أنيقة وجذابة ، طموحة حين تحلم بالعالمية، غنية بجمعها بين ثقافتين مختلفتين، فريدة بعشق ورثته عن والديها للجمال. الموضة شغفها والمرأة المتمكّنة محط اهتمامها والعالم العربي يأسرها بسحره الغريب.
البليزر والشوررت من BAHAAR السوار من CINCO الحقيبة من JACQUEMUS
ولدت صوفيا بنزاكور بمدينة فاس في المغرب واكتسبت بفضل التحاقها بمدرسة فرنسية ثقافتين مختلفتين، الفرنسية والمغربية، وتعلّمت بالإضافة إلى اللغتين العربية والفرنسية الإنجليزية والإسبانية. والداها مهندسان معماريان ورثت عنهما عشق الجمال ليس في الهندسة المعمارية فحسب وإنما في الفنون والحرف اليدوية والموضة بالطبع، فسلكت طريقهما وقررت دراسة الهندسة المعمارية أيضًا. بعد حصول صوفيا على «البكالوريا»، سافرت إلى باريس للدراسة في كلية باري ڤال دو سين للهندسة المعمارية. كما أمضت فصلًا دراسيًا بميلانو عام 2012 ضمن برنامج تبادل طلابي. رغبةً منها في البقاء على اتصال بأصدقائها وعائلتها في الوطن أطلقت مدونتها «La Couleur du Moment» عام 2012 لتشاركهم يومياتها في ميلانو. شكّلت الموضة جزءًا أساسيًا من محتوى مدونتها، إذ كانت تنشر «إطلالة اليوم» على المدونة. حماسها حين أتت على ذكر مدونتها كان واضحاً فقد قالت: «لم يكن أصدقائي وعائلتي فقط مَن يزورون صفحاتي، بل مجتمع أوسع وحتى العلامات. واصلت العمل في مدونتي كهواية حتى أنهيت دراستي وتخرجت في قسم الهندسة المعمارية». كانت هذه المدوّنة شرارة لرغبة أخذت من صوفيا كل مأخذ فقد أدركت أنها تريد أن تصبح مدونة ومصممة محترفة لعلامة أزياء خاصة بها، وأوضحت قائلةً: «الموضة والأزياء هما شغفي الحقيقي، وأحب ابتكاره تصاميم جديدة ومشاركتها مع مجتمعي».
علامة أزياء خاصة بها!
سرعان ما حوّلت صوفيا رغبتها إلى حقيقة، فأسست علامة أزياء خاصة هي علامة Bahaar (أي بحر) التي تحلم أن تحقق نجاحاً كبيراً وعالمياً يشهده أفراد أسرتها كافة، وقد شرحت الشابة عن علامتها قائلة: ابحر هي علامة أزياء فاخرة مستوحاة من المغرب ومصنوعة فيها. والعلامة لا تعتمد على الخبرة المحلية في التطريز فقط، بل على الأنماط المستوحاة من القفاطين على سبيل المثالب. يُعزا حبّ صوفيا للقفاطين إلى جدتها، فقد اعتادت أن تراها تحيك القفاطين، وقد عبّرت عن حبّها للقفاطين قائلةً: «لطالما أعجبني جمال القفاطين التي كانت ترتديها أمي وخالاتي وقريباتي خلال حفلات الزفاف والاحتفالات العائلية. ولكني أردت أيضًا تجديد هذا التراث ونقله إلى القرن الحادي والعشرين ومشاركته مع سائر أنحاء العالم».
تجديد التراث المغربي واللمسة العصرية التي أضفتها المصممة الشابة على القفطان جعل من Bahaar” علامة تتخطى عالم الأزياء إلى إبراز أسلوب الحياة المغربي بحرفه اليدوية المذهلة والممتزج بالمزاج البوهيمي والمتعة الحسية.
الحذاء Amina Muaddi الهايلايتر من Armani Beauty أحمر الخدود من Givenchy beauty يسار القميص والبنطلون من BAHAAR العقد من STELLAR الحذاء من CHANEL
أنوثة وأناقة
يتميز أسلوب صوفيا بالأنوثة وسهولة الارتداء والأناقة وتقول: «أود أن تبدو إطلالاتي دومًا أنيقة، ولكن مع لمسة كاجوال مستلهمة من الأنوثة الباريسية». ولذلك تحرص على انتقاء قطعٍ تترجم أسلوبها وذوقها، فتميل على سبيل المثال إلى حقائب «شانيل» الخالدة التي لا يخبو بريقها مع مرور الزمن أو حقائب «جاكيموس» لأنها مبهجة ومفعمة بالألوان. وتعشق أحذية الكعب العالي المرصعة بالكريستال من «مانولو بلانيك» و«أمينة معادي» و«روجيه ڤيڤييه»، وتميل إلى عطر «جادور» J’adore الأيقوني من «ديور» فهو المفضّل لديها لأنه يجسد معنى الأنوثة بالنسبة لها بعبيره الزهري والنفحات الحمضية الغضة.
روتين الشابة المغربية الجمالي يشبه ذوقها إلى حدّ كبير، وقد شرحت عنه قائلةً: «يستند روتيني الجمالي إلى المكياج النيود: أضع كونسيلر فقط، ولا أضع كريم الأساس. وأضيف حُمرة خدود باللون البرتقالي الناعم وماسكارا سوداء، ثم أنهي الإطلالة بأحمر شفاه باللون النيود». وتختار صوفيا مستحضرات من ماركات معينة تساعدها على تطبيق رؤيتها وقد عبّرت عن ميلها لـ«أرماني بيوتي» و«شارلوت تيلبري» و«جيڤنشي بيوتي».
تبحث الشابة عن الأناقة في اختياراتها لملابسها، وقطعة الأزياء المفضلة في خزانتها هي فستان صيفي جميل وأنيق ذو طابع بوهيمي، ربما يكون بظهر مكشوف ومزينًا بتطريزات أو كشاكش. ولا تكتمل إطلالة الشابة من دون الأكسسوارات، وقد أوضحت أنها لا تختار إلا بمجوهرات ذهبية، وتحب القطع المميزة، وكثرة الخواتم والقلادات.
تفضل صوفيا التسوق عبر الإنترنت، فهو حل عملي تمامًا، ولا سيما في وجود محتوى تحريري يساعدها في تخيل كيفية تنسيق قطع الأزياء. وقد أوضحت أنها تتخيل عند التسوق الشخصيات التي تعجبها في عالم الأزياء كأوليڤيا باليرمو الشهيرة بحسها العالي في تنسيق الأزياء وبنجاحها كرائدة أعمال مجدة، وكجين داماس فهي من الشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي وملهمة مصمم الأزياء جاكيموس ومؤسِّسَة علامة “روج”، وكأي امرأة متمكنة.
القميص من ZIMMERMANn التنورةمن BAHAAR الحذاء والحقيبة من CHANEL
عالمها الافتراضي
تلعب الشبكات الاجتماعية دورًا كبيرًا في حياتها لأنها كشخصية مؤثرة ومديرة إبداعية في علامتها «Bahaar» يتعين عليها دائمًا التواجد على الإنترنت ونشر المحتوى الجديد، ومشاركة روتينها اليومي مع المتابعين، وكذلك كواليس علامتها. تهتم صوفيا جداً بمشاركة كل شيء (تقريبًا) مع مجتمعها، فهي تقول: «أعتبر المتابعين كعائلتي، لذا أُبقيهم على اطلاع دائم بكل ما يحدث في حياتي، وهكذا تستطيع المؤثرات إشراك المجتمع وبناء علاقة قوية تعتمد على الثقة مع أفراده»، وأضافت: «ساعدتني مواقع التواصل الاجتماعي بحق في التعبير عن نفسي وأسلوبي في صناعة الأزياء التي تغلب عليها المنافسة الشديدة. وقد ساعدتي مدونتي «La Couleur du Moment» لتي أطلقتها عام 2012 على اقتحام هذه الصناعة التي لم يكن لي أي
علاقة بها. وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي، سنحت لي فرصة التعاون مع أفضل علامات الأزياء والتجميل في العالم». وتعتقد صوفيا أن قطاع الشخصيات المؤثرة دائم التغير بطبيعته لأن التجديد المستمر فيه هو السبيل الوحيد للبقاء سواء من ناحية المحتوى أم المنصات. وصوفيا التي تلاحظ تزايد أعدد المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدرك أن العملاء والعلامات التجارية لن يختاروا في النهاية إلا المؤثرات اللواتي يتمتعن بشخصيات أصيلة ويُكيِّفن الصيحات الجديدة وفقًا لشخصياتهن وقيمهن.
الشهرة مسؤولية
الشهرة في رأيي صوفيا هي فرصة عظيمة لإلهام الناس والتأثير على العالم وقد استفادت منها لتمكّن النساء الأخريات من خلال مشاركتهن رحلتها وتجاربها في الحياة لتبرهن لهن أن كل شيء ممكن، وقد قالت: «تُحملكِ الشهرة المسؤولية لأن الناس يثقون بك ويجب أن تكوني قادرة على قيادتهم»، وتتابع: «أنصحهم دائمًا بالسعي خلف أحلامهم، وبأن يكونوا أيضًا واقعيين، وأن يحققوا استقلالهم (العاطفي، والمادي، إلخ…) قبل أن يتخذوا قرارات كبرى مثل تغيير المهنة أو الانتقال إلى بلد آخر».
مع تزايد شهرتها وتعرضها لمواقف كثيرة منها الجيد ومنها السيء، تعلّمت صوفيا الكثير من الدروس وقد شرحت أهمها قائلةً: «أكبر درس تعلمته هو العناية بنفسي نفسيًا وبدنيًا. فمن المهم حقًا الحفاظ على صحة العقل والجسم قبل أي شيء آخر لتتمتعي بمشاعر وعلاقات صحية مع الآخرين»، وتضيف: «كنت أظن أن العناية بالنفس أنانية، اليوم أدرك أن فاقد الشيء لا يعطيه». صوفيا تبحث دائماً عن الأجمل فهي على حد تعبيرها: «أنا شخصية متفائلة، وأرى دومًا أن القادم أجمل».
يوم في حياتها
تقضي صوفيا عطلات نهاية الأسبوع في قراءة الكتب وتنصح بقراءة ديليكاتيس (La Délicatesse بالفرنسية) للأديب ديڤيد فوينكينوس، وتوصي بشدة بقراءة قصة الحب المؤثرة هذه والممتزجة بروح الدعابة التي تذكرها بالمخرج وودي آلن. كما تحب السير في شوارع باريس وزيارة المعارض وتناول الغداء مع أصدقائها وأسرتها. وعادة ما ترتدي أزياءً مريحة كبنطلون جينز لطيف وقميص فضفاض ومعطف خفيف مع حذاء باليرينا مسطح. تهوى صوفيا كذلك مشاهدة الأفلام وفيلمها المفضل على الإطلاق هو «الحياة جميلة» (La Vita Bella بنسخته الإيطالية الأصلية) للمخرج روبيرتو بينيني الذي تراه تحفة فنية تمزج بين الدراما والكوميديا. وتخصص صوفيا كذلك بعضاً من وقتها لتقييم أداء الصيحات الجديدة، ليس في الموضة فحسب وإنما في مستلزمات الحياة العصرية، والجمال، والعمارة، والفنون أيضًا… وتشكل الشبكات الاجتماعية، لا سيما بنترست وإنستغرام، مصدرًا دائمًا للإلهام.
صوفيا والسفر
تخطط صوفيا للذهاب إلى ميلانو لحضور أسبوع الموضة المقبل وتنوي أن توضب في حقيبتها البليزر الأسود الفضفاض لترتديه كفستان، وستنسّقه مع حذاء مدبب بكعب عالٍ، وستحمل حقيبة كلاتش لافتة. تحلم صوفيا بزيارة جزيرة بالي (بإندونيسيا)، إذ تجذبها بشدة الديكورات والتصاميم الداخلية هناك، وكذلك الڤيلات الفاخرة المذهلة والمشيدة في أحضان الطبيعة وسط أجواء تبعت على التأمّل. كما تتوق أيضًا لزيارة البرازيل لغاباتها وشواطئها بالطبع.
مشاريعها للسفر لا حدود لها فهي تخطط لزيارة كينيا أو تنزانيا لخوض تجربة سفاري هناك فهي من أشد المعجبين بفيلم «الأسد الملك»، ولزيارة الأهرامات في مصر لا سيما وأنها كانت تحلم أن تصبح عالمة مصريات، وتحلم كذلك بزيارة دول عربية أخرى فهي تشعر أن ثمة ما يربطها بهذه الدول».
الموضوع نشر للمرة الأولى على صفحات عدد سبتمبر 2021 من ڤوغ العربية.
الصور RAZASAN
الشعر والمكياج Lorelen Coriton
موقع التصوير Cour des Vosges Hotel
