تابعوا ڤوغ العربية

نصيرة المرأة في كلّ مكان… هيفاء المنصور تكشف خبايا فيلمها الجديد

Getty

تصوّر المخرجة السعوديّة هيفاء المنصور معاناة السيّدات في كلّ الثقافات، وتعكس بذلك إيمانها بأنّ الرابطة القويّة بين السيّدات يجب أن تتخطّى كلّ الحدود.

بعد أن صوّرت هيفاء المنصور النضال النسائي في أوروبا خلال القرن التاسع عشر في فيلم “ماري شيلي”، عادت من جديد في فيلم يروي معاناة السيّدات مع معايير الجمال ومتطلّبات الاهتمام بالمظهر الخارجي التي فرضت عليهن. عملها الجديد هو فيلم روائي طويل بعنوان “نابلي إيفر آفتر” يروي قصّة سيّدة أمريكيّة من أصول أفريقيّة اعتادت على معايير معيّنة في تسريح الشعر، ولكنها تواجه بعض الأحداث التي تساهم في قلب مفاهيم الجمال لديها. تقول هيفاء: ”فُرضت علينا نحن السيّدات ضغوطات تجبرنا على اعتماد المظهر الذي يُعتبر مثالياً، وذلك في غاية الصعوبة على كلّ سيّدة، يحدد هويتها كما تفرضها المعايير الخارجيّة. ذلك يفقدها جزءاً من شخصيتها وهذا محزن للغاية“. تعود بنا هيفاء إلى العبارة الرنانة التي تتردد في أنحاء الوطن العربي ”تاج المرأة شعرها“، وتصوّرها بأسلوبها الخاص في هذا الفيلم الدرامي. تقول: ”لا تعني هذه العبارة شعر السيّدة الطبيعي للأسف، إذ لابد أن تغيره وتخضعه لمعايير الجمال السائدة“. وعلى الرغم من أن هذا العمل يصوّر سيّدة في مجتمع أمريكي إلا أن هذا المفهوم لا يستثني السيّدات في الشرق الأوسط إطلاقاً، حسب رأيها. ولكنه يستثني الرجال بطبيعة الحال ”لهذا السبب نجد شخصيّة الرجل غالباً ما تكون أكثر تلقائية، فهم (الرجال) لا تتحكّم في اختياراتهم المعايير التي تُفرض على النساء“.

لا يمكن لمن يشاهد هذا الفيلم – خصوصاً من السيّدات – إلا أن يستشعر ما تمرّ فيه بطلة قصّته ڤايوليت (التي تؤدي دورها الممثلّة سانا لاثان)، فبعد أن نشأت على معايير معيّنة تخص مظهر شعرها، انقلب مفهوم الجمال بالنسبة لها بعد أن فقدت هذا التاج الذي يعلو رأسها في مشهدٍ مؤثر، هو أهم المشاهد في هذا الفيلم بالنسبة لصانعته، ”منذ بداية التصوير علمت أنّ هذا المشهد لا يمكن أن يصّور إلا بلقطة واحدة، فحاولنا أن نتخطى كلّ المشاكل التقنيّة في سبيل ذلك. ساعدتنا موهبة الممثّلة لاثان على إتقان هذا المشهد على الرغم من أنه صوّر في الساعات الأخيرة من الليل“، كما كشفت هيفاء أن المشهد المذكور حقيقي بالكامل، يخلو من أي خدع سينمائية.

تثني هيفاء على اتجاه نتفلكس في الفترة الأخيرة على التوسّع في إنتاجاتها الإقليميّة، فبعد أن أنتجت عروضاً كوميديّة عربيّة في أولى خطواتها لدعم الإنتاج المحلي، أعلنت أخيراً عن بدء تصوير أول مسلسلاتها العربيّة في الأردن تحت عنوان ”جن“. ”من المهم أن تُدعم الدراما العربيّة على الصعيد العالمي، لتخرج من إطار الشرق الأوسط. ونتفلكس تعد منصّة قويّة في السينما أتنبأ لها بانتشار كبير في العالم العربي. لأنها أسهل بالنسبة لنا من الذهاب إلى دور السينما لمشاهدة الأفلام، فهي كما تعرفين قد افتتحت حديثاً في السعوديّة“.

“من المهم أن تُدعم الدراما العربيّة على الصعيد العالمي، لتخرج من إطار الشرق الأوسط”

انتقلت هيفاء للحديث عن ازدهار صناعة الأفلام في السعوديّة، حيث شاركت بلادها للمرّة الأولى في مهرجان كان السينمائي هذا العام في جناح ضخم عرض مجموعة من الأفلام السعوديّة من مخرجين شباب، وأقيمت فيه العديد من الدورات وجلسات الحوار. تقول هيفاء: ”كانت تجربة رائعة بالنسبة لي. كما أن الموضوعات التي طرحها مجلس الأفلام السعودي كانت حقيقيّة وتساهم بدعم الصناعة في البلاد، هي فرصة لتبادل الخبرات، والتعريف بالسعوديّة من خلال الأفلام التي أظهرت مدى تطوّر البلاد على الصعيدين الحضاري والثقافي“. وأضافت هيفاء عن تجربتها بعد العودة أخيراً إلى السعوديّة لاختيار نجوم فيلمها المقبل الذي سيتم تصويره في الرياض قائلة: ”هناك شيء مختلف يخص عودتي إلى بلادي، هي تجربة بطعم مختلف عن أي تجربة أخرى، وقد لمست التغيير بعد عودتي بأن وجدت العديد من الممثلات اللواتي تقدّمن لدور البطولة، وهو ما فاجأني حقيقةً“. عاشت المخرجة تجربة مغايرة عند تصوير فيلمها الأول ”وجدة“ في عام 2011، إذ كانت صناعة الأفلام محاطة بشيء من الغموض في المنطقة، يدفع الناس لتجنّبها، مما صعّب على فريق العمل الحصول على إذن للتصوير في بعض الأماكن ”كنت أعمل على إصدار التعليمات من داخل السيارة آنذاك لأنني لم أرغب في لفت الأنظار أو إثارة الضجة. ولكنني أتطلّع للعمل على الفيلم المقبل، وأن أعمل مع الممثلين عن قرب، فقد أصبح المجتمع أكثر تقبّلاً لهذه الصناعة الآن بعد افتتاح دور السينما بالمملكة“. وتعتقد هذه المخرجة السعوديّة أن لنشأتها الدور الأكبر في تعزيز علاقتها بهذا الفن ”أنا من الزلفي، ونشأت في الأحساء. على الرغم من أن والداي تربيا في مدن صغيرة إلا أنهما لم يكونا محافظين إطلاقاً. كنّا متصالحين مع الفنون والسينما، وهذا ما ولّد لدي احتراماً كبيراً لهذا المجال على الرغم من أنني لم أتوقع أن أخوض غماره يوماً ما“.  

تعيش هيفاء المنصور فترة ازدهارها المهني، فقد تعاونت مع دار الأزياء الإيطالية ميو ميو لتنتج فيلماً بعنوان ”ابنة مغنية الأفراح“ ضمن سلسلتها من الأفلام القصيرة التي تروي قصص النساء والتي أطلقتها عام 2011. صدر الفيلم المذكور في مهرجان البندقيّة السينمائي ليسجّل المشاركة الأولى لمخرجته في هذا المهرجان العريق. تصوّر أحداث فيلم ”ابنة مغنية الأفراح“ إحدى حفلات الزفاف في السعوديّة خلال حقبة الثمانينيات، وتؤدي فيه المعنّية السعوديّة روتانا طرابزوني دور البطولة، وتأليف الموسيقى بالتعاون مع الفنان ذا رييل ساتا. أما عملها المقبل، فيحمل عنوان ”المرشحة المثاليّة“ تدور قصّته حول طبيبة شابة تحمل طموحات سياسية في مجتمع يهيمن عليه الذكور.

نادين لبكي في دائرة الضوء: المخرجة اللبنانية هي نجمة غلاف عددنا لشهر أكتوبر

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع