أطلق المصوّر الفوتوغرافي السعودي أمين قيصران كتابه المصوّر بعنوان “مسجدي هذا” في معرض شارة الفنّي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وهو كتاب يستعرض من خلاله صوراً تظهر جماليات المسجد النبوي في المدينة المنوّرة، بأسلوب لم يُرَ من قبل. يستهلّ المصوّر المبدع هذا كتابه بمقدّمة يقول فيها “مسجدي هذا هو بالنسبة لي فلسفة فوتوروحيّة تصف تلك الأبعاد الغير مرئية في المسجد النبوي وتظهر تلك الأرواح والجماليات التي لا تفنى، وتُبرز فيه جمال روحه وريحانه صلى الله عليه وسلّم التي تنير أرجاء المكان، أردت أن أظهر للناس هذا الجمال الخفي في زواياه”. أثارت فينا الصور التي حواها كتاب “مسجدي هذا” الحنين إلى المسجد النبوي، واستشعرنا من خلال الحوار الذي جمعنا مع المصوّر أمير قيصران مدى شغفه بهذا المشروع الذي عمل عليه لمدة سبع سنوات.
هذا العام، يكمل أمين قيصران 10 سنوات في مجال التصوير الفوتوغرافي، اعتمده كمهنة أساسيّة في عام 2013، بعد عامين من بدء العمل على كتاب “مسجدي هذا” ويقول عن بداياته في هذا المجال “واجهتني بعض الحواجز والعقبات فيما يخص التصاريح وما إلى ذلك، ولكنّ الأمر تسهّل بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث لقيت دعم الجهات المسؤولة. ونتأمل خيراً نحن المصوّرون بتدشين وزارة الثقافة لأن تكون سنداً وداعماً لنا”.
وعن إلهامه يقول “جميع الصور المتوفرة للمسجد النبوي تعتمد الأسلوب التوثيقي أكثر من الجمالي، وهذا ما دفعني للتركيز على الجانب الجمالي المخفي بالتحديد في هذا الكتاب”. اختار قيصران -وهو من سكّان المدينة المنوّرة- اسم “مسجدي هذا” لكتابه المصوّر، وهو اللفظ الذي استخدمه النبي محمد صلى الله عليه وسلّم لوصف المسجد النبوي في المدينة في العديد الأحاديث الشريفة، بالرغم من أن العنوان المبدئي له هو “ديوان الحلم”.
“يعتمد زوّار المسجد النبوي خط سير موحّد” كما يقول قيصران في حواره “واعتمدت بدوري على هذا البرنامج المتعارف عليه في تقسيم الكتاب، بحيث أعطي من يتصفّحه جولة اليومٍ الواحد في المسجد النبوي. بدأته بالقسم المخصص للصلوات، ثم انتقلت للسكون، حيث يظهر استكنان الزوار في خلوتهم بالدعاء، انتقلت بعد ذلك لقسم زوايا، وقسم جمال، ثم القبّة، وأخيراً حرم الحرم الذي يصوّر ساحته الواسعة. هذه هي أبواب الكتاب، حاولت أن أعطي كلّاً منها حقّه في الصور والتركيز ليظهر للناس على أكمل وجه”.
يضم هذا الكتاب أكثر من 350 صورة للحرم النبوي الشريف. سألنا أمين قيصران عن الصورة المفضّلة لديه، فأجاب “كل الصور قريبة من قلبي ولكن يمكن أن تكون الصورة التي تظهر منارتي الحرم مع ظاهرة (السوبر مون) أو القمر العملاق واحدة من الصور المميّزة في هذا الكتاب، لأن هذه الظاهرة النادرة لن تتكرر قبل عشرات السنين. إضافة لصورة تظهر المصّلين أثناء تأدية صلاة العيد، آلية التصوير كانت صعبه في تلك الصورة، كما أنها أظهرت معاني المساواة”.
لقيت الزاوية المقامة لتدشين هذا الكتاب ضمن معرض شارة الفنّي إقبالاً رائعاً بحسب ما يقول أمين “أسعدني حقاً إقبال الأجانب من غير المسلمين وحرصهم على اقتناء هذا الكتاب، إذ شعرت أن رسالتي وصلت عندما زارتني إحدى السيدات الأوروبيات، وعادت مرّة أخرى لتخبر زوجها وابنتها عن الكتاب وحرصت على شراء نسخة منه كذلك”.
يبدو أن شغف أمين قيصران لم يكتف بهذا المشروع، حيث كشف لنا عن مشروعه المقبل، وهو كتاب مصوّر يعمل عليه بالتعاون مع هيئة تطوير المدينة المنورة، ويأخذنا من خلاله في جولة إلى أبرز المساجد فيها، يقول عنه “هو مشروع عملت عليه منذ ما يقارب الأربع سنوات، وسيرى النور خلال شهرين من الآن”.
يصدر كتاب “مسجدي هذا” عن دار كاف للأستاذة خلود عطار، ويمكنكم أن تحصلوا على نسختكم منه مقابل 500 ريال سعودي بالتواصل مع الرقم التالي: 00966126527045
دليل ڤوغ لأجمل المساجد في العالم: سترغبون في رؤيتها على الطبيعة