تابعوا ڤوغ العربية

ضحايا العنف ضد المرأة يشاركن ڤوغ العربيّة تجاربهن في التصدّي له

مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال عفراء البسطي، والمذيعة ديالا مكّي، ورائدة الأعمال سلمى إسماعيل، بعدسة مارية جيلينا لصالح عدد شهر نوفمبر 2017 من ڤوغ العربيّة.

لابد أنّكم لاحظتم الوسوم التي انتشرت خلال الأسابيع الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة العنف والتحرّشات الجنسيّة ضد المرأة، وذلك بعد أن تحدّثت نجمات هوليوود عن التحرّشات الجنسيّة التي واجهنها خلال بداياتهن في مهنة التمثيل، إلى جانب قضيّة المنتج هارفي واينستين الذي وجّهت إليه اتهامات بالتحرّش من قبل قائمة مطوّلة من الممثّلات وضجّت بها وسائل الإعلام. بدأ وسم #SpeakUp بالانتشار في شهر أكتوبر الماضي، ويتجدد انتشاره الآن مع اقترابنا من اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو ما يصادف 25 نوفمبر من كلّ عام.

تعرّضت 35% من السيّدات حول العالم للعنف خلال فترات حياتهن، يحدث ذلك الانتهاك لحقوق الإنسان أثناء العمل، أو في المنزل، أو في المدارس، أو أثناء السير في الشوارع، كما يمكن أن يتصوّر في العنف الجسدي، أو اللفظي، أو العاطفي. ويمكن التصدّي له بنشر التوعية وطلب المساعدة من الجهات المختصّة. التقت ألكسندريا غوڤيا من ڤوغ العربيّة مع ثلاث سيّدات عربيّات لتستعرض أبعاد هذه المشكلة وأساليب التصدي لها في مقال نشر على صفحات عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال عفراء البسطي، بعدسة مارية جيلينا لصالح عدد شهر نوفمبر 2017 من ڤوغ العربيّة.

تتحدّث مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال عفراء البسطي عن تجربتها في التصدّي للعنف ضد المرأة فتقول: “أنا ممتنّة لمقدرتي على القيام بهذا العمل، بالرغم من الأسى الذي ينتابني بعد سماع تلك القصص كل يوم. فنحن لا نستمع إلى تلك القصص وحسب، بل نعيشها في كلّ يوم لنحاول أن نمد لضحاياها يد العون. لكم أن تتخيلوا تأثير هذه القصص على كلّ فردٍ منّا، لكنّ ذلك يسهم في مساعدتهم على بناء حياتهم من جديد، وذلك ما يستحق العناء.

واحدة من القضايا الصعبة التي أستطيع أن أذكرها هنا هي عن فتيات تم بيعهن في بلدهن، وانتقلن من بلد لآخر إلى أن تم بيعهن في منطقتنا، لم يتمكن المستشارون من مساعدتهن لأنهن لا يملكن أي أوراقٍ ثبوتيّة، كما أنهن لا يعرفن من أي بلد أتين، وذلك لأنهن خطفن في سنٍّ مبكّرة. عملنا جاهدين مع وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتّحدة في أبوظبي لنجد مكاناً يمكن أن يؤويهن. انتهى الأمر ببعضهن في أستراليا، وكندا، والسويد. مضى على ذلك 4 أعوام، وما زلنا على اتصال معهن.

هذه النجاحات هي السبب وراء تأسيس مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال في 2007، أولى الخدمات التي نوفرها هي المأوى. لا نرفض استقبال أي أحد. بعد ذلك تخضع السيّدات لجلسات معاينة مع الأخصائيين الاجتماعيين لتحديد احتياجاتهن. يمكن أن تختلف تلك الحاجات بين القانونيّة، والطبيّة، والاهتمام العقلي، والحاجة للتعليم. لدينا شركاء يساعدون في مدّ يد العون مثل لوريال، وبنفت.

بدأنا مؤخراً بوضع منشوراتنا في غرف الانتظار. ضحايا العنف المنزلي لا يتركن بمفردهن، ولكن ربما تتمكن إحداهن من أخذ أحد المنشورات دون أن يلحظ ذلك أحد. كما بدأنا خطاً هاتفياً (على الرقم 800111) يعمل على مدار اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، ويتحدّث العاملون عليه العربيّة، والإنجليزيّة، والأوردو، بالإضافة إلى الفارسيّة، والروسيّة. أوّل اتصال تلقيناه كان من رجل يرغب في تلقي المساعدة حتّى يتمكن من السيطرة على نوبات غضبه، ونتيجة لذلك أنشأنا جلسات للتحكم بالغضب، وذلك مهم ليعي هؤلاء التأثير الناتج عن أفعالهم.

يصعب تحديد عدد ضحايا العنف، لأن ذلك يقاس بعدد اللواتي يطلبن المساعدة، والكثير منهن لا يجرأن على ذلك. نصيحتي لأي سيّدة تعاني العنف المنزلي هي أن تتقدّم لطلب المساعدة، فلا شيء يدعو للخجل من ذلك، أنت ضحيّة ويجب أن تتحدّثي حتّى نتمكن من مساعدتك”.

المذيعة ديالا مكّي بعدسة مارية جيلينا لصالح عدد شهر نوفمبر 2017 من ڤوغ العربيّة.

ديالا مكّي، ساهمت في نشر التوعية لوقف العنف ضد المرأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت: “كنت ضمن المشاركين في فيلم وثائقي يختص بالجمال، يستعرض المكياج لدى السيّدات، وطرقهن المختلفة في استخدامه. في أحد أجزائه يعرض الفيلم سيّدة تقوم باستخدام مستحضرات التجميل لتغطية الكدمات في وجهها. أصابتني مشاهدته بقشعريرة سرت في أرجاء جسمي، لم أتمكن من التنفّس وقتها. على الرغم من أنه كان مشهداً تمثيليّاً إلا أن الحقيقة أن العديد من السيّدات يستخدمن المكياج لتغطية آلامهن، تلك الحقيقة محزنة، لم أتمكن من النوم أو الأكل لأيام، شعرت بضعفي، وأردت أن أفعل شيئاً للمساعدة.

اتصلت بصديقتي سميرة ألفت، هي خبيرة تجميل شهيرة، أخبرتها برغبتي في العمل على حملة لنشر التوعية عن العنف ضد المرأة، فقامت بتطبيق المكياج بطريقة يبدو بها أننا تعرضنا للضرب على وجهي ووجهها كذلك، نشرنا الصور على موقع انستقرام، وسألنا المتابعين: “كيف ستتصرّفون إن لم يكن هذا مجرّد مكياج؟”.

كانت ردود الأفعال مفاجأة، تواصلت معي سيّدات من مختلف بلدان الشرق الأوسط، وقصصن عليّ تجاربهن مع العنف، عدا عن الأشخاص القريبين منّي. ذلك دفعني لعمل المزيد. فتواصلت مع مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال لأعرف أكثر عن طرق المساعدة، أردت أن أقدّم المساعدة بدوري بطرق عمليّة. أرغب في التعاون مع علامات مهتمّة بمساعدة المجتمع. لذلك أعمل حالياً على برنامج وثائقي لتلفزيون دبي، نتحدّث فيه إلى ضحايا العنف، ونروي قصصهم. نهدف من خلاله لتشجيع باقي ضحايا هذه القضيّة على طلب المساعدة.

للأسف لا أعتقد أن هناك سيّدة نجت من العنف في حياتها، مررت بنفسي بعلاقة كنت فيها معنّفة عاطفيّاً لمدّة سبع سنوات. نجحت في التحرر منها عن طريق تثقيف نفسي، وأن استوعبت أنني أستحق ما هو أفضل. يكون جرح العنف النفسي أعمق من الجسدي في أحيانٍ كثيرة. قد يظن البعض أن أسباب العنف الأسري تعود للخلفيّة الثقافيّة أو الحالة الاقتصاديّة، وذلك غير صحيح، فأنا من أسرة مستقرّة، ومثقّفة، ومع ذلك كنت أحد ضحاياه.

من المهم أن يتّجه ضحايا العنف للأشخاص المختصّين، حصلت على المساعدة بدوري من مراكز إيواء (Shwc.ae) ومؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، فهم يعرضون برامج ممتازة لمدّ يد العون، فلا تخشون التواصل معهم.

رائدة الأعمال سلمى إسماعيل، بعدسة مارية جيلينا لصالح عدد شهر نوفمبر 2017 من ڤوغ العربيّة.

نجت سلمى إسماعيل من علاقة زواج كانت فيها معنّفة عاطفياً. نجحت بعدها في بناء نفسها لتكون رائدة في مجال اللياقة البدنيّة وأنشأت برنامج GetFitChick الخاص باللياقة البدنيّة للنساء في الإمارات العربيّة المتّحدة. تروي سلمى تجربتها لـــڤوغ العربيّة وتقول: 

“كنت في علاقة زوجيّة عنّفت فيها عاطفياً لمدّة ثلاث سنوات، اعتقدت خلالها أنها أفضل الحلول، وكنت أخشى أن تنقلب حياتي إلى مأساة ما إن أفكّر في الرحيل. بدأت تلك العلاقة وأنا في سنّ مبكّرة، كنت غير سعيدة لكنني لم أتمكن من معرفة السبب. هذه إحدى النقاط الفارقة في العنف العاطفي، إذ يصعب استيعابه. استغرقت أعواماً لأفهم أنني لست جزءاً من بيئة محبة وداعمة، كان زوجي يمطرني بتعليقات الاحتقار وينتقد كلّ تصرّفاتي بدلاً من أن يثني عليّ أو يجاملني. كان يقودني لأن أعتقد أن المشكلة تكمن بي، ولا يوجد ما يمكن أن أقوم به لأنهيها، مهما بذلت من جهد. إذ يصبح الزوج المحب ذو الشخصيّة الجذّابة أمام الناس، وأجبر بالتالي على إتمام تلك الصورة أمامهم، وذلك ما يعزز فكرة أن الخطأ وارد منّي. كما يلجأ عادة للشكوى من تصرفاتي أمام الأصدقاء دون علمي، ليرسم لهم صورة سلبيّة عنّي، كنت منعزلة، وظهر الخجل على مظهري الخارجي. على الرغم من أنني كنت قبل أن ألتقيه شخصيّة مرحة، واثقة، لا أشك بقدراتي، ولأنه كان يقول لي دائما: “لا أحد يدعمك” و”أنا مسؤول عن عملك”، دفعني للتفكير أنني نكرة بدونه.

أصعب مرحلة كانت بعد أن الانفصال عنه، عانيت من الإهانة والتنمّر على الصعيد الشخصي وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. كان يرجوني أن أعود إليه، ويعتذر عمّا بدر منه، ولكن عندما التزمت بالقرار الذي اتخذته، قرر أن يجعل من تحطيمي أمام العالم مهمّته الأساسيّة. أخذت وقتي في بناء ثقتي بنفسي من جديد، وأن أعيد بناء حياتي. أنشأت برنامج GetFitChick منذ ما يزيد عن عامٍ واحد، مع شريكتي في العمل كيرستين ثاين. هو برنامج يركّز على اللياقة البدنيّة في الأساس، ولكنّ الهدف منه مساعدة السيّدات على بناء أنفسهن قبل كلّ شيء.

لكل من تقع تحت وطأة العنف بأي شكل من أشكاله، أرجوكِ أطلبي المساعدة. لا تفكّري أنك وحيدة. أحيطي نفسك بالطاقة الإيجابيّة وبأشخاص يرغبون بمساعدتك حتّى لا تشعري بالعزلة. إن كنت تشعرين أن شيئاً ليس على ما يرام، فانصتي لمشاعرك واطلبي المساعدة”.

نشر هذا المقال في عدد شهر نوفمبر 2017 من ڤوغ العربيّة

ما لا تعرفونه عن حصة الظاهري نائب مدير متحف اللوفر أبوظبي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع