تابعوا ڤوغ العربية

مقابلة ڤوغ العربيّة مع ‮صاحبة العزيمة يسرا اللوزي

ثلاث شخصيات في امرأة واحدة» هذا هو حال الفنانة الموهوبة يسرا اللوزي مصرية الجنسية ومن أم سورية عند سؤالها عن نمط حياتها الحالي. فهي اليوم في صدد تصوير ثلاثة أعمال فنية ستضاف إلى رصيدها الفني.

يسرا اللوزي تصوير أمينة زاهر وتنسيق بثينة لعدد شهر يناير من ڤوغ العربيّة

تتنقّل يسرا بين كاميرات المخرجين، فمن انشغالها بتصوير مسلسل «اطّمني»، مسلسل اجتماعي رومانسي من 60 حلقة سيعرض قريباً على إحدى المنصات الإلكترونية، إلى جانب انغماسها بتصويرها فيلم «العنكبوت» من إخراج أحمد نادر جلال، وبطولة أحمد السقا، ومنى زكي، وظافر العابدين، وأحمد فؤاد سليم، ومحمد لطفي، وزكي فطين عبد الوهاب، وريم مصطفى، تلعب فيه دور داليا التي تعاني من مشاكل كثيرة، الشخصية صعبة وجديدة بالنسبة لها حيث تعتبرها ممتعة وصعبة في نفس الوقت. بالإضافة إلى حلولها ضيفة شرف في مسلسل «بخط الإيد»، من إخراج شيرين عادل وبطولة أحمد رزق وسوسن بدر وإيمان العاصي، شخصية تدعى نوارة وهي من المفروض أن تكسب تعاطف الجمهور لأنها أم مثالية، المسلسل من 45 حلقة. وعن كيفية التنسيق بين كل هذه الأعمال تقول يسرا: «التنسيق بينها يستهلك طاقة كبيرة وخاصة أنني أؤدي ثلاث شخصيات مختلفة جداً». لا تعتبر يسرا أنّ الجمال وحده كاف للعبور، فإن لم يكن الفنان موهوباً أو على الأقل قد اكتسب خبرة مع الوقت، فالجمال لن ينقذه وسيزول في القريب العاجل. يسرا أم وفنانة ومؤثرة، فهي تحاول خلق التوازن بين عملها وحياتها الأسرية، كما أنها في الكثير من الأحيان ترفض القبول لأي عمل لتبقى بالقرب من ابنتها التي تعدّ أهم شخص يدور في فلك حياتها اليوم. وعند خوض يسرا عمل فني جديد تضع شروطها الملخّصة بالنقاط التالية: الاستمتاع بقراءة السيناريو، والإعجاب بالدور، وتأدية شخصية جديدة ومختلفة، والشركة المنتجة، ليكون العمل لائقاً على المستوى الفني.

كان ليسرا شرف العمل مع المخرج العالمي يوسف شاهين الذي استخلصت منه الكثير من العبر وإن جاءت هذه العبر بطريقة غير مباشرة، فهو الذي علّمها أن تكون شغوفة اتجاه الدور الذي تؤديه. وعن أهم نصيحة أسداها لها تقول: «لا تقبلي بأي دور تلفزيوني لأنّ هذه الأدوار تعيق تطور الممثل»، وفي هذا السياق كان ليسرا رأي مغاير دون التقليل من أهمية هذه النصيحة واحترام مكانة المخرج العالمي، فهي شهدت على تغيرات وتطورات كثيرة طرأت على الأعمال التلفزيونية بعد وفاة يوسف شاهين، إذ بدأ الإنتاج التلفزيوني يستعين بكتّاب ومخرجين سينمائيين «وهذا الأمر حثّني على تغيير رأيي، فمثلاً في عام 2009 عرض عليّ مسلسل «خاص جداً» مع الفنانة يسرا، سيناريو تامر حبيب وقبلت الدور». ومن خبرتها في الميدان الفني أتقنت يسرا عدم الحكم على أي مخرج لأنّه في الكثير من الأحيان حكم المشاهد على العمل وإبداع المخرج ليس بالضرورة أن يكون مطابقاً لحكم الممثل، فهذا الأخير هو الذي يتعامل مع المخرج ويحتك به بشكل يومي وهو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يبدي رأيه في أي مخرج. ومع من تتمنى أن تتعامل تقول: «أحب أعمال كل من داوود عبد السيد، وخيري بشارة، وكاملة أبو ذكرى لأنني أثق بالمستوى الذي يقدّمونه».

يسرا اللوزي تصوير أمينة زاهر وتنسيق بثينة لعدد شهر يناير من ڤوغ العربيّة

ورثت يسرا عن والدها التوتر الدائم وعن والدتها الفوضى المنظمة، ومنهما سوياً تشبّعت حب الفن واحترام الآخر ومساعدته، كما أنّها أحبّت كثيراً رقص «الباليه»، فهذا الفن أثّر عليها بشكل كبير وبلور شخصيتها منذ الطفولة. ولأنّ يسرا تعيش في مجتمع باتت فيه مواقع التواصل الاجتماعي المصدر الأقوى لإبداء أي رأي أو كتابة تعليق، سواء كان هذا الرأي نابعاً من نية صافية أم لا، فهي تعتبر أنّ هذه المنصات منبعاً للكبت ومنبراً للعنف، حيث أنّها في الكثير من الأحيان لا تبدي رأيها تحاشياً لأي ردود فعل غير أخلاقية، وتتمنى حذف حسابها الخاص على موقع انستغرام، لما يسبب لها من ضغط نفسي ومسؤولية اتجاه الجمهور، فكونها امرأة عفوية في جميع تصرفاتها، تخاف أن تُقدِمَ على خطوة تكون فيها مضطرة إلى الشرح والتبرير، ناهيك عن ما تسبّبه هذه المنصات من اكتئاب وحزن للأشخاص الذين يعتقدون أنّ حياة الآخرين أجمل من حياتهم ويقومون بالمقارنة بينهم وبين أي شخص ينشر صوراً جميلة ويعيش حياة لا تشوبها شائبة، «فهل يعقل أن نصبح سجناء لصور غير حقيقية توصلنا إلى الهاوية في بعض الأحيان؟» كما أنّها في نفس الوقت لا تنكر أهمية هذه المنصات لأنّها تقرّب الجمهور من الفنان، تمقت يسرا الفساد والظلم الاجتماعي، وتعترف أنّ المرأة العربية قوية وأثبتت نفسها في كثير من المجالات ولكنها تتحمل فوق طاقتها بسبب الضغوط الاجتماعية، تنصحها أن تحافظ على حياتها المهنية والأسرية وعلى صحتها، لتتمكن من الاستمرار ولعب كافة أدوارها بشكل قوي وفعّال. 
فبعد خبرة يسرا في ميدان الحياة وتمسّكها بهويتها الإنسانية، هي التي حاربت بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة لمعالجة طفلتها الصماء وعن هذا تشرح: «الإنسان لو خلق أصماً، يبقى هذا التحدي رفيق دربه مدى الحياة، ولأنّ الطب أحرز تطوراً كبيراً في شتى المجالات، تمكّنا بفضل التكنولوجيا مساعدتها على السمع مجدداً، وهذا الأمر يرافقه جلسات تخاطُب، حيث أنّني (مهما كنت منهمكة) وشريك حياتي وأسرتي نتناوب على حضور هذه الجلسات لكي نتمكّن من معرفة الطريقة المثلى للتعامل معها».

يسرا اللوزي تصوير أمينة زاهر وتنسيق بثينة لعدد شهر يناير من ڤوغ العربيّة

كامرأة عاملة لا تهتم يسرا كثيراً بموضوع الموضة، فهي تظهر بملابس مريحة في الأيام العادية وتحرص على الظهور بشكل أكثر رسمية عند تواجدها في المهرجات واللقاءات ولا تحب أن تبدو كل يوم كأنّها شخصية خارجة لتوها عن أغلفة إحدى المجلات. وعن المنافسة والشهرة كان ليسرا رأيها الخاص، حيث تعتبر أنّ المنافسة اليوم باتت ظالمة في حق الفنان لأن الظروف تغيّرت ولا يمكن الحكم على فنان بشكل عادل، أمّا عن الشهرة فتقول: «تحمّلك الشهرة مسؤولية كبيرة ومن أصعب الأمور التي تواجه الفنان المشهور هو رفع سقف التوقّعات، كما أنّ الشهرة تدفعك دائماً لاتخاذ قرارات مهنية ممّا يجعلك تشعر بالضغط النفسي، دون أن ننسى أنّ الجمهور ينتظر منك الكثير باعتبارك قدوة وعليك أن تتمعّن في تقديم دورك الاجتماعي بامتياز».
لا تمانع يسرا النقد البناء بشرط أن يكون بأسلوب أخلاقي وحضاري، فهي تعتقد أنّ الأخلاق الفاضلة كفيلة بأن تكون الرد المدوّي على كل من يغرّد خارج سرب الأدب الاجتماعي. قبل أن تختم يسرا أكّدت لنا أنّها في آخر المطاف، إنسانة أوّلاً قبل أن تكون فنانة، فهي تحلم دائماً بعالم يسوده السلام وفن راق يليق بالجمهور، فهل شخصياتها الثلاث التي ستلعبها قريباً ستكون دليلاً صارخاً وترجمة حقيقيّة لما حقّقـته يسرا من إنجازات على الصعيد الشخصي والمهني إلى يومنا هذا؟

هل تعلمين أن وقت نومكِ هو الأهم لتجديد بشرتكِ؟ تسوقي أفضل أقنعة النوم للعناية بالبشرة الآن

نشر للمرّة الأولى في عدد شهر يناير 2020 من ڤوغ العربيّة

فريق العمل:
تصوير: أمينة زاهر
تنسيق: بثينة
المكياج: ديانا حربي
المصور المساعد: أحمد الصادق
منسقة الإطلالات المساعدة: نور الحاجب
تم التصوير في لا ميزون بلو الجونة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع