقة من قميص أخضر ليموني من «كاواساكي» اختارته له شقيقته نورث التي حرصت على تنسيق أزياء أشقائها كلهم. ولكن تقترب سريعًا لحظة التحوّل الحاد، حيث تحوِّل قوى غامضة هؤلاء الأطفال السعداء إلى بؤساء بلا مواساة.

ولم تخرج كيم بعد من «غرفة التزيُّن»، فلا تزال منزوية داخل غرفة أزيائها التي من حيث الحجم لا تمت بصلة لخزانة الملابس التقليدية، بل هي أقرب إلى شقة كلاسيكية مكونة من ستة غرف في مانهاتن. وحين ظهرت الأم كيمبرلي بعد ذلك بفترة وجيزة، كان ظهورها عابرًا للغاية لدرجة أن أجواء التصوير لم تتأثّر تقريبًا. «مرحبًا يا رفاق»، هكذا قالت بينما كانت تتجه نحو الفناء متألقة بطقم من الدنيم من مجموعة الأزياء الراقية من «بالنسياغا» مع حذاء طويل الساق أسود اللون بتصميم شائك، وكان شعرها مشدودًا بإحكام، وازدان وجهها وعنقها باللون البرونزي فائق الجمال. وعن شخصها، يبدو صوتها أكثر نعومةً من الصوت العذب لفتاة كاليفورنيا الشقراء الجميلة التي اعتادت كيم وشقيقاتها السخرية منها – حتى من قِبَل كيم نفسها عندما لعبت دور شقيقتها الكبرى كورتني في اسكتش ضاحك من برنامج «ساترداي نايت لايڤ» الخريف الماضي باسم «ذا بيبولز كورت» الذي شهد سخرية من كامل عائلة كارداشيان-جينر.

وبرونقها المعتاد، جاء أطفالها ليرحبوا بـ«ماما» كما ينادونها أولاً وقبل كل شيء، والآن ها قد أصبحت الأم هنا، وكل من أبنائها الأربعة يريد أن يظفر بقطعة منها الآن ودون توانٍ. وانطلقت صيحات الثلاثة الصغار تعبيرًا عن سعادتهم بقدوم أمهم قبل أن تتحول على الفور وبعد لحظات بسيطة إلى جولة من الغناء الذي يكاد يصيبك بانهيار لأغنية «رو، رو، رو يور بوت». وهكذا، بدأ السحر.

التفّ سانت وشيكاغو وسالْم حول والدتهم وأخذوا يجذبونها من بنطلونها كما لو كانوا يلعبون به لعبة «شد الحبل»، فيما طلبت نورث بهدوء أن تمسك بيدها. وعلى الفور، تحوّلت واحدة من أشهر نساء العالم لتصبح مثل أي أم عادية تضطر أحيانًا لرشوة أبنائها لاستعادة الهدوء. فسألت ابنها الأصغر قائلة: «سالْمي، هل تريد الحلوى أم تريدني أن أحملك؟”، وبسرعة، انهالت عروض الآيس كريم، ولعبة “ليغ أوف ليجندز”، والدمى، والمكياج، ولعبة «روبلوكس» بنبرة صوت ثابتة لا تتزعزع. وهمس سانت، الذي تطلق عليه كيم لقب «المفاوض»، في أذن أمه بعدما لمح مدى إذعانها وانشغالها بطنين الكاميرات، طالبًا سعرًا أعلى. «5 مليون روبلوكس؟»، هكذا قالت لاهثةً الرئيسةُ التنفيذية لمجموعة شركات تقدر قيمتها بـ2 مليار دولار أمريكي، وعلامة «سكيمز»، وخط مستحضرات تجميل معاد إطلاقه (كان سابقًا باسم «كيه كيه دبليو بيوتي»). وبالفعل، نجحت كيم في عقد صفقاتها مع أبنائها في وقت قصير، وتمكنت من إعطاء كل طفل منهم اهتمامها الكامل دون أن تفقد هدوءها – فقد أخبرتني أن سر قوتها الفائقة يكمن في المحافظة على رباطة جأشها في أي موقف. انتهت جلسة التصوير في الوقت المناسب، قبل أن يتلاشى آخر شعاع من الضوء الذهبي خلف التلال.

تصوير Carlijn Jacobs تنسيق الأزياء Carlos Nazario

وفي وقت لاحق من ذلك المساء، بعد أن أخذت حمامًا منعشًا ومسحت المكياج عن وجهها وارتدت روب أبيض مغطىً بالوبر، جلست كيم لتتناول طبقًا نباتيًا مطهيًا في قليل من الزيت أعدّه لها أحد الشيفين اللذين يعملان لديها بدوام كامل. وقاطع العشاء لوهلة كلٌ من شيكاغو، أو «شي»، وابنة خالها دريم البالغة من العمر 5 سنوات، وهي ابنة روب كارداشيان شقيق كيم، إذ خرجتا علينا بإطلالتين متماثلتين ارتدتا خلالها البيجامة وكان شعرهما مجدولاً في ضفائر، فيما كانتا تركضان أمامنا جيئةً وذهابًا وتصيحان: «لم يكن لدي حبيب قط! لم يكن لدي حبيب قط!»، فصاحت كيم في وجهيهما قائلةً: «من الأفضل ألا يكون لكما حبيب»، طالبةً من الفتاتين أن تصعدا إلى الطابق العلوي لمشاركة هذه الأخبار مع نورث وسانت اللذين كانا يلعبان معًا في غرفة سانت.

المطبخ عبارة عن واحة هادئة من الألوان المحايدة، شأن بقية مساحات هذا الملاذ البسيط من إبداع المصمم البلجيكي أكسيل ڤيرڤوردت الذي أبدع أيضًا الديكورات الداخلية لكلٍ من ستينغ، وروبرت دي نيرو، وكالڤين كلاين. وكان هذا المنزل قد اشتراه كيم وكانييه (أو «ييه»، كما بات يُعرَّف الآن بحكم القانون) عام 2014 واستغرق تجديده ما يقرب من 7 سنوات -وتصادف بذلك نفس فترة زواجهما. ورغم أن هذا المنزل بدأ كرؤية مشتركة بين الزوجين، فإنه يصطبغ الآن بروح كيم قلبًا وقالبًا، فكل غرفة تصطبغ بلون أحادي وهو ما أصبح يمثّل بصمتها المميزة، بدايةً من التصاميم التي تبدعها لـ«سكيمز»، ومرورًا بـ«بالنسياغا» التي ترتدي منها دومًا، وانتهاءً بالسيارات التي تمتلكها – سواء سيارة مايباخ، أو رولز رويس، أو لامبورجيني إس يو ڤي، كل هذا تغطيه نفس الدرجة من اللون الرمادي. ودفعتها عملية التصميم التي تعاونت فيها هي وييه مع ڤيرڤوردت إلى حب فن العمارة، وبالتحديد العمارة اليابانية. وفي الوقت الحالي، يقوم المهندس المعماري تاداو أندو، الحائز على جائزة «بريتزكر»، ببناء منزل كيم في مدينة بالم سبرينغز الذي تصفه بأنه «خرساني، ومكسو بالرمادي، وروحاني فعليًا»، فيما يعكف كينغو كوما، الذي صمم الملعب الوطني لدورة طوكيو للألعاب الأولمبية 2020 وأيضًا المقر الرئيسي لشركة «إل ڤي إم إتش» في اليابان، بتشييد منزل من الزجاج والخشب على ضفاف بحيرة في مكان سري تذهب إليه كيم في الرابع من يوليو كل عام.

ومنذ أن رفعت كيم دعوى الطلاق في وقت سابق من العام الماضي، لم تفصح علنًا بالكثير عن انفصالها عن الرجل الذي تنسب إليه الفضل في إلهامها اهتماماتها الجمالية الحالية. ربما تركت السنوات القليلة الأخيرة تتحدث عن نفسها: انتقال ييه إلى وايومنغ، والمضمار السياسي في يوليو 2020 أثناء ترشحه السابق لأوانه للرئاسة، وعندما ادعى أنه فكر هو وزوجته في إنهاء حملها الأول، وتغريدته بعدها على تويتر التي اتهم فيها كيم بمحاولة «احتجازه» ما دعا كيم إلى طلب التعاطف معه، وتجربته في الإصابة باضطراب المزاج الثنائي القطب. ومنذ انفصالهما، لم يخف ييه رغبته في العودة إليها، حتى وإن أبدى تأثّره من مواعدتها لشخص جديد. وقد امتنعت كيم بدورها عن الإدلاء بأي تصريحات علنية سواء سابقًا أو اليوم. إنها حقًا تتخذ منحى فلسفيًا فيما يتعلق بإنهاء الزواج.

«لفترة طويلة جدًا، كنتُ أفعل ما يسعد الآخرين»، هكذا أوضحت كيم البالغة من العمر 41 عامًا، وأردفت: «وأعتقد أنني في العامين الماضيين اتخذتُ قرارًا بأن أسعد نفسي. ويشعرني ذلك بالارتياح حقًا. حتى وإن ترتب على هذا القرار بعض التغييرات أو أدّى إلى طلاقي، أعتقد أنه من المهم أن أكون صادقة مع نفسي بخصوص ما يسعدني. لقد اخترت نفسي. وأعتقد أنه لا بأس في أن تختار نفسك». ثم توقفت عن الحديث لوهلة، واستطردت: «سأقضي فترة الأربعينيات من عمري في التعاون مع ذاتي. سآكل جيدًا، وسأمارس التمارين الرياضية، وسأحظى بمزيد من المرح، وسأقضي وقتًا أطول مع أطفالي ومع من يسعدونني. سأضع هاتفي جانبًا، وسألغي المتابعة إذا كنت لا أريد رؤية شيء ما على إنستغرام. لقد جاءت كلوي بالأمس بمقولة تعبِّر عن ذلك أفضل ما يكون، حيث قالت: «انشري واختفي». وعلاوة على عائلتها، تضم قائمة الأشخاص الذين يسعدون كيم صديقاتها اللواتي يشكلن ناديًا من النساء الحريصات بعضهن على بعض، وتنظمهن في مجموعات دردشة إحداها باسم Lifers وتضم أفضل صديقاتها اللواتي تعرفهن منذ مرحلة الروضة، والمجموعة الأخرى باسم «بات شات» وتضم أقرب الصديقات إليها منذ الصغر.

وأخبرتني لايفر أليسون ستاتر التي كان والدها إرڤينغ أزوف رئيسًا لمجموعة «إم سي إيه للترفيه الموسيقي» في ثمانينيات القرن العشرين في الوقت الذي كان فيه روبرت كارداشيان الأب، والد كيم، يدير قسم الترويج- أن الولاء للصداقة مع كيم متبادل بينهما. «إنها تريد بصدق الأفضل للجميع. لم تكن أبدًا محبّة للانتقام أو وضيعة. ومستعدة لأن تفعل أي شيء لكل من يقع داخل دائرة اهتمامها».

وفي حين أن كرم كيم وسخاءها لم يتغيّر طوال عقود حياتها الأربعة، فقد اكتسبت نوعًا من اللامبالاة وعدم الاكتراث مع تقدمها في العمر. وهذا تقليد عائلي، بحسب قول كورتني، أخت كيم الكبرى التي خُطِبَت مؤخرًا وللمرة الأولى وهي في الثانية والأربعين من العمر لتراڤيس باركر عازف الطبول بفرقة «بلينك–182». تقول: «عندما بلغنا سن الأربعين أنا وكيم، تلقينا كل هذه الرسائل النصية من جدتنا وابن عمنا والأشخاص الذين تجاوزا الـ40 من عمرهم»، وتضيف: «وكأن لسان حالهم يقول: أنتما على مشارف أفضل مرحلة في حياتكما».

تصوير Carlijn Jacobs تنسيق الأزياء Carlos Nazario

ولعل خير دليل على نضج كيم هو نهجها في مشاركة ييه في تربية أبنائهما ودعمها له في دوره كأب لهم. تقول: «قد تكونين مجروحة للغاية أو في شدة الغضب من زوجكِ السابق، لكنني أعتقد أنه أمام الأطفال، يجب أن تُظهِري دائمًا أن ’والدكم هو الأفضل‘». وتردف: «تأكدي من أنكِ أكبر مشجع لمن يشارككِ تربية الأبناء، بغض النظر عن ما تمرين به على المستوى الشخصي». ومن أجل هذه الغاية، لم تعلق كيم على إشاعة حبها الجديد لبيت ديڤيدسون الممثل الكوميدي من برنامج «ساترداي نايت لايڤ»، باستثناء تلميح غير مباشر لرحلة جزر البهاما التي قام بها الثنائي في رأس السنة ووثقتها الصحف. تقول: «كنت في جزر البهاما، وقال مَن كنت معهم ’نحن في عطلة، ولم نخرج في عطلة منذ وقت طويل‘، ثم ألقوا بهواتفهم في المحيط»، مضيفة: «فما كان مني إلا أن قلت ’ما هذا؟ ماذا؟ ماذا؟ هل يمكنني فعل ذلك؟‘».

طبق من تيمبورا الفاصوليا الخضراء قدّمه لها الشيف غيب على طاولة مصنوعة من خشب الجوز صممها ڤيرڤوردت، فشكرته كيم، وسألته عن حالته الصحية بعد تعافيه من «كوفيد»، فأجابها قائلاً إنه في تحسن ولكنه ما زال متعبًا فيما أومأت برأسها تعاطفًا معه. وطوال الوقت الذي قضيته معها في ذلك اليوم، وجدت نفسي مندهشة من طيبتها ولطفها أكثر من اندهاشي من هالة الألق الجليّة التي تحيط بها. إنها تعيش حياتها وفق معايير سلوكية صارمة، ودائمًا ما تستحضر الوصايا في حوارنا. دعونا نسميها «وصايا كيم»: لا مكان للكارهين، لا للسخافات، لا تتركوا الناس ينتظرون، ضحوا في سبيل إسعاد مَن يضحون من أجلكم، ساندوا الجميع من أجل إحراز الفوز.

وبدلاً من إلقاء هاتفها في المحيط، قامت كيم بتغيير رقمه للتخفيف من شعورها بالذنب لعدم ردها بسرعة على الجميع، وهو ما تعتبره تصرفًا فظًا. وفيما لا يعدو ذلك كونه مجرد وسيلة بسيطة قررت من خلالها كيم «الحريصة على إسعاد الناس» -كما تقر هي نفسها– أن تختار نفسها، شهدت حياتها تغييرات هائلة أيضًا. وما بدأ في 2018 صدفة بتصفح تويتر -حيث صادفت قصة أليس ماري جونسون التي كانت تقضي عقوبة السجن مدى الحياة لإدانتها بجريمة مخدرات غير عنيفة هي الأولى لها- أصبح يحتل أهمية كبيرة عند كيم كارداشيان. فقد دفعتها هذه القضية إلى اللجوء إلى البيت الأبيض من أجل إقناع دونالد ترامب، الرئيس آنذاك، بتخفيف هذا الحكم عنها، وقد استجاب بالفعل لطلبها. ورغم اتجاه منتقديها للتسفيه من هذه اللحظة واعتبارها مجرد فرصة لالتقاط الصور وجذب الأنظار، كانت كيم أبعد ما يكون عن ذلك، حيث دفعها ذلك إلى مضاعفة جهودها بالالتحاق بالبرنامج التدريبي لدراسة القانون (LOSP)، وهو برنامج بديل لكلية الحقوق في كاليفورنيا وثلاث ولايات أخرى ينبغي أن تتلقى العقول القانونية الطموحة في إطاره تدريبًا على مدى أربع سنوات على يد محام أو قاضٍ محنك للحصول على الشهادة.

«إنها تدرس في كلية القانون بأصعب طريقة ممكنة، إذ ينبغي أن تعلّم نفسها بنفسها”، هكذا أكدت محامية حقوق الإنسان جيسيكا جاكسون التي تتدرب كيم على يديها. وأضافت: «عليها أن تدرس 18 ساعة أسبوعيًا تتدرب منها خمس ساعات فقط معي». وتتولى جيسيكا إدارة مؤسستين غير هادفتين للربح تسعيان لتقليص المجمعات الصناعية بالسجن، وقد سلكت هي نفسها الطريق الصعب للاشتغال بالمحاماة، حيث أنهت دراستها الثانوية ودراستها بكلية الحقوق خلال 6 سنوات فقط بعد أن حكم على زوجها آنذاك بالسجن، تاركًا إياها أمًا عزباء غير حاصلة على الشهادة الثانوية. وهي تؤمن بأن طريق كيم أكثر صعوبة. تقول: «لم أكن أحاول إدارة مشروعات تجارية، وتصوير برنامج، مع تربية أربعة أبناء». ويبدو أن انتهاء عرض «مواكبة عائلة كارداشيان» بعد 20 موسمًا لم يقلل إلا مهمة واحدة فقط من مجموع الأعمال المزدحمة في حياة كيم كارداشيان، بيد أن فترة الاستراحة لم تدم لأكثر من شهور. فقد أعلنت منصة البث المباشر «هولو» عن عرض برنامج جديد بطولة عائلة كارداشيان بعنوان «ذا كارداشيانز» في يناير.

وعلى النقيض من طلبة القانون التقليديين، ينبغي لطلاب البرنامج التدريبي لدراسة القانون اجتياز مستوى «بيبي بار» أو امتحان السنة الأولى لطلاب القانون، قبل خضوعهم لامتحان «المستوى العام» ويبلغ معدل النجاح مؤخرًا في مستوى «بيبي بار» 20.7% مقارنة بمعدل نجاح يكافئ 50% في المستوى العام. ولكن في ديسمبر، في محاولتها الرابعة، تمكنت من النجاح، ما منحها مزيدًا من الوقت لتكرس مهاراتها لخدمة الناس ممن شجعوها للحصول على شهادتها في المحاماة بالمقام الأول.

هنا داخل منزلها الفخم بطابعه الرهباني وسط الأرائك البيضاء لروايير والعمل الفني التركيبي لجيمس توريل الغارق في الضوء الشاحب للبهو الطويل ذي السقف المقبب، من العسير تخيّل أن كيم يمكن أن تشعر بنفس الارتياح داخل السجون التي كثيرًا ما تقودها إليها أنشطتها التي تدافع فيها [عن الآخرين]. سجون مثل سان كوينتن، الذي غالبًا ما يشار إليه كأخطر السجون في البلاد بالإضافة إلى سجن النساء بوسط كاليفورنيا، أو «تشاوتشيلا»، الذي لا يضم سوى النساء المحكوم عليهن بالإعدام في الولاية. وفي 2019، استخدمت كيم منصتها الضخمة للضغط على حاكم تكساس، غريغ أبوت، لوقف تنفيذ حكم إعدام رودني ريد، المحكوم عليه بالسجن لمدة 24 عامًا بسبب جريمة قتل يعتقد كثير من الخبراء بأنه لم يرتكبها. وصادف أن قامت كيم بزيارة ريد في وحدة آلان بي بولونسكي للحبس الانفرادي، وهو سجن شديد الحراسة في ويست ليڤينغستون بتكساس، حين تلقّى هذا الخبر الذي أنقذ حياته من محكمة الاستئناف الجنائية بتكساس.

وعن سجن تشاوتشيلا تقول: «حرفيًا، جميع الجرائم التي ارتكبتها النساء اللواتي تحدثت إليهن كانت من أجل أحبائهن. سمعت قصصًا مثل: ’طلب مني صديقي أن أحضر هذا. ولم أكن أعرف ما هو. لم أسأله‘». وتتوقف لتأكل تيمبورا الفاصوليا بعناية بالغة. «قلت في نفسي، ياه، ربما كنت سأفعل مثلها».

تصوير Carlijn Jacobs تنسيق الأزياء Carlos Nazario

توضح جيسيكا: «إنها تمثل تهديدًا ثلاثيًا»، وتضيف: «فهي تتولى جانب الاتصالات والتسويق والقضايا القانونية. وتهتم بالمشكلات الإنسانية لكل حالة تتعامل معها». ونظرًا لقدرة كيم على تناول مسألة إصلاح السجون من عدة زوايا، فقد حثّت جيسيكا متدربتها على حضور الاجتماعات الاستراتيجية، ومعًا عملتا في 14 قضية عفو ناجحة لسجناء محكوم عليهم بالسجن المؤبد أو الإعدام.

وسواء كانت تتناول نظام الكفالة المالية أم الحد الأدنى للعقوبة الإلزامية أم الإعدام، فإن السياسات التي كرّست كيم نفسها في سبيلها تؤدي إلى رفع الأضرار التي تطول مجتمعات السود وغير البيض أكثر من غيرها. وهذا الجانب بالذات يلمسها مباشرة. توضح: «لقد علّمني هذا العمل الكثير»، وتضيف: «وخاصة تربية الأولاد السود الذين سيتم استهدافهم أكثر بكثير من أصدقائهم البيض».

يهتز هاتف كيم الآيفون (بفضل رقمها الجديد، لم يهتز الليلة إلا نادرًا). إنها نورث، التي تصفها كيم بـ«الأكثر حنانًا» من بين أطفالها، وكانت تطلب منها أن تضعها في الفراش. ورغم أنها كانت في نهاية يوم عمل آخر مدته 16 ساعة، فإن العارضة ونجمة أغلفة المجلات والمديرة التنفيذية ومُصلِحَة العدالة الجنائية التي ترتدي نعالاً مصنوعة من الفرو الصناعي من علامتها “سكيمز”، مثل أي أم متفانية أخرى، تعتني بطفلتها قبل أن تسمح لنفسها بالحصول على قسط من النوم هي في أمسّ الحاجة إليه.

وحتى لا أعتقد أن كيم الجديدة هذه قد تتوارى عن الأنظار تمامًا لتكريس نفسها للأعمال الخيرية، أتذكر أنها، في الواقع، موجودة في كل مكان – بجسمها وأناقتها وثقتها بنفسها وفتنتها. وفي اليوم التالي للتصوير، اتفقت أنا وكيم على اللقاء لتناول الشاي بفندق في بيڤرلي هيلز. وعند موظف صف السيارات، رأيتها تنتظر سيارتها. هل كانت في طريقها أيضًا – أم قادمة من مكان ما؟ تمارين رياضية مثلاً. كانت ترتدي حمالة صدر رياضية نسقتها مع بنطلون ليغنغز رياضي بطبعة جلد الثعبان باللون المرجاني، وقد فرقت شعرها الطويل من المنتصف وثبتته في مؤخرة رقبتها على شكل ذيل حصان منخفض. ولكن، كان لون شعرها أفتح من اليوم السابق. هل كان لديها متسع من الوقت لتأخذ موعدًا للعناية بشعرها بعد أن وضعت أطفالها في الفراش؟ وسرعان ما أدركت خطئي. لم تكن كيم. ولكنها كيم أيضًا، ومثال على تأثير الأم الشهيرة على الثقافة. فلا يمكنك الذهاب اليوم إلى أي مكان في العالم دون أن تري شبيهات كيم.

يصرح ديمنا، المدير الإبداعي لدار «بالنسياغا» الذي عمل مع كيم عن قرب على مدار العام الماضي وصمم لها فستان «الشبح» الذي ارتدته في حفل «ميت غالا» في سبتمبر وكان محورًا لصور الميمز الفكاهية، قائلاً: «أعتقد أنه منذ سنوات عديدة لم يقم أحد بإعادة تعريف معايير الجمال والفتنة الأنثوية مثل كيم. لقد فعلت شيئًا أشبه بما فعلته مارلين مونرو آنذاك. لقد أعادت تعريف مفهومنا عن ماهية الجمال».

ويصادف هذا العام ذكرى مرور 60 عامًا على وفاة مارلين مونرو، ومن المفيد أن ننظر إلى مارلين وكيم بالتوازي عندما نفكر في تأثير الأخيرة. فهناك التماثل الجسماني، ذلك الجسم الذي يتخذ شكل الساعة الرملية الطاغي الأنوثة. وهناك مظهر مارلين: الشعر البلاتيني، والشفاه الحمراء، ووَسْمَة الجمال – وهو مظهر لا تخطئه العيون مثل شعر كيم الأملس الداكن ووجنتيها المنحوتتين وعينيها الغامضتين. ولكن قبل كل شيء، تمتلك كلتاهما جمالاً متناقضًا يتداخل فيه الخيال مع الحقيقة. وهما تتمتعان ببريق يبدو صعب المنال من ناحية، ومن ناحية أخرى لم تولد مارلين شقراء، أو حتى مثل مارلين كما نعرفها. لقد صُنعت «مارلين مونرو» صنعًا – بصباغة الشعر والنظام الغذائي والأناقة والعمل الشاق. وجمالها، مثل كيم، يكشف عن جينات جيدة بلا شك، ولكنه أيضًا نتاج جهد كبير في العمل الجاد. والجمال مثل العمل، فكرة يمكن لأي امرأة تقريبًا التعلّق بها. وبالطبع، عندما وصلت كيم إلى مطعم الفندق، في موعدها تمامًا، بأدنى حد من المكياج مرتدية أزياء رياضية راقية –قميص أسود فضفاض من الجلد وبنطلون مماثل له على بودي سوت أسود– وشعرها لا يزال مصففًا في ضفيرة طويلة، بدت وكأنها لم تبذل أي مجهود على الإطلاق. وكان الأطفال «مع والدهم» في عصر هذا اليوم، وبعد أن طلبت كيم الشاي –وفطورًا إنجليزيًا مع حليب الشوفان المبخّر والعسل– وسلة الخبز، سألتُها عن رأيها في الدور الذي لعبته في تغيير الجمال إلى أقصى حد وعن جميع المتشبهات بها التي تراهن حولها.

ولكنها تعترض قائلةً: لا أعلم ما إن كنت سأقول أبدًا إن ’هذه المرأة تشبهني‘. أعتقد أن كل مَن لديها شعر داكن وبشرة سمراء سيقول عنها الناس، ’آه، إنها تشبه كيم‘. وهذا ليس عدلاً، لأن كثيرًا من النساء هن فقط على طبيعتهن». وعندما أخبرتُها بأني قرأت في مكان ما بأن 30% من النساء اللواتي زرن إحدى عيادات جراحي التجميل في بيڤرلي هيلز طلبن أن يكن شبهها، قالت: «واو، لم أسمع بهذا من قبل».

تصوير Carlijn Jacobs تنسيق الأزياء Carlos Nazario

ولعل من أسباب عدم إدراك كيم أن لديها حشدًا من المتشبهات بها يرجع إلى أنها في شبابها لم تكن ترى نفسها منسجمة مع الثقافة الشعبية للشباب. فقد وصلت كيم إلى سن البلوغ في التسعينيات، في عصر الشكل المخنث والغرنج والنحيف، وهي ثلاث صفات ليست لها علاقة بأي حال بجسمها الأنثوي الفاتن. وتذكر أنها لم تكن ترى نفسها خلال نشأتها تشبه أي أيقونة للجمال حتى جاءت سلمى حايك (وبعدها بمدة وجيزة، جينيفر لوبيز). وهنا طرأت لها هذه الفكرة. وتتذكرها قائلة: «حسنًا، هناك أشكال أخرى للجسم، وإطلالات أخرى يعتبرها الناس جميلة»، مضيفة: «لقد استوحيت إطلالتي في حفل تخرجي في المدرسة من سلمى حايك. فقد ذهبت إلى جناح «ماك» وأحضرت صورًا لها. وقلت في نفسي، أخيرًا وجدت مَن أتطلع إليها».

ولكن مقابل كل مَن يرى أنها أثرت تأثيرًا إيجابيًا، يبدو أن هناك آخر ينسب إليها وشقيقاتها الجوانب الأكثر سلبيةً التي طالت روح الجمال: اضطراب تشوّه الجسم، واضطرابات الأكل، وجراحات التجميل. إنها في نظر منتقديها حواء التي تقدم التفاحة المحرمة وتقضي على كل ما هو بريء. بينما كانت كيم تقضم قطعة من اللفائف المملحة من سلة الخبز، سألتها عن هذا الجانب المظلم من نفوذها الثقافي.

«يلقى اللوم عليكِ أنتِ وشقيقاتكِ في الترويج…» فأنهت جملتي قائلة: «لكل شيء». تتفكر في هذه الظاهرة للحظة دون أن تدافع عن نفسها. «من المؤكد أن هناك تأثيرًا، إيجابيًا وسلبيًا، على نظرة مجموعة كاملة من الناس لأنفسهم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. بوسعي رؤية ذلك. لا أعترض على فكرة وجودها». تواصل حديثها بينما تزن كلماتها بعناية: «لكن أحاول التفكير، حسنًا، أنا أربي أطفالي، ماذا سيكون رد فعلي لو شعرت بوجود أمور على تيك توك أو إنستغرام لا أريدهم أن يروها وأن يكونوا جزءًا منها؟ كان سيكون لدينا هذه المناقشات».

لا تستنزف كيم كثيرًا من طاقتها في تحليل تأثيرها الحسن أو السيء على الثقافة. وهي بذلك تحافظ على نفسها في رأيها. تقول: «أحاول فقط أن أعيش حياتي وأن أكون سعيدة من أجل الناس»، وتضيف: «وأعتقد أنكِ إن عشتِ حياتكِ فقط، ستحجبين كل شيء. الأمر يشبه حصان السباق الذي يضع غمامة كي يرى بوضوح واستقامة. عليكِ فقط أن تكوني مثل حصان السباق. ضعي الغمامة وامضي قدمًا. وإذا بدأتِ محاولة النظر يمينًا ويسارًا، ستتعثرين». ومعنى أن تعيش حياتها هو أن تتناول الطعام المعتمد على الأصناف النباتية والاستيقاظ يوميًا عند الساعة 5:30 لممارسة الرياضة – وعادةً بعد خمس ساعات فقط من النوم، وهو الأساس الذي تتبعه. ولكن حقيقة أنها فقدت والدها الحبيب («أفضل أب في العالم بأسره») بسبب السرطان مع دخولها سن الرشد تستحوذ دائمًا على تفكيرها، ولا سيما الآن بعد أن صارت أمًا. ورغم قولها إنها تمر بأفضل مراحل حياتها، فإن إطلالات كيم الأكثر شهرةً مؤخرًا صارت لا تكشف إلا عن أقل القليل من جسمها الذي «أشعل» الإنترنت ذات مرة. ولنتأمّل مثلاً إطلالتها في حفل «ميت غالا»، حيث أخفت وجهها تمامًا بقماش أسود من الجيرسي. لقد كانت فكرة قاومتها في البداية.

وتذكر: «لقد قاومتها. كنت أقول، لا أعرف كيف يمكنني ارتداء قناع. لماذا أغطّي وجهي؟. ولكن ديمنا وفريق العمل قالوا إنها حفلة للأزياء وليست حفلة لمجلة «ڤانيتي فير» حيث يبدو الجميع جميلاً. هناك فكرة رئيسية وعليكِ ارتداء القناع. هذه هي الإطلالة».

كان ارتداء قناع في حفلة «ميت غالا» خلال الجائحة التي تطلّبت ارتداء الأقنعة فكرة حسنة، ولكنها ليست نتيجة منطقية لما كان يدور في ذهن ديمنا، الشريك المؤسس لعلامة «ڤيتمان» أيضًا. أخبرني من مقره في زيورخ أن القناع «من حيث الفكرة، مهم جدًا. سيعرف الناس على الفور أنها كيم بسبب جسمها. ولن يحتاجوا حتى إلى رؤية وجهها، أتعلمين؟ وأعتقد أنه دليل على قوة نجوميتها، فالناس ليسوا في حاجة إلى رؤية وجهها ليتعرفوا عليها». ونظرًا لحقيقة أنه وكيم يتحدثان «نفس لغة الموضة»، فقد اختارها وجهًا لحملة «بالنسياغا» لربيع وصيف 2022.

وحين تشاء كيم أن تكشف المزيد هذه الأيام، فغالبًا ما يكون بدافع العمل كما هو الحال في إنستغرام. تقول، مشيرةً إلى حملة «سكيمز» المثيرة التي انطلقت في عيد الحب العام الماضي: «لعل من أكثر اللحظات التي أثارت فخري مؤخرًا من ناحية جسمي كانت عندما ظهرتُ على لوحة إعلانات غطت جانبًا كاملاً من أحد المباني مع كيندال وكايلي [جينر] اللتين تبلغان نصف عمري في حملة «سكيمز» للملابس الداخلية التي اشتركنا فيها معًا، وقد تمكنت من الوقوف بجوارهما بكل ثقة».

أما فكرة خط ثياب التنحيف والملابس الداخلية والأزياء التي قامت كيم بمشاركة جينز غريد، صاحب علامة «فريم» للدنيم، في تأسيسه عام 2019، فقد نشأت من حاجة كيم نفسها لأزياء بألوان وأقمشة مناسبة. وهو ما يفسر سبب اكتساب «سكيمز»، خلال عامين فقط، لجمهور عريض من المعجبات المخلصات وحصول شركتها على تقييم بلغ 3.2 مليار دولار أمريكي. وقد ربحت في المجموعة الأخيرة التي تعاونت فيها مع «فندي» مليون دولار أمريكي في أول دقيقة من إطلاقها (ونفدت سريعًا)، ووسعت شراكتها مع اللجنة الأولمبية الأمريكية من أجل توفير ملابس «سكيمز» الداخلية والمنزلية في الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين في الشتاء. يقول غريد: «إن هذا العمل ينتمي إليها حقًا ويعكس بحق رؤيتها حول الطريقة التي يجب أن يكون عليها، وأدائه»، ويضيف: «أعتقد أنها لم تأخذ حقها كمديرة إبداعية. ولا أظن أن الناس تدرك مَن هي».

وبعد سنوات من الشعور بالغربة في عالم الموضة، تلتها سنوات أخرى من تجارب العمل مع مختلف المصممين، من بالمان إلى ريك أوينز وحتى الراحل تييري موغلر، أصبحت كيم الآن تتألق بأزياء يضرب بها المثل، وليس العكس. تقول: «أفكر دومًا، ماذا بعد؟»، وتضيف: «لأن كانييه كان دائمًا معي، وكان يعرف تمامًا ماذا سيكون عليه العصر التالي للموضة بالنسبة لي. وثمة شيء مخيف في تولّي شؤون حياتكِ بمفردكِ، ولكنه أيضًا يدفعكِ بقوة نحو التحرّر». تنتهي من تناول كوب الشاي وتمسح بلطف شفتيها قائلة: «مَن يدري؟ قد أرتدي أزياء «سكيمز» فقط وأشعر براحة شديدة ولا أضع أي مكياج وقد يكون هذا ما أريد تقديمه للعالم. لعل الأمر ليس بتلك الخطورة». وعند هذه الملاحظة، تغادر كيم المطعم، دون ضجيج، أمام المتشبهات بها اللواتي لا تعتقد بأنهن يشبهنها. لقد وضعت الغمامة وأخذت تقود سباقها بنفسها.

 

اقرئي ايضاً : ديور تختار الممثلة السعودية أسيل عمران لتكون أول سفيرة للدار في الشرق الأوسط

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع