تابعوا ڤوغ العربية

في حوارنا معها.. منال الشريف تكشف عن آمالها لمستقبل السعودية

أطلقت منال الشريف حملات لا حصر لها للحصول على كامل حقوق المواطَنة للمرأة السعودية، لدرجة أنها تعرَّضت للاعتقال خلال نضالها ذاك. وبعد قيام ولي العهد بتغيير القوانين، أصبح لدى الناشطة أملٌ في مستقبلٍ أفضل.

في شهر مايو 2011، جلست منال الشريف خلف مقود السيارة. وبينما ركب أخوها بجانبها وابنها عبودي في المقعد الخلفي، قادت منال السيارة عبر أنحاء مدينة الخُبر. ولكن، كانت هناك مشكلة واحدة – ففي المملكة العربية السعودية، كانت قيادة السيارة محظورةً على النساء.

نتيجةً لذلك [قيادتها السيارة]، اعتُقِلت الشريف وأودِعت السجن لتسعة أيامٍ. وكان فعلها الثوري ذاك ضمن حملتها #Women2Drive أو “علمني القيادة لأحمي نفسي” جزءاً من مهمة أكبر بكثير لنيل حقوق المرأة في السعودية. وقد تلقَّت تهديدات، بل وطالب البعض بجلدها علانيةً. “ولكن الجميع يعرفون تلك القصة”، هكذا أكدت الشريف خلال حوارنا معها (تقطن الآن في مدينة سيدني)، رافضةً الحديث عن أخبار قديمة. هي حازمة وذكية، ولا تضيِّع الوقت في التأجيل والمماطلة. تقول: “الأهم هو الحديث عن المستقبل”. ومع قيام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، ربحت الشريف معركةً، ولكن ما يزال أمامها دربٌ طويلٌ لتقطعه.

منال الشريف تحتفي بإصلاحات ولي العهد

“أكثر ما يشعرني بالحماس تجاه ولي العهد هو أنه أصغر سنَّاً مني”، تقول منال المتفائلة التي ولدت في العام 1979، مضيفةً: “هو في الثانية والثلاثين، والغالبية العظمى من السعوديين تحت سن الأربعين. أخيراً لدينا قائدٌ شابٌ يستوعب سبب عجزنا عن العيش في القرن الثامن عشر. وما يثير الاهتمام في رؤيته هو أنه يرغب في رفع نسبة النساء العاملات من 22% إلى 30%. وهذا توجّه إيجابي حقاً. إنه يُعبِّد طريقاً لأمورٍ أكبر، ومنها منح النساء حقوق المواطَنة الكاملة، وهو ما كنتُ أناضل لتحقيقه طوال حياتي”.

موضوع متصل:  تحضيراً لتنفيذ قرار قيادة المرأة… السعوديّة تصدر أوّل رخصة قيادة نسائيّة

وفي مقالة حديثة لمجلة تايم، التي كتبت الشريفُ موضوعَ غلافها الذي دار حول ولي العهد، وصفت تأثيرَه بالقول: “تفاؤل حذر”، وأعلنت حماسها تجاه خطته رؤية 2030لتطوير المملكة. قالت: “أريد أن أرى التغييرات تقود إلى إصلاحات سياسية، وحتى حكم ملكي دستوري وحرية كاملة في التعبير عن الرأي. إن كان الأمير سيحقق ذلك، فإنَّ آمالي لرؤية السعودية في حال أفضل لا تحدّها السماء”.

ولأنها واجهت بنفسها رد فعلٍ عنيفٍ لتجرُّئها على تطوير المملكة، تدرك الشريف جيداً التحديات التي ستواجه الأمير. تقول متوقعةً أنَّ الوضع سيسوء قبل أن يتحسَّن: “بما أنهم يحاولون إدخال إصلاحات في مدة زمنية قصيرة، فإنَّ هناك مقاومة كبيرة ضد الأمير من الأصوليين”، وتضيف: “أتمنى أن يكون مُحاطاً بالفريق المناسب من المستشارين. إنه وضعٌ حسَّاسٌ، ولكنه سيجد الحلول. الأمور ليست سهلة على الدوام، ولكن يجب أن نقود الأمور عبر منح بارقة أمل، فالأوضاع تتبدَّل”.

وفي حين ركّزت وسائل الإعلام الدولية على رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، إلا أنَّ الشريف تشير إلى أنَّ قرار السماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم لا يقلُّ عنه أهميةً، إذ يسلِّط الضوء على نمط حياة تعيشه المرأة السعودية لم يكن مَن هم في الخارج يعلمون بوجوده.

تقول موضِّحةً: “لقد غيَّر ذلك العقليةَ السائدة تجاه النساء. ربما مَن يعيش في الخارج لم يكن يدرك مقدار انغلاق المجتمع هنا، فالسماح للنساء بحضور فعاليات مثل مباريات كرة القدم أمرٌ عظيم”. أمَّا الخطوة التالية، كما نأمل، فهي منح فرص عمل للمزيد من النساء، ما سيقود إلى اقتصادٍ أقوى وبالتالي سعودية أقوى في نهاية المطاف. وعبر منح النساء فرص أكثر في العمل وقيادة السيارات، يحصلن على فرصة عيش حياتهن بصورةٍ كاملة. تقول: “يصبح بإمكانهن تنظيم أمور حياتهن – مثل القيادة إلى العمل، واصطحاب الأطفال إلى المنتزه. سيُحدِث ذلك تغييراً ليس فقط بالنسبة للنساء بل أيضاً لأزواجهن، وللمجتمع، وللاقتصاد”.

منال الشريف مع هيلاري كلينتون في العام 2012

وتبلغ نسبة النساء في السعودية 42% من إجمالي 33 مليون و500 ألف نسمة – وهذا يعني أنَّ نصف المجتمع محرومٌ من حقوقه الأساسية، وهو ما يدلّ بدوره على أن عصر حملات الشريف لن ينتهي قريباً. وفي المرحلة الراهنة، تركز الشريف على حصول المرأة في السعودية على حقها في المواطَنة الكاملة. وعن ذلك تقول: “هذا يعني إلغاء نظام وصاية الرجل على المرأة، ومنح النساء الحق في إعطاء الجنسية لأبنائهن، وتجريم تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية”. ولدى تحقيق ذلك ستواصل سعيها: “لا ينتهي المرء أبداً من القيام بحملات، حتى بعد الحصول على الحقوق، يجب أن نمارس تلك الحقوق وإلا ستُأخذ منّا عندما نبدأ بالنظر إليها على أنها مسلَّمات”.

وسيكون الجيل القادم من السعوديين أكثرَ مَن يستفيد من الإصلاحات. وعن ذلك تقول الشريف بحماس: “سينشؤون بطريقة مختلفة عني”. وهذا الجيل يتضمن الابن الأول لمنال، عبودي ذا الـ12 ربيعاً، من زوجها الأول. وهي تعيش الآن في مدينة سيدني مع زوجها الثاني وابنهما، دانييل حمزة، الذي يبلغ قرابة الرابعة من العمر. تُرى، ماذا تُعلِّم ابنيها أمٌّ صنَّفتها مجلة تايم كواحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم؟ تجيب: “أشجِّعهما على القراءة، والاستكشاف، ومعرفة الخطأ من الصواب. وأفضل ما يمكن أن تقوم به لأجل أبنائك هو أن ترشدهم من خلال الأفعال. أقول لهما على الدوام أن يثقا دوماً بقلبيهما. الأمر يتعلق بمنحهما مجالاً للتفكير بنفسيهما. هذا ما يحتاجه الناس في بلدي – فرصة التفكير بالاعتماد على أنفسنا، فنحن يُقال لنا دوماً ماذا يجب علينا أن نفعل وبماذا يجب أن نؤمن”.

وفي حين أن الأولوية بالنسبة لها هي النساء في السعودية، إلا أنَّ الشريف تناصر الجميع، حيث أسدت نصيحة مختارة تقول فيها: “لا تُبالوا مطلقاً بما يقوله الآخرون عنكم. فقط تصرَّفوا على طبيعتكم، ففي اليوم الذي تتصرفون فيه على طبيعتكم تتحرَّرون. وما أن تعرفوا من تكونون، لن يتمكَّن أحدٌ من إيقافكم”.

موضوع متصل: القصّة وراء ظهور سمو الأميرة هيفاء بنت عبد الله آل سعود على غلاف عدد شهر يونيو من ڤوغ العربيّة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع