تابعوا ڤوغ العربية

المغربية إيمان أوبو، عضوة لجنة تحكيم ملكة جمال الكون 2018، تتحدث عن أسباب استبعاد الرجال من هذه اللجنة

إيمان أوبو، عضوة لجنة تحكيم مسابقة ملكة جمال الكون لعام 2018. بعدسة هند شاوات. بإذن من إيمان أوبو

أصبحت إيمان أوبو أول مغربية على الإطلاق تشارك في لجنة اختيار ملكة جمال الكون لعام 2018، وهي إحدى العضوات اللواتي اخترن ملكة جمال الفلبين كاتريونا غراي للفوز بلقب ملكة جمال الكون لعام 2018 في المسابقة التي أقيمت بالعاصمة التايلاندية بانكوك. وإلى جانب هذا اللقب، حصلت غراي على قائمة طويلة من الجوائز شملت راتباً لمدة عام كامل نظير أنشطتها كملكة جمال الكون؛ وشقة فاخرة في نيويورك للإقامة طوال مدة التتويج؛ وسداد نفقات المعيشة؛ وخزانة أزياء تلبي متطلبات مظهرها وأناقتها؛ واشتراكاً في نادٍ للياقة البدنية؛ والعناية بالشعر؛ وملف إنجازات للعمل كعارضة، وعلاجاً لأي أمراض جلدية، والعناية بالبشرة، وعلاج الأسنان؛ واستشارات للصحة والتغذية أثناء رحلاتها المكثفة لتمثيل الرعاة والشركاء من المؤسسات الخيرية؛ وحضور الحفلات والمناسبات مثل العروض الأولى للأفلام، ومسرحيات برودواي، وإطلاق المنتجات. وهنا، تلتقي ڤوغ العربية إيمان أوبو، ملكة جمال نيويورك السابقة (عام 2015)، ورائدة الأعمال ومُؤسسة منصة رقمية نسائية، للتعرف على مزيد من المعلومات عن مسابقة هذا العام.

هذا العام، شهدت مسابقة ملكة جمال الكون عاصفة من الجدل، وخاصةً بسبب اتهام ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية بكراهية الأجانب. هل ثمة أفكار إيجابية أفادتكِ في هذه التجربة؟

تبدأ المسابقة بإجراء مقابلات مع كل متسابقة في أول يومين، حيث تُتاح لنا فرصة التعرف إلى ظروف نشأتهن، وكفاحهن، ونجاحاتهن، وإنجازاتهن، والمنصات التي مررن بها، وثقافاتهن. ورغم أننا لا نتعامل مع المتسابقات خارج المسابقة، إلا أنه يمكننا التواصل معهن عبر إجراء العديد من المقابلات. وسأكذب لو قلت إنني لم أبكِ عدة مرات بسبب إنفعالهن وهن يروين لنا قصصهن. إنهن نساء استثنائيات حقاً، وقويات، وطموحات. ولكن العالم الخارجي يحب هذا الاعتقاد بأن هؤلاء المُوفدات جئن لتحطيم بعضهن البعض وإهانة كلٍ منهن للأخرى، ولكن بالنسبة إلينا، لمسنا بأنفسنا مشاعر التآخي القوية التي تجمع بينهن. ولقد ذكرني ذلك بالتأكيد بالأيام التي أمضيتها في التنافس على اللقب، وكيف قدمت لي مسابقة الجمال منصة مثالية لأكون المرأة التي أنا عليها اليوم.

لجنة تحكيم ملكة جمال الكون لعام 2018 المؤلفة من النساء فقط. بعدسة نويل سان أندرس. بإذن من إيمان أوبو

لأول مرة على الإطلاق، جرى استبعاد الرجال من لجنة التحكيم رغم أنهم جزء من نسيج المجتمع؛ فلماذا أُلغي صوتهم؟

الأمر لا يتعلق إطلاقاً بفكرة “إلغاء” أصوات الرجال أو استبعادهم عن عمد، ولكن الهدف كان تقديم لجنة تعكس التزام مؤسسة ملكة جمال الكون بتعزيز فرص النساء على المستوى الشخصي والمهني. كما تركز المؤسسة على اختيار مجموعة من النساء يمثلن نموذجاً للقيادة ويمكن أن يكنّ مُثُلاً عليا للمتسابقات الشابات. وتعمل المؤسسة كشركة تديرها النساء ومعنية بالنساء، وأعتقد أن هذه الخطوة التاريخية جاءت بهدف حث المزيد من النساء على التفكير الملهم وتمكين كل منهن للأخرى.

ولقد فكرت كثيراً في هذا الأمر عندما سمعت لأول مرة عن هذا التغيير، وتذكرت إحدى تجاربي عندما كنت أجمع الأموال لتأسيس شركتي الإعلامية. فقد التقيت حينها بمستثمر (رجل) وأثناء حديثنا عن خلفيتي وإنجازاتي، قلت له إن أكثر لحظة أفخر بها عندما فزت بلقب ملكة جمال نيويورك، وكيف أن هذا الفوز غَير حرفياً مسار عملي بالكامل وساعدني على العثور على هدفي. ولكنه قاطع كلامي وقال إنني يجب أن أمتنع عن ذكر أو الحديث (بهذا الحب البالغ) عن تاريخي كملكة جمال وتجربتي بها لأنها ستعمل ضد مصالحي ولن يأخذني أحد على محمل الجد كسيدة أعمال. وتلك من الأمثلة الكثيرة التي حدثت معي خلال مسيرتي المهنية، فقد أدركت أن بعض الرجال أحياناً لا يفهمون مغزى هذه المسابقات. فأولاً وقبل كل شيء، نحن نختار أفضل امرأة تخلف الملكة السابقة لتمثل مؤسسة ملكة جمال الكون والتي يجب أن تتمتع بالجمال والذكاء. وكنساء – نحن نُدرك هذا الأمر والبعض منا خضن هذه التجربة من قبل.

كيف لاحظتِ على المستوى الشخصي تطور هذه المسابقات لتُصبح أكثر اتساقاً مع الواقع اليوم؟

ربما منذ سنوات عديدة، كانت المسابقة تركز أكثر على الجمال والمظهر، ولكن في يومنا وعصرنا هذا، أصبح الجمال مجرد جزء من الجوانب التي تبحث عنها لجنة التحكيم والمؤسسة. وقد تطورت هذه المسابقات وباتت أكثر اهتماماً بالتغيرات الاجتماعية، والقيادة، وخدمة المجتمع، والتحدث نيابةً عن مَنْ لا صوت لهن. ويعتمد اختيار الفائزات باللقب على تطلعاتهن المهنية، وإنجازاتهن، وطموحهن في استخدام هذا اللقب لدفع التغيير في القضايا الوطنية والعالمية التي يشعرن بالحماس حيالها. وخلال إجراء المقابلات مع المُوفدات، سمعنا عن الحملات، والمبادرات، وأعمال الدعم التي أنجزنها في العديد من المجالات، مثل صحة المرأة، والحصول على الرعاية الصحية المناسبة، والتنمر على الإنترنت، والابتكار، وريادة الأعمال… وكانت جميعاً مثيراً للإعجاب حقاً، وخاصةً بالنسبة لصغر أعمارهن.

وهذا يوضح كيف تطورت هذه المسابقات، وإن كان “الجمال” لا يزال جزءاً منها، إلا أنها أكبر من ذلك بكثير. وكما قالت رئيسة المؤسسة، الفائزة باللقب هي امرأة يمكنها أن تجذب اهتمامكِ وتأسره. إنها تجمع في شخصيتها جميع الميزات، منها الحضور، ورشاقة المظهر، والثقة، والطموح.

لجنة تحكيم ملكة جمال الكون خلال إجراء مقابلة مع إحدى المتسابقات. بإذن من إيمان أوبو

ما أفضل جانب تفضلينه في هذه المسابقة ولماذا؟

أفضل جانب بالنسبة إليّ هو المقابلات. وللأسف فإن هذا الجانب لا يراه الجمهور وربما لهذا السبب لدى العديد من الناس هذا الاعتقاد الخاطئ بأن مسابقات الجمال “مهينة” للمرأة و”تافهة”. وقد كنت أذكر ذلك طيلة الوقت الذي كنت أجري فيه المقابلات مع المُوفدات، ولكن لو علم هؤلاء المنتقدون لمسابقات الجمال مدى إمكانات هؤلاء النساء من مقعدي الذي كنت أجلس عليه هذا الأسبوع، كانوا سيدركون في النهاية كيف تُقدم مسابقات ملكة الجمال منصة قوية للنساء تتيح لهن النمو والازدهار ليصبحن قياديات رائدات.

ويمكنني قول إن المقابلات هي أهم جانب في المسابقة (أتحدث من وجهة نظري كمُحكمة) لأنه كما ترين جميع هؤلاء النساء يتمتعن بالجمال، ورائعات ولكن المقابلات هي التي تُقرر ما إن كان بوسعهن أم لا الاشتراك في حوارات بناءة والتأثير بإيجابية على جيل الشباب.

هل لديكِ إحصائيات عن النساء العربيات المشاركات في مسابقة ملكة جمال الكون على مر السنوات، ومَنْ شاركن في مسابقة هذا العام من العالم العربي؟

لا يمكنني الحديث عن إحصائيات تتعلق بمشاركة النساء العربيات (رغم أنه من واقع خبرتي كمُشاهدة لها على مدى 18 عاماً، كانت النسبة ضئيلة نوعاً ما). وهناك دولتان فقط شاركتا في منافسات هذا العام وهما لبنان ومصر.

أنا عن نفسي أحب أن أرى تمثيلاً أكبر للنساء العربيات في هذه المنصة العالمية، وكنت قد تحدثت مع بعض العاملين في المؤسسة لأعرف أكثر كيف يمكنني المشاركة والمساعدة في حدوث هذا الأمر، وخاصة فيما يتعلق باشتراك مُوفدة مغربية في المسابقة يوماً ما. ولكن الأمر متروك لهذه الدول العربية في اتخاذ القرار بأخذ زمام المبادرة والدخول في حلبة المنافسة.

والآن اقرؤوا: كل ما يتعين عليكم معرفته عن ملكة جمال الكون لعام 2018

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع