تابعوا ڤوغ العربية

العارضتان آشلي غراهام وبالوما إلسيسر تُحدِثان ثورةً في مقاييس الجمال بعالم الموضة

آشلي غراهام ترتدي فستاناً من ديمة عيّاد، وبذلة سباحة من ميليسا أوداباش، وحذاء من كريستيان لوبوتان، وقرطين من شوبارد، وخاتم من بُلغاري. بالوما إلسيسر ترتدي سترة من سالي لابونت، وبذلة سباحة من باسرينج، وحزام من كلوزد، وحذاء من جيمي تشو. بعدسة ميغيل ريڤرييغو لصالح عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية

نُشِر لأول مرة على صفحات عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية.

تُحدِث كلٌّ من العارضة والناشطة آشلي غراهام والعارضة بالوما إلسيسر ثورة في مقاييس الجمال بعالم الموضة عبر حيويتهما اللامحدودة، وذكائهما اللامع، وتقبّلهما للذات. وأخيراً أصبح قطاع الأزياء يقدم خياراتٍ تُراعي مختلف المقاسات وأشكال الأجسام.

وقعت عينيّ للمرة الأولى على عارضة الأزياء الأمريكية آشلي غراهام منذ ثلاث سنوات داخل صالون فخم في ميدان ڤندوم بمدينة باريس، حيث شكلت مدينة النور إحدى المحطات التي توقفت فيها الجمعية الخيرية كاش آند روكيت خلال جولتها الأوروبية، وأثناء النهار كانت غراهام واحدة من ثمانين امرأة خلف مقود سيارة مازيراتي حمراء اللون، وفي مساء ذلك اليوم تألقت بأبهى إطلالة، وكان من الصعب ألَّا تلفت الأنظار، فمثل سائر عارضات الأزياء اللواتي تواجدن في تلك القاعة، كانت بقامتها الممشوقة التي وصلت لما يزيد على مئة وثمانين سنتيمتراً مع حذاء الستيلتو ذي الكعب العالي أشبه بتمثالٍ شامخ، وعلى خلاف بقية العارضات هناك، كان مقاسها 14 وفقاً للمقاسات الأمريكية. وبالمقارنة مع العارضات اللواتي تميَّزن بأجسام مستقيمة، كان لقامتها تأثيرٌ يكاد يكون مدوخاً، ولكن إن كان يُعزى الفضل في تميزها عن الأخريات إلى قوامها الذي اتخذ شكل الساعة الرملية، إلا أنَّ الهالة المحيطة بها بدت وكأنها تجذب الجميع إليها على نحوٍ جارف. كانت مراقبتها عبر الغرفة أشبه بمراقبة الراقصة المصرية المعروفة تحية كاريوكا وهي تسحر حشداً من الرجال بهزةٍ واحدة من خصرها الرقيق، ولكن في حالة غراهام كانت النساء هن من احتشدن حولها كالنحل حول ملكتهم في الخلية، وفي المقابل أمتعتهن غراهام بحديثها الرصين وضحكتها المتقطعة الدافئة.

وفي غضون السنوات الثلاث التي تلت ذلك، حققت غراهام نجاحاً باهراً، حيث كانت أول عارضة أزياء مكتنزة تزيِّن غلاف مجلة سبورتس إلسترايتد الرياضية، كما وقعت عقداً مع شركة ريڤلون إلى جانب نجمتي أغلفة ڤوغ العربية السابقتين إيمان همَّام وأدوا أبواه، وبالإضافة إلى ذلك نشرت سيرتها الذاتية تحت عنوان: “عارضة جديدة: كيف تبدو الثقة والجمال والقوة حقاً”، كما أنها أنتجت خطاً لبذلات السباحة وآخر لأزياء اللانجيري، وألقت خطاباً ملهماً على منصة تيدكس كشفت فيه عن شعارها في الحياة، وهو: “أنا جريئة، أنا بارعة. أنا جميلة. جمال يتجاوز المقاسات”. وما أن تجرون بحثاً عن كلماتها الأخيرة تلك، التي أصبحت منذ ذاك الحين وسماً شهيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى تحصلون في نتائج البحث على ما يزيد عن 300 ألف صورة غير معدّلة لنساء—يرتدين لباس البيكيني في معظم تلك الصور—ويظهرن مثل ملهمات الفنان بيتر بول روبنز والفنانة البريطانية جيني ساڤيل، بأجسام مكتنزة يتباهين بها بكل حبور، وتأتي تلك الصور مرفقةً بالتعليق: “ستجعلكِ الثقة أكثر سعادةً مما تمنحكِ إياه أي حميةٍ غذائية”، و”سيقبل الصيف بأي جسمٍ أمنحه إياه”. كل ذلك بفضل آشلي غراهام، التي تحتل المرتبة العاشرة على قائمة عارضات الأزياء الأعلى أجراً في العالم، والمعروفة بشعاراتها في تقبل سيلوليت الجسم وغير ذلك، والتي تُحدِث ثورة في مقاييس الجمال بعالم الموضة وهي ابنة ولاية نبراسكا الأمريكية.

“أخبرتني والدتي أنني عندما كنت أدلف أي غرفة، كنت أحيي كل شخص بها – حتى حين كنت في الثالثة من عمري”، تستذكر غراهام التي تبلغ الآن الثلاثين من العمر، وهي تلعب بخصل شعرها العنابي الفاتنة على نحوٍ لا مبالٍ يكاد يكون مغرياً، وتضيف: “كنت أريد أن أمنح الناس أكثر من مجرد شعور جميل عابر، وكان ذلك يجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم. وأعتقد أن هذا ما أفعله اليوم؛ أن أجعل النساء يشعرن بجدارتهن، وأنهن جميلات، وأنه يمكنهن الشعور بالسعادة بما هنّ عليه، وبالرضا عن الذات. أعتقد أنَّ هذا مقدرٌ لي، منذ أن كنتُ طفلةً صغيرة”.

آشلي غراهام ترتدي سترة من كريستيان سيريانو، وبذلة سباحة من سويم سوتس فور أُل، وحذاء من جيڤنشي. بعدسة ميغيل ريڤرييغو لصالح عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية

اقرئي أيضاً: لهذا السبب أهدينا عدد يوليو وأغسطس إلى الاحتفال بصور الجمال المتنوّعة

ومن الجدير بالذكر أنَّ غراهام قد بدأت مسيرتها في عالم عروض الأزياء في سن الثانية عشر، حيث كانت في مركزٍ تجاريٍّ بصحبة والدها عندما اقترب منها رجلٌ وسألها إن كانت ترغب في أن تصبح عارضة أزياء، ولم تكن حينها تتمتع بالمقاس النموذجي على الإطلاق، وقد دفع والداها ألفيّ دولارٍ أمريكيٍّ لتسجيلها في مدرسة متخصصة في تعليم عروض الأزياء. وعن ذلك تقول: “فعلا ذلك لأنهما أرادا مني إيجاد شغفٍ بشيءٍ ما، وبكل تأكيد، أصبح عرض الأزياء نمط حياةٍ تحول إلى مهنة”، وتردف: “سأكرر فعل ذلك دون أدنى شك لو عدت إلى سن الثانية عشرة. كانت طفولتي طفولة طبيعية، تعرضتُ خلالها للتنمُّر، وذهبت إلى حفلة التخرج”. وفي سن السابعة عشر غادرت غراهام الغرب الأوسط الأمريكي متجهةً إلى مدينة نيويورك وعاقدةً العزم على فعل “كل ما يتطلَّبه الأمر” لتنجح في مجال الموضة والأزياء، تقول: “كنتُ فتاة حفلات، حيث كنتُ أخرج كل ليلة، ولكن مع ذلك كان في وسعي الوصول إلى العمل في السابعة صباحاً والتعامل بكل حماسٍ وحيوية مع الطاقم. كنتُ أول الواصلين إلى موقع التصوير وآخر من يغادر. جعلت الجميع يدركون أنني أردت أن أكون هناك وأنني أردت العمل بجد. سعيت بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق الكمال—على الرغم من أنني لا أعتقد أنه موجود”.

يُشرق صباح يومٍ ربيعيٍّ يبدو أنه سيكون شديد الحر خارج مدينة نيويورك حيث تحضر غراهام موعد عملٍ آخر مبكر، ففي هذا اليوم تشارك في جلسة تصوير غلاف عدد يوليو وأغسطس من ڤوغ العربية مع زميلتها العارضة بالوما إلسيسر والتي تلتقط صورها عدسة ميغيل ريڤرييغو. ومع وصولها مسبقاً، ترتدي إلسيسر فستاناً ضيقاً بلون معدني من ديمة عيّاد، وفي سن السادسة والعشرين، مضى على عمل إلسيسر في هذا القطاع خمسة أعوام وقد بدأت الاشتراك في جلسات تصوير لأغلفة مجلات والظهور على منصات عروض الأزياء خلال أسبوع الموضة في نيويورك. وقد بدأت مسيرتها المهنية عندما وقع عليها الاختيار للمشاركة في حملة المستحضرات التجميلية الخاصة بالخط الأول لخبيرة المكياج بات مغراث، غولد 001، وعن ذلك تقول: “لم أكن أعرف الكثير عن الأزياء والموضة، ولكنني عرفت ما يكفي لأدرك أنه عندما تتصل بكِ بات، فكل ما عليكِ هو الذهاب”، وتتسع حدقة عينيها البنيتين لدى تذكرها لذلك مضيفةً: “لم أكن جاهزة للمشاركة في جلسة التصوير تلك، لكن جُلَّ ما أرادته كان التقاط ما كنتُ عليه. تخيَّلوا، هذه الأسطورة تسألني كيف أضع الآيلاينر السائل الخاص بي”. وتصف هذه العارضة ذات الوجه الذي يتخذ شكل قلب ويشبه إلى حدٍّ بعيدٍ وجه المغنية شادي أدو، والتي ولدت لأم أمريكية من أصل إفريقي وأب من أصول سويسرية وتشيلية، تصف نشأتها بتعبير “بوهيمية حديثة” حيث تبدت فيها القيم الفكرية بشكلٍ جلي، فقد كانت تزور الاستوديوهات الموسيقية على نحو متكرر مع والدها الموسيقار، وتحضر المهرجانات، وتغوص في عوالم كلٍّ من الفنانة بيورك، وكيت بوش، وكريستينا أغيليرا، وعن الفنانات التي تأثرت بهن تقول: “فنَّانات أصيلات لم يحاولن التماهي مع نمط عريق وضع أمامهن”. وقبل ذلك بوقتٍ طويل تستذكر إلسيسر أنها بدأت تعي التغيُّر في جسمها عندما كانت طالبة صغيرة في المدرسة الابتدائية.

بالوما إلسيسر ترتدي فستاناً من كوشني إي أوكس، وقبعة من هاوس أوف لافاييت. بعدسة ميغيل ريڤرييغو لصالح عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية

وتوضح إلسيسر قائلةً: “الأحاسيس التي أشعر بها حيال جسمي اليوم لا تختلف كثيراً عما كنت أشعر به في الصف الأول الابتدائي”، مضيفةً: “كل ما تغيّر هو الطريقة التي أتحكم بها في هذه المشاعر”. وإذ التحقت بمدارس ابتدائية ثرية للبيض، فقد أدركت سريعاً أنها كانت فريدة—على مستوياتٍ عدة. تقول: “شعري، ولون بشرتي، وحياتي المنزلية… لكن جسمي ليس فقط شكلي الخارجي، إنه جوهري”، ومع تراكم الأسئلة المتعلقة بهويتها، أجرى والداها حواراتٍ معها دارت حول الاعتزاز والتنوع، تقول مستذكرةً: “في الداخل، شعرت بأنني تائهة”، وقد صارعتْ للحصول على بدائل. “لا أشعر بأنني على ما يرام، لذا سأكون التلميذة المضحكة، أو الذكية. إن لم تكن أيٌّ من الملابس ملائمة لي، حسناً سأكون التلميذة الأوسع حيلةً”. وفي حين شعرتْ “بازدراء شديد لما كانت عليه”، لم يتوانى والداها عن إمطارها بالمديح ومحاولة رفع معنوياتها. “قالا لي إنني جميلة، ولكنني أيضاً ذكية ولطيفة، ومميزة بطرقٍ منفصلة عمَّا بدوت عليه. والآن، عندما أرى فتيات صغيرات، لا أقول: ’واو، يا لها من فتاة صغيرة جميلة‘، بل: ’يبدو عليكِ أنكِ تعاملين أخاكِ بلطف‘، أو: ’تبدين ذكية للغاية‘، لأنني أدركت كم تأثر هذه الكلمات عليَّ بطريقة إيجابية”.

وتتفق غراهام مع فكرة أنَّه يمكن للكلمات أن تغيِّر حياة إحداهن: “الشعور بالثقة ينبع من الداخل، هو رحلة قائمة بذاتها. وهو أمرٌ يجب أن ترغبي بالحصول عليه ويجب أن تكافحي لنيله”… توضح مستذكرةً اليوم الذي انهارت فيه أمام والدتها مضيفةً: “لم أعتد الاعتناء بنفسي، وكنت قد اكتسبت وزناً كبيراً، وكان الوكلاء يقولون لي إنني لن أنجح لأن حجمي كان يزداد بشكل كبير، عندها قالت لي أمي: ’لن تعودي إلى نبراسكا، لأن جسمك سيغير حياة شخص ما‘. وطلبت مني أن أحوِّل الطريقة التي أتحدث بها إلى المرأة التي تنعكس صورتها في المرآة أمامي إلى كلمات تحفيزية، وقد اختلقت كلماتي الخاصة: ’أنا جريئة، أنا بارعة. أنا جميلة. أنا جديرة بكل شيء. أنا أحبكِ”. وأنتِ لا تصدقين تلك الكلمات من فورك، ولكن مع تكرارها المستمر، تصبح المرأة في المرآة نوراً يشعُّ بالحيوية يمكن أن يبعث التمكين في الأخريات”.

آشلي غراهام ترتدي بذلة سباحة من روساليا منديليڤ، ووشاح يخصُّ منسقة الأزياء، وقرطين من بُلغاري، وخاتم من جيكوب آند كو. بعدسة ميغيل ريڤرييغو لصالح عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية

واليوم تشجِّع غراهام متابعيها البالغ عددهم سبعة ملايين معجباً ومعجبةً على وسائل التواصل الاجتماعي، وبوصفها شخصاً نشيطاً، وإلى جانب نشرها صور من كواليس نشاطاتها اليومية في مجال الموضة والأزياء، تنشر أيضاً فيديوهات للتمارين الرياضية المرهقة التي تمارسها مثل رياضة المشي الطويل على الأقدام والملاكمة ورفع الأثقال، تحت الوسم #curvyfitclub [أي: نادي اللياقة البدنية للمكتنزات]. وإن كانت الفتاتان اللتان تعي أنها مثالٌ يحتذى به بالنسبة لهما على وجه الخصوص هما أختاها الأصغر سناً، تقول: “والآن أنظر إلى جميع معجباتي كما لو كنَّ أخواتي، وأفكر: هل هذا شيءٌ سأقوله لأختي وسأرغب في أن تردِّده؟ لقد ساعدني التعامل بلطفٍ مع الناس لأن صناعة الموضة لم تكن لطيفةً إلى هذا الحد على الدوام. لقد سمعتها حرفياً وتعرَّضتُ لشتى أنواع المواقف، ولكن عندما أصل والحماس والحيوية يملآنني، يتفاعل الناس معي بالطريقة عينها”.

وتتفق معها إلسيسر في أنَّ هذا القطاع كان ولوقتٍ طويلٍ يخلو من التعاطف، تقول: “إنَّ القول المأثور: ’هذه هي الموضة يا عزيزتي‘ لم يعد قائماً الآن، فليس عليها أن تؤذيكِ، أو أن تجعلكِ أنتِ أو القارئة أو العارضة تشعرن بالسوء”، وتضيف: “في المدرسة كنت دوماً التلميذة غريبة الأطوار، ولكن هذه صناعة كاملة من غريبي الأطوار؛ مزيجٌ ضخمٌ ممن يُدعون بالمسوخ”. إلا أنها ترى أن الأمور تتبدل، وتقرُّ بأنَّ الفتيات حول العالم يمكن أن يحصلن على فرص من خلال عالم الأزياء والموضة. “وليس عليكِ أن تكوني ابنة أحدهم”… تردف بنظرة العارفة التي تخلو من أي تعبير.

بالوما إلسيسر ترتدي فستاناً من كوشني إي أوكس، وحذاء من شوتز. بعدسة ميغيل ريڤرييغو لصالح عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية

ومن قبيل المصادفة، ركنت غراهام قبل أيام من إجرائنا هذا الحوار معها سيارة مازيراتي حمراء فاقعة في موقف السيارات، بعد أن قادتها من مدينة سان فرانسيسكو إلى لاس فيغاس لصالح جمعيات خيرية تركز جهودها على إعالة النساء والأطفال. وفي جولتها التي قامت بها مؤخراً لصالح الجمعية الخيرية كاش آند روكيت، اصطحبت معها الصحفية الأمريكية ذات الأصول الليبية نور تاغوري، وعن ذلك تقول: “قدنا السيارة معاً لثلاثة أيام ونصف اليوم على نحو متواصل وقد تحدثنا عن كل شيء”. وقد اكتشفت كلٌّ من غراهام وتاغوري أنهما وبالرغم من اختلاف خلفيتيهما، تجمعهما الكثير من الأمور المشتركة، تقول غراهام: “خصوصاً فيما يتعلق بمعتقداتنا ومقدار تفانينا، وبزواج كلٍّ منا، وبناء مشاريعنا”، وتردف: “طرحت عليها كل ما يخطر في بالي من أسئلة عن حجابها وما يعنيه لها، وقد أرادت التحدث عن ذلك. هذا ما نقوله للناس في أمريكا—فمجرد أنكم لا تفهمون شيئاً، لا يعني ذلك أنه خاطئ”. ولكن وفي حين كان علينا أن نكون منفتحين للغاية، لم تسألني نور مطلقاً: ’لما تكشفين عن صدرك؟‘ كما أنني لم أسألها مطلقاً: ’لما لا تكشفين عن صدرك؟‘ لقد ساد احترامٌ متبادل”. وتعتبر غراهام أنَّ معظم النساء قد مررّن بتجارب مماثلة. تقول: “فقط بجسم مختلف أو ظروف مختلفة. شاركي قصتك، فقد يكون هناك أحدٌ ما يجلس قربك يعاني المشكلة ذاتها”.

إلا أنَّ المكان الذي تتميز به غراهام وحدها فهو ترأسها العديد من المشاريع المزدهرة في مجال الأزياء، والتي تستغل جميعها السوق التي تقدر قيمتها بنحو 18 مليار دولارٍ أمريكيٍّ للنساء اللواتي يرتدين مقاسات تبدأ من 8 وما فوق حسب نظام المقاسات الأمريكية. ويقدم خط أزياء اللانجيري الذي أنتجته بالتعاون مع متاجر أديشنيل حمالات صدر تتراوح من المقاس بي إلى المقاس أيتش، وعنها تقول بإلحاح: ” لانجيري داعمة ومثيرة”. في حين يقدم تعاونها في مجال بنطلونات الجينز الراقية (“ما هو الأمر الأصعب من شراء قطع اللانجيري؟ إنه شراء الدينم”.)، قطع مفردة لجميع أنواع الأجسام، بينما تقدم شراكتها مع متجر سويم سوتس فور أُول بذلات تتراوح من مقاس 4 إلى 26. وتبوح لنا بعينين متلألئتين: “لقد فكرت بكل تأكيد بإنتاج بذلة سباحة للمحجبات—لكن هذا كل ما أستطيع البوح به الآن”. وبالنسبة لغراهام، هذا فقط غيضٌ من فيض، وندمها الوحيد هو أنها لم تبدأ بناء إمبراطورتيها في وقتٍ أبكر من ذلك، تقول: “لقد كنت أنتظر وكيلي ليتخذ القرارات بدلاً مني. لو قمت بذلك بنفسي وتحليت بسيطرة أكبر على مسيرتي المهنية في سنٍّ أصغر، فمن يدري ما كان ليختلف اليوم”.

آشلي غراهام ترتدي معطفاً وبذلة سباحة من نورما كمالي، وقرط مطعم بلآلئ من تاساكي، وقرط من بُلغاري. بعدسة ميغيل ريڤرييغو لصالح عدد يوليو وأغسطس 2018 من ڤوغ العربية

ومع ذلك، فإن توقيتها مواتٍ جداً، فقد بدأت العلامات للتو بتوقيع عقود مع عارضاتٍ مكتنزات للحملات الدعائية، وأصبح المحرِّرون يضعونهن على أغلفة المجلات، والمصممون من أمثال مايكل كورس ودولتشي آند غابانا وبرابال غورونغ وكريستيان سيريانو يشركونهن فوق منصات العروض كما يلبسونهن على السجادة الحمراء. كتب مايكل كورس من مقرِّه الرئيسي في نيويورك: “آشلي جميلة بالتأكيد، ولكنها أيضاً تتحلى بشخصية مذهلة مفعمة بالحيوية، وهو ما أحبه فيها. وهي تبعث الحياة في أزيائي فوق منصة العروض وخارجها، إنها نجمة”. وفي العام الفائت، بدأ موقع التجارة الإلكترونية 11 Honore.com تقديم قائمة متنامية من العلامات الفاخرة مثل براندون ماكسويل وريم عكرا وزاك بوزن للنساء بطيفٍ يشمل جميع المقاسات. “ولما لا؟” تُعقُّب غراهام، وتضيف: “أنا أقوم بذلك منذ 18 عاماً ولم يسبق أن رأيت هذا القطاع ينطلق بهذه السرعة، فعبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى نطاقٍ شامل، تقول النساء أخيراً للمتاجر والمصممين: ’هذا ما أريده وإن لم تصنعوه، لن أشتري أي شيء‘”.

وفي حين أن تقديم أزياء ذات جودة عالية للنساء من جميع المقاسات ربما قد أصبح أخيراً المنطق السائد في عالم الموضة بالمعنى الأعم، ولكن تحت السطح، هل تركز النساء بشكلٍ مبالغٍ به على المظاهر الخارجية؟ “بكل تأكيد” تجيب إلسيسر، وهي تعصر شعرها المبلل أثناء خروجها من بركة السباحة، بعد انتهاء جلسة التصوير، وتردف: ” هذه العجلة دائمة الدوران في تحليل الطريقة التي نأكل بها، وكيف نتسوق ونبدو—إنها مرهقة. إن كنَّا من الناحية الخارجية نظهر للعالم أنه لن نصل أبداً إلى حدٍّ نكتفي به، كيف يمكن لأجسامنا أن تصبح كافية [على ما هي عليه ومقبولة]؟ ما أعتمد عليه هو معرفة أن صديقاتي طيبات وحكيمات؛ مظهرن الخارجي ليس مهماً. علينا نحن النساء أن نعامل أنفسنا بالطريقة ذاتها التي نتعامل بها مع أقراننا”.

والآن اقرئي: نظرة إلى كواليس تصوير غلاف مجلّة ڤوغ العربيّة لشهري يوليو وأغسطس

فريق العمل:
تصوير: ميغيل ريڤرييغو
تنسيق أزياء: آنيا زيوروڤا
تصفيف شعر: رولاندو بوشامب
مكياج: مورغان مارتيني
العناية بالأظافر: كيسي هيرمانڤ

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع