تابعوا ڤوغ العربية

حليمة آدن تتحدث عن انقطاعها عن عالم الموضة لثلاث سنوات، وظروف العمل غير الإنسانية التي تعيشها العارضات، وتمثيل المرأة المسلمة

بعد اعتزالها المفاجئ لعالم الموضة عام 2020، تعود حليمة آدن للتألّق على غلاف ڤوغ، ولكن هذه المرة بشروطها الخاصة ودون أن تنسى أصلها

Dress, earrings, Stephane Rolland. Photo: Youssef Oubahou

قليلة هي الأماكن حول العالم التي تضارع شفشاون، وهي قرية صغيرة تقع بين جبال شمال غرب المغرب ويكسوها اللون الأزرق. وكل زقاق ضيق في هذه القرية، التي يعود تاريخها إلى عام 1471، مغطى بالطلاء وطبقات التاريخ، ويحيلكم فورًا إلى بطاقة بريدية قائمة على أرض الواقع، تسودها طاقة وادعة ولكنها مفعمة بالنشاط. وكما أوضح المرشد، فالجدران والأرضيات والدَرَج كلها مطلية بالأزرق لتحاكي لون السماء وتصل المدينة بالسماء وبالله. وهذا بالتحديد ما شعرنا به في ذلك الطريق بين العالمين المادي والسماوي، إذ أحسسنا تمامًا بأننا كنّا في تلك اللحظة الروحانية بالعالم المادي في مكان يقربنا من الله.

Dress, earrings, Chanel. Photo: Youssef Oubahou

وليس من قبيل المصادفة أن يقع الاختيار على هذه القرية الصغيرة التي لا تُنسى في إفريقيا، رغم صغر مساحتها، لتكون خلفية جلسة تصوير أول غلاف تتصدّره حليمة آدن بعد تركها المفاجئ لعالم الموضة عام 2020. ومثل المكان الذي أحاط بنا، كانت حليمة حين التقيتُها تشعر بالسكينة والرضا، ولكن كان هناك بلا شك شعور بالقوة خلف نظراتها وابتسامتها الجذّابة.

Dress, Gucci; turtleneck, Lama Jouni. Photo: Youssef Oubahou

تربط بين ڤوغ العربية وحليمة علاقةٌ طويلة، بدأت عام 2017 مع عددنا الرابع، وكانت آنذاك وجهًا جديدًا، حين دعوناها لتكون أول امرأة محجبة على الإطلاق تظهر على غلاف ڤوغ. وقد حظي هذا المشروع بإشادة غير مسبوقة، فأخيرًا رأت النساء المحجبات في شتى أنحاء العالم امرأةً تمثّلهن على غلاف مطبوعة مؤثّرة مثل ڤوغ. وقد لفتت اللاجئةُ الصوماليةُ، المقدامةُ والجريئةُ منذ اليوم الأول، أنظارَنا في العام الذي سبق ذلك، بعد أن أثارت ضجة في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أول متسابقة تشارك في هذا الحدث مرتديةً بوركيني وحجابًا. ورغم أننا قد يكون لدينا اليوم معلومات أكثر عن الأزياء المحتشمة والنساء اللواتي يرتدينها –من السياسية إلهان عمر إلى المبارِزة الأولمبية ابتهاج محمد– لم يكن هذا هو الحال وقتذاك.

Dress, Taller Marmo; shoes, Bottega Veneta; earrings, Chanel. Photo: Youssef Oubahou

وقد حققت حليمة نجاحات تفوق الوصف في السنوات التالية، وأخذت تطوف وتجول في أنحاء العالم، وتتهادى على حفلات السجادة الحمراء البرّاقة، وتشارك في أسابيع الموضة المفعمة بالبريق والألق. ولكن في عام 2020، شعرتْ بأنها ارتكبت خطأً فادحًا، ووجدت نفسها عند مفترق طرق، ولم تعد تشعر بالتوافق بين إيمانها وصحتها النفسية وحياتها المهنية. وللإعلان عن قرارها، توجهت العارضة إلى إنستغرام مباشرةً، ونشرت عشرات القصص “ستوريز” المتتالية ذات الكلمات الطنّانة، مصحوبةً بصور لجلسات التصوير والحملات الدعائية التي أجرتها والأغلفة التي ظهرت عليها في السابق ولم تشعر فيها بأنها تحترم حجابها ولا هويتها كامرأة مسلمة. وعن ذلك تقول: “قسوت جدًا على نفسي قبل الجائحة. والحقيقة أن 2019 كان أكثر عام حافل بالأعمال في مشواري. ولأوضح لك، في شهر واحد قمت بـ45 رحلة جوية، ولم أقض يومًا واحدًا مع عائلتي. أشعرُ بالامتنان لأن هذا كان سبب تطوّر منصتي بالصورة التي تبدو عليها. ولكن حين حدثت الجائحة، توقف كل شيء، وأنا من الشخصيات التي تحب أن تبقى منشغلة دائمًا. وخلال الإغلاق، لم يكن هناك ما يشغلني، لذا تعيّن عليّ أن أكون وحدي مع نفسي، وكان هذا صعبًا. اعتقدتُ أنني لم أفعل ما يكفي لإظهار الحجاب بصورة ملائمة، وشعرتُ أنني تجاوزت الحدود ولم أعد قادرة على الارتباط بهويتي كمحجبة على هذا النحو. ومع اقتراب مسيرتي المهنية من نهايتها، صار حجابي أجرأ في جلسات التصوير… وأداة تجريبية بمعنى الكلمة، وأعترفُ بأنه كان لي أيضًا دور في هذا الأمر. فلم يجبرني أحد على وضع الجينز على رأسي بدلاً من الحجاب التقليدي، أو إجراء جلسة تصوير أتزيّن فيها بالكامل بالمجوهرات، وكنتُ مثيرة جدًا رغم احتشامي…”.

Shirt, pants, shoes, hat, Schiaparelli. Photo: Youssef Oubahou

وإلى جانب معتقداتها الشخصية والدينية التي دفعتها لترك هذا المجال، تؤكد حليمة أيضًا على أهمية مناقشة ظروف عمل العارضات عمومًا، سواء كنّ محجبات أم لا. وتقطع حديثها قائلةً: “إنها ليست مجرد مناقشة عن الفتيات المسلمات، بل عن الطريقة التي يجب علينا معاملة جميع العارضات بها”. وتوضح: “أعتقد أنه من أهم أسباب ابتعادي يعود إلى افتقاري للخصوصية خلف الكواليس. لقد شعرتُ بحرج بالغ في بداية مشواري حين علمت أن بعض العروض ليس بها سوى رفوف للملابس تفصل الفتيات عن الجمهور والمصورين الذكور والمسؤولين عن إحضار الطعام… وبالنسبة لي عندما كنت مبتدئة، كان لديّ مقصورتي الخاصة، مقصورة واحدة فقط من أجلي بالمعنى الحرفي للكلمة… كان هذا محرجًا ولم أشعر بأنه صواب. وعندما تأتي من مجتمع اللاجئين الذين أنتمي إليه، فإن الشيء الذي لا يمكنك تحمّله هو عدم منح المزايا للجميع. وأذكر أنه حين جاءتني العارضات الأخريات يطلبن مني استخدام مقصورتي الصغيرة لتغيير الملابس، أتذكر أنني قلت في نفسي: ’لماذا لا يقيمون مساحة مغطاة لنا جميعًا؟‘ حتى متاجر ’وول مارت‘ بها غرف لتغيير الملابس، واحدة للفتيات وأخرى للرجال.. وبالطبع لم نقدم شكوى قط، لأننا نرتعب من إثارة أي ضجة قد تؤدي إلى استبدالنا على إثرها. وإذا ما تحدثت بصراحة، يصفونك بأنك شخصية صعبة المراس”.

Jacket, shirt, pants, overskirt, earring, ring, Dior. Photo: Youssef Oubahou

ورغم أن قرار حليمة بانتقاد صناعة الموضة قوبل بحماس من وسائل الإعلام العامة، سألتُها إن كانت نادمة على طريقة نشر رسالتها. ففي نهاية المطاف، كان منسقو الأزياء والمطبوعات والعملاء والمحررون الذين أشارت إليهم في منشوراتها هم أيضًا الذين قدموا لها منصتها وساعدوها في بناء مستقبلها المهني عندما كانت عارضة مغمورة. وكثيرون منهم اجتهدوا في حمايتها بكل طريقة يعرفونها أو يستطيعونها، وحاولوا التغلّب على إشكاليات حجابها بأن صنعوا لها مقصورات خاصة لتغيير ملابسها، وسمحوا لها باصطحاب مرافقة، وغير ذلك. وتجيب: “لاقت رسالتي صدى لدى الناس لأني كنت صادقة، ولكني كنت صغيرة أيضًا. ولو كان لي أن أعود للماضي، لما نشرتها على إنستغرام. لم أكن لأفعل ذلك حقًا”. وتضيف: “أشعرُ بالأسف، وبأنه كان يمكنني أن أكون ألطف من ذلك. ولكن الموضة مجال قاسٍ عندما تكون جزءًا منه، وأحيانًا يجب أن تتحدث عنه كما هو على حاله. ولا داع لأن يتملكك الخوف لأن الآخرين لا يتورعون عن إخبارك ’أنك لست على درجة عالية من الكفاءة أو أنك تخطئ في عمل شيء ما‘. أخبرني متى كانت آخر مرة توجهت عارضة إلى إنستغرام لتنشر خبر تركها لهذا المجال أو توجّه النقد إليه… في تلك الليلة نفسها، كانت “الغارديان” و”بي بي سي وورلد نيوز” وجميع هذه المنابر الإعلامية الكبرى تكتب قصتي”.

Dress, Gucci; turtleneck, Lama Jouni. Photo: Youssef Oubahou

والآن نرى تاريخ حليمة يُكتب مجددًا، لكن بشروطها الخاصة، وأمام أعيننا تمامًا. وبفستان دانتيل أبيض ورقيق من “شانيل” (مع ملابس داخلية تحته وحجاب كلاسيكي بالطبع)، تقف بجوار باب مغربي بديع – بالأزرق مثل كل شيء حولنا. والعمل في عروض الأزياء مهارة تشبه ركوب الدراجات الهوائية، إن صح التعبير، لذلك فإنها لم تنس أبدًا كيف تقف أمام الكاميرا. أخبرتني حليمة أنها كي تعود لهذا المستوى من الثقة والسيطرة، أمضت السنوات السابقة في علاج صحتها النفسية، و”التخلّص من بعض الأمور”، فضلاً عن الخضوع لجلسات علاجية أسبوعية. تقول: “كنتُ دائمًا أقول لنفسي: ’آه، لستُ بحاجة لذلك‘… ثم اتضح لي أن مَن يقولون ذلك هم أنفسهم مَن في أمسّ الحاجة إليه. والآن، وصلتُ لمرحلة مختلفة في حياتي، حيث أشعرُ بحماية شديدة، أشعرُ بالحب والاهتمام. أسيرُ وفقًا لوتيرتي، ولم يكن هكذا حالي كعارضة أزياء”.

Sweater, skirt, Ferragamo; turtleneck, Lama Jouni; shoes, Moschino; ring, Dior. Photo: Youssef Oubahou

وفيما يتعلق بموضوع الوعي، أعربت حليمة عن أسفها بعد أن أقرّت بأن زيارة المعالج النفسي رفاهية غير متاحة للجميع، وخاصة الأجيال الشابة. لذلك، أخذت تتعاون مع “سناب شات” في مشروع “كلوب يونيتي”، والذي يشجّع “الجيل زد” (جيل ما بعد الألفية) على فتح قلوبهم والتحدّث بصراحة عن رحلاتهم العلاجية مع الصحة النفسية، وتمكينهم من تقبّل هذا الجانب المهم من حياتهم. تقول: “بصراحة، إن التحدث إلى معالج نفسي يعدّ ميزة في حد ذاته، ومن المؤسف أن كثيرًا من الناس لا يتحمّلون ذلك. وفي حالتي، لم يكن هذا الخيار أبدًا ضمن حساباتي. ووفق نصائح أمي، كان الحل دائمًا يكمن في العودة إلى الله، وأداء الصلوات الخمس اليومية، والصيام، والاستيقاظ عند الساعة 2 بعد منتصف الليل لتدوين المذكرات. ولكن في مرحلة ما، شعرتُ أنني بحاجة إلى شخص يمكنه فهم كل ما كنتُ أمرّ به”.

Dress, Elie Saab; shoes, Bottega Veneta. Photo: Youssef Oubahou

وإلى جانب العلاج التقليدي، أكدت حليمة على أهمية أن يصبح المجتمع أكثر وعيًا، وهو أمر تعتقد أنه يمكن تحقيقه أيضًا من خلال الترابط مع العائلة والمجتمع. تقول: “خلال نشأتي في مخيم للاجئين في كينيا، ربما كنتُ مجرد طفلة صغيرة، لكنني أتذكر ضحكاتنا، أتذكر أن أمي كانت تتعرض لضغط شديد، ولكنها في الوقت نفسه كانت تفيض بالمرح والبهجة، والسعادة تبدو على وجهها. وهذا في مخيم للاجئين…”. وتردف: “أدركتُ أنه نظرًا لوجود مثل هذا الإحساس القوي بالانتماء للمجتمع، لم تكن هناك حاجة فعلية للعلاج. أما الآن، في أمريكا، نحن منعزلون للغاية، وأرى أننا لا نبذل جهدًا كافيًا لمناقشة ما وصلنا إليه”.

Coat, veil, 1309; rings, Dior. Photo: Youssef Oubahou

ورغم أن عملها في عرض الأزياء كان يحتل مرتبة ثانوية في مسيرتها المهنية، فهذا لا يعني بالضرورة أنها ليست مشغولة أكثر من ذي قبل، حيث تعمل في مشروعات مختلفة تجعل عينيها تومضان بالحماس. ومن المقرر أن تطلق حليمة، التي لا تزال حاضرةً في دنيا الموضة، مجموعة أزياء جاهزة في عام 2024 بالتعاون مع رائد أعمال أردني الجنسية ومسلم الديانة، وهو مشروع تفضّل ألّا تكشف عنه الكثير في الوقت الحالي. وثمة أيضًا شراكتها المستمرة مع موقع “مودانيسا” التركي الإلكتروني لتجارة الأزياء المحتشمة، حيث تؤدي حليمة دورين اثنين، فهي المتحدثة الرسمية العالمية، كما تقوم بتصميم قطع التوربون وأوشحة الرأس منذ عام 2017. وعن هذه المنصة، تستذكر: “لقد كانت إحدى العلامات التي تواصلت معي ودعمتني حقًا عندما قررتُ ترك المجال”، وتردف: “كان العام الماضي رائعًا، حيث بيعت مجموعتنا على الفور. إنه لمن دواعي سروري أن أشغل منصبًا إبداعيًا، وأن أشارك بصورة كاملة في لوحات الرؤى، واختيار العارضات، ووضع أفكار الحملات الدعائية، والتغليف، وحتى الملاحظات الصغيرة التي تُرفَق مع كل طرد مُباع… لقد جعلني ذلك أقدِّر بصورة أكبر كل الجهود التي تُجرى في كواليس العلامات التجارية”.

Dress, Taller Marmo; shoes, Bottega Veneta; earrings, Chanel. Photo: Youssef Oubahou

وبالنسبة للمشروعين الآخرين اللذين تتحمس حليمة للكشف عنهما، فيبرهنان على امتلاكها حسًا إبداعيًا وأيضًا على نزعتها الإنسانية؛ فقد ألّفت، بالتعاون مع “ڤيتا كوكو”، كتابًا للأطفال يستهدف المجتمعات التي تدعمها علامة ماء جوز الهند هذه، والتي شيّدت 30 فصلاً دراسيًا في الفلبين للأطفال فقيري الموارد. وعندما قامت حليمة بزيارة تلك المواقع، أدركت أنها لا تريد العودة خالية الوفاض، وباشرت كتابة ثلاثة إصدارات من كتاب ملهم يدعو لتمكين الأطفال. وبالنسبة للشاشة الكبيرة، فعقب تجربتها السينمائية الأولى في إنتاج فيلم I Am You (أنا أنت) الذي طُرِحَ عام 2019 للمخرجة الأفغانية سونيا ناصري كول، لدى حليمة سيناريو فيلم مسجّل بالفعل لدى نقابة الكتّاب الأمريكية. تقول ضاحكةً: “سأبلغ وكيل أعمالي بأن يرسل لك نسخة، حتى تتأكد أنني لا أمزح”، وتضيف آسفةً: “لاحظتُ وجود فجوات في صناعة السينما، وليس هناك كثيرٌ من الكتّاب المسلمين الذين يعرضون ما تبدو عليه المرأة المسلمة العصرية. من السهل أن تتكوّن لدى الناس مفاهيم خاطئة عن المرأة المسلمة، لا سيّما في ظل ما يشاهدونه في الأخبار من نماذج شديدة التطرّف للمرأة المحجبة. لسنا مضطهدات. لدينا أحلام وطموحات، ونرتكب الأخطاء؛ فنحن في النهاية بشر، لسنا مثاليات، ولا نخلو من العيوب. وهكذا يُساء فهمنا…”، وتردف: “أدرك أنني لست في هوليوود، لكنني أعلم ما تمكنت من تحقيقه في دنيا الموضة، والحقيقة أنه لا شيء مستحيل. لذلك عليك أن تحلم، عليك أن تؤمن بنفسك – وأنا أؤمن بنفسي. لديّ هذه الثقة التي اكتشفتُها مؤخرًا في قدراتي وقصتي، والفيلم هو الوسيلة المثالية لمشاركتها مع العالم”.

Shirt, tights, shorts, shoes, Valentino. Photo: Youssef Oubahou

ولعل العمل الذي لا يزال يحتل مركز الصدارة في عالم حليمة هو دورها في إلهام اللاجئين. وُلِدَت حليمة في مخيم كاكوما في كينيا، وأقامت هناك إلى أن انتقلت إلى ولاية مينيسوتا وهي في السابعة من عُمرها. وتجسّد رحلةُ حليمة قصةَ نجاح تلهم الملايين ممن اضطروا للفرار من أوطانهم. ويبلغ عدد النازحين في كاكوما وحده 185 ألف نازح من 14 دولة مختلفة. وعندما سألتُها عمّا يعنيه أن تكون لاجئة، توقفت لوهلة واستغرقت بضع ثوانٍ لتستجمع أفكارها حتى أجابت: “إنه سؤال صعب… لكنني سأقول جراح وابتسامات”، وأردفت: “وسبب قولي جراح وابتسامات هو أن هناك كثيرًا من التجارب المؤلمة المرتبطة بكوني لاجئة. جزء كبير من علاجي كان ينطوي على التخلّص من بعض تلك التجارب”.

Dress, Taller Marmo; shoes, Bottega Veneta; earrings, Chanel. Photo: Youssef Oubahou

وفي هذا السياق جاء تعاون حليمة مع منصة RefueSHE، وهي “مجتمع للفتيات اللاجئات أسسته فتياتٌ لاجئات”. وبينما كانت تصف المشروع، لاحظتُ أنها ذكرت كلمة “أمل” أكثر من مرة في نفس الجملة. ولكن دعيني أتساءل: كيف عساكِ تغذّين هذا “الأمل” في وقت بالكاد يكون لديكِ فيه شيء تأكلينه. فاختتمت حديثها قائلةً: “أعتقد أنه عندما يفقد الناس كل شيء، فإنهم يتشبثون بالأمل بشدة. إنهم يتشبثون به بشدة يومًا ما. وربما إذا ما دعوتُ بتضرّع بالقدر الكافي، تُتَاح لي تلك الفرصة الوحيدة التي ستغيّر حياتنا”. وتضيف: “يتمكن 1% فقط من اللاجئين من مغادرة المخيمات والانتقال إلى دولة متقدمة مثل أمريكا. 1% فقط. ولكن طالما أن هذه الفرصة موجودة وإن كانت بنسبة 1%، سيظل لدى الناس أمل، وسيواصلون تضرعهم، وسيحلمون بمستقبل أفضل. وفي الحقيقة، لن يُقْدِم الوالدان على وضع طفلهما على متن قارب ويعبران به المحيط ما لم يكن الوضع بالغ الصعوبة. وفي بعض الأحيان، عندما يمر الناس بأسوأ ما يمكن أن تنطوي عليه الحياة، يصبحون ممتنين ومقدّرين لأقل مكسب يحققونه في حياتهم اليومية. وهو، ما لا نقدره نحن دومًا، في أمريكا، بالضرورة”.

Blazer, shirt, hat, earrings, Moschino. Photo: Youssef Oubahou

نُشِرَ لأول مرة على صفحات عدد مايو 2023 من ڤوغ العربية.
تنسيق الأزياء: Amine Jreissati
المكياج: Karima Maruan
 الإنتاج في الموقع: Nashta Production وSarah Nadjar
مساعدة التصوير: Malak Housni
 المنتج: Sam Allison
 شكر خاص لمكتب Moroccan National Provincial Tourist

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع