تابعوا ڤوغ العربية

بروكلين خوري.. انقلبت حياتها رأساً على عقب في أقل من ثانية

الإطلالة بالكامل من ANNAKIKI؛ المجوهرات من أرشيف منسق الأزياء

اسمي بروكلين خوري، أبلغ من العمر 23 عامًا ونشأت في مقاطعة أورانج في كاليفورنيا. أنا نصف لبنانية (من جانب والدي) ونصف يونانية (من جانب والدتي). وفي جزء من الثانية تغير كل شيء وهذه قصّتي!

بدأت ممارسة التزلج وأنا حوالي 19 عامًا. ذهبت إلى حديقة التزلج بالقرب من منزلي وشاهدت الناس يتزلجون، وتعلمت بسرعة. ولكن لو لم يكن لدي عقلية الإصرار والعزيمة، لما تمسكت بذلك، إذ تألمت كثيرًا وأنا أتعلم. ولكني سعيدة جدًا لاستمراري في التزلج لأنه أحد الأشياء العديدة التي تجلب لي السعادة اليوم. تخرجت في الكلية وحصلت على درجة الزمالة، وحصلت على الفور على وظيفة في الكلية، حيث ساعدت في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية والتدريس للبالغين من ذوي الإعاقة. وعلى الرغم من أنني أحببت عملي، إلا أنني لم أر نفسي أفعل ذلك إلى الأبد، لذا سعيت للعمل في عروض الأزياء. وحظيت بفرص عمل جيدة في مجال عرض الأزياء، وكان من المفترض أن أقوم بعمل إعلان تجاري وهو الهدف الذي حددته لنفسي في ذلك العام. ولسوء الحظ، قبل أيام قليلة من الموعد المفترض لتصوير الإعلان، تعرضت للهجوم من كلب «بيتبول».

أتذكر عندما تعرضت للهجوم، كنت أحاول وأنا في غرفة المستشفى أن أجد شخصًا تعرض لحادث أو هجوم مماثل. ولكن سيطر عليّ شعور شديد بالوحدة لأنني لم أجد أي شخص مر بحالة مماثلة. ووجودي في المستشفى بمفردي ومعي هاتفي جعلني أدرك أنه عليّ البدء في تسجيل وتوثيق كل ما كان يحدث لي. لم أرد لأي شخص يمر بنفس موقفي أن يشعر بالوحدة كما حدث معي. لذلك بدأت في توثيق كل شيء وبدأت أخيرًا في النشر. لقد بدأت بالنشر بحيث إذا مر أحدهم بموقف مماثل ذهنيًا أو جسديًا، فسيشعر أنه يمكنه أن يعود إليّ. في الواقع، بدأت نشر صوري ومقاطع الفيديو الخاصة بي لأتمكن يومًا من النظر إلى الوراء ورؤية التقدم الذي أحرزته في جميع العمليات الجراحية. ولم أكن أعلم أن نشري لها سيؤثر على حياة الكثيرين. أنا محظوظة لأن لدي المنصة التي أمتلكها اليوم، وسأستمر في النشر ومساعدة كل من أستطيع مساعدته. أخبرني والدي بهذا عندما تعرضت للهجوم مباشرة وأثر فيّ حقًا.  أخبرني أنه يمكنني مواجهة هذا الهجوم بإحدى طريقتين: أن أجلس على الأريكة وأترك نفسي للاكتئاب وأتمنى أن الهجوم لم يحدث أبدًا، أو أن أخرج وأعيش حياتي، كما كنت سأعيشها قبله. قال لي: «فلتعيشي كل يوم بيومه». أعلم أنها مقولة مبتذلة، ولكنها ساعدتني في العامين الماضيين. أتعامل مع المواقف فور ظهورها وأحاول ألا أقلق بشأن المستقبل. وعليه، أوصيكم بفعل الأشياء التي تجعلكم سعداء. ثمة شي آخر فعلته ساعدني حقًا في حب نفسي وتقبل شكلي بجميع مراحله المختلفة، ألا وهو كتابة ملاحظة على مرآتي تقول «أنت جميلة» كتذكير بأن أحب ذاتي.

لقد غيّرت هذه التجربة حياتي بعدة طرق مختلفة. فبعدما حدث الهجوم، عشت بلا شفاه لمدة عام. ظللت أبحث عن طبيب على مدى عام كامل. وكان من الصعب حقًا العثور على طبيب لأن حالتي كانت معقدة وشائكة للغاية. ورغم كوني بلا شفة، كان عليّ أن أتعلم كل شيء، لا تدركون إلى أي مدى تساعدكم الشفة، إلى أن تختفي. كان عليّ أن أتعلم كيف أتحدث، وكيف آكل، وكيف أتفوه بكلماتي، وأن أتعلم أن أحب نفسي حتى لو لم أحب ما كنت أراه. لقد أمضيت الـ22 عامًا الماضية وأنا مظهري يبدو بشكل معين، وفي جزء من الثانية تغير كل شيء. كان عليّ أن أتعلم كيف أحب نفسي في كل مرحلة من العمليات الجراحية. وكان عليّ أن أخرج وأكون واثقة من نفسي في مجتمع يخاف من الاختلافات. مجتمع يضع تعريفًا للجمال في حين أن الواقع يقول إن كل شخص جميل جدًا على طريقته الخاصة. جميعنا نمر بأحداث لم نعتقد أبدًا أنها يمكن أن تحدث أو ستحدث لنا، ولكننا في النهاية نخرج منها أقوى وأكثر شجاعة.

قبل الهجوم، كنت أرغب في إنشاء قناة على «يوتيوب»، ولكنني أخبرت كل من حولي أنه ليس لدي ما أتحدث عنه. أدركت أثناء وجودي في المستشفى أنني أمر بتجربة لا يمر بها كثيرون. فعندما كنت في المستشفى، كنت أحاول العثور على شخص يمكنني أن أعود إليه بطريقة ما. وعندما لم أتمكن من العثور على شخص مر بهذا الوضع الصعب، عزمت في قرارة نفسي أن أكون أنا ذلك الشخص الذي يمكن أن يعود إليه أحدهم في حالة المرور بموقفي، لذلك قمت بعد ذلك بتوثيق كل شيء. أريد أن يشعر الآخرون بأنهم أقل وحدة، أريدهم أن يشعروا بالقبول، وأن يدركوا جمالهم، حتى لو كان مختلفًا عن ما يبدو عليه أي شخص آخر.

بعد الهجوم تغيرت نظرتي للعالم كليةً. صرت أشعر بمزيد من التعاطف والرحمة تجاه الآخرين، وبدأت أرى جمالاً في كل المواضع، والذي لم أكن ألاحظه من قبل. جميعنا، بغض النظر عن مدى ثرائنا أو جمالنا، سوف نتعرض للفقدان والصدمات وبعض صور المعاناة في حياتنا.  لا أستطيع حتى أن أصف بالكلمات إلى أي مدى وصلت منذ أن هاجمني الكلب. لم أكن أعرف أبدًا أنني أمتلك القوة الذهنية والجسدية لتخطي كل ما كان عليّ اجتيازه. أمور كثيرة عندما أعيد التفكير فيها الآن. لقد نضجت بقدر كبير جدًا بسبب هذا الهجوم.

من الصعب حقًا أن تكوني عارضة أزياء وتبدين مختلفة في مجتمع يقدر الناس بناء على مظهرهم. وكل إنسان لديه فكرة معينة عن «الجمال»، وقبل الهجوم كان الحصول على وظيفة في عرض الأزياء أسهل كثيرًا. ولكن بعد الهجوم لم أعد أنتمي إلى أي فئة في «الجمال» ورُفضت مرات عديدة. وبدأت أشعر بقلة شأني بسبب شكلي. وهكذا قررت أن أتوقف عن العمل في عرض الأزياء وأن أنشر كل شيء يحدث لي بسبب هذا الهجوم. ومن هنا قررت أن أفضل شيء لي هو الاستمرار في رياضة التزلج على الألواح لأنها تهتم بالموهبة وليس الشكل، وهو أجمل ما فيها. كما أنها تدفعني يوميًا إلى التفكير خارج الصندوق بحيلها المختلفة وتعلمني الصبر الجميل. ولقد كانت متنفسي منذ هذا الهجوم. وأشعر بامتنان بالغ تجاهها وتجاه المجتمع الداعم لها.

إن التذمر مما يجري لك في حياتك لن يغير من الأمر شيئًا. فكل شيء يحدث لحكمة ما، وقد لا تدركون هذا في بداية رحلتكم، ولكن في النهاية ستتعلمون وتفهمون سبب حدوثه. في رأيي، لا يوجد تعريف للمرأة الجميلة. فكل إنسان في غاية الجمال بطريقته الخاصة، من الداخل والخارج. ولا ينبغي أبدًا تعريف الجمال، ولا ينبغي أن يكون له معايير. فالجمال في كل إنسان، بغض النظر عن ما مر به، ومهما كان شكله. إن كل إنسان هو آية في الجمال بطريقته الخاصة. أعتقد أن المجتمع سيكون أكثر سعادة عندما نتقبل هذا التعريف المتجدد للجمال بدلاً من الخوف منه.

قبل الهجوم كنت أكثر اهتمامًا بمظهري وكيف أتعامل مع الأمور.  ولكن أعتقد أن 2020 كان عامًا صعبًا جدًا للكثيرين. لم يكن لدي خيار سوى أن أبدأ في حب نفسي وما أراه كل يوم. وكنت أختار السعادة دائمًا. لقد غيرت نظرتي للحياة. ولم أكن أعتني بصحتي الذهنية فحسب، بل كنت أعمل على حب جسمي أيضًا. لقد تعلمت أن أستمتع بحاضري وأن أتقبل كل ما يحدث وأن أدرك أن كل ما أمر به سيتحسن. خضعت لست عمليات جراحية لإعادة بناء وإنشاء شفتي العليا وأنفي أيضًا. وقد أخبرني طبيبي عدة مرات أنه إذا أردت منه مواصلة العمل على شفتي حتى أرضى، فسيفعل. سيعيد طبيبي إنشاء قوس كيوبيد والدعامات المركزية أيضًا. كما أنه سيصحح شفتي ليجعلها تبدو أكثر جمالًا. أنا ممتنة جدًا لطبيبي الجراح وللصداقة التي أقمناها. لقد أعاد لي ابتسامتي لذا سأظل ممتنة له إلى الأبد.

عندما أخرج إلى الأماكن العامة، لا يخجل الناس من قول السوء. كان عليّ أن أتحلى بالثقة لأخرج كل يوم وأنا أعلم أنه ربما سيحدق في وجهي أحدهم أو يسخر مني. لا يمكنك حقًا الحكم على كتاب من غلافه. يعاني الناس أمورًا جسدية وعقلية أيضًا، ومن الصعب أن يحكم عليك دائمًا مجتمع ليس معتادًا على الاختلافات. على أي حال، أنا أعلم أن الناس فضوليون لذا يسعدني أن أروي لهم قصتي عندما يسألونني. كل ما أتمناه أن يكون الناس أكثر مراعاة لمن يبدو مختلفًا وأن يحسنوا اختيار كلماتهم لأن الكلمات تؤلم.

علاقتي بالحيوانات لم تتغير على الإطلاق. في البداية، كنت بالتأكيد أكثر حذرًا من الكلاب الكبيرة. ولكنني في الواقع وجدت أن التواجد حول الحيوانات سيساهم في علاجي بالدرجة الأولى. أنا نفسي لدي كلب ولا شيء يجعلني أسعد من وجوده معي.

تصوير Domen / Van De Velde

تنسيق الأزياء Dina Vibes & Andrew Philip Nguyen

الموضوع نشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2023 من المجلة 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع