ربما تكون هوية فنان الشارع البريطاني بانكسي مجهولةً بالنسبة لنا، ومع ذلك لا ينكر أحد أن لوحاته الزيتية، التي تزيّن جدران البيوت والمباني والساحات العامة في شتى أنحاء العالم، أشهر من النار على العلم. ورد اسم بانكسي ضمن قائمة مجلة “التايم” لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2010. ومنذ ذلك الحين، اكتسب هذا الفنان شهرة واسعة وعرضت بعض أعماله في المتاحف والفعاليات الراقية، مثل معرض آرت بازل للفنون المعاصرة في ميامي، كما بيعت أعماله بما يعادل ملايين الدراهم في المزادات. وقبل أيام، كان المهتمون بالفن في المنطقة على موعد مع أعمال هذا الفنان “الذي ما يزال مجهولاً بعض الشيء”، حيث تعرض في الشرق الأوسط لأول مرة.
يذكر أن هذا المعرض المتنقل قد سبق له زيارة بعض العواصم الأوروبية، مثل أمستردام وبرلين وباريس، قبل أن يتوجه إلى الرياض يوم 21 فبراير لعرض 70 عملاً من بين عديد من المجموعات الخاصة. وما بين الصور الفوتوغرافية والوسائط المتعددة المطبوعة، يسلط المعرض الضوء على مجموعة كبيرة من الموضوعات الاجتماعية والسياسية التي عرف الفنان والناشط بالتعليق عليها عبر فنّه الساخر، بداية من أزمة اللاجئين ووصولاً إلى الصراع الفلسطيني. وفي هذا المعرض الذي يقام على أرض السعودية، يُعرَض فيلم وثائقي يستعرض حياة بانكسي احتفاء بأعماله والرسائل التي يأمل القائمون على تنظيم الحدث في نشرها في أنحاء العالم، بحسب ما جاء على الموقع الإلكتروني للمعرض.
هذا ويتوجب الحصول على تصريح من الفنان نفسه لهذا المعرض الذي يحضره الضيوف بتذاكر، خلافاً لما يؤمن به الفنان في أنه من حق الجميع الاستمتاع بفنه بلا أدنى مقابل. وخير مثال على ذلك تخريب لوحته الشهيرة “فتاة ممسكة ببالون” على مرأى من الجميع، حيث كان بانكسي قد وضع آلة لتمزيق الورق في إطار لوحته، ما أدى إلى تمزقها تلقائياً مباشرة بعد بيعها في مزاد علني بدار سوذبيز. وبعد أشهر قليلة من الصمت، عاد المبدع المقيم في المملكة المتحدة ليتصدر المشهد من جديد يوم عيد الحب بلوحة زيتية ثلاثية الأبعاد رسم بها فتاة صغيرة تطلق مقلاعاً من الورود الحمراء بجانب أحد المنازل في بريستول، وهو ما يذكرنا بنفس العمل الأيقوني الذي قام بتمزيقه منذ بضعة أعوام.
تستضيف الرياض معرض “فن بانكسي – بلا حدود” بمركز الملك عبد الله المالي بداية من 21 فبراير وحتى 20 إبريل.
اقرئي أيضاً: نادين لبكي، صوت المرأة اللبنانية، وما قدمته للسينما في عيد ميلاده
