تابعوا ڤوغ العربية

أناشار بصبوص يحدثنا عن محترفه الذي فتح أبوابه لعشاق الأصالة والجمال

الصورة من المصدر

في أحضان منطقة البترون في شمال لبنان وعلى إمتداد من الأرض وإطلالة ساحرة على البحر، كشف النحات اللبناني المعروف أناشار بصبوص النقاب عن محترفه وذلك بعد عامين من البناء. أبصر “محترف أناشار بصبوص” النور وهو بالنسبة للفنان أكثر من  مجرّد مساحة تضمّ مجموعة من المنحوتات إذ أنه  يجسد أيضًا تجربة سردية وقصة رحلة أناشار وأعماله الفنية كما أنه مكان يعكس تمجيده وإجلاله لوالديه.

يضم “محترف أناشار بصبوص”  أكثر من خمسين قطعة فنية، تحمل توقيع النحات وقد استخدم في صنعها فولاذ كورتن والفولاذ والفولاذ المقاوم للصدأ والرخام والخشب والألومنيوم والبازلت والاسمنت. وتعود هذه المجموعة المتنوعة الى الفترة الممتدّة بين العامين 2017 و2022. وعن قراره في تشييد هذا الصرح الفني يخبر أناشار فوغ العربية: “الهدف من إنشاء المحترف هو إيجاد مكان مستقل عن أعمال بقية أفراد العائلة، والفكرة تتمثل في ابتكار مبنى يجسد نظرتي للهندسة والفنون بطريقة تحاكي العصر.”

الصورة من المصدر

تتميز قطعة الأرض التي شيّد عليها المحترف بعنصرين، يطبعان القرى في منطقته: الأول هو أنها مساحة مسطّحة تُعرف باسم “البيدر” حيث كان يُجمع القمح استعداداً لطحنه، وهو جزء مكشوف وعاصف في القرية. في أوقات الحصاد، كانت تُفصل بذور القمح والشوفان في هذا الموقع بالتحديد الذي تم اختياره بدقة.

أمّا العنصر الثاني المميّز فيسمى “رجمة”، وهي تلة ضخمة صُنعت عبر رصّ القرويين الحجارة الصغيرة ويشرح لنا أنشار عن ذلك بقوله:  ” يتميز المحترف أيضاً  بالحديقة الخارجية وهي لا تشبه الحديقة العادية من حيث المساحات الخضراء بل تم إنشاؤها باستخدام الحجارة والتي نطلق عليها اسم الرجمة وهي من التراث القديم لأجدادنا تنتج عن تجميع الحجارة أثناء تنظيف الأرض،  وكانت الرجمة موجودة أصلاً على أرض المحترف ثم قمت بتحويلها كلياً، حيث  اعتبرتها عملاً فنياً قمت بنحتها وخلقت فيها أشكال ونتوءات لذا لا نرى اللون الأخضر بل الرمادي  ولون الحجارة والصدفة الجميلة أنها تتماشى مع لون الإسمنت الذي استخدم في   بناء   الصالة.” ويتابع: “على ظهر الرجمة كان هناك بيدر والذي حافظت عليه وتركته على شكل مسرح في الهواء الطلق وأغلب الأعمال الموجودة مصنوعة من حديد الكورتن وهو حديد خاص الذي يكتسب ألوان جميلة عندما يتعرض للصدأ.”

الصورة من المصدر

سخّر أنشار بصبوص مواهبه على أكمل وجه لحفظ تراث عائلته، حتى أمكن بشكل واضح رؤية الاسلوب الذي تنعكس عبره راشانا في فنّه في التفاصيل الدقيق حيث يخبرنا قائلاً:”إن المحترف هو تكملة واستمرارية لتراث وتاريخ عائلة بصبوص.” ولكنه يرى فيه أيضاً:” أنه أيضاً الطريقة المثلى لكي نشبه ذاتنا وليس تقليد ما كان يبتكره الجيل الأول من أعمال عمادها الخشب والحجر . يتمثل إكمال الإرث في تشبهنا بما كان يتمتع أجدادنا من حس من الابتكار والخيال الواسع ولكن من خلال طرق ومواد جديدة تمثل جيلنا وتمثل عصرنا.”

عمل ثلاثة إخوة نحّاتين هم، ميشال وألفريد ويوسف بصبوص على تحويل القرية الواقعة في شمال البترون، قرية منحوتات ومتحف خارجي. من خلال منحوتاتهم ونقوشهم التي تزين شوارع القرية ومنازلها ومناطق أخرى، قدّم الثلاثيّ مساهمات رائدة في النحت اللبناني المعاصر. منذ ولادته، انخرط أناشار بصبوص، وهو نجل ميشال، في الأعمال الفنية والإبداعية. وباكرا في طفولته، ابدى اهتماما لافتا بالفنون والمساعي الإبداعية، بفضل تأثير والديه فيه، إذ أن والدته هي الكاتبة والشاعرة تيريز عواد. ويخبرنا النحات عن ما يميز المحترف عن أعماله في القرية: “تضم القرية أعمال ميشيل ويوسف وألفرد  وما يميز هذه المساحة هو أنها تشبهني وتمثلني أكثر  فهي تضم أعمالاً مصنوعة من الحديد والمعدن والتي أحبذ استخدامها شخصياً والأهم من المواد هو الشكل وتصميم المنحوتة حيث أميل إلى إعمارها اكثر من نحتها فطريقة تركيب المنحوته تشبه تلك التي يتبعها عامل البناء.”

الصورة من المصدر

بحسب أنشار بصبوص، يدور الموضوع الأبرز للمحترف حول فكرة آلة الزمن، لأن الزائر سيستمتع بلا شك بالسفرعبر الزمن واستكشاف عالم الفن الحديث والعودة الى الماضي، بالفضول النَهِم نفسه، كذاك الذي يدفعه للسفر باستمرار إلى أماكن جديدة حول العالم.

ينحت أناشار بصبوص في أعماله أشكالاً هندسية ويدمجها في شكل معماري ما، يؤسّس لخطاب مع بيئته ويتفاعل مع ضوء الشمس. قبل الانخراط في مجال الاعمال الفنية، أمضى أناشار عاماً في درس الهندسة المعمارية، ويتجلى هذا الجانب في عمله بوضوح، خصوصاً في معارضه الأخيرة.

تعطي منحوتاته، التي تتألف من مكونات منفصلة، انطباعاً بأنها تتحرك وسط المساحة التي تشغلها، فيما تثير أسئلة حول الانقسامات مثل الجاذبية والمغناطيسية، والعلاقة بين الجسد والروح.

الصورة من المصدر

تشمل أعماله المصمّمة بدقة، عمل “Météorite” الذي اختير للمشاركة في معرض Artcurial Monaco الكائن  في أجمل مناطق الإمارة، إلى جانب مجموعة من المنحوتات لفنانين مرموقين من القرنين العشرين والحادي والعشرين. بالإضافة إلى ذلك، تعرض أعماله في “معهد العالم العربي في باريس” ودار “كريستيز” للفنون الرائدة والاعمال الفاخرة في العالم.

تنتشر منحوتاته وسط المجموعات العامة والخاصة في لبنان وكل أنحاء العالم (كندا، فرنسا، الأردن، الكويت، قطر، سنغافورة، إسبانيا، السويد، المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأميركية، المملكة المتحدة، الإمارات العربية المتحدة)، بما في ذلك المتاحف والفنادق والمنازل الخاصة والحدائق.

إقرأي أيضاً: من عدد مجلتنا لسبتمبر: ميره طوقان مصممة حقائب مستوحاة من الكوفية والخط العربي

 

 

 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع