تابعوا ڤوغ العربية

النجم المصري محمد كريم يكشف أسرار نجاحه في اقتحام أسوار هوليوود

محمد كريم. الصورة كما وردتنا

محمد كريم، طبيب مصري اجتهد ليصل إلى هوليوود، ووصل فعلاً. وعن بداياته يقول: “كنت على يقين منذ كنت شاباً يافعاً أنّني سأمشي في طريقين: الطب والفن. ولدت لعائلة من الأطباء، فكنت أرافق والديّ إلى العيادات وأنصت إلى أحاديث في الطب، فكان طبيعياً أن أحبه وأن أختار العودة إلى مصر بعد نيل الثانوية العامة في لوس أنجليس لأتخصص في النحافة والسمنة طوعاً من دون أي ضغط من الأسرة. أما الفن فكان شغفي الطفولي، أذكر أنّي لم أفوّت فيلماً أثناء وجودي في لوس أنجليس، وأنّي كنت أنكبّ على تقليد شخصيات المسرحيات القديمة، وكيف نمّى والدي حبّي للتمثيل من خلال اصطحابي لمشاهدة أحدث الأفلام”.

حظي كريم بدعم الأسرة حين أعلمها بقراره دراسة الطب من دون التخلّي عن حبّه للتمثيل، إذ يقول: “فاجأتني ردّة فعل والدي فقد قدّم لي دعماً لا متناهياً وصل إلى حدّ تدوين كل ما تقع عليه عيناه من إعلانات لشركات تبحث عن ممثلين لأداء تجارب. كنت أتابع صفوفاً في التمثيل، وأقصد الاستديوهات وأجتهد لأتطوّر إدراكاً منّي أنّ شق طريق لي أنا الشاب القادم من أسرة بعيدة عن الفن سيكون محفوفاً بالتحديات وسيتطلّب مجهوداً مضاعفاً”.

حصل على أول عروض التمثيل حين كان طالباً في السنة الرابعة في كلية الطب، فشارك في فيلم “يوم الكرامة” لتتوالى بعد ذلك مشاركاته في مسلسلات نال في بعضها أدوار البطولة، إلّا أنّ الحلم كان أكبر، فهو يقول: “التمثيل في مصر لم يكن إلّا البداية، فهدفي منذ وقوفي أمام الكاميرا كان واضحاً: هوليوود”. غرّد كريم خارج السرب، فلم يكن ينتظر ردود الفعل عند عرض أي عمل يشارك فيه، بل كان يغادر إلى لوس أنجليس ليتابع الأبحاث والاستديوهات والتعلّم لصقل موهبته. ويتابع: “واجهتني كثير من التحديات والصعوبات ولكني لم أكن أفكّر في أي شيء سوى الوصول لهدفي ولما أحلم به مهما كانت الظروف. لم أشك يوماً في قدرتي على الوصول. كنت أفكّر في الممثل المصري عمر الشريف، كان رائعاً وأنيقاً، حظي باحترام وتقدير استثنائيين في هوليوود، إلّا أنّ طموحي كان كبيراً جداً. أردت أن أحفر اسمي في تاريخ السينما العالمية وأن تكون لي هوية تحظى بالتقدير ذاته الذي نعم به عمر الشريف”.

وعن خياراته شرح قائلاً: “شاركت في ١٠ أفلام وأكثر من ٢٠ مسلسلاً، وكنت أحرص على اختيار أعمال أتباهى بها حين أعرضها على مخرجين عالميين، حتى تقديمي لبرنامج “ذا ڤويس” رأيت فيه خطوة ستساعدني في مسيرتي نحو العالمية، فالبرنامج ضخم ومختلف عن أي برنامج آخر للهواة”.

محمد كريم ونيكولاس كيج في لقطة من فيلم A Score To Settle. بإذن من جيساندي ستوديوز

حصل كريم على الكثير من الجوائز، أهمها جائزة أفضل ممثل في مهرجان موناكو السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، وأوسكار السينما المصرية، ولكن جائزته الكبرى والتي استحقّها عن جدارة وبعد تعب طويل، كانت وقوفه أمام نيكولاس كيج في فيلم A Score to Settle. “قد يظنّ الناس أنّ أبواب هوليوود مفتوحة أمام أي ممثل مشهور له تاريخه الفني في بلده الأم، إلّا أنّ الأمور أصعب بكثير مما قد يعتقد البعض. شاركت في أكثر من ٢٠٠٠ تجربة أداء، تجارب تطلّبت منّي الكثير من التحضيرات، أصبحت سيارتي بيتاً لي بينما كنت أتنقّل من استوديو إلى آخر لتجارب الأداء كي لا أفوّت أي فرصة. جلّ ما كان يشغل بالي هو تقديم تجربة أداء مشرّفة، فلم أضيّع وقتي في معرفة الأسماء التي تنافسني على دور معيّن”، ويكمل حديثه: “حالفني الحظ بأن حظيت ببضعة أيام قبل أن أقدم تجربة الأداء لفيلم A Score to Settle، فتمكنت من القيام بتدريبات ساعدتني على بلورة الشخصية وبنائها، والتحضير الجيّد قبل تجربة الأداء، فالشخصية مركبة لا تهاب شيئاً حتى الموت. ولا يخفى أنّ للوقوف أمام ممثّل حائز على جائزة الأوسكار رهبة كبيرة، إلا أنّها رهبة محفّزة وليست مخيفة. كان على الجميع بمن فيهم كيج أن يدركوا أنّني كممثل عربي أستحق ما هو أفضل من الأدوار التقليدية التي يحصل عليها ممثّل عربي في هوليوود”. وعن دوره في الفيلم يقول كريم: “حصلت على الدور وقدّمت شخصية غير نمطية، وليست شخصية تقليدية، كما أنّها ليست عربية. جيمي ذا دراجون شخصية مركّبة وغريبة ولا تخشى الموت. في هذا الدور، الممثل لديه أوشام تغطّي جسده على شكل “دراجون” وقد حرصت على ألا يكون في الدور الذي أؤديه أي تأثير سلبي على الشباب العربي إيماناً منّي أنّ المشاهد بات يدرك الفرق بين الواقع والتمثيل. الآن وبعد أن تمكنت من خلع شخصية جيمي ذا دراجون عنّي بمساعدة بعض المدربين وبالابتعاد قليلاً للراحة، أتوق فعلاً لمعرفة ردة فعل المشاهد، لأنّني قبل عرض الفيلم لم تسنح لي الفرصة لمشاهدته، وحتى لم أكن أعرف عدد مشاهد الشخصية التي تنقسم على مرحلتين: جيمي ذا دراجون الشاب وجيمي بعد خروج كيج من السجن، بعد مرور أكثر من ١٥ عاماً”.

محمد كريم ونيكولاس كيج في لقطة من فيلم A Score To Settle. بإذن من جيساندي ستوديوز

يفخر كريم أنّه أمام كيج الذي أكّد له هذا الأخير أنّه قام بعمل رائع، خطا خطواته الأولى في هوليوود وأصبح اسمه متداولاً إلى جانب مصريين آخرين مثل رامي مالك ومينا مسعود والكوميدي رامي يوسف. وعن هذه الأسماء يقول: “أفخر بها جداً وأنا سعيد لما حققوه من نجاح عالمي، إلّا أنّني أجد أنّ هؤلاء الأشخاص يختلفون عنّي لأنّهم ولدوا وعاشوا في الغرب، بينما وفدت أنا من بيئة مصرية تضعني دائماً تحت المجهر وتنتقد ما أقدّمه خوفاً من أن أؤثر سلباً على نظرة الغرب لنا كشرقيين”، ويتابع: “لأنني ولدت ونشأت في مصر، فدائماً ما آخذ بعين الاعتبار عاداتنا وتقاليدنا في الوطن العربي والشرق الأوسط عندما أختار الأدوار التي أقدّمها في هوليوود، ما جعلني أرفض أن أقدّم أي دور قد يسيء للعرب مثل الأدوار النمطية وأدوار الإرهابي أو المتطرّف”. وعن مشاريعه المستقبلية يقول: “أحرص حالياً على ترسيخ اسمي أكثر فأكثر في هوليوود أمام أسماء كبيرة تضيف إلى مسيرتي، وفيلمي A Score to Settle هو بداية قويّة لي. وأنا بصدد التحضير لأعمال أخرى عالمية، وأتمنى أن تكون خطوة إلى الأمام تنقل رأيي ببعض القضايا كالحب والتنمّر”. كنصيحة للشباب يقول: “الحلم متاح أمام الجميع، إلا أن العبرة في السعي وراء تحقيقه، وتحقيق الحلم يستلزم الابتعاد عن السلبية، وعدم الاستسلام وعدم الانشغال بإنجازات الآخرين.”

اقرؤوا أيضاً: كل ما يجب أن تعرفوه عن فيلم جيمس بوند الجديد… بما في ذلك موعد عرضه

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع