تابعوا ڤوغ العربية

نساء عظيمات في التاريخ العربي غيرن مجرى التاريخ وحقّقن إنجازات هائلة

نساء عظيمات في التاريخ العربي

زها حديد – نساء عظيمات في التاريخ العربي

زها حديد

قدمت المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد، المولودة في العراق عام 1950، إسهامات جليلة في ميدان الهندسة المعمارية. وعقب نيلها شهادة البكالوريوس في الرياضيات، استكملت دراستها بجمعية الهندسة المعمارية في لندن عام 1972 تحت إشراف المهندسين اللامعين ريم كولهاس وإيليا زينغيليس وبرنارد تشومي. وقد اتبعت نهج المدرسة التفكيكية، فأبدعت أعمالًا منها: محطة ڤيترا للإطفاء في ألمانيا، ودار الأوبرا في غوانزو في الصين، وجسر الشيخ زايد في الإمارات. وفي عام 1980. افتتحت شركة خاصة باسم Zaha Hadid Architects. وقد كان نهجها الدقيق في رسوماتها آنذاك يعد تناقضاً صارخاً مع تصاميم ما بعد الحداثة السائدة في ذلك الوقت. 

ونالت زها جائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014 عن تصميم مركز حيدر علييف في أذربيجان، فأصبحت أول امرأة تفوز بهذه الجائزة المرموقة. وفي عام 2012، حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية. ومن بين الجوائز الأخرى التي حصلت عليها جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية عام 2004، كما كانت أول امرأة تنال جائزة ستيرلينغ، والتي تعد أرفع جائزة معمارية في المملكة المتحدة، في 2010 و2011. وفي فبراير عام 2016، أصبحت أول امرأة أيضًا تنال منفردةً الميدالية الملكية الذهبية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين. توفيت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016 إثر أزمة قلبية.

نساء عظيمات في التاريخ العربي

نساء عظيمات في التاريخ العربي

سميرة موسى

كانت سميرة موسى أول عالمة فيزياء نووية مصرية. وقد أسهمت إسهامًا كبيرًا في النهوض بدراسة الفيزياء النووية حتى أُطلق عليها اسم «أم الطاقة الذرية». درست موسى في جامعة القاهرة وكانت أول امرأة تنال درجة الدكتوراه في الإشعاع الذري وأول امرأة تشغل منصب أستاذ. وسعت من خلال أعمالها إلى توفير علاجات ميسرة التكلفة وكذلك الاستخدام السلمي للذرة كما نظمت مؤتمرًا بعنوان «الذرة من أجل السلام». ودفعتها وفاة والدتها في طفولتها بسبب مرض السرطان إلى تكريس حياتها لتيسير العلاجات الذرية وجعلها «رخيصة الثمن مثل الأسبرين». وكانت تمضي وقتها في الأعمال التطوعية في العديد من مستشفيات علاج السرطان وتركز كثيرًا على أبحاث هذا المرض. ومن بين إسهاماتها البارزة توصلها لمعادلة وُصفت لشدة أهميتها بالتاريخية تعمل على تفتيت ذرات المعادن رخيصة الثمن مثل النحاس وتخفيض تكلفة استخدامها في الأشعة السينية وغيرها من الأدوات الطبية. وقد شكلت بحياتها وأعمالها مجال الفيزياء النووية ومهدت الطريق أمام المرأة العربية في ميدان العلوم. توفيت بكاليفورنيا في 5 أغسطس عام 1952 في حادث سيارة وكرمها الجيش المصري بعد وفاتها.

 

آسيا داغر 

في الثامن عشر من شهر أبريل 1901 ولدت آسيا داغر (واسمها الأصلي ألماظة) وكبرت في قرية جبلية لبنانية عصفت بها رياح الفقر والجوع خلال الحرب العالمية الأولى وتزوجت في سن مبكرة وأنجبت ابنتها الوحيدة هيلين. ظروف لبنان الصعبة آنذاك دفعت بابن عم الصبية إلى الهجرة إلى مصر وكان صحافياً وكاتباً معروفاً. وجود ابن العم في مصر شجع آسيا على النزوح إليها سنة 1923 تاركة ابنة وزوجاً. وفي منزل قريبها تعرفت على أهل الأدب والصحافة الذين شكلوا النافذة التي منها أطلت على عالم السينما. وكانت سلواها الوحيدة مشاهدة صور نجمات هوليوود في الصحف ومتابعة العروض السينمائية. أحد الأصدقاء استجاب لإلحاحها وأخذها إلى موقع تصوير فيلم صامت فشكل لقاؤها بنجمة الفيلم منعطفاً في حياتها، وأسند إليها دور كومبارس صغير. لاحظ مخرج الفيلم شغفها الكبير بالسينما وأقنعها أن تخوض معه تجربة إنتاج فيلم سينمائي وكانت السينما لا تزال في بداياتها في مصر. تمكنت آسيا من تدبير المبلغ وصورا معاً أول فيلم مصري من بطولة سيدة سورية كما كتبت الصحف آنذاك حمل عنوان «غادة الصحراء».

عرضت فيلمها في صالة استأجرتها لحسابها ثم فكرت أن تسافر به إلى دمشق لعرضه في فعاليات معرض دمشق حينها وعرض الفيلم في سبتمبر 1929 ولاقى نجاحاً منقطع النظير وكانت تلك المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم مصري في لبنان وسوريا ومنحت الحكومة السورية آسيا وسام الاستحقاق ومئة ليرة ذهبية، ونجاحها الباهر هذا دفع عائلتها في لبنان إلى التخلي عن مقاطعتها. بعدها توالت الأفلام التي انتجتها وتولت بطولتها وكان فيلم «عندما تحب المرأة» من أول الأفلام الناطقة في مصر عام 1933.  أسست شركة «لوتس فيلم» الخاصة بها للإنتاج وتوالت من خلالها الأفلام والبطولات وشكلت مع ابنة اختها ماري كويني والمخرج أحمد جلال ثلاثياً سينمائياً يعتبر الأنجح في عالم السينما حتى اليوم.

ابتعدت آسيا لفترة عن التمثيل لتعود إلى الشاشة بدور عظيم بفيلم «المتهمة». خلال الحرب العالمية الثانية ارتفعت أسعار الممثلين بشكل جنوني في مصر فما كان منها إلا الذهاب إلى بيروت للبحث عن وجوه جديدة وهنا اكتشف جانيت الفغالي التي صار اسمها في مصر «صباح» ونجحت بشكل مبهر في أول الأفلام التي انتجتها لها آسيا ويدعى «القلب له واحد». ودّعت آسيا التمثيل في العام 1946 لتنصرف إلى الإنتاج واستحقت لقب «سيدة الانتاج الرفيع» واستمر نشاط شركة لوتس في حصد النجاحات من خلال أهم الأفلام وابرزها «رد قلبي» الذي أثنى عليه الرئيس جمال عبد الناصر وفيلم «صلاح الدين» الذي نال جوائز عديدة. استمرت في عملها كمنتج منفذ لسنوات طوال واكتشفت العديد من الوجوه السينمائية المعروفة مثل سعاد حسني وميرفت أمين ورحلت عام 1986 ودفنت في مصر بعد أن أرست دعائم صناعة السينما فيها. 

فاطمة الفهري

فاطمة بنت محمد الفِهْرية القُرَشية هي امرأة مسلمة عربية، لُقبت بأم البنين، تعود أصولها إلى ذرية عقبة بن نافع الفهري القرشي فاتح تونس ومؤسس مدينة القيروان. وهي شخصية تاريخية خالدة في ذاكرة مدينة القيروان وتونس، ومدينة فاس في المغرب، والتاريخ التونسي والمغربي، أسست مع شقيقتها مريم الفهرية جامعة القرويين في المغرب عام 859 م، وتُعد أول جامعة في العالم، توفيت فاطمة حوالي سنة 878 م. وبحسب الروايات التاريخية، ولدت فاطمة بتونس، ثم هاجرت أسرتها بعد ذلك إلى مدينة فاس بالمغرب، حيث أصبح والدها تاجرًا ناجحًا. وبعد وفاة والدها، ورثت عنه ثروة طائلة شاركتها فيها شقيقتها مريم. وعمدت الشقيقتان إلى استخدام ثروتهما في بناء الجوامع نظرًا لتزايد أعداد المصلين في فاس نتيجة الهجرة إلى هذه المدينة. ولاحقًا، وبالتحديد في عام 859 م، قامت فاطمة بتوسعة الجامع لبناء أول جامعة مفتوحة للجميع. وكان التعليم بالجامعة لا يقتصر على الدراسات الدينية فحسب، فقد كانت تقدم أيضًا دروسًا في الطب والكيمياء والفلك والجيولوجيا والرياضيات. وبحسب اليونسكو، تعتبر جامعة القرويين أول جامعة في العالم تمنح شهادة لطلابها. وللأسف، لا تسعفنا المصادر التاريخية بالكثير عن حياة فاطمة الفهري خاصة بعد أن التهم حريق كبير كل وثائقها المكتوبة في عام 1323. 

لور مغيزل

كانت لور مغيزل محامية لبنانية وناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة. وقد شاركت في تأسيس الحزب الديمقراطي اللبناني، والجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان، وتجمع الباحثات اللبنانيات. وسعت مع زوجها جوزيف لتحقيق المساواة للمرأة اللبنانية وزيادة مشاركتها السياسية. وقد نجحت محاولاتهما في دفع الحكومة اللبنانية إلى توقيع اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والمصادقة عليها عام 1996. حصلت على وسام الأرز الوطني (برتبة كومندور) المعروف عالميًا تقديرًا لخدماتها الاجتماعية التي قدمتها على مدى سنوات عديدة. وكرست لور وزوجها جوزيف حياتهما للدفاع عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، كما لعبا دورًا محوريًا في تعديل القوانين اللبنانية لتتضمن هذه المُثل. ويعتبر تأسيس الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان في عام 1985 أكبر إنجاز حققته لور على مدى مسيرتها المهنية، حيث نجحت الجمعية في تحسين حقوق الإنسان الأساسية للمواطن اللبناني العادي. ولدت مغيزل يوم 21 أبريل من عام 1929 في لبنان، وأمها هي لبيبة صعب وأبوها هو نسيب سليم نصر، وأصبحت من أقوى المدافعين عن حقوق المرأة مطالبةً بمشاركتها في الحياة الاجتماعية والسياسية. ودرست مغيزل في معهد الدراسات الشرقية بجامعة القديس يوسف وحصلت على شهادة في الفلسفة باللغة العربية، كما حصلت على شهادة في القانون. وتوفيت في عام 1997 عن عمر يناهز 68 عامًا. 

هند الحسيني 

المربية والمعلمة والمناضلة التي تعتبر رمزاً وطنياً للعمل الاجتماعي والطوعي وعلماً من أعلام التعليم في فلسطين. ولدت في القدس الشريف عام 1916 ودرست آداب اللغتين العربية والإنكليزية ثم التحقت بـجامعة هامبورغ في ألمانيا في مرحلة لاحقة في حياتها لتوسيع مداركها في التربية. بدأت حياتها مع مهنة التعليم، ولكنها تركتها عام 1945 لتدخل في المجال التطوعي حيث أنشأت جمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس، والتي انتشرت فروعها في أنحاء فلسطين حتى وصل عددها إلى 22 فرعاً. كما قامت مع مجموعة من النساء بتنظيم جمعيات محلية ورياض أطفال ومراكز مكافحة الأمية وتعليم خياطة في عدد من مدن وقرى فلسطين. شكلت مذبحة دير ياسين عند حلول النكبة، مرحلة محورية في حياة الحسيني فقد كانت بداية تأسيس مؤسسة دار الطفل العربي في القدس عام 1948 عندما ظهرت الحاجة الملحّة لإنشاء مؤسسة جديدة تستوعب الأطفال المشردين واليتامى، فقررت أن تستخدم بيت العائلة الكائن في حي الشيخ جراح في القدس والتي كان المقر الأول للمؤسسة. وبعد ذلك تدرجت مؤسسة دار الطفل العربي حتى أصبحت تشكل حياً تعليماً كاملاً يضم الحضانة وبساتين الأطفال إضافة إلى المرحلة الإعدادية والثانوية وقسم الكمبيوتر والسكرتارية ومكافحة الأمية والخياطة والتدبير المنزلي. وفي عام 1917 تم إنشاء معهد التربية والخدمة الاجتماعية تلى ذلك إنشاء كلية الآداب الجامعية للبنات في عام 1982 والتي تمنح درجة البكالوريوس، كما تم افتتاح مركز الأبحاث الإسلامية وفي عام 1992 تم إنشاء معهد الآثار والحضارة الإسلامية، وهو يمنح درجة الماجستير. كرست  الحسيني حياتها لخدمة شعبها ورعاية الأيتام والفقراء وأبناء الشهداء وحصدت العديد من الأوسمة على أعمالها التطوعية الاجتماعية الرائدة. وإلى جانب مسؤوليتها في دار الطفل العربي، شاركت في عضوية العديد من الهيئات الاجتماعية والتعليمية، فهي من مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية في القدس ورئيسة مجلس أمناء كلية الآداب للبنات، جامعة القدس، وعضو مجلس إدارة جمعية المشروع الإنشائي وجمعية اليتيم العربي والفتاة اللاجئة ومجلس أمناء جامعة القدس. 

نوال السعداوي

نوال السعداوي طبيبة أمراض صدرية، وطبيبة أمراض نفسية، وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص. كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، اُشتهرت بمحاربتها لظاهرة ختان الذكور والإناث. ولدت السعداوي في 27 أكتوبر عام 1931 وتوفيت في 21 مارس من عام 2021. 

تخرجت نوال من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955 وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، تزوجت في نفس العام من أحمد حلمي زميل دراستها في الكلية. لم يستمر الزواج لفترة طويلة فانتهى بعدها بعامين. وعندما سُئلت عنه في إحدى حواراتها قالت: «زوجي الأول كان عظيماً، زميلي في كلية الطب. كان رائعاً، والد ابنتي. لم يرد والدي مني أن أتزوجه لأنه غادر إلى السويس لمحاربة البريطانيين. لكن بعد ذلك تم خيانة المقاتلين، والكثير منهم تم حبسه. هذه الأزمة كسرته وأصبح مدمناً، حاول قتلي، لذا تركته». تزوجت مرة ثانية من رجل قانون ولم يستمر هذا الزواج أيضاً.كرست السعداوي الملقبة بسيمون دي بوڤوار العرب حياتها لمحاربة ختان الإناث والنهوض بحقوق المرأة. واتخذت منذ نعومة أظفارها موقفًا صريحًا تجاه البيئة التي نشأت فيها، حيث هيمنة السلطة الذكورية، وبدأت الكتابة في مرحلة مبكرة من مسيرتها المهنية، وترجمت أعمالها إلى عدة لغات من حول العالم. ويعد كتاب «الوجه الخفي لحواء» (1977) هو الأكثر تأثيرًا من بين مؤلفاتها العديدة؛ حيث أوضحت فيه ما تتعرض له المرأة من قمع واضطهاد بسبب الفقر وهيمنة السلطة الذكورية. وفي عام 1981، أسست جمعية تضامن المرأة العربية وجمعت بين القضايا النسوية والعروبة.   

مي زيادة 

مي زيادة أديبة وكاتبة عربية، اسمها الأصلي ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. وُلِدت في فلسطين في مدينة النّاصرة تحديداً، وذلك في الحادي عشر من شهر شباط عام 1886م، والدُها هو إلياس زيادة، أصلهُ من لُبنان، أمّا أمُّها فهي نُزهة معمر، والتي تُعدّ من أصحاب الأدب الذين يُعنَون بحفظ الأشعار، وقد حظيت زيادة باهتمام كبير من والديها كونها الابنة الوحيدة لهما بعد وفاة أخيها، وممّا قالته أمُّها فيها: «أن من ينجبْ ميّاً، لا يُنجبْ غيرها». أتقنت مي تسع لغات: العربية، والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية. كانت مدينة النّاصرة موطن والديّ مي، فأمُّها من أصل سوريّ إلّا أنّ موطنها فهو فلسطين، ووالدها إلياس زيادة أصلهُ من لُبنان، قالت مي عن نفسها: «ولدت في بلد، وأبي من بلد، وأمي من بلد، وسكني من بلد، وأشباح نفسي تنتقل من بلد إلى بلد، فلأي هذه البلدان أنتمي، وعن أي هذه البلدان أدافع».

كانت مي تفتح بيتها للمثقفين لتناقشهم وتحاورهم في صالونها الأسبوعي، في مجتمع الرجل فيه هو رقم واحد، والمرأة في المرتبة الثانية لذلك ينظر البعض إلى مي بوصفها نموذجاً نسائياً رائداً لما يسمى بـ«النسوية» لكن أزمتها تتعلق بافتقارها إلى مفهومي «الوطن والاستقرار» حيث لم تعرف معنى للإقامة في وطن وعاشت حياتها كامرأة عابرة. كانت مي امرأة متحررة متعلمة، أبدعت في مَجال الصّحافة، عمدت إلى إنشاء صالون أدبيّ خاصّ بها تحت اسم «ندوة الثّلاثاء» وذلك في عام 1912م، واعتمدت بيت أبيها القائم في القاهرة مقرّاً لهذا الصّالون لتُعقد النّدوة فيه أسبوعيّاً، حيث نالت التّقدير والاحترام الكبير من حاضريها لِما تتمّتع به من ذكاء وشجاعة في إدارة النّدوة بأدب ورُقيّ. بدأت شهرتها الأدبية في مصر تحديداً عام 1913، في مهرجان تكريم خليل مطران الذي دعا إليه سليم سركيس، يومها كلفت بإلقاء كلمة جبران ثم أتبعتها بكلمتها فنجحت في الإثنتين معاً، فقام الأمير محمد علي رئيس الحفلة وصافحها وهنأها. تُوفيت مَيّ في مُستشفى المُعادي في 17 تشرين الأول 1941م في مَدينة القاهرة عن عمر يُناهز 55 عاماً.

 

فاطمة أبو قحاص 

من رائدات «فن القط العسيري» أو فن نقش الجدران وأبرز النساء الألمعيات في هذا المجال. ولدت الفنانة السعودية التشكيلية في محافظة رجال ألمع، بمنطقة عسير، عام 1920 وتوفيت عام 2010 عن عمر يناهز 90 عاماً. اشتهرت بفنها وتفوقت فيه وظلت تمارسه باحترافية عالية، لمدة 70 عاماً. تعلمت وأجادت «فن القط» على يد والدتها عندما كان عمرها 8 سنوات، ثم احترفته مهنة لها بعد أن عصفت بها الأحوال عند وفاة زوجها فأصبح مصدر رزق لها لتربي أبناءها. وعلى الرغم من عدم حصولها على أي شهادة تعليمية أصبحت من مشاهير الفن والشخصيات التراثية في المملكة، فقد أبدعت في تزيين الكثير من المزارات السياحية برسوماتها التشكيلية، مثل حصن رازح وبيت آل الزهر في الخليس، وحصن آل علوان (مسمار) الذي يضم متحف ألمع الدائم للتراث، وجدارية كبيرة تتعدى عشرات الأمتار، في مدخل فندق قصر أبها الفاخر، كما أشرفت على الكثير من الدورات التدريبية. فازت أبو قحاص، بجائزة أبها لعام 1997، في الخدمة الوطنية، ونالت جوائز وشهادات تقديرية من اللجان التراثية في منطقة عسير، واختيرت كأشهر شخصية تراثية في مهرجان الجنادرية لعام 2007. اتخذت الفنانة الراحلة فاطمة أبو قحاص الفن التشكيلي وسيلة للتعبير واستخدمت في نقوشها الألوان والخامات التي تستطيع تكوينها من محيطها، فجعلت من «شعرة» ذيل الأغنام أشبه ما تكون بريشة الرسام. ينسب لها الباحثون في «فن القط» الفضل في عودة الاهتمام به وإبرازه بشكل لافت، وكان نتيجة هذه العودة اعتماد «فن القط العسيري» ضمن التراث العالمي غير المادي لدى اليونسكو.

الأميرة فاطمة إسماعيل

أم التعليم والعلم وصاحبة الفضل الكبير في إنشاء جامعة القاهرة. ولدت في

مصر عام 1853 وهي إحدى أبناء الخديوي إسماعيل من زوجته شهرت فزا هانم. تعودت على تذوق الفن والثقافة خلال حياتها في السرايات الملكية، وقد تميزت بين أخواتها بحبها للعمل العام والتطوعي، فحرصت على المساهمة في أعمال الخير كما اهتمت برعاية الثقافة والعلم لكنها لم تتمكن من دخول الجامعة لمنع الفتيات في ذلك الوقت من الالتحاق بالجامعات، ومع ذلك ساهمت وبشكل أساسي في النهضة النسائية لاسيما تعليم البنات. لعل أبرز اسهاماتها هو ارتباط اسمها ببناء جامعة القاهرة. ومن فيض كرمها أيضاً أنها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذي كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، على الرغم من عدم حضورها حفل افتتاح الجامعة بسبب تقاليد المجتمع المحافظ آنذاك، والتي تمنع مشاركة المرأة في الفعاليات العامة، وحضر نيابة عنها ابنها. توفيت عام 1920، أي قبل أن ترى صرح الجامعة ومنارتها التي قدمتها للعلم في مصر والوطن العربي ومهدت الطريق أمام مشاركة المرأة المصرية التي التحقت بالجامعة المصرية عام 1928. تسمى كلية الآداب في جامعة القاهرة بكلية الأميرة فاطمة تكريماً لإسهامها في بنائها. وقد أجرت الجامعة احتفالاً بوضع حجر الأساس للمباني الموجودة حالياً لها عام 1914، وذلك في الأرض التي وهبتها الأميرة وقد كتب على الحجر الأساس هذه العبارة: «الجامعة المصرية، الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، سنة 1332هجرية» كما وضعت جامعة القاهرة تمثالًا لها في داخل القبة كنوع من التكريم، ولوحة رخامية داخل كلية الآداب مكتوب عليها «ذكرى عطرة للأميرة فاطمة إسماعيل التي أسهمت في بناء الكلية».

الموضوع نشر للمرة الأولى على صفحات المجلة عدد شهر أكتوبر 2021

أقرئي أيضاً : جولة داخل عدد أكتوبر 2021 من ڤوغ العربية الذي يستكشف الآفاق الجديدة لعالم الموضة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع