في لحظة تاريخية، أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخراً أنها تعتزم فتح أبوابها أمام السيّاح من شتى أنحاء العالم، ما يمنحهم الفرصة ليشهدوا خطة السعودية لإصلاح قطاع السياحة بالمملكة، بتكلفة إجمالية تبلغ 100 مليار ريال سعودي.
ومن المعروف أن دبي تحتضن أطول مبنى في العالم، في حين تستأثر البحرين بأكبر متنزه تحت الماء، وها هي السعودية تستعد لتخرج على العالم بمدنها التكنولوجية، وجزرها البِكر، وأسرع أفعوانية على مستوى العالم، محطمةً بذلك الرقم القياسي المسجل لصالح أبوظبي.
إليكم فيما يلي كل ما يهمكم معرفته عن المشروعات الخمسة المقبلة المقرر إقامتها في المملكة العربية السعودية:
القدية
من المتوقع أن يمثّل مشروع القدية، الذي يترقبه الجميع بلهفة وشوق، “أبرز وجهة ترفيهية ورياضية وثقافية” في المملكة العربية السعودية.
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع -المقرر أن تفتح أبوابها للجمهور في عام 2023- أكثر من 45 مشروعاً منفرداً، و300 نشاط في قطاعات الإبداع، والضيافة، والترفيه، والرياضة. وستشتمل المدينة الترفيهية أيضاً على مدينة ألعاب، ومتنزه مائي، ومركز لسباق السيارات، وقاعات فنية ورياضية.
ولن تكون مدينة الألعاب شبيهة بأيٍ من أماكن الجذب السياحي المتعارف عليها، فلأول مرة على مستوى الشرق الأوسط، سيستطيع السيّاح الاستمتاع بأجواء الإثارة والتشويق والألعاب التي تشتهر بها شركة “سيكس فلاغز”، الرائدة في هذا القطاع، من خلال مشروع القدية داخل المملكة، بعد أن كان هؤلاء السيّاح يضطرون لحجز رحلات جوية تمتد لساعات طويلة وقطع مسافات شاسعة قاصدين الولايات المتحدة من أجل الاستمتاع بألعاب تلك الشركة الأيقونية. وسوف تضم المدينةُ أفعوانيةً (أو: لعبة قطار الموت) باسم “ذا فالكونز فلايت”، والتي يقال إنها الأطول والأعلى والأسرع على مستوى العالم.
ومن المنتظر أن يوفر هذا المشروع الكبير ما يزيد عن 17 ألف فرصة عمل جديدة. وفي تصريحاته لصحيفة عرب نيوز، يقول مايكل رينينجر الرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار: “الفكرة وراء مشروع القدية بسيطة، ولكنها في الوقت نفسه قوية، وتتبلور في: تشييد مكان يقدم الفرص ويغرس القيم التي تقضي بأن الترفيه، والرياضة، والفنون كلها عناصر تسهم في التنعّم بحياة صحيّة وسعيدة وممتعة. وهي فكرة لها صداها عند الشعب السعودي المتقدم والذكي بعناصره الشابة، والذين لديهم رغبة عامة في الحصول على فرص كهذه وخوض تجارب من هذه النوعية. وهذه هي الفكرة، والتي تتسق تماماً مع رؤية السعودية 2030”.
مشروع أمالا
من بين المشروعات الكبرى التي تقيمها المملكة أيضاً مشروع أمالا، والذي من المقرر أن يكون بمثابة وجهة سياحية فائقة الفخامة ترتكز على النقاهة والحياة الصحية. وسيقام هذا المنتجع بمحمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية، حيث ينتظر السيّاحَ خدماتٌ فاخرة من فئة السبعة نجوم، إلى جانب ڤيلات مشمولة بالخصوصية وقرية للتسوق.
اقرؤوا أيضاً: فريق كرة قدم نسائي سعودي يفوز بالمركز الثاني ببطولة كأس العالم للأهداف العالمية التابعة للأمم المتحدة
ومن جانبه، صرح نيكولاس نابولي، الذي تم تعيينه رئيساً تنفيذياً للمشروع في سبتمبر 2018، قائلاً: “يمثل مشروع أمالا تجربة فريدة من نوعها وتحوّلاً كبيراً في عالم الرفاهية، حيث الجمع بين السياحة العلاجية بكل جوانبها مع تقديم مزيج منتقى بعناية من العروض الفنية والثقافية والرياضية المصممة خصيصاً بحيث تناسب أسلوب الحياة المغدق بمستويات فائقة من الفخامة، ويشمل ذلك ساحة الموضة، والخدمات الصحية، والرحلات البحرية طوال العام”.
وسوف توفر هذه الوجهة أندية يخوت، وبواخر فاخرة، ومطاعم محلية وعالمية، وفعاليات ثقافية، وحفلات موسيقية.
مشروع البحر الأحمر
تماشياً مع رؤية المملكة للاستدامة، سيتيح مشروع البحر الأحمر للسيّاح إمكانية استكشاف الإرث الثقافي الثري لساحل البحر الأحمر، تلك المنطقة البِكر بالمملكة.
ومن المقرر تشييد هذا المشروع العظيم بين مدينتيّ أملج والوجه، وتضم خطته أكثرَ من 90 جزيرة، بالإضافة إلى المناطق الصحراوية والبركانية والجبلية التي تحتل موقعاً استراتيجياً، في مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.
تقع الجزيرة “على بُعد قرابة ثماني ساعات سفراً بالطائرة عن 80% من سكان العالم”، بحسب صحيفة عرب نيوز.
وتتضمن المرحلة الأولى من هذا الموقع التراثي -المقرر اكتماله بحلول عام 2022- افتتاحَ “14 فندقاً فخماً وفائق الفخامة بإجمالي 3 آلاف غرفة موزعة على خمس جزر ومنتجعين داخليين على الساحل الغربي للمملكة، ومطارٍ لخدمة الوجهة السياحية، ومرافئ، إلى جانب عقارات سكنية وخدمات استجمامية”.
وعلاوة على توفير مستويات فائقة من الرفاهية والفخامة، تهدف المملكة أيضاً إلى إرساء معايير جديدة للتنمية المستدامة. هذا، وقد خضع موقع مشروع البحر الأحمر للفحص البيئي عدة مرات للتحقق من عدم المساس بالحياة النباتية والحيوانية بالمنطقة وعدم تأثرها بالمشروع.
مدينة نيوم
أثمر نموذج الرفاهية والرخاء طويل المدى أيضاً عن مشروع بناء مدينة تكنولوجية طموحة باسم نيوم. وقد ضخ صندوقُ الاستثمارات العامة استثماراً بقيمة 500 مليار دولار أمريكي في المدينة المستقبلية التي ستقام على مساحة تزيد عن 35 ضعف مساحة سنغافورة، كما ستضم ما يزيد عن 450 كيلومتراً من السواحل البحرية. وتهدف مدينة نيوم، التي ستقام على مساحة 26 ألف و500 كيلومتر مربع إلى إدخال التكنولوجيا في ستة عشر قطاعاً تشمل الغذاء، والإعلام، والأزياء، والرياضة، بهدف تعزيز مفهوم المدنية والحياة العصرية بالسعودية بحلول عام 2020.
الدرعية
تعرف الدرعية بلقب “لؤلؤة السعودية”، وهي وجهة سياحية شهيرة بالمملكة تحوي حيّ الطريف المدرج على لائحة مواقع التراث العالمي بعد أن أقرته منظمة اليونسكو. وتقع الدرعية على مسافة بعيدة للغاية عن مدينة نيوم المستقبلية، كما تعكس التراث والثقافة العميقة التي تمتاز بها المملكة. وقد أصبحت الدرعية مهد انطلاق الدولة السعودية، تلك المنطقة الأثرية المعروفة بارتباطها بطرق التجارة والحج.
تقع مدينة الدرعية على مشارف الرياض وهي وجهة سياحية ستستضيف عما قريب منتجعات فاخرة وفنادق عالمية وخدمات ترفيهية. ورغم أن موقع اليونسكو لم يفتتح للجمهور منذ 2010، فإنه من المقرر إعادة افتتاحه مرة أخرى في عام 2020.
ومن جانبه، يتوقع جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، وصولَ عدد السياح إلى 27 مليون سائح بالدرعية فقط بحلول عام 2030. ومن المقرر افتتاح أول فندق بالدرعية في أواخر عام 2021.
اقرؤا أيضاً: رسمياً: السعوديّة تفتح أبوابها للسياح من الخارج