تابعوا ڤوغ العربية

كلمة رئيس التحرير: لهذه الأسباب يفنِّد عددنا الصيفي مفهوم ’الجسم المثالي‘ من وجهة نظر المجتمع

Vogue Arabia editor-in-chief Manuel Arnaut. Photo: Ziga Mihelcic

تأثرنا كثيرًا في ڤوغ وفاضت مشاعرنا هذا الشهر لدى تناولنا لموضوع الجسم من منظور أكثر واقعيةً وصراحةً على الإطلاق حتى اليوم. ففي كل عام، ومع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم ارتداء ملابس السباحة، يخضع كثيرون منّا لحِميات غذائية جنونية ويقضون ساعات لا حصر لها في الصالات الرياضية، سعيًا منهم وراء نتائج سريعة بأبسط الطرق وأكثرها سطحيةً – أمارسُ الرياضة لمجرد خسارة الوزن سريعًا وليس حفاظًا على صحتي. وقد يكون هذا المبدأ نتاجًا لسنوات طويلة عمد عالما الترفيه والموضة خلالها إلى غسل أدمغتنا، والترويج طوال عقود لأنماط من الجمال يصعب بلوغها، ولفكرة أنه كلما كنتِ أكثر نحافةً، ازداد جمالكِ.

Egyptian comedy Hadeel Marei photographed by Maria Kordzadze

ولحسن الحظ، ظل مجتمع الموضة -بدايةً من المطبوعات ووصولاً إلى المصممين- يحاول التصدي لهذه الفكرة الشيطانية، ما كان له أثره في ظهور مزيد من الأجسام على تنوعها على الأغلفة وفوق منصات العروض وفي الحملات الدعائية. وتعدّ نجمة غلاف عدد هذا الشهر، بريشوس لي، خيرَ مثال على ذلك، إذ انتشرت صور وجهها المشرق وجسمها الممتلئ في كل مكان هذا الموسم – بدايةً من عرض “ڤيرساتشي” إلى غلافيْ ڤوغ البريطانية وڤوغ البرازيل. وكنتُ قد التقيتُ بريشوس في نيويورك قبل أربع سنوات. ولم تكن يومئذ العارضة اللامعة كما هي اليوم، ولكن أبهرني سريعًا جمالها وشخصيتها المتألقة. لقد امتلكت كل عوامل النجاح. وبعدما عدتُ إلى دبي، أخبرتُ جميع مَن في المكتب أن المرأة التي التقيتها على العشاء ستصبح نجمة. وها هي أصبحت كذلك، متألقةً مثل الألماس، والتقطت صورها لعدد هذا الشهر بعدسة باولا كوداكي، المصوّرة التي ظللتُ حريصًا على العمل معها طوال سنوات. وظلت باولا وبريشوس وفريق العمل في الاستوديو حتى الثالثة فجرًا، مدفوعين تمامًا بشغفهم بعملهم الإبداعي. وقد انعكس الشغف على كل صورة تم إنتاجها.

Precious Lee photographed by Paola Kudacki

وفي هذا العدد، نحطم أيضًا مزيدًا من الصور النمطية التي تدور حول فكرة الأنوثة بصورتها التقليدية المعهودة. وإذا كان المجتمعُ يُغفِل المرأة ذات القوام الممتلئ في بعض الأحيان، فقد لاقت المرأة ذات العضلات المصير نفسه. ويعتبر البعضُ أن جسم المرأة القوية شبيهًا بالرجل، وأنه ليس فيه شيء من الأناقة، كما لو أنه لا يحق للمرأة أن تتمتع ببنية جسمانية قوية. وقد قادنا ذلك إلى إعداد موضوع تحريري مع ثلاث من الشخصيات الرياضية من ذوات الأداء العالي اللواتي يظهرن بأزيائهن الرياضية ليطالبن بحقهن في الجمع بين الأنوثة والقوة.

وقطعًا كان جودي في موقع التصوير مع دارين بربر ورانيا حماد وزينب العقبي أهم ما حدث لي خلال الشهر، حيث ألهمتني قصة مثابرتهن وإيجابيتهن. وعندما وصفن لي كيف فقدت كلٌ منهن ساقها، أصبحتُ أضع كل أمور حياتي في نصابها الصحيح. كما جعلني ذلك أشعر بالفخر لأننا كرّسنا قسمًا كبيرًا من هذا العدد لصاحبات الهمم اللواتي كثيرًا ما أغلفهن المجتمع – وتجاهلتهن بصورة أكبر المطبوعات التي تُعنى بالأناقة. ويسعدني أيضًا حرص علامات الأزياء، سواء علامات أزياء الشارع أو الأزياء الراقية، على أن تضم مجموعاتها قطعًا مخصصة لهذه الشريحة، ومن بينها علامات “بربري” و”غوتشي” و”تومي هيلفيغر” و”مانغو” التي تراعي الأجسام المختلفة في تصاميمها. ولكن لا يزال هناك كثير يجب عمله حيال نشر الوعي والارتقاء بالشمولية في هذا القطاع. وكما قالت الناشطة العراقية زينب: “كلما تكررت رؤيتكم لساقي المبتورة، لن تلحظها أعينكم”.

أقرئي أيضاً : بريشوس لي تتألق على غلاف عدد ڤوغ العربية الذي يدعو للنظر إلى الجسم بإيجابية ويتغنّى بالتنوّع الحقيقي والتمكين

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع