تابعوا ڤوغ العربية

آرت إيست في مهمة عاجلة لإنقاذ الفيلم العربي

في تصريح لها، ذكرت إلين بروكس شحاتة رئيس مجلس إدارة مؤسسة آرت إيست: “يواجه عالمنا الآن اتساع رقعة ظواهر على شاكلة رهاب الأجانب والإسلاموفوبيا والخطاب المُعادي للمهاجرين، وهو ما أكسب مهمة آرت إيست أهمية أكثر من أي وقت مضى”. تأسست مؤسسة آرت إيست في عام 2003 واتخذت من نيويورك مقراً لها، وهي مؤسسة ثقافية متخصصة في بث أفلام الشرق الأوسط. وتقوم على إدارة المؤسسة عناصر ذات خلفيات متنوعة تتراوح بين الحقل الأكاديمي والتمويل والإدارة غير الهادفة للربح، بالإضافة إلى الخبرات التنظيمية الواسعة التي تهدف إلى تعزيز الحوار متعدد الثقافات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وتسعى المؤسسة كذلك لدعم فناني الشرق الأوسط وتعاون المنظمات والمجتمعات الفنية داخل الولايات المتحدة، وذلك عبر إقامة المعارض وتقديم البرامج التعليمية وتوفير إقامات للفنانين. وأضافت إلين: “إن رسالة آرت إيست هي تقديم صورة إيجابية عن الشرق الأوسط ككل من خلال دعم الفنانين وكل ممارسي الفنون في المنطقة والترويج لهم”.

باتت الأنشطة متعددة الثقافات تتلقى تمويلاً محدوداً بشكل متزايد، بعد أن عمدت المنظمات إلى خفض الدعم المقدم للمبادرات الفنية، إلا أنه يمكن القول إن مؤسسة آرت إيست هي المنظمة الوحيدة في الوقت الحالي التي تدعم فن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفناني هاتين المنطقتين من داخل نيويورك. وعن المؤسسة، تقول رئيستها: “إنها تقدم لنا دوماً الحافز”، مضيفة “لقد بدأ الحراك نحو عرض أعمال الشرق الأوسط الفنية وتقديم فنانيه على مسرح عالمي خلال العقدين الماضيين”.

يهدف مشروع آرت أركايڤ إلى القيام بأعمال الحفظ والرقمنة وإنشاء البيانات الضخمة اللازمة لإعداد أرشيف يضم أفلام وڤيديوهات فناني الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمغتربين منهم.

ضيوف حفل مؤسسة آرت إيست الخيري لجمع التبرعات، من اليسار: ألكسندر شحاتة، ووليد ناجي، ورئيس مجلس إدارة آرت إيست إلين بروكس شحاتة، والفنان السوري رشوان عبد الباقي. بإذن من BFA/آرت إيست

متى بدأ العمل على مشروع آرت أركايڤ؟

لقد بدأ العمل على مشروع آرت أركايڤ بالتوازي مع البرامج والمبادرات التي أطلقتها آرت إيست منذ تأسيسها في عام 2003. نملك الآن النسخ المتبقية الوحيدة والمعروفة من الأفلام التي تم إنتاجها في كل من سوريا والعراق. إنها ببساطة تشكل مرجعاً بالغ الأهمية ينبغي المحافظة عليه.

كم فيلماً يضمه هذا الأرشيف وما الوسائط المستخدمة في حفظها؟

أغلب الأعمال والتي تزيد عن 2500 عمل محفوظة في أقراص مدمجة DVD، وهي موجودة بمخزن آرت إيست بمنطقة لونغ آيلاند سيتي. وتأتي الأفلام والڤيديوهات الموجودة بهذا الأرشيف بصيغ مثل DVD (PAL/NTSC)، و35 ملم، و16 ملم، وMini DV (PAL)، وDigi Beta (PAL). وجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من هذه الأفلام لم يشاهَد خارج نطاق العالم العربي إلا نادراً، وقد قامت المؤسسة بدورها بالعمل على إصلاح بعضها ورقمنتها وإصدار نسخ منقحة منها. وقد أجرينا تقييماً مبدئياً لباقة من هذه الأفلام خلال السنة الماضية بالتعاون مع برنامج حفظ الصور المتحركة وأرشفتها التابع لجامعة نيويورك. وتعزى أهمية هذا المشروع إلى طبيعة المواد نفسها؛ حيث إنها عرضة للتلف أو الضياع.

ماذا عن حقوق الملكية الفكرية بالنسبة لمواد هذا الأرشيف؟ كيف تتعاملون مع هذه المسألة؟

من حسن حظنا أن لدينا محامياً متطوعاً قام بإعداد دليل الملكية الفكرية للأرشيف، بالإضافة إلى نموذج ترخيص الأفلام.

كيف ستوفرون الشرائط؟ وهل ستعتمدون النقل الرقمي لكل مواد الأرشيف؟ وما النظام المتوقع اتباعه في هذا الصدد؟

حسناً، يعتمد شكل طريقة النقل وهيئتها على قدر التمويل الذي سنتلقاه، وعلى نوعية المؤسسات التي تتطلع إلى مشاركتنا هذا العمل، إلا أننا ننشد أن تتمكن الجماهير من شتى أرجاء العالم من الوصول لمواد الأرشيف، ومن ثم نحافظ على الخطاب الفني لفناني الأفلام ومخرجيها وما قدموه من إسهامات مهمة إلى عالم الفن عبر هذا الأرشيف.

ومن جانبنا، نحن مهتمون بصفة خاصة بزيادة الوعي بما تنطوي عليه هذه المجموعة من إمكانات علمية، وفي سبيل ذلك نسعى للشراكة مع المؤسسات التعليمية من أجل إتاحة آرت أركايڤ للكليات والطلاب والأكاديميين. كما تخطط مؤسسة آرت إيست إلى عرض باقة مختارة من محتوى الأرشيف عبر عدد من البرامج التي يشارك فيها الجمهور، بما في ذلك العروض والحوارات. في الواقع، إن تنفيذ هذا المشروع يشكل عاملاً جوهرياً في تحقيق رسالة المؤسسة كونها منظمة لها تأثيرها المتواصل على المجتمعات التي تخدمها.

ما المدة الزمنية المنتظر إتمام مشروع آرت أركايڤ وإتاحته للجمهور خلالها؟

إننا حالياً بصدد إطلاق حملة لجمع التبرعات على أمل أن تتوفر لنا التمويلات اللازمة بنهاية هذا العام كي نشرع على الفور في عملية رقمنة الأرشيف. وبالطبع، كلما كان ذلك أسرع، كان أفضل بالنسبة لنا، ولكن الأمر كله يعتمد على جمع التبرعات ومدى نجاحنا في الحصول على المنح التي تقدمنا بطلبها.

المخرج السينمائي السوري أسامة محمد الذي تعرض أعماله بالأرشيف وزوجته المطربة الأوبرالية نعمى عمران بحفل آرت إيست الخيري لجمع التبرعات. بإذن من BFA/آرت إيست

هل ستعرض الأفلام مصحوبة بالترجمة؟ وإن كان الأمر كذلك، فبأي اللغات؟

يشتمل الأرشيف على أعمال بمختلف اللغات، منها العربية والإنجليزية والفرنسية. وتظهر بعض-وليس كل– العناوين مصحوبة في الغالب بالترجمة إلى الإنجليزية.

ما الميزانية المتصورة لهذا المشروع؟

لقد تقدمنا بطلب للحصول على منحة بمبلغ يتراوح بين 15 ألف إلى 100 ألف دولار أمريكي، كما دشنا حملات لجمع التبرعات بحثاً عن رعاة فرديين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط على حد سواء.

خلال شهر مايو من هذا العام، قمنا بتنظيم حفل خيري كبير بمدينة نيويورك بهدف جمع التبرعات لمشروع آرت أركايڤ والبحث عن رعاة جدد للمؤسسة. وقد أحيت الحفل المطربة الأوبرالية السورية نعمى عمران والموسيقارة المصرية ندى الشاذلي، كما شهد الحفل إطلاق مزاد صامت نظمته دار “بادل إيت” للمزادات على موقعها والذي كان يضم أعمالاً قد تبرع بها الفنانون بالمنطقة. وبالنظر إلى الاستجابة المدوية التي خلفها هذا الحدث، نأمل أن تعمل هذه الحملة على زيادة الوعي بالأرشيف، وبالأعمال المهمة التي تضطلع بها مؤسسة آرت إيست.

هل تنوون إطلاق برامج تعليمية في المستقبل؟

بالإضافة إلى الاضطلاع بمشروع آرت أركايڤ، تملك شركة آرت إيست تاريخاً طويلاً وحافلاً بتيسير تقديم العروض والمحاضرات والمحادثات وتنظيم فعاليات فنية منذ تأسيسها. وقد دأبنا على تنظيم تلك البرامج على مدار السنوات القليلة الماضية مع التركيز بصفة خاصة على جماهير خمسة أحياء داخل مدينة نيويورك سيتي وتنظيم برامج في كل من متحف كوينز، وجامعة نيويورك، وجامعة كولومبيا، ومتحف الفن الحديث، والتي تضمنت في حالات عديدة عرض أفلام من الأرشيف.

ومن هذا المنطلق، أصبح من الضروري إتاحة الوصول للأرشيف على نطاق واسع لعامة الجماهير، سواء لأغراض أكاديمية أو ترفيهية؛ حيث إنه يعمل على تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة – والذي نحن في حاجة ماسة إليه، كما أنه يعتبر مادة مرجعية أساسية للباحثين، كما يفتح الباب أمام الطلاب لتعميق فهمهم للشرق الأوسط وأبنائه المغتربين في كل مكان.

اذكري لنا بعض الأفلام والممثلين المتوقع أن نستمتع بأعمالهم من خلال هذا الأرشيف؟

يتألف أرشيف أفلام آرت إيست من مواد تم جمعها منذ أن بدأت المؤسسة عملها على عرض الأفلام، بما في ذلك برنامج “هدوء ما بعد العاصفة: السينما اللبنانية الكلاسيكية والمعاصرة (والذي عرض للمرة الأولى بالتعاون مع جمعية مركز لنكولن للأفلام)، وبرنامج “خرائط الذات: التجريب في السينما العربية” (بالتعاون بين منظمة آرت إيست ومتحف الفن الحديث على مدار عدة سنوات)، وسلسلة الحلقات غير المسبوقة التي تحمل عنوان “عدسة على سوريا: 30 عاماً من السينما المعاصرة” (والتي عرضت للمرة الأولى بمركز لنكولن وقدمت في 40 صالة عرض بمختلف أنحاء العالم).

وبالإضافة إلى الأفلام والڤيديوهات التي تضمها المجموعة، يتضمن آرت آركايڤ كذلك طبعات محدودة العدد من منشورات من إصدار آرت إيست بالتعاون مع برامج الأفلام السابقة. ومن بين هذه المنشورات منشور بعنوان New Prospects on Ambiguous Grounds: Turkish Cinema Now والذي يصدر إلى جانب برنامج Beur is Beautiful التابع لبرنامج عرض آرت إيست والذي ينشر بالتعاون مع مجلة Cineaste وIn the Clement Society of Cinema. يذكر أن إصدار Beur is Beautiful: Maghrebi-French Filmmaking يعرض تسعة أفلام تناقش موضوع سينما الفرنسيين المنحدرين من أصل أفريقي – وهو اتجاه متنامي ظهر في مجال صناعة الأفلام الفرنسية والذي يعكس تاريخ فترة الاستعمار وهجرة الشعب الفرنسي المنحدر من أصل أفريقي. وقد تضمن البرنامج فيلم شيب للمخرج الجزائري رشيد بوشارب وفيلم My Lost Home (Ma Maison Perdu) للمخرج كمال الماهوتي، وفيلم Tea in the Harem (Le Thé au harem d’Archimède) للمخرج مهدي شريف. يذكر أن كاري تار، أحد الباحثين الرواد في موضوع سينما الفرنسيين المنحدرين من أصل أفريقي هو من قام بتنسيق هذا البرنامج.

بالتعاون مع سلسلة أفلام عدسات على سوريا، أصدرت منظمة آرت إيست وراتابالاكس بريس كتاباً بعنوان نظرة متعمقة في السينما السورية: مقالات وحوارات مع مخرجي السينما المعاصرين. وهو أول كتاب من نوعه يصدر باللغة الإنجليزية. يقدم هذا الكتاب المهم مقالات نقدية ولمحة تاريخية عن إنتاج الأفلام في سوريا، ويعرض لآراء ونصوص لباقة من أعلام السينما بحسب رأي النقاد. كما يعرض الكتاب لمحة خاطفة عن كيفية تمكن صناع الأفلام من صناعة سينما مستقلة في ظل ظروف تكاد تكون مستحيلة.

والآن اقرئي:محاميتان سعوديتان تناقشان التعديلات الجديدة على قوانين الأحوال المدنية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع