تابعوا ڤوغ العربية

عروسان سعوديان يقيمان حفل زفاف خيالياً في قلعة ڤو لو ڤيكونت الفرنسية

قلعة ڤو لو ڤيكونت بفرنسا. بإذن من ليا صفير الخوجة

لا زلت أتذكر بوضوح دهشتي حين تلقيت دعوة لحضور حفل زفاف لمى عبد الكريم ومحمد البسام، وكلاهما سعوديان. وأين، في قلعة ڤو لو ڤيكونت بفرنسا؟ أحقاً هذا؟ أم أني أخطأت قراءة المكان؟ وإذا لم تخنّي الذاكرة (وهو ما تفعله)، كان زفاف إيڤا لونغوريا وتوني باركر آخر زفاف أقيم حتى الآن في هذه القلعة الساحرة. إنه بالتأكيد مكان يَعد باحتفال رائع.

ليا صفير الخوجة خلال حفل الاستقبال الذي أقيم بالقرب من النافورة. بإذن من ليا صفير الخوجة

تبدو هذه العاملة بزيها هذا وكأنها جاءت من بلاط الملك لويس الرابع عشر. بإذن من ليا صفير الخوجة

عند الساعة الخامسة مساءً، غادرنا باريس قاصدين قلعة ڤو لو ڤيكونت. وبعد ساعة، ألفيت نفسي أمام تحفة معمارية من القرن السابع عشر، ألهمت بناء ما يُعرف حتى الآن بأجمل قلاع العالم، قصر فرساي. ولعشاق التاريخ، تشتهر قلعة ڤو لو ڤيكونت باسم “فرساي الصغرى”، وقد نبتت فكرتها وبنيت في أواخر القرن السابع عشر على يد وزير المالية في عهد لويس الرابع عشر، نيكولا فوكيه. وقد استعان هذا الرجل، الذي كان يتمتع بذوق رفيع، بألمع المواهب في عصره مثل المهندس لوي لو ڤو ومصمم المناظر الطبيعية أندريه لو نوتر (الذي ألهمت أعماله النمط الفرنسي لبناء الحدائق) لتكون تجسيداً رائعاً لمواهبهم الجماعية.

وفيما يشبه تماماً الحفلات الراقصة التي كانت تقام في بلاط الملك لويس الرابع عشر، وقفت عربة يجرها جوادان ويقودها سائقان في انتظار كل ضيفة لتقلها إلى مكان حفل الاستقبال بيد أنها انتقلت بنا إلى عصر آخر بمعنى الكلمة، إذ انطلقت بنا عبر دروب حدائق القلعة الغناء، وبحيراتها، ونوافيرها. وقد شعرت لعشر دقائق بأنني مدام دو باري! [آخر عشيقات الملك لويس الخامس عشر وقد أعدمت بالمقصلة أثناء الثورة الفرنسية]. لا بد أنني والعروس نتقاسم نفس الشغف، فلم يكن بوسعنا الانتظار طويلاً للقاء هذه السيدة التي اشتهرت بالذوق المترف.

كعكات مادلين الفرنسية المغطاة بالليمون. بإذن من ليا صفير الخوجة

فقرة ترفيهية أقيمت خلال حفل الزفاف. بإذن من ليا صفير الخوجة

وفيما كنا ننتظر العروس، استمتعنا بالعديد من الفقرات الترفيهية الصغيرة، مثلما كان يحدث حين كان الضيوف ينتظرون قدوم الملك الشمس [لقب اشتهر به الملك لويس الرابع عشر لاهتمامه بالآداب والفنون]. وكانت الراقصات يحملن مراوح كبيرة من الريش أثناء رقصهن بين الضيوف، وأخذت فتيات حسان ارتدين على الطراز الباريسي واعتمرن قبعات ضخمة يستعرضن أزياءهن أثناء الغناء الرائع لإديت بياف بينما تلاعبت امرأة تقف على عصي خشبية بدمى بشرية أمام جمهرة من النساء الفاتنات – اللواتي لم يخفين دهشتهن من اختيارهن ليكن جزءاً من حلم اليقظة هذا. وقد جرى العرف في السعودية على الفصل بين الرجال والنساء في حفلات الزفاف. ورغم أن العروسين احتفلا بزفافهما خارج السعودية، إلا أنهما حرصا على احترام التقاليد.

وقد دلفت العروس إلى الحفل في احتفال مهيب، جرى بنفس الطقوس التي كانت تقام عند الإعلان وصول الملك والملكة، مرتدية فستاناً من دون أكمام صممته دار ألكسندر مكوين خصيصاً لها، وكان ملتفاً حول الأرداف، ومزداناً بثنيات من التول تدلت منها سلاسل من اللآلئ. وتميز مكياجها بالبساطة فيما كلل شعرها، الذي انسدل على كتفيها، تاج جميل مرصع بكريستال سواروڤسكي.

ديكورات مأدبة العشاء التي أقيمت في غرفة الطعام الأولى. بإذن من ليا صفير الخوجة

وفاق مشهد دخول العروس جميع توقعاتنا. وقد اتجهت للقاء عريسها الذي أحاط به أصفياؤه لالتقاط بعض الصور معه قبل أن يغادر المكان. فقد كانت الأمسية للنساء فقط! وأثناء توافد الضيفات، تعجبت، ليس فقط لجمال المكان، بل لأناقة النساء السعوديات. إذ كان مشهدهن أشبه بعرض براق لأجمل الفساتين الراقية التي صممها أكثر المصممين مواكبة للموضة يتكشف أمام عينيّ.

كانت فساتينهن مزدانة بريش النعام، واللآلئ والكريستال، والتصاميم المجسمة، والشيفون الحريري، والكاب المنسوج من التول وقد تزينّ جميعاً بمجوهرات بولغري، وكارتييه، أو المجوهرات الفاخرة العتيقة والتي أضفت مزيداً من البهاء والجلال على هذه الأمسية المترفة. ولقد حدثت نفسي بأن لويس الرابع عشر كان ليعشق أن تحيط به هؤلاء الحسناوات العربيات.

المصممة شروق وليا تستقلان عربة الجياد. بإذن من ليا صفير الخوجة

وجدير بالذكر أنه تم دعوة 350 ضيفاً لحضور هذا الحفل وكانوا جميعهم تقريباً من السعوديين. وقد علقت مصممة المجوهرات التونسية الفرنسية شروق التي حضرت حفل الزفاف: “أذهلني جمال، وأناقة، وذوق النساء السعوديات. إنهن أحدث تجسيد للأزياء الراقية”. وأتفق معها تماماً في ذلك. فقد جعلتنا هؤلاء النساء نغرق في أحلام اليقظة طيلة المساء، بحليهن، وأناقتهن الرائعة، والأهم من هذا كله رقيهن. ولم يكن فيما ارتدينه أي مباهاة أو شيء زائد عن الحاجة.

غرفة الطعام الثالثة. بإذن من ليا صفير الخوجة

وحين مالت الشمس إلى المغيب، دُعينا للقيام برحلة قصيرة عبر الحدائق للذهاب إلى القلعة لتناول العشاء المعد لحفل الاستقبال. وعلى متن العربة بالطبع، شاهدت مرة أخرى منظراً رائعاً كان يقف في انتظارنا. فمن بين الشموع التي أنارت الحدائق لاحت أمامنا قلعة أضيئت بالكامل. ولكنها ظلت تغير ألوانها حتى وصلت جميع المدعوات. فكانت تارة برتقالية، وتارة أخرى حمراء، وأرجوانية، وصفراء. وكأننا نعيش قصة من وحي الخيال.

وعند المدخل الكبير، رحب بنا حراس البلاط الملكي وقادونا إلى القاعات التي يُقدم فيها العشاء. وقد أفردت القلعة ثلاث من أجمل قاعاتها لهذه المناسبة. وتحت العين الحارسة للفنان شارل لو برون الذي رسم أسقفها الرائعة، تناولنا طعام العشاء (وكانت دائماً من تقديم شركة توريد الطعام العريقة بوتيل إيه شابو). وبين هذه الأجواء التاريخية، وأرقى مفروشات هذا العصر، والنساء الساحرات المتألقات بأزياء برادا، وديور، وغوتشي، وشانيل، وجيڤنشي، وإيلي صعب، اكتشفت أو بالأحرى أعدت اكتشاف رقي “المرأة الخليجية” ولطفها، ورحابة فكرها.

كعكة الزفاف. بإذن من ليا صفير الخوجة

وما أن انتهى العشاء، دُعينا مرة أخرى للتوجه إلى حفل أقيم تحت سماء رصعتها النجوم. وهناك… أصاب العرض الرائع للألعاب النارية الضيفات بالذهول. فقد استمر لعشر دقائق وصاحبته عروض الباليه الكلاسيكية.

الديڤا الإماراتية أحلام الشامسي تطرب الحضور خلال حفل الزفاف. بإذن من ليا صفير الخوجة

وليس هذا فحسب، فقبل منتصف الليل، غنت الديڤا الإماراتية الشهيرة أحلام الشامسي أمام الضيفات المفعمات بالحماس، وكنت واحدة منهن! وبعد ساعة ونصف من هذا الحفل الغنائي الخاص أدركت مدى كرم أحلام مع جمهورها إذ لم ترفض مطلقاً أي طلب لالتقاط صورة سيلفي معها، فيما كانت توزع ابتسامتها على الجميع.

وقبل أن أغادر الحفل، حرصت على شكر لمى لتشريفنا بهذا الدعوة. وقد سألتها، لم قررت الزواج في فرنسا؟ فأجابت: “قلعة ڤو لو ڤيكونت تملك كل ما أراه ساحراً”. أما أنا، التي لطالما أبهرتني قصص الأميرات، فقد جعلني هذا الحب الذي جمع بينهما أعيش حلمي في أمسية ستبقى دوماً محفورة في ذاكرتي.

اقرؤوا أيضاً: في أول ظهور لها على غلاف ڤوغ العربية… كيم كارداشيان تتألق في حوار أجراه معها زوجها كانييه ويست

 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع