تابعوا ڤوغ العربية

الأميرة نور الفيصل والأميرة ديما آل سعود وجهان للإبداع في المملكة العربية السعودية

أميرتان سعوديتان رائدتان في دعم ازدهار قطاع الأزياء والموضة بالسعودية تفرضان نفسيهما على الساحة، حيث تؤمنان بأن الثروة الحقيقية تكمن في توفير الفرص للجميع. اكتشفي معنا مسيرتيهما في عالم الموضة من البداية

الأميرة نورة الفيصل

مصممة علامة “مجوهرات نون” ومؤسِّسَة منصة “أظلال” المعنية بالتصميم

 

منذ إعلان خطة “رؤية السعودية 2030” في شهر أبريل 2016، شهدت المملكة العربية السعودية نهضة كبيرة على الصعيدين الإبداعي والثقافي تجسدت في انفتاحها على العالم، وإجراء إصلاحات جوهرية في القوانين والبنية التحتية. وكانت هذه التغييرات مصدر إلهام لكثير من الشخصيات الرائدة بالدولة على الساحة الدولية، ودافعاً لهم ليقوموا بدورهم في دعم هذه المبادرة واسعة النطاق. ومن بين هؤلاء الأميرة نور الفيصل، مصممة المجوهرات السعودية التي تحظى بشهرة عالمية ومؤسِّسَة “مجوهرات نون”.

وإسهاماً في تعزيز نهضة بلدها، تعتزم الأميرة نقل الخبرات التي اكتسبتها على مدار عملها في بيع قطع المجوهرات النفيسة بباريس إلى بلدها الأم. وكانت تهدف من هذه الخطوة في بادئ الأمر إلى نقل إنتاج شركتها إلى السعودية. تقول: “بدا منطقياً أن أنقل شركتي إلى وطني، ومن ثمّ، بدأت أبحث كيف سأقوم بهذه الخطوة وكيف ستبدو”.

ولكن سرعان ما أدركت الأميرة أن فكرتها التي بدت بسيطة في بادئ الأمر تنطوي على كثير من التعقيدات. بل والأهم من ذلك أنها لم تكن الشخص الوحيد الذي يحاول التعامل مع تلك النظم واللوائح دائمة التغيّر في دولة تخضع في الوقت الحالي لموجة هائلة من التغييرات في كامل منظومتها. فلم يكن هناك موقع إلكتروني أو مركز معلومات يمكنها أن ترجع إليه لتجد إجابات عن كل ما يجول بخاطرها من تساؤلات تخص كل شيء، بداية من أسعار خدمات الاستيراد والتصدير وقوانين حقوق الملكية، ووصولاً إلى القواعد التي تحكم تعيين فريق دولي لتدريب فريق العمل المحلي.

“ليس هناك الآن مكان أكثر تشويقاً من السعودية لتشق طريقك فيه كمصمم”

وبينما تعلو الضحكة وجهها، أوضحت الأميرة: “بينما كنت أبحث في الأمر في محاولة مني لفهم الأمور، كنت ألتقي مصادفة بمصممين آخرين يعيشون خارج السعودية ويريدون أيضاً نقل عملهم إلى المملكة والعودة إلى وطنهم ليكونواً جزءاً من هذه التجربة الرائعة، وليعيشوا هذا التغيير الذي نمر به الآن. إلا أنهم لم يكونوا أقل مني حيرة وجهلاً بالأوضاع”.

وتسعى الأميرة دوماً وفي المقام الأول إلى تعزيز تمكين وطنها السعودية. ومن ثمّ، اتخذت قراراً بتأسيس منصة “أظلال”، وهي مؤسسة اجتماعية تهدف “للمساعدة في تعزيز وتطوير السوق المحلية للمصممين في المملكة العربية السعودية”. وتُعنى المؤسسة بالتصميم بمفهومه الشامل، بدايةً من الديكورات الداخلية وتصميم المجوهرات إلى التصميم المعماري والغرافيكي. وأول مبادرة كبيرة تعتزم “أظلال” إطلاقها هي إصدار تقرير افتتاحي من المقرر نشره العام المقبل. ويختص هذا التقرير بمجال التصميم داخل السعودية، ويعتمد في مادته على أبحاث يتم جمع معلوماتها من المشترين والمصممين وطلبة التصميم في المنطقة.

“من النتائج الثانوية الرائعة لهذا التقرير أننا بنينا مجتمعاً من المصممين الذين يتكاتفون معاً من أجل أن يساعد أحدهم الآخر”، هكذا قالت نورة الفيصل، مضيفة: “تمتلك السعودية قطاعاً من الشباب المفعمين بالنشاط الذين يتمتعون بملكات إبداعية هائلة. نريد أن تتضافر جهود أفراد هذا المجتمع من أجل حل مشكلاتهم ومشاركة ما لديهم من معرفة والاستفادة من التغييرات الجارية. في رأيي، ليس هناك الآن مكان أكثر تشويقاً من السعودية لتشق طريقك فيه كمصمم”.

 

الأميرة ديما بنت منصور بن سعود آل سعود

مؤسِّسَة متجر ’بيرسونيج‘ الشامل بالرياض

كي تصبح أي مدينة كبيرة مركزاً للأزياء والموضة ينبغي أن تحتضن على أرضها متجراً شاملاً واحداً على الأقل، أو ما يعرف بـ”الكونسبت ستور”، والذي يجتمع تحت سقفه المصممون المحليون والمصممون الواعدون مع العلامات العالمية، ولذلك يتردد عليه الزوّار بصحبة أصدقائهم حيث يمضون تحت مظلته بعض الوقت لمشاهدة معروضاته المختارة، ويستمتعون بما يقدمه يومياً من عروض موسيقية ومعارض فنية ومتاجر مؤقتة لأشهر العلامات. بعبارة أخرى، إنه أكثر من مجرد متجر، وإنما مركز للفنون والفنانين.

ولطالما عشقت الأميرة ديما الترحال والتسوق من شتى أنحاء العالم بحثاً عن ما يميّز كل منطقة تزورها من أعمال إبداعية فريدة. وبفضل سفراتها الخارجية، أدركت أنها أمام خيارات محدودة من تجارب التسوق الراقي داخل المملكة مقارنة بما تراه خارجها. ومن هنا، قررت أن تجد حلاً لهذه المشكلة بنفسها. ولذلك، افتتحت الأميرة منذ عامين أول متجر شامل للموضة بمفهومه الحقيقي داخل السعودية تحت اسم ’بيرسونيج‘. تقول: “يزخر بلدنا بطائفة كبيرة من المبدعين وأصحاب المواهب الذين لم يأخذوا فرصتهم بعد، أو ليس لديهم مكان لعرض إبداعاتهم المتفردة أمام قاعدة كبيرة من الجمهور”، مضيفةً: “سعيت لتأسيس مكان يجمع الفن والثقافة والموضة تحت مظلته. واستلهمت اسم هذا المتجر ’بيرسونيج‘ [شخصية مميزة] من فكرة تقديم كل منا كقيمة متفردة في بيئة شاملة تحتوي الجميع”.

يقع متجر ’بيرسونيج‘ في قلب مدينة الرياض، وسرعان ما أصبح مركزاً للروعة والجمال داخل المملكة. يتألف المتجر من ثلاثة طوابق، كل منها مخصص لمجال إبداعي مختلف كنوع من التشجيع لممتهنيه. ففي الطابق الأرضي، تتشارك علامات الأزياء والأحذية والعطور والمجوهرات في مساحة مفتوحة تحتضن مزيجاً يجمع بين العلامات العالمية -مثل لي بنجامان، وقاسمي، وهاوميز ماربيلا- مع بعض العلامات المحلية المفضلة، مثل 1886، وIsh، و”قلق”. والطابق الثاني تجدون فيه مقهى. أما الطابق العلوي فمخصص لجولات متوالية من العروض الفنية المبدعة، والتي تشمل العروض الموسيقية، ورسم اللوحات الفنية، والتصوير الفوتوغرافي، والأزياء.

“سعيت لتأسيس مكان يجمع الفن والثقافة والموضة تحت مظلته”

“من أسباب سعادتي الكبيرة أن أرى كيف استطاع عملاؤنا أن يجعلوا من ’بيرسونيج‘ أكثر من مجرد متجر. إنه مجتمع متكامل الآن”، هكذا قالت الأميرة ديما وأضافت: “الأزياء الأنيقة من وجهة نظري هي طريقتنا في التعبير عن هويتنا. ومع ذلك، فإن القطع التي نختارها وأسلوب شرائها يعطينا فكرةً أكثر عمقاً عن قيمنا واهتماماتنا. إنني أؤمن بالعلامات والمصممين الجدد الذين يعبرون عن الاهتمام والإبداع والشغف والرؤية من خلال إبداعاتهم. هؤلاء هم المصممون الذين ربما تجدون تصاميمهم في ’بيرسونيج‘ وفي خزانة أزيائي أيضاً”.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2020 من ڤوغ العربية.

اقرئي أيضاً: حوار بين ليڤيا فيرث وتوم فورد عن أزمة موضة الأزياء السريعة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع