تابعوا ڤوغ العربية

قضية جدلية.. هل يجب أن تكون الأزياء حقيقيةً وملموسةً كي تثير الاهتمام؟

إذا كان الجدل حول أهمية الإصدارات المطبوعة مقارنةً بتلك الرقمية بات من ذكريات الماضي، فقد أصبح السؤال المطروح الآن هو: هل يجب أن تكون الأزياء حقيقيةً وملموسةً كي تثير الاهتمام؟

يارا الضاعن مُؤسسة تطبيق Sept للتسوق الشخصي

«في سبتمبر الماضي، رأيتُ تسمية مختصرة ظلت تظهر على حسابي على إنستغرام ويوتيوب وعلى بريدي الإلكتروني. ولم أكن قد سمعت بها من قبل، ولكن بدا أن الجميع مهتم بها. وكانت التسمية المختصرة هي NFT. تُرى، ما معناها؟ بطبيعة الحال، استعنتُ بمحرك البحث غوغل بحثًا عن الإجابة. وتبينت أنها تعني «رمزًا غير قابل للاستبدال»، أي: أصل رقمي مُخزَّن على دفتر يشهد على تفرد ذلك الأصل. وحين أقامت دار «كريستيز» مزادًا لهذه الرموز، حيث باعت العارضة إميلي راتاجكوفسكي بنفسها واحدًا منها مقابل 175 ألف دولار أمريكي، أدركتُ أن هذه الرموز على وشك أن تكون اتجاهًا سائدًا.

وبصفتي مؤسسة Sept، كنتُ أعلم أن الرموز غير القابلة للاستبدال ستثير اهتمام فتيات Sept من جيل الألفية. قد يبدو عجيبًا أن يشتري الناس شيئًا لن يلمسونه بأيديهم أبدًا، ولكن صناعة الألعاب [الإلكترونية] تفعل ذلك منذ عقود (وتجني أموالاً طائلة دون عناء من وراء ذلك). وعندما صمم الفنان فيووشيس ثلاثة أزواج من الأحذية الرياضية، بيعت تلك الأحذية خلال 7 دقائق بمبلغ 3.1 مليون دولار أمريكي. وكانت الحجة التي ساقها [المعارضون] المتمسكون بالتقاليد قوامها أن الموضة الرقمية تفتقر إلى البراعة والحرفية الفنية التي بُنيت عليها دور الأزياء الفاخرة. وأين هي الفخامة دون ملصق «صُنعفي فرنسا» أو «صُنع في إيطاليا»؟ نعم، إن الخامات والبراعة الحرفية تشكل جزءًا من الأسعار الفلكية للمنتجات الفاخرة. تلعب الرموز غير القابلة للاستبدال على وتر الندرة. ويستمد الرمز غير القابل للاستبدال قيمته من تفرده. يمكنكِ مثلاً زيارة متجر فاخر وشراء حقيبة، ولكن هل يمكنكِ الحصول على رمز غير قابل للاستبدال عندما لا يوجد منه سوى واحد فقط في العالم؟ إن شراء أحد الرموز غير القابلة للاستبدال يجعل شراء أحدث حذاء رياضي يبدو مثل «لِعْب عيال». أتوقع أن ينتهي الأمر بتولي الروبوتات مهمة المزايدة على الرموز غير القابلة للاستبدال وشرائها مع توسع السوق. وأنا لا أصف نفسي بالمرأة السابِقة لعصرها، ولكن عندما تبدو الأمور غامضة فإن أول مَن يتبنونها هم مَن يجعلونها منطقية.

دانييلا أنييلي المؤسسة الشريكة في علامة Agora 

«اسم العلامة Agora مأخوذ من كلمة يونانية معناها السوق، وهو أيضًا مكان يجتمع فيه الناس ويتواصلون معًا ويتبادلون المعلومات. وإذا كان التسوق على هذا النحو موجودًا في العصور القديمة، فها هو يعود الآن في قطاع الأزياء والموضة أكثر من ذي قبل. وAgora قوامها مساحة للبيع بالتجزئة، ولكنها أيضًا تلبي رغبة العملاء في التعرف على القصص القابعة خلف الأزياء المصنوعة يدويًا، والمساهمة في الاقتصاد الدائري عبر مشترياتهم الواعية. وهذا بالتحديد ما أردناه عندما أطلقنا Agora في سبا «سيكس سينسيز» في إيبيزا هذا العام.

عندما التقيت شريكتي تيفاني دارك، كانت وقتها كاتبة ومحررة ذات باع طويل في مجال الموضة، فيما كنتُ أنا قد أمضيت 30 عامًا من العمل في هذا المجال. وأردنا أن نعود لشغفنا الأصلي، ألا وهو تقديم أزياء خالدة تنطوي على قيم حقيقية. اخترنا علامات مثل Bite السويدية التي تستخدم خامات عضوية، وكذلك علامة Yasmina Q من السعودية التي تصنع جميع فساتينها من القطن العضوي، ولديها سلال تنسجها يدويًا نساء محترفات. وبالنسبة للرموز غير القابلة للاستبدال المتنامية في مجال الموضة، أرى أنها غريبة إلى حد ما. أتفهم كون الرمز غير القابل للاستبدال محل جذب، فقد يعجبكِ في الواقع الافتراضي. ولكن الغرض الأساسي من الأزياء أن ترتدي القطع. على العملاء أيضًا الانخراط في تجارب مختلفة. على سبيل المثال، يهتم جيه جيه مارتن مؤسس علامة Double J باليوغا والروحانية، وقمنا معًا باصطحاب بعض الضيوف في جولة عبر الكهوف بالجزيرة. ومن رحم مثل هذه التجارب تولد قطع الأزياء. وفي زيارة العارضة أريزونا ميوز، تحدثتْ عن مجال الأزياء والموضة، وعلاقته بالزراعة الديناميكية الحيوية. كما عمدت أليس تمبرلي إلى ابتكار كيمونو معاد تدويره بمواصفات خاصة. وما لمسناه أنه أصبحت هناك حاجة لأن يلمس العملاء قطع الأزياء كي تثير تجاربهم. إن تجربة سرد القصص هي ما يدفع الناس لتجربة ارتداء الأزياء، والسؤال عن منشأها، والخامات المصنوعة منها، ثم ينتهي بهم الحال بالتبعية إلى شرائها والعودة بها إلى منازلهم. الناس بحاجة للأزياء، ولكنهم بحاجة أيضًا للشعور بالمعنويات المرتفعة، وشراء ما يحقق لهم التوازن، والتنعم بحياة أكثر هدوءًا».

 

الموضوع نشر للمرة الأولى على صفحات المجلة عدد شهر أكتوبر 2021

أقرئي أيضاً : نساء عظيمات غيرن مجرى التاريخ والأحداث للدفاع عن حقوق المرأة وحقّقن إنجازات هائلة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع