تابعوا ڤوغ العربية

فلاڤي أودي تستكشف جوانب الفنون الهشّة

تملأ أشعة الشمس بهو فندق كلاريدج في لندن، حيث ألتقي فلاڤي أودي، الفنانة الفرنسيّة-اللبنانيّة التي عرفت عالمياً بأعمالها الزجاجيّة، فبعد أن تخرجت في الجمعية المعمارية في 2010، قادها شغفها بالزجاج إلى مورانو، تعد موطن صناعة الزجاج في أوروبا، وبعدها بأربعة سنوات حصلت على شهادة الماجستير في الزجاج والسيراميك من الكليّة الملكيّة للآداب والفنون في لندن. وبعد أن شاركت في عدد كبير من المعارض الناجحة، قررت أودي أن تقيم معرضها المنفرد الأول بصالة تريستان هور في ساحة فيتزروي، وهي من أجمل الأماكن ذات المناظر الطبيعية الخلّابة في المدينة. ويجمعني حديث شيّق مع الفنانة عن الحياة والتصميم والأعمال الزجاجيّة بينما نجلس تحت ثريا تشيهولي (مصنوعة يدوياً من أكثر من 800 قطعة زجاجيّة مفرّغة).

Cloudscape by Flavie Audi. Courtesy of Flavie Audi. Above Video: Landscapes of Mass Replication by Flavie Audi and Samantha Lee. Courtesy of Flavie Audi

منظر لأجسام متماثلة من إبداع فلاڤي أودي، وسمانثا لي. حقوق الصورة لفلاڤي أودي

هل لكِ أن تحدثيني عن معرض هاوس أوف توداي الذي تشاركين فيه ببيروت؟

هاوس أوف توداي هي منظمة غير ربحيّة مهمتها البحث عن الفنانين اللبنانيين المهاجرين والتواصل معهم لإبراز أعمالهم ورعايتهم، وكانت قد أنشأت في عام 2012، وتخضع لإدارة شيرين مغربي طيب، وتقوم بدور حلقة وصل بين المواهب الشابّة والمصممين المعروفين والمهتمين باقتناء الأعمال الفنية من أجل خلق إمكانيات جديدة وتشجيع تبادل الأفكار حول التصميم.

ما هو دوركِ مع هاوس أوف توداي؟

أنجزتُ لهم للتو مجموعة من الطاولات، أسميتها “Stellar Flux”، والتي تشير إلى أصل غامض لجيناتنا وأسلوب حياتنا الأصلي، فهي أقرب إلى بركة مائية تحوي حقائق وجودنا. وفي أعمالي، أستخدمُ الراتينج المتجمد على شظيّة حجريّة ليحاكي ذلك الخليط الهرمي، مصدر بداية جميع الكائنات.

Flavie Audi House of Today

الطاقة المتدفقة 1، عمل فني من فلاڤي أودي يستقر على الموقد، وأحجار سائلة من فلاڤي أودي معروضة على قاعدة حجريّة في معرض سيل-إستيل. حقوق الصورة لفلاڤي أودي.

هل واجهتكِ أي تحديات خلال تجربة التصميم هذه؟

كل مشروع يعد تحدياً بحد ذاته. وفي هذه الحالة، انطوت مرحلة حشو القالب، حتى أتمكنُ من ثني الراتينج مع الرخام خلال صبّ الطبقة النهائية من الراتينج، على شيء من الصعوبة.

ما أهم شيء اكتسبتيه من المعرض؟

أنا بطبيعتي أستمتعُ باللحظة الجماليّة المفاجأة التي لا أتوقعها، والتي ستصبح جزءاً من هذا العمل. والمظهر الهندسي للراتينج، والذي يأتي بشكل دائري عادةً، يقوم مقام العدسة، وعلى هذا النحو تتمثّل النتيجة في تلك الصورة المعكوسة على سطحه.

انتهى للتو معرضكِ المنفرد الأول في لندنسيل-(إستيل)”. تُرى، ماذا عرض فيه؟

استخدمتُ التصوير والنحت والرسم والفيديو (بالتعاون مع سمانثا لي)، لأجدُ نقطة يلتقي فيها العالمان الطبيعي والاصطناعي، لأتساءل عن معنى الحقيقة. وفي معرض “سيل-(إستيل)” يتمكن الزوّار من الانتقال من عالم إلى الآخر في صالتيّ عرض مختلفتين، واحدة تشكّل العالم الافتراضي الذي صنعه الإنسان، والأخرى تظهر الطبيعة في شكلها الفوضوي.

Flavie Audi House of Today

ستيلر فلاكس 1 من إبداع فلاڤي أودي. حقوق الصورة لفلاڤي أودي.

هل لكِ أن تطلعينا على مراحل عملكِ على هذا المعرض؟

الطاقة وقدرة الزجاج على التعبير عن الحياة والتفاعل مع الضوء كانت الدافع وراء العمل بالزجاج. ويبدأ العمل بالكثير من التجارب، كما هي الحال عند العمل مع مكونات مختلفة وابتكار وصفات أو تقنيات جديدة، أو حتى عند العمل على تطوير التقنيات القائمة. ويبدأ كل مشروع بحدس قوي حول فكرة معيّنة – حيث أبحثُ في سلوكيات المواد والأدوات لتجسيد أفكاري، ويمكن أن تخطر لي فكرة بصورة مفاجأة وغير متوقّعة، وقد يحدث ذلك بشكل بطيء وتدريجي. ويتمحور الأمر حول اتّباعي لحدسي، وترقب حضور الأفكار.

.مقابلة ڤوغ العربيّة مع الفنانة الكويتيّة نجد طاهر

Flavie Audi House of Today

سائل بلوري مترسب من أعمال فلاڤي أودي. حقوق الصورة لفلاڤي أودي.

ما الذي أثار اهتمامكِ بصناعة الزجاج؟

حب الاكتشاف وسبر أغوار الغموض هو ما يعجبني في الزجاج. ويفكّر الناس بالزجاج كمادة مسطّحة وهادئة، وأحياناً كمادة خالية من المشاعر، لذلك أخالف الطرق المعتادة وأعمل على ابتكار طرق وتقنيات خاصة بي للعمل مع هذه المادة. وأحاولُ أن أبحثُ عن الفرص الكامنة في التعامل مع الخامات لأتمكنُ من التعبير عن الطبيعة الحسيّة ومعنى الحياة.

هل هناك صيحات محددة ترينها في صناعة الزجاج؟

لا أرى صيحات بعينها في صناعة الزجاج، ولكن لعلها بداية مرحلة الإحساس بالجمال في الفن، والعودة لمفهوم الجمال.

ماذا عن مشاريعكِ المقبلة؟

مشاريعي المقبلة تضم الأثاث، وتعاوناً في عالم المجوهرات، بالإضافة إلى فيديو رقمي مصوّر. وسأستمرُ في الارتقاء بالتقنيات وتطوير الحِرَف من أجل التلاعب بالزجاج أو وغيره من المواد بهدف الوصول إلى لحظة جماليّة ولقاء مبهر.

المعرض المنفرد للفنانة فلاڤي أودي في صالة تريستان هور، في 6 ساحة فيتزروي، لندن، W1T 5HJ، خلال الفترة من 16 نوفمبر 2016 إلى 9 يناير 2017. كما تعرض أعمال فلاڤي أودي بشكل منفرد في معرض هاوس أوف توداي الجماعي في العاصمة اللبنانية بيروت، خلال الفترة من 6 ديسمبر 2016 إلى 9 يناير 2017.

طالعوا دليل ڤوغ العربيّة حتى تصبحوا جامعي فنون محترفين.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع