تابعوا ڤوغ العربية

فراشتا الموسيقى: الأختان المصريتان لورا وسارة أيوب تعودان إلى أرض الأجداد

تصوير عمرو عزالدين لصالح عدد شهر سبتمبر 2018

تمزج الأختان المصريتان لورا وسارة أيوب الموسيقى الكلاسيكية بنغمات أغنية ”آب تاون فانك“، وتعزفان أمام جمهور جديد على أرض الأجداد.

نشر هذا المقال للمرّة الأولى داخل عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

في يوم غائم بالقاهرة، جلست لورا أيوب البالغة 22 عاماً وشقيقتها سارة البالغة 25 عاماً، متربعتين على أريكة في غرفتهما بالفندق، تتفكران في حياتهما وما مرّ عليهما من أحداث حتى الآن. ومن نظرات عيونهما الواسعة، يمكنكِ أن تري بجلاء أنهما ما تزالان تخوضان غمار رحلتهما متلاحقة الأحداث بحسّ الطفولة وفضولها. فقد نشأتا في مدينة غلاسكو الاسكتلندية لأبوين مصريين، في بيئة يغمرها حب الموسيقى –الكلاسيكية والعربية على السواء- لذا اتجهتا إلى دراسة الموسيقى في معهد الكونسرڤتوار الملكي باسكتلندا إلى جانب الكلية الملكية للموسيقى، وكانتا تتدربان لساعات طويلة على العزف يومياً منذ أن كانتا في الرابعة والسابعة من عمريهما. وهما الآن تقيمان في لندن وتحترفان العزف على العديد من الآلات الموسيقية –رغم أن لورا تفضّل آلة الكمان تميل سارة إلى التشيلو– وقد نجحتا في فرض اسميهما على مشهد الموسيقى في العالم، عبر التأليف وإعادة تقديم الموسيقى الكلاسيكية والأغاني الشعبية والفلكلورية في ثوب جديد.

شاهدوا هنا فيديو للشقيقتين سارة ولورا أيوب من كواليس جلسة التصوير الخاصّة بڤوغ العربيّة: 

شهدت مسيرة الصبيتين الموسيقية صعوداً كبيراً عندما أعادتا تقديم أغنية “آب تاون فانك” للمنتج الأمريكي ومنسق أغاني الدي جيه الشهير مارك روسون، وحمّلتاها على موقع يوتيوب في نوفمبر من العام الماضي. وظهرت فراشتا الموسيقى في هذا الفيديو وقد ارتدتا بنطلونيّ جينز ممزقين ونسقتا معهما بلوزتين قصيرتين مناسبتين باللون الكريمي –وهي إطلالة بعيدة كل البُعد عن الفساتين الرسمية التي تتألقان بها في غالبية حفلاتهما الكلاسيكية التي تقدمان خلالها عزفاً منفرداً – فيما كان شعراهما الطويل والمموّج ينسدل ويتمايل أثناء عزفهما على آلاتيهما الموسيقيتين أمام جمهور من الشباب والشابات بلغ عددهم 30 فرداً تقريباً جلسوا في مواجهتهما على الأرض. تُومِئَ سارة برأسها وهي تتحدث بلكنة اسكتلندية ثقيلة: “لم يكن الفيديو مذهلاً بأي حال. ولم يتسم بالبريق أو الاحترافية؛ في الواقع، كان صاخباً للغاية؛ ولكنه عُرض في التوقيت المناسب”. ورغم ذلك، لفت الفيديو انتباه رونسون، الذي سرعان ما دعاهما إلى استوديوهات آبي رود ليسجلا إصداراً موسيقياً جديداً من أجل حفل توزيع جوائز بريت الموسيقية لعام 2016. وفي غضون أشهر قليلة، وقّعت الموسيقيتان المبتدئتان عقدهما الأول مع شركة التسجيلات الموسيقية ديكا ريكوردز بالاشتراك مع إذاعة كلاسيك إف إم بإنجلترا. وتتلاحق الأحداث سريعاً كلمح البصر، وتعتلي لورا وسارة خشبة مسرح قاعة ألبرت الملكية لتعزفا خلال حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون، المعروفة اختصاراً باسم بافتا، عام 2017، أمام جمهور كان من بينهم دوق ودوقة كامبريدج والنجمتان إيما ستون ونيكول كيدمان. 

تصوير عمرو عزالدين لصالح عدد شهر سبتمبر 2018

وبعد ذلك تصدر بعدها ألبومهما الأول، الذي حمل عنوان الأختان أيوب، والذي سجلتاه مع الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، القائمة الرسمية للألبومات الكلاسيكية محتلاً المركز الأول. وقد تضمن هذا الألبوم 11 أغنية من مختلف بلدان العالم، أعادتا تقديمها بأسلوبهما الخاص، بجانب أغنية واحدة من تأليفهما وهي، “كول تو برايرز” (أي: رسالة للوحدة). وفي هذا المجال الذي يشهد منافسة محمومة، يبدو أن الموسقيتين تدركان سر تميزهما. تقول سارة: “أنتِ في حاجة إلى عناصر تنفردين بها عن غيركِ لتساعدكِ على المضي قدماً للأمام. وعلاوة على ذلك، قدّم المصريون دعماً كبيراً لما نقوم به، الأمر الذي ساعدنا للغاية”. وتقيم الشقيقتان حالياً في لندن، فيما يعيش أغلب أفراد أسرتهما في القاهرة، حيث يسافر إليها الثنائي كل بضعة أشهر. وفي مايو الماضي، قامتا للمرة الأولى بعمل آخر: حيث أحيتا أول حفل لهما معاً كفريق واحد باسم “الأختان أيوب” على مسرح ذا ماركيه بالقاهرة. وقد أدى ترقبهما لهذا الحفل ورغبتهما الشديدة في نيل إعجاب الجمهور المصري إلى السهر ليالٍ عديدة بلا نوم، ولم تكن مشاعرهما أثناء عزفهما في قلب القاهرة تقل حماسة وإثارة للرهبة عن تجربتهما في الحفل الأول لهما بقاعة ألبرت الملكية. وعلى خشبة المسرح، تتبادل الأختان الابتسامات العريضة بين كل أغنية وأخرى فيما تتواصلان بأعينهما خلال المقاطع الأكثر صعوبة خلال العزف. ومن حين لآخر، تترك سارة التشيلو جانباً لتعزف على البيانو. وتقول لورا: “أن تعتلي المسرح مع أحد أفراد أسرتكِ –إنسان تعرفينه حقاً، وعمل معكِ بجد لتصلا إلى ما وصلتما إليه– لأمر يبعث في النفس الثقة والراحة”. وتؤيدها سارة قائلةً: “أتخيل كم كان الأمر سيكون مخيفاً لو كنت بمفردي. فأثناء عمل الاختبارات الصوتية والبروفات، غالباً ما تكون الغرفة فارغة. وهو أكثر شعور مثير للرعب لأنكِ ترين مدى ضخامة المكان – ولكن عندما يمتلأ بالجمهور، تتحول هذه المساحة إلى كيان يحتضنكِ. فالجميع يشعر بالإثارة وعلى استعداد للاستمتاع بالموسيقى”. 

تصوير عمرو عزالدين لصالح عدد شهر سبتمبر 2018

سيحيي الثنائي حفلاً آخر في مصر على مسرح دار الأوبرا بالقاهرة في شهر يناير العام المقبل. وقد رُشحتا أيضاً للفوز بجائزة أفضل مجموعة خلال حفل توزيع جوائز بريت للموسيقى الكلاسيكية هذا العام، إلى جانب موسيقيين لهم باع طويل في هذا المجال منهم مايكل بول وألفي بو (اللذان فازا بالجائزة)، وتو تشيلوس، وسيسيليا بارتولي وسول غابيتا، وجولز هولاند وجوزيه فيليسيانو. تقول لورا ملوحةً بذراعها بتأثر: “صحونا يوماً على رسالة وصلتنا عبر البريد الإلكتروني تقول: ’تهانينا، لقد تم ترشيحكما‘. وكان أمراً يفوق الخيال. ولم نتمكن حتى الآن من استيعابه. فجوائز بريت الموسيقية لها مكانة عظيمة في المملكة المتحدة”. وتقول سارة متعجبةً: “إن التفكير في أن الأفراد الذين يتخذون هذه القرارات كانوا يتابعوننا، من بين جميع مجموعات عازفي الموسيقى الكلاسيكية في شتى أنحاء العالم، ما يزال يثير حيرتنا ودهشتنا”. 

وبروح مفعمة بالحيوية والإحساس بما حققتاه من إنجاز، شرعت الأختان أيوب في التفكير في أهدافهما على المدى الطويل. فكثير من الأطفال في الغرب يُقدم لهم آلالات موسيقية منذ سن مبكرة لصقل مواهبهم من البداية. ولكن في مصر، يُنظر إلى دروس الموسيقى كنشاط مترف يمارسه المحظوظون الذين بوسعهم تحمل كُلفته. “إن لم يكن لديكِ المال، فلن تمتلكي أبداً آلة موسيقية، إلا إذا كان هناك مؤسسة لها هدف واحد تسعى إليه وهو منح الأطفال الفرصة لتنمية شغفهم عبر التعليم”، توضح لورا التي تعزف على كمان نادر من طراز جيه غاليانو يعود لعام 1810 (يبلغ ثمنة مئات الآلاف من الدولارات) أعارها إياه صانع آلات الكمان المقيم في لندن، فلوريان ليونهارد. وتستكمل حديثها قائلةً: “نود أن نقوم بمبادرة تمنح الأطفال من خلفيات اجتماعية بسيطة مزيداً من الفرص لممارسة الأنشطة الموسيقية”. 

تصوير عمرو عزالدين لصالح عدد شهر سبتمبر 2018

رغم أن كثيراً من المفاهيم النمطية قد حصرت العزف على الآلات الموسيقية في زاوية الأنشطة الخاصة “بالمترفين”، وبعيدة تماماً عن الجمهور العادي، تتطلع الأختان أيوب إلى تعريف الجيل الجديد بهذا النوع من الموسيقى. تقول لورا: “كثير من الشباب من مواليد سنوات الألفية ومِمَنْ لا يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية كتبوا لنا وقالوا إنهم، وإن كان ليس من عادتهم سماع هذا النوع من الموسيقى، استمتعوا بألبومنا وصاروا يستمعون إليه أثناء المذاكرة أو لدى عودتهم إلى منازلهم بعد انتهاء العمل. وهذا بالضبط ما نسعى إلى تحقيقه”. 

ياسمين صبري بحضورها الصاخب على صفحات عدد شهر سبتمبر

تنسيق أزياء Hussy El Celiemy
تصفيف شعر كريم زناتي من صالون كوسمتولجي
مكياج ديانا حربي
إنتاج Animalwall
تم التقاط هذه الصور بفندق هيلتون هليوبوليس بالقاهرة ومخيّم زوارة بالفيوم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع