تابعوا ڤوغ العربية

منار الهنائي.. “لا أذكر متى بالضبط بدأ شغفي بالكتابة هي جزء مني وأنا جزء منها”

صورة لمنار الهنائي كاتبة وصحفية وروائية ورائدة أعمال من الإمارات العربية المتحدة

أنا منار الهنائي كاتبة وصحفية وروائية ورائدة أعمال من الإمارات العربية المتحدة، كنت أول عربية تنال ماجستير من بريطانيا في إدارة التنوع، وأعمل حالياً في مجال الإبداع والمحتوى الرقمي. إلا أن الكتابة والقراءة هي ملاذي وأماني وراحتي. تجزم أمي أن تعلقي بالكتابة والقراءة يعود إلى أنها كانت تقرأ لي مذ كانت حاملاً بي. وكأن بهذه الهواية تسري بدمي، وساهم في تغذيتها تشجيع أمي وأبي على القراءة منذ سنوات حايتنا الأولى. أذكر أنهما كان يحرصان على اصطحابنا في كلّ رحلة سفر نقوم بها إلى مكتبة لشراء الكتب والدفاتر. كثيرة هي الدفاتر التي ملأتها ولا زلت أحتفظ بها، فقد اعتدت بعد قراءة كل رواية أو قصة أن أؤلف قصة خاصة بي.

أحب التأمل وركوب الخيل فهو يساعدني في تصفية ذهني، ويبقيني على تواصل مع الطبيعة، إلا أن شغفي الأكبر كان للكتابة، فقد شغلتني مذ كنت طفلة لذلك تتعدد ذكرياتي المتعلقة بالكتابة. يطيب لي أن أختلي في مكتبة المنزل وقت الظهيرة وكنت أنتظر فصل الصيف، فصل الفراغ، لأنكب على القراءة والكتابة. أذكر أنني أمضيت ثماني ساعات خلال إحدى الرحلات الجوية وأنا أقرأ بينما كان أخي يتململ ضجراً بجانبي.

تفرغي للقراءة أتاح لي التعرف إلى أبواب أدبية كثيرة، جذبني الأدب بشكل عام والسير الذاتية.

خلافاً لمن يعتقد أن الكتابة هبة من الله لا يمكن تطويرها، اعتبر أنها صوت مميز لا بدّ من اكتشافه، ومتى ما اكتُشِف يجب صقله بالممارسة وكذلك بالقراءة، فكلما قرأتُ أكثر كلما تطورت كتاباتي وتمكنت من اللغة وأحكمت الحبكة التي تربط أفكاري. شخصياً أتناقش مع كتابٍ آخرين ومع أختي شريفة التي أثق بحسها وذوقها الأدبي وأعتبرها ناقدتي الأولى.

أحب رواية قواعد العشق الأربعون، والجميلة والوحش وروايات الكاتبة الإيرلندية سيسيليا أهيرن والكاتب السعودي غازي القصيبي، ولا أعتقد أنني أحببت رواية أكثر من “الحديقة السرية” لفرانسيس هودسون برنيت، أعدت قراءتها مرات كثيرة فمكانتها في قلبي خاصة جداً، تذكرني بطفولتي مع إخوتي، ويستهويني الجانب السحري فيها.

تمنحني الكتابة قوة خارقة تنشط خيالي، كأنها بابٌ أدخل منه إلى عوالم خاصة أملؤها بشخصياتٍ أحركها كما أشاء. وبعد أن كانت الكتابة هوايتي المحببة، تفرغت لها كلياً بعد تخرجي من الجامعة فقد قررت أن أحترف الكتابة وأن أنشر كتاباتي.

بدايةً كنت أكتب باللغة الإنكليزية لأصل إلى أكبر شريحة من الناس، إلا أن تذوقت حلاوة اللغة العربية واكتشفت جمال الأدب العربي٬ فقررت أن أركز أيضاً على اللغة العربية.

لكن كتابة القصص كانت شغلي الشاغل، كنت أنتظر الفرصة المناسبة لأنشر أول أعمالي، وكان ذلك في العام الماضي حين نشرت في معرض أبوظبي الدولي للكتاب رواية خيالية قصيرة كتبتها في العام 2014 بعنوان The Man in The White Sandals وهي تروي حياة فاطمة التي تخلّت عن أحلامها في سبيل الحب ولكن موقف في المصعد الآلي يغير مجرى حياتها. أكاد أجزم أن العام الماضي شهد أهم مراحل حياتي، فقد تأكدت أن نشر الروايات هو هدفي الأسمى، السعادة التي شعرت بها وأنا أطلق روايتي يفوق الوصف. وددت لو أصل إلى كل من يؤمن بأحلامه لأشجعه على السعي وراءها إلى أن تتحقق، فقد تأكدت أن الحلم مهما طال سيتحقق بالسعي والاجتهاد.

أحب رواية قواعد العشق الأربعون، والجميلة والوحش وروايات الكاتبة الإيرلندية سيسيليا أهيرن والكاتب السعودي غازي القصيبي، ولا أعتقد أنني أحببت رواية أكثر من “الحديقة السرية” لفرانسيس هودسون برنيت، أعدت قراءتها مرات كثيرة فمكانتها في قلبي خاصة جداً، تذكرني بطفولتي مع إخوتي، ويستهويني الجانب السحري فيها.

اختياري لنشر رواية خيالية لم يكن وليد الصدفة، بل كان بدافعٍ من عشقي لهذا النوع من الروايات، فهي بالإضافة إلى كونها متعة خاصة، تتطلب حالة ذهنية معينة. أستلهم بعض أحداث قصصي الخيالية من مواقف أسمعها من الأهل والصديقات إنما أصيغها بطريقة خيالية بحتة، وحين أواجه صعوبة في إيجاد فكرة معينة أنصرف عن الكتابة إلى هواية أحبها كالقراءة أو المشي أو أتواصل مع أصدقائي. لا أستطيع أن أكتب قصة خيالية أثناء الليل أو في مكان مزدحم أو حين أكون منشغلة الذهن. يجب أن أكون في مكان هادئ حيث يمكنني أن أسمع أفكاري بصوت عالٍ بعيداً عن أي ضجيج قد يقطع حبل أفكاري. من أجل ذلك، حددت لنفسي طقوساً خاصة تساعدني على الكتابة عنوانها الهدوء الذي يشجع على الإبداع؛ فخصصت لنفسي غرفة للكتابة وصممت مكتبتي الخاصة في منزلي حيث يحلو لي أن أنفرد لأنغمس لساعات طويلة في الكتابة، وحضرت مجموعة من أفضل موسيقى الجاز ومقطوعات الموسيقار والملحن البحريني مبارك نجم التي تصفي ذهني وتؤمن لي جواً ملائماً لأفرغ خيالي على الورق.

أحب رواية قواعد العشق الأربعون، والجميلة والوحش وروايات الكاتبة الإيرلندية سيسيليا أهيرن والكاتب السعودي غازي القصيبي، ولا أعتقد أنني أحببت رواية أكثر من “الحديقة السرية” لفرانسيس هودسون برنيت، أعدت قراءتها مرات كثيرة فمكانتها في قلبي خاصة جداً، تذكرني بطفولتي مع إخوتي، ويستهويني الجانب السحري فيها.

أؤمن أن أي طريق في مجال نحبه هو الطريق الصحيح. ما زلت أتعلم ويحزنني أن الوقت لن يسعفني لأقرأ كتب العالم بمختلف اللغات٬ لذلك أحرص على قراءة كتابٍ واحدٍ كل أسبوع على الأقل من مجالات مختلفة وألا أحصر نفسي في مجال معين، فكلي ثقة وإيمان أنني بهذا أمتع نفسي وأتعلّم وأطوّر أسلوبي وأتخطى حدودي وقد ثبت لي أن إيماني في محله فأنا بصدد كتابة رواية واقعية أتطلع لنشرها العام المقبل، وأنوي أن أكتب أيضاً باللغة العربية بعد أن نشرت أول أعمالي باللغة الإنجليزية.

أقرئي أيضاً: وزيرة الثقافة الإماراتية تطالب بالحفاظ على التراث الإنساني بعد تغيير وضع ’آيا صوفيا‘

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع