تابعوا ڤوغ العربية

رائدة الباركور الإماراتية أمل مراد تستهدف تعليم النساء تجاوز مخاوفهن

بعدسة فرانسيسكو سكوتي لصالح ڤوغ العربية، عدد يناير 2018

نُشر هذا المقال للمرة الأولى على صفحات عدد يناير 2018 من ڤوغ العربية.

’’كانوا يطلقون عليّ دوماً اسم ’قردة‘ العائلة‘‘.. بهذه الكلمات بدأت أمل مراد حديثها عن الباركور، الرياضة المعروفة بالالتزام والانضباط، والتي مارستها منذ سن مبكرة. وتضيف: ’’فقد كان دأبي منذ الطفولة، تسلّق الجدران والقفز من فوق العُلب والصناديق في الحي، والتظاهر بأنني إحدى سلاحف النينجا. والحق يقال، أننا جميعاً مارسنا رياضة الباركور عندما كنا صغاراً ولكننا لم نطلق عليها أي أسماء؛ لقد كنا حينئذ نعيش بفطرتنا السليمة التي كانت تتحلى بالشجاعة ولا يخيفها شيء‘‘.

ولكن أغلب الناس يتخطون مرحلة ’’الشجاعة‘‘ خلال نشأتهم لأن الشك يبدأ في التسلل داخل نفوسهم، وهو أخطر شعور يراود أي لاعب باركور متحمس، لأن أي تردد ولو طفيف يمكن أن يؤدي إلى الإصابة. وقد تطورت الباركور في فرنسا خلال الثمانينيات كإحدى رياضات السرعة حيث يسعى ممارسوها إلى الوصول إلى بيئة معقدة –المدينة على سبيل المثال– دونما استخدام أي معدات وبأسرع وسيلة وأكثرها فاعلية. وهذا يشمل القفز، والجري، والتسلق.

وتعد أمل المرأة الإماراتية الوحيدة الخبيرة في هذه الرياضة والمدربة لها. وقد شاركت في منافسات الباركور مع الرجال – وفازت؛ وهو بلا شك إنجاز مذهل لفتاة مارست هذه الرياضة بمحض الصدفة عندما افتتح قريب لها صالة رياضية لممارسة هذه اللعبة. وكانت أمل تعمل حتى وقت قريب مصممة غرافيك في هيئة حكومية ولكنها ودعت وظيفتها ذات الدوام الكامل مؤخراً لتركز على مهنتها كمدربة باركور ولياقة بدنية. وتقول: ’’كنت أعمل حتى الثالثة بعد الظهر ثم أذهب إلى الجيم للتدريب واللعب حتى السابعة مساءً. ولكن هذا الوضع استنزف طاقتي ولم يعد لدي وقت أقضيه مع عائلتي، وأصدقائي ولا حتى نفسي. واخترت أن أعمل ما أحبه. ورغم أن الجانب المادي يشكل تحدياً كبيراً، لكني لم أندم على اتخاذي لهذا القرار‘‘.

وكان هذا القرار نقطة تحوّل في حياتها، فقد ساعدتها الباركور على النمو جسمانياً وعقلياً على السواء. ’’ساعدتني على تخطي الحواجز العقلية عبر تعلم كيفية تخطي الحواجز المادية. ولا أعتقد أنني أو أي فرد في عائلتي كان يتخيل مدى التغيير الذي سيطرأ على حياتي بسبب الباركور. فمعظم أفراد أسرتي من رواد الأعمال ولا يتوانون عن تقديم الدعم لي لأكون رئيسة نفسي وأشق طريقي في الحياة بيدي. ولولاهم ما وصلت إلى نصف ما أنا عليه اليوم على المستوى الشخصي‘‘.

ورغم أن الإصابات تعد جزءاً من هذه الرياضة الحركية والخطرة أحياناً، إلا أن أمل تنظر إليها نظرة فلسفية. وتقول: ’’الإصابات جزء من أي رياضة. ولكنها أحياناً تضع الأمور في نصابها. فهي تعلمكِ الصبر وتذكركِ بقيمة التواضع‘‘.

وباعتبارها نموذجاً رياضياً يحتذى به، تشعر أمل بالمسؤولية تجاه ما تقدمه من تأثير إيجابي. وتشرح: ’’أشعر أن أحدهم منحني فرصة تغيير حيوات الناس بطريقة ما، أو على الأقل تغيير أسلوب تفكيرهم. لذا أريد أن أُعَلّم النساء تجاوز مخاوفهن. فنحن جميعاً نصارع شياطيننا ومخاوفنا. خذي وقتكِ لتفهمي حقيقة مخاوفكِ وتعملي بجدّ للتغلب عليها‘‘.

موضوع متصل: نساء يشاركن في رحلة الهجن الاستكشافية التي تقتحم للمرة الأولى صحراء الربع الخالي القاحلة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع