تابعوا ڤوغ العربية

مؤلفة كتاب ’ليست مجرد برقع‘ تتحدث عن ما دفعها لتأليفه

الكاتبة مريم خان

أصدرتُ كتابي It’s Not About the Burqa (أي: ليست مجرد برقع) بسبب كثير من الأمور التي أثارت إحباطي؛ فكثيراً ما يتحدث الناس عن المرأة المسلمة أو نيابةً عنها، وقلما يتحدث أحدٌ إليها، ونادراً ما تتحدث هي عن نفسها. وأشعرُ منذ زمن طويل بأن الجميع يُملي ما يُسرَد من قصص عن المسلمات، سواء أولئك المعادون للإسلام، أم العنصريون، أم المجتمعات الذكورية، أم حتى النساء اللواتي يمتلكن عقلية تؤمن بالقيم الذكورية.

ولم أُصدِرُ كتابي “ليست مجرد برقع” لأعارض قصص النساء اللواتي اخترن ارتداء البرقع، إذ يمثل كتابي هذا، الذي يضم عدداً من المقالات، رفضاً للسرد السياسي أحادي الفكر الذي نسبه العالمُ الغربي للمسلمات. فلا يمكن اختزال المرأة المسلمة في الحجاب أو البرقع، فلديها صفات وميزات عديدة تفوق مجرد ما يتم اختزالها فيه. وتتمحور فكرة كتابي هذا حول جمع النساء المسلمات معاً، حتى وإن كنا نمارس ذلك بطرق مختلفة، حتى لو لم نتفق مع بعضنا البعض. فلن نستطيع التقدّم داخل مجتمعاتنا والعالم الغربي سوى عبر استكشاف الهويّات المتنوّعة للنساء المسلمات. 

رسم توضيحي للوحدة من كتاب مريم خان

وثمة لحظات مهمة في هذه الرحلة جعلتني أدرك مدى الحاجة لهذا الكتاب؛ ففي يناير 2016، أفادت التقارير الإخبارية أن رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، ديڤيد كاميرون، ذكر أن النساء المسلمات “خاضعات بحكم التقاليد”. وكاميرون رجل مثقف ونافذ وكان من المفترض أن يمثّل أفراداً مثلي –بصفتي بريطانية مسلمة– على الصعيدين المحلي والدولي، ولكن كان هذا هو كل أفكاره عنّا. وبعدما نُشِر هذا الخبر، توجهت المسلمات إلى مواقع التواصل للتعبير عن رفضهن لهذا المفهوم. وبسبب شعورهن بالغضب والإحباط، حملن لافتات سجلن عليها الكلمات التي يستخدمنها لتقديم أنفسهن مثل –”طالبة دكتوراه”، و”ناجية من الحرب”، و”دكتورة”، و”أُم”– كما دشّنَّ هاشتاغ #NotTraditionallySubmissive (أي: لسنّ خاضعات بحكم التقاليد). وفي تلك اللحظة، اعترفتُ بوعيٍ وإدراكٍ أن المسلمات يتمتعن بهوّيات متنوّعة، الأمر الذي أسعدني كثيراً ولكنه أثار غضبي في الوقت ذاته؛ فإذا كان كثيرٌ من المسلمات متمكنات ومثقفات ومذهلات، فلماذا نُختزَل دائماً في كوننا مضطهدات وخانعات لدى الحديث عنّا في الإعلام والسياسة والثقافة؟ لا أنكرُ أن النساء يتعرضن للاضطهاد، ولكن النساء، وخاصةً المسلمات، أكثر بكثير من هذا، غير أن ذلك لا يظهر أبداً. 

غلاف كتاب مريم خان

وقد تعيّن عليّ، أثناء تحريري لمجموعة المقالات هذه، الحذر من فرض طريقتي في ممارسة إيماني أو طبيعتي كأنثى، أو رؤيتي للتمكين، على المساهِمات الأخريات. وهذا الكتاب ليس نسخة معتمدة من مريم خان عن طبيعة المرأة المسلمة أو المرأة عموماً، فكل مَنْ أسهمت في هذا الكتاب كتبتْ عن نفسها، وهذا ما أردتُ تقديمه. ويتناول هذا الكتاب جميع المواضيع، بدءاً من الدين والأنوثة إلى الجنس والعِرق. وكتبت صوفيا أحمد عن أول قدوة لها من النساء في حياتها، وهي السيدة خديجة بنت خويلد. وتحدثت رئيفة رفيق عن هويّاتها الثلاث، فهي امرأة، وسمراء، ومسلمة، وتناولت كيف تتداخل هذه الهويّات، كما تنتقد العنصريةَ داخل المجتمع المسلم. وتناولت سايما مير مسألةَ الاختلاف بين الثقافة والدين عندما تقرر امرأة مسلمةٌ طلب الطلاق. وتحدثت منى الطحاوي عن “أن طبيعتكِ كمسلمة فيما يُسمى بـ’الغرب‘، حيث يعيش المسلمون كأقلية، يجعلكِ تقفين في منتصف نقطة التأرجح، والانخراط في عمل توازني محفوف بالمخاطر” بين المعادين للإسلام والمجتمع. ويغطي كتاب “ليست مجرد برقع” مواضيع أخرى مثل الصحة النفسية، ولماذا نحتاج جميعاً لممارسة الأنوثة متعددة الجوانب، وأن تمثيل المسلمين جيد في كل الأحوال. وهناك عديدٌ من المواضيع التي لم أشأ تضمينها في هذا الكتاب، لأني إن فعلت ذلك فلن أنتهي منه أبداً. وهو ليس سوى كتاب واحد – ولا يمكن ضم جميع الحوارات في كتاب واحد.

ولا يحتوي الكتاب على موضوع ما يلقى صدىً في نفسي أكثر من غيره؛ فكل مقال يشكّل إسهاماً مهماً يتيح للقرّاء التأمّل، كما يحث على الحوار. وقد أخبرني بعض الناس أنهم أعجبوا بجميع المقالات، فيما لم يُعجَب آخرون سوى ببعض المقالات وعارضوا البقيّة. ولم أنتظر أبداً أن يحبّ الجميعُ كل مقال، أو أن يقرأوا هذا الكتاب ويقبلوا كل ما جاء فيه. لهذا السبب، يحتوي الكتاب على مجموعة من المقالات كتبتها نساء مسلمات مختلفات – لأننا لسنا جميعاً سواسية. وأريدُ توضيح حقيقة المرأة المسلمة اليوم، بكلماتنا نحن، ووفقاً لشروطنا. وبلا أي رتوش”. 

كتاب It’s Not About The Burqa: مسلماتٌ يتحدثن عن العقيدة، والنسوية، والجنس، والعِرق، من تحرير مريم خان (من إصدارات دار بيكادور بوكس للنشر)

نُشِر للمرة الأولى على صفحات القسم الإنجليزي بعدد مايو 2019 من ڤوغ العربية.

والآن اقرؤوا: إليكم ما يجب أن تعرفوه عن عقد قران أبناء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع