تابعوا ڤوغ العربية

’’ابعدي من قدامي يالعبدة!‘‘.. عبير سندر تروي تجربتها الأليمة مع العنصرية

عبير سندر تتألق في حملة ’لوڤ مي‘ التي أطلقتها ڤوغ العربية بالتعاون مع ماك. بعدسة مان بوت

حين لاحظت عبير سندر لأول مرة غياب تمثيل النساء السمراوات على مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة وأنه يتعيّن عليها استلهام أفكار المكياج من المؤثرات الأجنبيات الجميلات، قررت أن تتولى بنفسها تغيير هذا الوضع. وإيماناً منها بمقولة “غيّر نفسك على النحو الذي تود به تغيير العالم”، أطلقت عبير قناةً على اليوتيوب موجهة للنساء العربيات السمراوات، فأصبحت أول مدوِّنة تجميل سمراء سعودية تقتحم هذا المجال. ورغم أن هدفها كان تحدي معايير الجمال النمطية ورفع معنويات غيرها من النساء ممن يشبهنها في العالم العربي، إلا أنها فوجئت بهجوم عنيف عليها.

ومن بعدها، اعتادت عبير للأسف على تلقي الانتقادات الجاهلة والتعليقات العنصرية. ولأنها سعودية من الجيل الرابع لعائلة من أصل إفريقي، فقد عانت من العنصرية منذ أن كانت في السادسة من عمرها، حين لم تكن تعلم حتى ما سبب تلك المعاملة القاسية.

وتذكر: “كنت في السادسة من عمري، ولم أكن أدري لِمَ يراني بعض الأطفال الآخرين ’مختلفة‘، ولِمَ أُعامَل معاملة سيئة من أحدهم بسب أن لون بشرتي داكن أكثر من الأخريات. لا زلت أذكر ذلك بوضوح لأنها كانت أول تجربة لي مع المعادين للبشرة السوداء”.

وقد نشرت على انستقرام منذ بضعة أيام لمتابعيها، البالغ عددهم نصف مليون متابع، تفاصيل ذكرى مؤلمة حدثت لها في طفولتها، حيث روت أنها كانت تلعب مع صديقاتها على الأرجوحة حين دفعتها طفلة من نفس عمرها وقالت لها: “ابعدي من قدامي يالعبدة!”. وكانت تلك المرة الأولى التي تسمع فيها هذه الكلمة. وتذكر أنها سألت والدتها وسط دموعها عن معناها. وتأمل عبير، عبر نشر هذه القصة، في تذكيرنا بالأثر الذي تحدثه الكلمات في النفوس، وأنه يجب علينا تنشأة الجيل القادم على استخدام الكلمات البناءة إذا كنا نرغب في وقف التصرفات العنصرية، كما أن علينا إعادة تحديد معيار الكلام “العادي”.
وكتبت عبير على انستقرام: “المغزى من دي القصة هوا إنكم تعرفوا قد إيش التربية الكويسة للأطفال تفرق، هادي الطفلة كررت كلمة سمعتها من أهلها للأسف، وبكدا تصير الكلمات العنصرية طبيعيه وعادية عند البعض، لدرجة إنو يجو بعض الناس يقولولي، ’لا تتحسسي، ترا عادي، لا تكبري الموضوع‘، لأنهم متعوديين على أن هادا الكلام طبيعي. كونوا أفضل، ربوا أطفالكم صح”.

وقد أجرت ڤوغ العربية حواراً مع هذه المدوِّنة التي حطمت الحواجز للحديث عن تجربتها الأليمة مع العنصرية في طفولتها، وكيف بدأت رحلتها الناجحة نحو تقبل الذات وتقديرها، والخطوات التي يمكن أن يتخذها كل منا لمكافحة العنصرية بصورة فعالة.

هل تعتقدين بأنكِ تعافيت بالكامل من ذلك الحادث؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف حققتِ ذلك؟

أجل، تعافيت بكل تأكيد. وأرى أن وجهة نظري تغيّرت. لقد وجدت أنني جديرة بذلك، وتعلمت أن أحب ما أنا عليه. وتقدير الذات رحلة تختلف من شخص لآخر. وقد ساعدتني بالطبع رؤية ممثلات رائعات الجمال لنساء سمراوات في الإعلام الغربي على إدراك جمالي الفريد والشعور بالراحة والثقة بلون بشرتي. كنت أحزن من سماع تعليقات عنصرية أو معادية لذوي البشرة السوداء – الآن أشعر بالأسف على الإنسان الذي يفكر بهذه الطريقة.

هل تعتقدين أنه من المهم للسود، وخاصة النساء، رواية قصص معاناتهم على مسامع الناس؟

ذكر هذه التجارب طريقة تسهم في تمكين الناس وتلهمهم أيضاً. فالضعف يمنحكِ القوة، فبذكركِ تجربة ما، يمكنكِ تغيير حياة إنسان، وفي هذه الحالة، تغيير سلوك البعض. وما أود القيام به هو إلهام الشابات السمراوات أن يبحثن عن قيمتهن الذاتية ويقدرن أنفسهن منذ الصغر، وإلهام الناس ممن ليسوا من ذوي البشرة السوداء أن يكونوا أكثر حذراً في تصرفاتهم وكلماتهم.

ما نصيحتكِ للشابات السمراوات التي كنتِ ستسدينها لنفسكِ لو عاد بكِ الزمن للماضي؟

اعلمن أنكن جميلات. فبشرتنا السمراء جاءت بسبب الشمس وهي هدية لنا. وكل واحدة منا تتمتع بالجمال، بغض النظر عن شكلها ولون بشرتها، لذا يجب ألّا تشعري أبداً بأنكِ أقل شأناً من الأخريات، وكوني قوية وواثقة من نفسكِ.

ما الخطوات التي يمكن أن يتخذها غير السود للقضاء على العنصرية على المستويين الرسمي والشخصي؟

يجب أن يتولوا مسؤولية تثقيف أنفسهم وعائلاتهم وأصدقائهم بالتصرفات العنصرية وتلك المعادية للسود، والانتباه لما يختارونه لتعليم أطفالهم، وتبنّي تصرفات مناهضة للعنصرية. فهي مشكلتنا جميعاً، وليست خاصة بالسود فقط.

اقرئي أيضاً: هكذا احتفت ڤوغ العربية بالتنوّع العِرقي في مختلف أعدادها

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع