تكمل سمو الأميرة هيا بنت الحسين اليوم عامها الرابع والأربعين، وقد نجحت خلال سنواتها الماضية في أن تصنع تأثيراً لافتاً في عالمنا، بجهودها البارزة في تطوير مجال التعليم، والصحة، وأعمالها الخيريّة التي تمتد داخل الدولة وخارجها على حد سواء. واحتفالاً بعيد ميلاد هذه الأميرة، وإحدى الشخصيات النسائية العربيّة الملهمة التي نفخر بها، قررنا أن نسلّط الضوء على بصمتها الواضحة في العالم.
فارسة من الطراز الأوّل:
قد لا يعرف الكثيرون عن سمو الأميرة الأردنيّة (زوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووالدة الشيخة الجليلة والشيخ زايد)، أنها فارسة من الطراز الأوّل، ليست محبّة للخيول وحسب. فقد مثّلت الأردن في رياضة قفز الحواجز ضمن أولمبياد 2000 بمدينة سيدني، وحملت علم الأردن في مقدّمة الوفد آنذاك. كما مثّلت الأميرة هيا بلدها الأردن في مسابقة الاتحاد الدولي للفروسية في مدينة خيريس في إسبانيا في العام 2002. وتمّ انتخابها في العام 2006 رئيسةً للاتحاد لمدّة 4 سنوات، ثم جددت ولايتها لأربع سنواتٍ أخرى. ناهيك عن مشاركتها في العديد من البطولات العربيّة، أما اليوم فعلى الرغم من عدم مشاركتها في أية بطولات للفروسيّة، تحرص الأميرة هيا بنت الحسين على التواجد في المناسبات المحلّية والعالميّة المختصّة بسباقات الخيول، من ضمنها كأس دبي العالمي، وسباقات رويال آسكوت البريطانيّة.
اقرؤوا هنا: عائلة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحتفلون بالفوز في كأس دبي العالمي
أميرة القلوب:
وبعيداً عن إسهاماتها في عالم الفروسيّة، أطلقت الصحافة الغربيّة على سمو الأميرة هيا لقب أميرة القلوب. لم يكن ذلك مستغرباَ، إذ عرفت بجهودها الجبارة في إطار الأعمال الخيريّة. حيث عيّنت رسولاً للسلام لدى الأمم المتحدة في 2007، وهو لقب حصري يعطى لنخبة من الشخصيات البارزة من ضمن الحاصلين عليه بعض النجوم من بينهم مايكل دوغلاس، وليناردو دي كابريو، وتشارليز ثيرون. كما عملت كسفيرة للنوايا الحسنة في برنامج الغذاء العالمي من 2005 وحتى 2007. ودعمت برامج الأمم المتحدة في باكستان وأفغانستان وغزة وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من خلال العديد من الزيارات الميدانية وجمع التبرعات.
على الصعيد المحلّي، أسست سمو الأميرة هيا تكيّة أم علي في الأردن عام 2003، هي منظمة غير حكومية تقوم بتقديم الوجبات الساخنة وتوفير الإعانات الإنسانية الغذائية للفقراء والمحتاجين في الأردن ضمن برامج مستدامة. كما ترأس مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي تأسست على يد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأصبحت اليوم واحدة من أكبر المراكز للخدمات اللوجستية في مجال الإغاثة الإنسانية، وأكثرها فعالية على مستوى العالم.
في الثقافة والتعليم:
وبالانتقال إلى مجال التعليم والثقافة نجد بصمة سمو الأميرة هيا واضحة في دعم هذا المجال في الأردن، حيث افتتح باسمها مركز هيا الثقافي (افتتحه والداها الملك الحسين بن عبد الله والملكة علياء) في واحدة من أكثر المناطق التجارية ازدحاماً في عمّان. ويطال أثره الثقافي حياة 50.000 طفل أردني سنوياً. أما في دبي فتُمنح جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة لتكريم المتميزين من المعلمين والمعالجين والإداريين ومقدمي الرعاية وأولياء الأمور في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. كما افتتحت مركز الجليلة لثقافة الطفل، ومدرسة الأميرة هيا للبنات، بالإضافة إلى مركز الأميرة هيا بنت الحسين الثقافي والاسلامي وهو الذي تأسس أولاً في الأردن عام 92، ثم افتتح الفرع الثاني منه في دبي عام 2001.
وتبقى بصمة أميرة القلوب في المجال الخيري والإنساني واضحة في جميع أنحاء العام. من هنا، نتمنى أن يمدّ الله في عمرها وأن تستمر في عطاءاتها الخيرية لتصنع من عالمنا مكاناً أفضل.