تابعوا ڤوغ العربية

من عدد مجلتنا لسبتمبر: مسرح كركلا نصف قرن من الإبداع

درس عبدالحليم كركلا الرقص بإيعاز من المستشار الفرنسي أندريه بونيه بعد أن حقق بطولة لبنان بالقفز العالي بالعصا والقفز العريض وغيرها من ألعاب القوى، فالتحق عبر «الأوسو» بـ Institut National Du Sport، في جوان فيل- فرنسا، حيث تدرب على الـ «Perche en fibre de verre» وفي السنة التالية التحق بـCellier de Clairveaux  في ديجون، حيث درس فنون فولكلور شعوب العالم، والتحق أخيراً بـLondon school of contemporary dance  في لندن، معهد مارتا غراهام للباليه المعاصر، وهو الأهم في أوروبا، وحاز ماجستيراً في الكوريغرافيا.

أَغنت مسارح لندن رؤية كركلا وثقافته التي أول ما تأثرت بشعر والده الذي كان شاعرًا ووجهًا اجتماعيًّا بارزًا في منطقة البقاع ذا صولات في علاقاته الاجتماعية، خصوصاً مع بدو الصحراء، حيث كان يرافقه في زياراته الشعبية وفي المناسبات الاجتماعية مما أغنى مخيلته وحصَّنها بالعادات والتقاليد وخصائص الشخصيات الشعبية والعرف السائد في علاقات العشائر والبيئة التي نشأ فيها. أما والدته فكانت رمز الأصالة من آل حمية، زرعَت فيه النخوة والشرف والتحدي والشجاعة والطموح وما انفكت تحفزه لتخطي نفسه في الرياضة وكذلك في الرقص. أما بعلبك فهي القصيدة التي جسدت كينونته، وقد تحدث عن مدينة الشمس فقال: «سكبَت بعلبك في عينيّ نورًا وجعلت من سحر معابدها حضناً دفيئاً لي، وأَعدَّتني لأحمل رسالة الفن والإبداع إلى العالم. كان لمدينة الشمس أثر كبير في صقل شخصيتي وشحذ موهبتي وإغناء رؤيتي». في ثانوية مار نقولا- زحلة أنهى عبدالحليم دراسته الثانوية، وفي وادي العرايش تعرّف برفيقة عمره حنينة ساسين منصور. كانت بداية حكاية جميلة أنتجت إيڤان وأليسار كركلا، خميرة إنسانية أصلية تحمل جواز المرور نحو مستقبل مضيء لعائلة كان سر نجاحها هي الأم وتضحياتها.

في كنف هذه الأصالة والعراقة، تولَّد لدى كركلا طموح بتأسيس أول مسرح عربي راقص تتزاوج فيه تقنية الغرب وروح الشرق يملأ الفراغ في العالم العربي الذي ينقصه المسرح الراقص ويساعده على اللحاق بالعالم الغربي الذي سبقه بـ150 عاماً. وفعلاً تخطى الصعاب التقنية والمجتمعية وأسس عام 1968 فريقًا من 15 راقصاً قدّم فناً مبتكراً لاقى التقدير والإعجاب لغِناه بالصيغ الفنية التي تحمل الدهشة والجمال وتنقل أسمى لفحات التراث العربي من أزياء وموسيقى وعادات وتقاليد فحقق نجاحاً كبيراً شهد عليه الأمير «ميكازا» أخ الأمبراطور «هيروهيتو» وكرّسه رقماً صعباً في عالم الرقص. ولعل الفضل في ذلك يُعزا إلى فلسفة كركلا في الفن التي لا تعترف بما يُسمى بالمزج بين الحديث والأصالة، والشرق والغرب، فهو يعتقد أن الأمر يستند إلى تقنية معاصرة لأبجدية الرقص التي أصبحت عالمية لدى كل شعوب العالم، وقد قال: «لكل أسلوب راقص تقنيته المعاصرة حتى أصبحت الفنون مقياسًا لحضارة الشعوب. عندما أسستُ أول مسرح عربي راقص، جعلت تقنية الرقص الحديث في خدمة التراث العربي وأساطير الشرق كي أقدمه بأبهى صورة للجمهور».

بفلسفته هذه، سجّل كركلا على مدى نصف قرن نجاحات على أهم المسارح ودور الأوبرا العالمية حتى بات سفيراً ثقافياً للعالم العربي يمثل الأمة ويعطي صورة مشرقة ومشرفة للعالم العربي؛ ومنح الفن العربي مكانة مرموقة عالمياً وحجز له مكانة في الصحف العالمية حيث تصدّر عناوينها ومنها على سبيل المثال: – Dance Europe  التي كتبت: «أشك في أن مسارح لندن قد شهدت من قبل مثل هذا الإبداع في الأقمشة وأغطية الرأس الفخمة وروائع التضارب بين الديباج والجدائل. لقد أقامت فرقة كركلا للرقص جسرًا لها بين الشرق والغرب. قدموا، بكل حماس وحيوية، باليه بوليرو لراڤيل، والذي بدا أجمل من المعتاد حين عزفته الآلات العربية… لقد كان عرض كركلا في عام 2001 أفضل من بيجار». أما صحيفة The Washington Post الأميركية فكتبت: «قدّمت فرقة كركلا عرضها أمام جمهور من الواقفين في مسرح لا يتيح للمتفرجين الجلوس، خلال عطلة نهاية الأسبوع في مركز كينيدي… في الواقع، لم يتألق المسرح ويرتج كما لو كنا في أحد عروض دار الأوبرا يوم السبت مثلما حدث على يد هذه الفرقة اللبنانية الساحرة… من الجلي أنه أمر جيد أن تكون ملكًا لعالم المسرح الغنائي في الشرق الأوسط». وورد في أحد مقالات صحيفة Sunday Express البريطانية: «لقد شق راقصو الفرقة، الذين كانوا يرتدون الأزياء الرائعة لعبدالحليم كركلا، طريقهم إلى قلوبنا بعد أن جعلونا نحب كل دقيقة في عرضهم، إذ حازت فرقة باليه ريد جيزل لبوريس إيفمان على نجمتين بينما أحرز عرض ألف ليلة وليلة لفرقة كركلا ٣ نجوم». وأكسب هذا الرجل العظيم فنّه تقدير الملوك والرؤساء، وفي هذا الصدد قال كركلا بكل فخر: «لا يمكنني أن أنسى دعم وتشجيع جلالة الملك الحسين حين قال إنني ثروة قومية للثقافة العربية، والذي برعاية جلالته قُدمت مسرحية «الخيام السود» في الولايات المتحدة وفرنسا وانجلترا. ولا يمكنني أن أنكر أن الجزائر رفعت من شأن فني كثيراً حين أوكل الرئيس بوتفليقه لي تقديم أعمال تخلّد تاريخها وثوراتها،» وتابع قائلاً: «بفضل عملي المبدع المتقن تمكنت من حصد أسماء كبيرة وقفت بجانبي في أيام المحن والصعاب وأبت أن تغلبني الظروف، وليد بك جنبلاط ورفيق الحريري ومحمد الصفدي وفرانكو زيفيرللي وجوزيف عبده الخوري… شخصيات ساندتني وبفضل دعمها تأكدت أن الفن الراقي والجميل يحفر أثراً عميقاً في النفوس».

وفي عالم الفنّ، لمع كركلا أيضاً إلى جانب قامات عملاقة آمنت بموهبته وقوته وأضافت إليها الكثير من مواهبها كسعيد عقل الذي كتب له قصائد شكلت اللؤلؤة والجوهرة في كلّ عمل والذي كان يجسد له الأب الروحي، وكان يقول له: «يا كركلا إعمَل عمل عظيم وأنت العظيم». وزكي ناصيف وتوفيق الباشا ووليد غلمية، وأنسي الحاج وجورج جرداق، وبيرج فازيليان وعصام رجي وجوزيف ناصيف ونبيل كرم، ومارسيل خليفة وهوشنغ كامكار ومحمد رضا عليغولي والشعراء طلال حيدر وهنري زغيب وشاعر المليون كريم معتوق، والفنانين السيدة هدى حداد، إيلي شويري، جوزيف عازار، أنطوان كرباج، سيمون عبيد، رفعت طربيه، غابريال يمّين، ألكو داوود… وكلها أسماء محفورة بحروف من ذهب في عالم إبداعات مسرح كركلا ورسم معها دروباً تقلد في نهايتها أوسمة رفيعة المستوى كوسام الاستقلال من سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيب الله ثراه، ووسام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة العهيد أعلى وسام في الدولة ووسام الأرز برتبة فارس من الرئيس الياس الهراوي، ووسام الأرز برتبة ضابط ووسام الاستحقاق المذهب من الرئيس إميل لحود وكلها أوسمة زودته بالطاقة وألهمته ليستمر في تقديم ما يُفرح الناس.

بعد نصف قرنٍ من العطاء، لا يزال كركلا يحافظ على هوية مسرحه العربية ويستقبل جماهير أجنبية متلهفة لاكتشاف الشرق العربي من خلال لوحات فنية تحمل ملامح هذا الشرق وتراثه، فتسكنه دهشة تفرح العين وتطرب الأذن، لأنه شاهد ما لم يرَ مثله من قبل. ويشرح المايسترو سبب الهوية العربية التي لا تزال تطبع فنه قائلاً: «كركلا هو ابن التراث. وهناك في الإبداع المسرحي ثلاثة أبعاد أساسية لأي مسرحية مهما كان موضوعها، نص كتابي ونص موسيقي ونص كوريغرافي إلى جانب الإخراج الخاص. لخلق مضمون يكمل الرسالة الإنسانية أو التاريخية أو الأدبية، ذو هوية لها الشكل الفني الخاص الذي يترجم هذا المضمون. وحين يقصد المتفرج الغربي مسرحنا، فهو يريد مشاهدة مضمون من الشرق الراقص بشكل فني معاصر ليرى كيف يتزاوج في كل مسرحية الشكل والمضمون. وهنا تكمن نجاحات أعمال مسرح كركلا التي تشكل أزمنة كركلا».

وليس بعيداً عن الفن والرقص، أسس عبدالحليم كركلا «مركز كركلا للأبحاث التراثية» ليكشف النقاب عن تراثنا وتاريخنا الأدبي والشعري والأسطوري ويبقي الماضي حياً في ضمير الحاضر مع كلّ ما مرّ من أحداث، ويحمل العبر للحاضر والمستقبل ويبث الطاقة في الخيال نحو مسافات إبداعية لم يبحر إليها إنسان من قبل.

صحيح أن نية رفيق الحريري لم تتحقق في إقامة متحف لأزياء كركلا، إلا أن فنّ كركلا انتقل بالدم من الأب إلى الأولاد، فكانت أليسار كركلا إلى جانب أخيها إيڤان خير محافظ على إرث كركلا وأفضل من يحمل راية المبدع الأول.

من ناحيتها تعلمت أليسار الكثير من والدها المايتسرو كركلا، أمور لا يمكن لجملة أن تختصره فهي ترى في والدها ينبوع متدفق من المعرفة في مختلف مجالاتها، ليس فقط في عالم المسرح بل في فلسفة الحياة ككل، وقد قالت: «أنارني والدي، وبفضله أصبح لدي نظرة مختلفة للحياة والعمل والمسرح. علمني احترام الوقت وتحمل المسؤولية والتواضع المبني على المعرفة والأخلاق».

أكملت أليسار ما تعملته من والدها بدراسة فنون المسرح الراقص في جامعة UCLA في لوس أنجلس بعد أن غرفت من مسارح لندن ثقافة مسرحية غنية، فبنت رؤية إبداعية عادت بها إلى أرض الوطن لتغني مسرح والدها وتتلاقى مع المايسترو كركلا في الكثير من اللوحات الفنية بإبداعات مبتكرة ومعاصرة.

علاقة أليسار بهويتها اللبنانية والعربية عميقة جداً وراسخة بفضل كركلا، وهي تدرك اليوم أهمية الحفاظ على التراث اللبناني والتراث العربي كما هو من دون إجراء أي تغيير عليه ليتسنى للجيل الجديد التعرف عليه وليكوّن ارتباطاً مع الماضي والعادات والتقاليد وسط سرعة الحياة التي تأخذه عن الروائع التي تحيط به، وهنا برز دور مسرح كركلا وأعماله الفنية التي أثبتت إمكانية تجديد التراث وجمال الجمع بين التراث العربي والتقنية الغربية بأعمال فنية تحاكي الزمن الآتي.

تدرك أليسار أيضاً أن المسؤولية التي تحملها على عاتقها ضخمة جداً لذلك لا تقبل للفرقة إلا الأفضل من حيث الإنتاج والتمويل والتصميم والملابس وكذلك الراقصين. وكما جرت العادة منذ تأسيس الفرقة تحرص أليسار على اختيار راقصين محترفين شغوفين بالرقص ويتمتعون إلى جانب التوافق الفكري والعضلي، والأذن الموسيقية والإحساس بالإيقاع بأخلاق عالية وانضباط وروح نابضة بحب الحياة. وأمام هذه المواصفات لا أهمية لجنسية الراقص، فالرقص لغة عالمية تُحكى بالروح والجسد والعقل، ولينطق الإنسان بهذه اللغة يجب أن يمتلك الخبرة والموهبة وأن يتوافق عقله وجسده في التعبير عن أبجدية الرقص.

ترتاح أليسار لوجود أخيها إيڤان إلى جانبها، فيتقاسمان المسؤولية والحمل والعمل. وعلى غرار أليسار وجد إيڤان نفسه مفتوناً بحب المسرح والتراث والرقص حتى أنه نسي الباب الذي دخل منه إلى هذا العالم ويحتار إن كانت بدايته مع اكتشاف عائلة كركلا أو حين حمل أول نص مسرحي أو حين أشرف على إخراج عمل مسرحي وقد قال والدهشة تعتريه: «بعد مسيرة 30 عامًا من التجربة بلا توقُّف، تشعر أَنك مع العمل الجديد، الآن قد بدأت حقًا، وكل ما كان قبل ذلك لم يكُن سوى تمهيد لتجربة لا تنتهي».

وكأليسار أيضاً ترك إيڤان عالم الغرب وعاد أدراجه إلى وطنه بحثاً عن جذوره بعد أن فهم التراث الثقافي اللبناني والعربي، وشعر الانتماء إِلى العادات والتقاليد، واكتشف هويته. وبين أدراج معبد جوبيتر نبش كل ما تعلمه من والده ذلك الرجل الذي كاد أن يكون فيلسوفاً يونانياً أو قيصراً رومانياً إلا أن القدر شاء أن يكون رجلاً يَنْسُج التاريخ في العالم العربي بإِنشائه مسرحًا راقصًا هو الأَكثر حرَفيَّة واكتمالًا في جميع العصور العربية فاتحًا الطريقَ لنمو فن الرقص في منطقتنا العربية. من هذا الرجل تعلّم إيڤان دقة التوازن بين العقل والجسد، بين المعرفة والرياضة، ونهل الكثير من تعاليمه القائمة على الحكمة والشجاعة والمثابرة والاعتدال، وتشرّب أَهميةَ التراث الثقافي والهوية ودورهما في مجتمعنا، وقد قال إيڤان: «تعلمت الكثير من كركلا الكبير، يبقى شيء واحد لم أتعلمه منه بعد هو كيف أُبقي فكري حرًّا وسعيدًا رغم الصعوبات والعوائق. إِنه رجل لا ينفك يفاجئُك حين تظن أَنْ لن تكون بعدُ أَمامكَ مفاجآت».

في المملكة التي أسسها المايسترو الكبير، يتولى إيڤان المهام الإخراجية ويؤكد أن التحدِّيات في هذا المجال دائمًا كثيرة إلا أنها تشكل حافزاً للمضي قدماً. فبين مسؤولية إِبقاءُ مسرح كركلَّا حاضرًا في المشهد على المسرح الدولي، وإيجاد مواهب جديدة للمسرح، رقصًا وتمثيلًا وغناءً، في ظلّ سعي معظم المواهب إلى المال والشهرة بعيداً عن تعب الرحلة الشاقة في الطريق الثقافي والفني، هشاشة البُنْية التحتية للمسرح والفنون الأَدائية في العالم العربي رغم الجهود الجادة لتطوير هذا القطاع، والنقص في تمويل المسرح المستقل عن أَيّ جهة رسمية، لتأْمين استمراره ووضْع أَعمال جديدة، تتعدد التحديات التي يبرع إيڤان إلى جانب أخته أليسار في تخطيها متسلحين بحب المسرح والرقص والتراث؛ فمن نشأ في كواليس المسرح، يتأَمل الراقصين والراقصات، ويختبئ وراء أجنحة المسرح ليلقي نظرة خاطفة على الجمهور، ووقف مذهولاً بالأزياء واستوديوهات التسجيل وسافر مع الفرقة حول العالم واستمد القوة من الروابط التي جمعتْه مع الرعيل الأَول من الراقصين في مسرح كركلَّا لا يمكن أن تهزمه أي تحديات أو صعوبات.

ولعلّ أفضل دليل على ذلك هو تلك الرؤية الفذة التي تدفع فريقاً هائلاً للعمل على مدى أشهر طويلة للإعداد لعمل مسرحي قادر على التأقلم مع مسرح في بعلبك أو مع مسرح في الصين أو اليابان أو أي دول أوروبية، هي الرؤية ذاتها التي تسمح للمخرج أن يقف بين الراقصين وأن يتولى دوراً تمثيلياً ضمن المسرحية فيقدّمه بإتقانٍ لا متناهٍ.. كيف لا والتراث والرقص والفن هي كالدم الذي يسري في جسد أفراد هذه العائلة الفنية العريقة.

رغم التقاء رؤية الوالد مع الابنة والابن حول حب الرقص والتراث والتعلق بالهوية، لا يكمن أن تكون هذه الرؤى جميعها متطابقة فلكل فكر شعاعه وخياله وابتكاره، إلا أن الخلاف لم يفسد فن كركلاً يوماً إذ مع كلّ عمل جديد يفكر الثلاثة معًا ويُلهم أحدهم الآخر لتتلاقى الرؤى وتتبَلْور صورة فنية واحدة تكون الأجمل والأنسب.

هذه هي اللحمة الفنية التي تميز عائلة كركلا والتي ضمنت لهم الاستمرار على 50 عاماً قدموا في خلالها أعمالاً خالدة وآسرة كان أوّلها «اليوم، بكرا، مبارح» عام 1972 هو العمل الذي أعلن بداية مسيرة مسرح كركلا وانطلق كالشعلة برحلات عدة إلى الاتحاد السوڤياتي والبلدان العربية ونال تصفيقًا عالميًّا، فكان الحافز والطاقة للاندفاع والثقة بالنفس والعمل من إبداع إلى آخر والنظر دائمًا نحو الأفق. وآخرها «جميل وبثينة: أسطورة عشق في العلا» ٢٠٢٢، ففي الإبداع الفني لا تكرار ولا غرور ولا مكان للنظر إلى الوراء، وعن هذا قال المايسترو: «التجربة تجعلك دائمًا تصبو إلى التلاقي مع كلّ عمل جديد بصناعة فنية تحاكي المستقبل. هكذا جاءت الأعمال مرتكزة على ماضٍ يعانق الحاضر ويستشرف المستقبل يحمل هوية الشعب وتراثه وماضيه وتاريخه وحضارته».

الحلم اليوم ما زال آمناً ففكر عبدالحليم وأليسار إيڤان يتقدّ حباً وشغفاً بالمسرح ويستغل كل نبضة قلب ليقدّم جديداً يبهر العالم بأسره ويوحد الجماهير أينما كانت على حبّ التقاليد والعادات والأصالة.. فهل سيحمل تيمور ابن أليسار وأُوريليوس ابن إيڤان هذه الشعلة؟ وهل سيتابع الصغيران المسيرة الفنية الغنية؟ وهل ستبقى المسارح حول العالم تضج بفن كركلا بعد مضي نصف قرنٍ آخر؟

إقرأي أيضاً: من عدد مجلتنا لسبتمبر: سفيرات موسيقى «الأندرغراوند» رمز للصوت المتمرد

 

 

 

 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع