تابعوا ڤوغ العربية

ڤوغ العربيّة ومهرجان القاهرة السينمائي يسلطان الضوء على المساواة بين الجنسين في صناعة الأفلام

موضوع المساواة بين الجنسين هو قضّية عالميّة في دنيا السينما، يحاربها المجتمع الهوليوودي بالعديد من الحملات التي أطلقت خلال السنوات الأخيرة، ترفض هذه الحملات هيمنة الذكور على صناعة الأفلام، وتهدف لتقليل الفارق الكبير في الأجور بين النساء والرجال. من بينها حملة Time’s Up التي دعت العديد من النجمات من ضمنهن ميريل ستريب وميشيل ويليامز وأخريات لارتداء اللون الأسود في حفل الغولدن غلوبس في 2018، وحملة  HeforSheالتي شجعت على تقليل الفارق في الأجور بين الرجال والنساء في هوليوود، كما عمدت الكثيرات من النجمات إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع في خطاباتهن التي ألقينها أثناء تسلّم جوائز مهمة تكرّم جهودهن في عالم صناعة الأفلام.

لا يزال هناك الكثير مما يحتاج للتغيير فيما يخص المساواة بين الرجال والنساء في العمل السينمائي، إذ أنه وفقاً لدراسة أجرتها جامعة سان دييغو فإن 20% هي نسبة المشاركة النسائية من بين جميع المخرجين والكتاب والمنتجين والمنتجين التنفيذيين والمحررين والمصورين السينمائيين الذين عملوا على أضخم 250 فيلماً سينمائياً العام الماضي.

يخوض العالم العربي سباقاً رابحاً في مجال المساواة بين الجنسين في صناعة السينما. في شهر أكتوبر الماضي أعلن مهرجان القاهرة السينمائي انضمامه لميثاق المساواة بين الرجال والنساء، والذي يعرف بـ 5050 في 2020. ليكون بذلك أوّل مهرجان عربي، وثاني مهرجان أفريقي ينضم إلى هذه المبادرة التي تدعوا لمساواة الفرص بين الجنسين. يُلزم هذا الميثاق المهرجانات السينمائية بإعلان الإحصائيات المرتبطة بنسب مشاركة النساء في فريق البرمجة ولجنة الاختيار، إضافة إلى إعلان نسبة الأفلام التي تقدمت من إخراج نساء، وعدد الأفلام التي اختارها المهرجان منها.

00:00 / 00:00

ودعماً للحراك النسوي في السينما العربيّة، وانتصاراً لمطالبات النجمات فيه، أنتجت ڤوغ العربيّة فيلماً قصيراً بالتعاون مع أشهر نجمات السينما، هند صبري ونيللي كريم ومنى زكي وشيرين رضا ونور وحلا شيحة ومنة شلبي وتارا عماد، عملت على هذا الفيلم صانعة الأفلام نازلي أبوسيف والمصورة شهيرة زكي من فوتوبوتيك وهما توصلان عبره رسالة الفنانة الراحلة فاتن حمامة التي يسمع صوتها وهي تقول “أنا بعتقد، أو بدأت أؤمن أني لام أمثل قصص تكون كاتباها ست، لأن الست بتقدر تعبر عن شعور الست وبتكتب الأحاسيس مضبوطة بشكل مش معقول، أكثر من الرجل لمّا يتكلم عن الست”.

“تهتم ڤوغ العربيّة بتسليط الضوء على القضايا المهمة، التي يجب أن تُناقش، وتشرك القراء في النقاشات المهمة” هذا ما قاله رئيس تحرير ڤوغ العربيّة مانويل آرنو، وأضاف “بعد أن تحدثت مع الكثيرات من نجمات الوطن العربي، أدركنا أنه من الضروري أن نناقش المساواة بين الجنسين في صناعة الأفلام، وأن نحيي الحوار حول الأجور المتساوية والفرص الوظيفية خلف العدسة، ونحن نأمل أن يكون لهذا الفيلم وقعاً إيجابياً على صناعة الأفلام، فنحن فخورون حقاً به”. بينما ذكر محمد حفظي أنه فخور بتعاون مهرجان القاهرة السينمائي مع ڤوغ العربيّة وقال “هذا الفيلم لا يجمع بين الأناقة والسينما وحسب، بل يرسل رسالة واضحة تظهرنا متحدين في سبيل تمكين السيدات وتحقيق المساواة للنساء في صناعة الأفلام”.

تحقق نجمات السينما في العالم العربي نجاحات عالميّة، أحدثها فوز النجمة هند صبري بجائزة ستارلايت في مهرجان فينيسيا السينمائي، وكانت بذلك أول عربيّة تفوز بهذه الجائزة المرموقة، وقد دعمت النجمة ابنة بلدها المخرجة  التونسية هند بوجمعة في أول فيلم طويل تطلقه وهو فيلم “نورا تحلم” من بطولة هند صبري، يسلط هذا الفيلم الضوء على معاناة السيدات في المجتمع التونسي.

تقول هند صبري عن المساواة بين الجنسين في صناعة السينما “سأكون منافقة إن قلت أننا نحظى بالفرص ذاتها، يُدفع للرجال أجور أعلى وقد صرّحت بذلك لسنوات،” تضيف هند صبري في حوارها مع ڤوغ العربيّة “يُدفع للممثلين الرجال ثلاثة أو أربعة أضعاف الأجور التي نتقاضاها، وهذا ليس عدلاً، يبرر المنتجون ذلك بأننا لا ندر الأموال بقدر الممثلين الذكور، ولكن هذا غير صحيح برأيي، وهو لا يستند على أدلة حقيقية”، تستدل النجمة بنجاح فيلم “الفيل الأزرق 2” الذي أدت فيه هند صبري دور الشخصية الشريرة، وحطم أرقاماً قياسيّة ليحقق أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصريّة.

ترى هند صبري أن “تغيير العقلية” التي تُدار بها صناعة الأفلام هو أول الخطوات في سبيل تحقيق المساواة بين النساء والرجال، وتقول لڤوغ العربيّة “الحراك في هذه الصناعة هو لصالح الرجال، وأحياناً ما يصل الأمر إلى كراهية النساء. وهم يصدقون أساطير غير حقيقيّة، كأن النساء لا يساهمن في تحقيق الأرباح، أو أن المجتمع يتطلع للنجوم الذكور أكثر من الإناث، كل هذه الخرافات يجب أن تختفي”، ودَعت هند النجمات إلى دعم الحملات العالميّة مثل حملة Metoo لتمكين المرأة، “يجب ألا نخجل من وضعنا، فالتغيير سيأخذ وقت لأن المجتمع في طور التغيير كذلك، والنساء أصبحن أقوى في التعبير عن حقوقهن”.

وتؤكد الممثّلة المصريّة نيللي كريم على حرصها على تمثيل السيدات بشكل حقيقي في أدوارها، وتقول “يهمني أن أجد قصة أو سيناريو عن المرأة”. وفي الواقع أدت نيللي كريم أدواراً لافتة خلال مسيرتها، من ضمنها دور السجينة في مسلسل “سجن النساء”، ودور المعتقلة السياسيّة في فيلم “اشتباك”، وضحية التحرش في فيلم “678” وغيرها من الأدوار البارزة في مسيرتها الفنية.

في السعوديّة شهدت صناعة السينما انفتاحاً لافتاً في السنتين الأخيرتين، إحدى رواد هذا الانفتاح هي المخرجة هيفاء المنصور، التي عرضت هذا العام فيلمها الجديد “المرشحة المثاليّة” وهو فيلم من بطولة الشابة السعوديّة ميلا الزهراني، يروي قصّة طبيبة سعودية ترشح نفسها للانتخابات البلدية. وقد قُدّم هذا الفيلم ممثّلاً للسعوديّة في سباق الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي لأوسكار عام 2020. كما عرضت المخرجة السعوديّة شهد أمين فيلمها الجديد “سيدة البحر” في مهرجان فينيسا خلال شهر سبتمبر الماضي، ونال جائزة فيرونا للفيلم الأكثر إبداعاً في ذلك المهرجان.

يروي هذا الفيلم قصّة الفتاة الصغيرة حياة التي تنشأ في قرية فقيرة تحكمها تقاليد مظلمة تتمثل في تقديم الإناث من أطفالها لمخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة فتقرر بدورها تحدي هذه التقاليد. وسيكون هذا الفيلم السعودي-الاماراتي أحد الأفلام المعروضة في مهرجان القاهرة السنمائي هذا الشهر.

يبدو أن موضوع المساواة بين الجنسين في الأجور والفرص الوظيفيّة في صناعة السينما ليست قضيّة وقتية يمكن أن تختفي خلال أسابيع أو تتغير في يوم وليلة، بل هو موضوع يدعو لفتح باب الحوار، وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق المساواة الكاملة على الصعيدين العربي والعالمي.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2019 يفتح بابَ عصر جديد للسينما العربية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع