تابعوا ڤوغ العربية

جولة ڤوغ العربيّة في فندق أوتيل دي كريون بعد تجديده

في العشرينيات من القرن الماضي، أقامت الكاتبة الروائية فيكي باوم حفلة شاي مرصَّعة بالنجوم في الفندق الباريسي أوتيل دي كريون احتفاءً بنجاح روايتها غراند أوتيل. ولاحقاً، أصبح عنوان تلك الرواية يحدِّد جنساً أدبياً قائماً بذاته لأي قصة تدور أحداثها حول أشخاص تجتمع حيواتهم في مكانٍ زاخرٍ بالنشاط والألق. 

وفي حين أنَّ باريس تتميز بفنادق أيقونية فخمة عديدة، إلا أنَّ أسماءً معينة تبرز عن أقرانها. ويتمتع فندق فور سيزونز أوتيل جورج الخامس على سبيل المثال بشهرة عالمية واسعة، وفندق ذا ريتز لا يقلّ عنه شهرةً. ولكن فيما يخصُّ صورته الخاصة، فإنَّ أوتيل دي كريون يصعب منافسته؛ إذ تُذكِّرنا أعمدته المميّزة بمسلّة الأقصر التي تعود لثلاثة آلاف عامٍ مضت والتي تزيّن ساحة بلاس دو لا كونكورد في واحدٍ من أشهر معالم المدينة.

بهو الفندق من تصميم تريستان أوير. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

ومع ذلك تربط الفرنسيين علاقةٌ معقدة مع أيقوناتهم التاريخية، خذوا على سبيل المثال ماري أنطوانيت: في البداية تمَّ تمجيدها وبعد ذلك أُعدِمت على المقصلة، ثم نُبِش رُفات ذكراها مجدداً لتعود رمزاً خالداً للأناقة الفرنسية وفن الحياة. وتختلط قصتها مع قصة فندق أوتيل دي كريون الخاصة على المستوى الجغرافي والاجتماعي والسياسي لمدينة باريس لأكثر من مئتي عام.

شكَّلت واجهةُ الفندق المسرحَ الذي احتضن احتفالاً ضخماً أقيم بمناسبة زواج ماري أنطوانيت من ملك فرنسا المستقبلي عام 1770 في ساحة الاستعراضات الجديدة بالمدينة، والتي كانت تُدعى سابقاً ساحة لويس الخامس عشر. وباتت هذه الواجهة رمزاً مألوفاً، إذ لم يستغرق الوقت طويلاً قبل أن يعود الزوجان إلى ذات الساحة التي أُعيد تسميتها إلى ساحة الثورة، في ظل أجواء أقل احتفالية رافقها استعمال المقصلة.

إعلان افتتاح الفندق عام 1909، كما ظهر في عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

وفي العصر الحديث، أطلق أوتيل دي كريون اسمَ ماري أنطوانيت على جناحٍ باذخٍ فيه، حيث كان الفندقُ المكانَ الذي شهد إقامة المخرجة صوفيا كوبولا عام 2006 العرض الأول في فرنسا لفيلمها الشهير ماري أنطوانيت الذي يتناول سيرة حياة تلك الشخصية، حيث أعاد الفيلم رواية تلك الحقبة التاريخية بالكامل. تقول كوبولا: ’’إنه فندق باريسي كلاسيكي جميل، أتطلع إلى العودة إليه‘‘. وتقول ألين أسمر دامان، مهندسة متخصصة في التصاميم المعمارية والديكور، المولودة في لبنان والتي حرصت على تناسق ديكور الفندق مع أثاثه كجزء من عملية ترميم شاملة له انتهت الشهر الماضي: ’’يقولون إنها كانت المرأة الباريسية الحقيقية الأولى‘‘، وتضيف: ’’اشتُهِرت ماري أنطوانيت بسعيها نحو الجمال ولامبالاتها. لقد كانت شخصية قوية ومعقدة. وبوصفنا شركة هندسة معمارية تضم في غالبيتها نساء، فقد استقينا الإلهام من ذلك وحاولنا أن نُظهِر التقدير للجوانب الإيجابية من إرثها‘‘.

وبعد أن قام بشرائه الأمير السعودي متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عام 2010، أغلق أوتيل دي كريون أبوابه تمهيداً لأعمال ترميمه وتجديده عام 2013. وجاءت إعادة افتتاح الفندق بعد تجديده، وهي المناسبة التي انتظرها الجميع بشغف بالغ، في توقيت مثالي تزامناً مع عروض الأزياء الراقية لهذا الموسم، وكذلك كي يستمتع الضيوف بالألعاب النارية ليوم الباستيل من الشرفة الكبرى لصالون ماري أنطوانيت.

وتُبرِز الصلةُ بين هذا المبنى العريق والملكة الأسطورية نقطةً هامة، وهي: ليس مهماً كثيراً مَن يملك مكاناً مثل أوتيل دي كريون. فبطريقةٍ أو بأخرى، يعود للجماهير والزوار والسكان المحليين على حدٍّ سواء. وتماماً مثل الطبقة الملكية، يجب أن يحافظ المبنى على التوازن الدقيق بين الفخامة والمهابة من ناحية والتملّق للجماهير من ناحية أخرى، بين الحصرية والذراعين الممدودتين.

بار لي إمباساديور الذي أنشئ بين عامي 1906 و1909. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

وهذا الفندق، الذي تم تحويله من مقر إقامة فخم إلى فندق على هيئة قصر عام 1909، كان منذ البداية منزلاً للأرستقراطيين والملوك والشخصيات البارزة ومشاهير النجوم، ومسرحاً لفعاليات بالغة الأهمية. وحيث التقت أراضي القصر الملكي مع الشانزلزيه، فقد أصبح موقع الفندق مركز جذب فورياً لشريحة المجتمع الراقي على الصعيد العالمي. ولا يوجد الكثير من الاختلاف اليوم، فمتحف اللوڤر ودار الأوبرا الباريسية تفصلهما عنه مسافة قريبة. في حين يبعد القصر الرئاسي والسفارات الأمريكية والبريطانية واليابانية -إلى جانب دور هيرميس وشانيل وسان لوران وعشرات العلامات الشهيرة الأخرى التي تصطف على جانبي شارع رو فوبور سانت أونوريه- عنه بمسافة صف من الأبنية لا غير.

غرفة النوم في لي غراند ابارتمان، من تصميم كارل لاغرفيلد. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

ولأن الفندق يُلقّب أحياناً بغرفة الانتظار لقصر الإليزيه، فإنَّ الدبلوماسية تشكل جزءاً كبيراً من تاريخه. ففي عامه الأول، زخرت الصفحات الاجتماعية بتقارير حول أمسية اجتماعية استضافها سفير تركيا. ثم توالت الزيارات الرسمية للشخصيات الملكية البريطانية والدنماركية والهولندية واليابانية والإسبانية والسويدية والتونسية بشكل متواصل.

وكان الفندق ولوقتٍ طويل مكاناً مفضَّلاً للملوك من الشرق الأوسط، ومن بينهم: الملك السعودي عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، والأفغاني محمد ظاهر شاه، والأردني الملك الحسين بن طلال، والمغربيان: الملك محمد الخامس، والملك الحسن الثاني.

وهو أيضاً المكان الذي شهد مفاوضات السلام التي أجراها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1990، وبعدها بعشر سنوات كان أيضاً المكان الذي ناقش فيه الرئيس بيل كلينتون حرب العراق. وقد مشى هؤلاء بذلك على خطى الرئيس وودرو ويلسون ومؤلفي ميثاق عصبة الأمم، التي سبقت تأسيس الأمم المتحدة، في صالون دي إيغل بالفندق عام 1919. وفي القرن الحالي، كتب الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان: ’’إقامتي في فندق أوتيل دي كريون عزَّزت بشكل أكبر من عشقي لفرنسا وإعجابي بدماثتها وأناقتها وحسن الضيافة الذي تشتهر به‘‘.

المصمم شاهان ميناسيان ومهندسة الديكور ألين أسمر دامان في صالة كور دونور التي صممها تريستان أوير. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

وكان الفندق صيداً ثميناً وجائزة للقوى العسكرية المحتلة مرةً وللحلفاء المحرِّرين مرتين خلال الحربين العالميتين. وفي مرات عديدة أخرى، شهدت شرفته استعراضات عسكرية للفاتحين والمدافعين وهم يستعرضون قوتهم، وكذلك كان الأمر بالنسبة للفائزين في سباق طواف فرنسا للدراجات الهوائية، ومباريات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في فرنسا، وأيضاً الفائزين بدوري أبطال أوروبا.

ولكن مع ذلك نادراً ما كان فندق الكريون أكثر خيارات فنادق باريس رواجاً. ليس وفق فكرة ’15 دقيقة من الشهرة‘ التي نشأت من فرط الهوس بالشهُرة (على الرغم من أنَّ آندي وراهول يندرج في هذه الخانة). فإذا كنتم تسعون لتجربة حياة المشاهير والنجوم، بإمكانكم ببساطة القيام بذلك في مكان آخر. ولكن الأناقة الجوهرية والثقة بالنفس يمثّلان صميم النهج الفرنسي لإنجاز الأمور، وقد تمتع الفندق دوماً بطابع ثقافي راقٍ أكثر من بريق الشهرة العادي. فخلف المنصّة الشعبية هناك نقطة التقاء أرستقراطية وفنيّة يفضِّلها الفنانون، من بيت ديفيس إلى داميان هيرست. وقد وصفته ميريل ستريب بأنه: ’’المنظر الأكثر جمالاً للمدينة الأجمل‘‘. أما روبرت ريدفورد فقد قال عنه إنه: ’’مثل الركوب فوق غيمة‘‘.

دعته ميريل ستريب: ’’المنظر الأكثر جمالاً للمدينة الأجمل‘‘

وقد نزل أورسون ويلز وبونو في هذا الفندق عندما حازا على لقب فرسان جوقة الشرف. وكذلك فعل لوتشانو بافاروتي بلاثيدو دومينغو وخوسيه كاريراس عندما قَدِموا لأداء حفلهم الموسيقي الأسطوري ’ثري تينورز‘. وأيضاً جيسي نورمان عندما غنَّت نسختها البطولية من النشيد الوطني الفرنسي في الذكرى المئتين للثورة الفرنسية، عام 1989 في مقدمة الساحة. وبعدها قام ليونارد بيرنشتاين بتأليف أعمال موسيقية في الجناح العلوي الذي سُمِّي باسمه عام 1991. وكتب: ’’كم يسرُّني أن أكون مجدداً على شرفتي المطلّة على ساحة بلاس دو لا كونكورد‘‘.

ومن عام 1992 حتى 2012، أستضاف أوتيل دي كريون الفعالية الباريسية السنوية بال دي ديبوتانت. وتدعو الحفلة الراقصة تلك، والتي تحتفي بفكرة فن الحياة على الطريقة الفرنسية، شابات صغيرات يتمتعن بامتيازات من حول العالم ليقمن بارتداء فساتين راقية ذات تصاميم رائعة وليرقصن طوال الليل تحت ثريات الفندق الذهبية.

قاعة الشاي جاردن ديڤير من تصميم شاهان ميناسيان، حيث يظهر عند الزاوية مجسّم فيل من كريستال باكارا يقف شاهداً على تاريخ الفندق. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

وبينما القليلون فقط يمكنهم تحمّل تكاليف إقامة ليلة في جناح ليونارد بيرنشتاين، وعدد أقل بإمكانهم الاستمتاع برقصة دِب والتز للمبتدئات في قاعة الرقص، كان الفندق ملجأً للهروب من صخب المدينة بالنسبة لكثيرين، حتى وإن كان لمجرد احتساء كوب من الشاي أو للحصول على قَصة شعر أو تدخين سيجار. (اعتراف: بوصفي كاتباً مفعماً بالشباب، سأفضل إطفاء هاتفي الجوال والاختفاء في البار للاستمتاع بإسراف، وحتى بشكل غير مسؤول، ولكن في نفس الوقت أتلذذ بليلة تغذي الروح من فطائر البرغر الصغيرة مع الصحبة الكريمة لطاقم العمل وكتابٍ جيد).

خارج صالون ماري أنطوانيت. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

لذا فقد أصيب المعجبون بصدمة عندما تم تجاهل الفندق ضمن شريحة فنادق ’’القصر‘‘ التي تفوق خدماتها الخمسة نجوم، وذلك ضمن التصنيف الجديد في فرنسا عام 2010. ولكن هذا الأمر سيتغير الآن بفضل المالكين والإدارة الجديدة. حيث تدير روزوود هوتيلز آند ريزورتس فنادق فاخرة وفريدة من نوعها على مستوى العالم، مثل فندق ذا كارلايل في نيويورك، والذي كان مقصداً معتاداً للأميرة ديانا. وقد قاد المهندس المعماري ريتشارد مارتينت عملية تجديد البناء وواجهته الشهيرة، كما أشرف خبير المعالم البارز بينوا مافر على عملية ترميم المساحات التاريخية وتجديدها. ومن أجل الديكور الداخلي، قامت دامان بتنسيق العمل فيما بين فريق إبداعي خيالي تضمّن المصممين: شاهان ميناسيان، وتريستان أوير، وسيريل فيرنيول لإعادة المجد والألق إلى الغرف الثمانية والسبعين، والأجنحة الستة والثلاثين، والأجنحة المميزة العشرة، والمطاعم الأربعة، والمسبح والسبا الجديدين. تقول دامان: ’’يمزج هذا المشروع العديد من الثقافات: أوروبا، والشرق الأوسطـ، وأمريكا الشمالية، والشرق الأقصى‘‘ وتضيف: ’’إنه جسر بين القرنين الثامن عشر والحادي والعشرين في انعكاس لعصورنا وللتغيرات التي طرأت على حُسن الضيافة، موحَّداً فريقاً متنوعاً يحترم تاريخ الفندق‘‘.

’’يمزج هذا المشروع العديد من الثقافات: أوروبا، والشرق الأوسطـ، وأمريكا الشمالية، والشرق الأقصى‘‘

أجرت شركة دامان، Culture in Architecture، عملية تزيين الغرف التاريخية وهي: صالون ماري أنطوانيت، وصالون دي باتايّ، وصالون دي إيغل، حيث تظهر ستائر جديدة (تحمل رسومات حبر مقطر) التقديرَ للاتفاقيات الدولية التي تمت صياغتها هناك. كما قامت أيضاً بتصميم أجنحة ماري أنطوانيت، وداك دي كريون، والحديقة المجاورة لتلك الغرف، متخيلةً بذلك ’فيرساي‘ المستقبل من خلال مجمل عملها. بينما عمد تريستان أوير -الحائز على لقب أفضل مصمم في العام من منصّة ميزون إيه أوبجيه- إلى ملء قاعة الاستقبال وردهة السيجار وصالة البوتيكات ببصمته الميزة من فن الانتقائية المعاصر. كما صمَّم سيريل فيرنيول، وهو من أتباع مدرسة ألبيرتو بينتو، غرف الضيوف كمقرات إقامة باريسية مؤقتة نموذجية.

بينما قام كارل لاغرفيلد، وهو من كبار المعجبين بالقرن الثامن عشر، بتزيين جناحين استثنائيين يواجهان ساحة بلاس دو لا كونكورد وغرفةً مجاورة —تدعى لي غراند ابارتمان— مقدماً رؤيته الخاصة للأناقة الفرنسية والعصرية. وتضمن ذلك مجموعة من الصور الحيّة المطبوعة على قماش بأسلوب اللوحات الزيتية الكلاسيكية، إلى جانب مكتبة مختارة ومحفوظة بعناية.

من داخل صالون ماري أنطوانيت. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

كما قام مواطنُ دامان اللبناني، وهو شاهان ميناسيان المعروف بديكوراته المنزلية الداخلية الرائعة والسخيّة، بإبداع المساحات العاطفية للغرف العامة. يصرح ميناسيان -الذي صمَّم بار لي إمباساديور، وقاعة الشاي جاردن ديڤير، والمطعم التذوّقي الذي يشرف عليه الشيف كريستوفر هاش الحائز على نجوم ميشلان، والمسبح، وخمسة أجنحة مميزة- قائلاً: ’’فندق أوتيل دي كريون، بدوره وموقعه، يشبه السفارة‘‘. ويضيف راوياً قصة ثنائي تزوَّجا في الفندق وكانا أول مَن يحجز غرفةً لإعادة الافتتاح: ’’إنه مبنى تاريخي، لذا من المهم الحفاظ على جذوره — ولهذا السبب يعود إليه الناس باستمرار‘‘.

يشعُّ المسبح الجديد بلون ذهبي فريد، تم تنفيذه بالاستعانة بـ17 ألف قطعة بتدرجات الذهب، مع قرميدٍ بشكل حراشف السمك تحت نافذة سقف الفناء. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

ولدى ميناسيان أيضاً تاريخ شخصي مع الفندق، فقد كانت عائلته تجتمع في البار خلال مناسبات لم الشمل العائلية عندما كان صغيراً. وتمَّ تنسيق المكان من قبل صونيا ريكيل عام 1982 وكان يتخيل تجديده. يقول: ’’لقد تحركت مشاعري وأحاسيسي بعمق لحصولي على هذه الفرصة أخيراً‘‘. لقد قام بنزع هيكل الرخام الساطع من فترة الثمانينيات، معيداً بذلك طابعاً منزلياً أكثر ألفة إلى الفندق، مع تزيين حجر الكلس الباريسي بأقمشة رقيقة بألوان معدنية ومعالجة الجدران واستعمال لوحات جصية ترسم سماوات درامية في الأسقف. وتقسم المجالس المستديرة المقببة الغرفةَ لتوفير مساحة من الخصوصية، وتقدِّم في الوقت نفسه مجلساً ملائماً للمشاهدين.

وفي الأسفل، يشعُّ المسبح الجديد بلون ذهبي مع قرميدٍ بشكل حراشف السمك تحت نافذة سقف الفناء. (فكروا بالغُسل الذهبي لكارمن كاس في حملة ديور جادور الأصلية). وفي الطابق العلوي يمكن ضم جناحيّ ليونارد بيرنشتاين ولويس الخامس عشر في شقة واحدة تبلغ مساحتها 400 متر مربع مع جناحين أحدهما مخصص للنساء والآخر للرجال ومساحات تقود إلى غرف النوم والصالونات ذات الممرات المتناسقة. وتقع أجنحة ميناسيان الثلاثة التي تحمل اسم ’أتيلييه دارتيست‘ تحت زخارف السطح البارزة التي تعكس الإرث الفني والأدبي للفندق.

دورة المياه في لي غراند ابارتمان من تصميم كارل لاغرفيلد. تصوير مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية

يقول المؤرخ برايس بيان، الذي درس الفندق: ’’يتمحور أوتيل دي كريون حول محادثات غير متوقعة بين الفن، وعالم المسرح والسينما والاستعراضات، والسياسة، والدبلوماسية‘‘. وفي حين كانت الفكرة تقوم على الاستمرار بإرثه بوصفه مقر الإقامة الفرنسي المطلق، إلا أنَّ التراث ليس أمراً ملزماً، فهذا ليس متحفاً. ويتوقع الضيوف القيام برحلة، وكما في المدينة بالخارج، يمكنهم التجول عبر مساحاته واكتشاف وجهات نظر أخرى مع التقاء الكثير من المصممين ومستويات التراث معاً لإبداع كيانٍ متكاملٍ مثالي وحسٍّ بهوية وروح المكان.

بقلم: ميشا بينخازوف، تصوير: مارك لوسكومبي-وايت لصالح عدد شهري يوليو/أغسطس من ڤوغ العربية. لحجز غرفة في فندق أوتيل دي كريون قوموا بزيارة هذه الصفحة

الأردن تحتضن أول مهرجان أوبرالي في العالم العربي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع