تابعوا ڤوغ العربية

تعرفوا إلى أول إماراتية تعمل مراقبة جوية

نوف العفيفي

بعدما أصبحت نوف العفيفي أول إماراتية تعمل مراقبة جوية في الإمارات عام 2011، واصلت هذه الشابة البالغة من العمر 29 عاماً، والتي تتميز بالجرأة والتواضع، شقَ طريقها لتحصل على رخصة طيّار خاص. ورغم أنها أدركت منذ سن مبكرة رغبتها في العمل في مجال الطيران، إلا أن تحقيق ما كانت تصبو إليه تطلّب منها طموحاً جامحاً وجهوداً مضنية.

بدأت نوف مسيرتها المهنية عام 2007 بالعمل في الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات بعدما أنهت دراستها الثانوية كمتدربة في مجال المراقبة الجوية، وسافرت إلى نيوزيلندا لتحصل على شهادتها في هذا المجال. وواصلت مسيرتها فتدربت في مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية، في حين واصلت دراستها بجامعة سيتي في لندن بدوام جزئي لنيل درجة الماجستير في إدارة السلامة الجوية.

ورغم أن الطيران من المجالات التي يهيمن عليها الذكور، لا سيما في العالم العربي، فإن نوف تحث النساء على الانضمام إليه. وجاء في مقال نشرته صحيفة ذا ناشيونال عام 2018: “من بين 130 ألف طيار يعملون على مستوى العالم، يبلغ عدد النساء 4 آلاف فقط، ما يعني أن الإناث يشكلن نسبة 3٪ فقط من القوة العاملة. كما أن عضوية مجلس الاتحاد الدولي للنقل الجوي تكاد تكون حكراً على الرجال”.

في بداية عملها، تعرضت نوف، التي تتولى حالياً الإشراف على عمليات المراقبة في مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية بمطار أبوظبي، للتمييز ولكنها نجحت بمرور الوقت في نيل احترام العديد من الرجال في هذا المجال. ويعد هذا المركز أكثر مرافق إدارة الحركة الجوية ازدحاماً وتطوراً في الشرق الأوسط. ووفقاً لصحيفة “ذا ناشيونال”، ينظم المركز يومياً أكثر من 2200 حركة مراقبة جوية بين المطارات الدولية الثمانية في الإمارات، إلى جانب مراقبة الطائرات التي تعبر المجال الجوي للدولة. ونظراً لطبيعة مجال المراقبة الجوية الذي يعد الأكثر ازدحاماً وتعقيداً. تؤكد نوف: “غير مسموح بأي أخطاء”، لذا يتعيّن عليها دائماً التركيز الشديد والانتباه لضمان الإقلاع والهبوط الآمن للرحلات الجوية، حيث تكون أرواح الركّاب على المحك.

وهنا تلتقي ڤوغ العربيةُ هذه الشابةَ المولودة في أبوظبي للحديث عن نجاحها في تحطيم الحواجز، واستكشاف ما يتطلّبه العمل في مجال الطيران.

ما أكثر شيء تحبينه في إقامتكِ بأبوظبي؟

في رأيي، أبوظبي هي أكثر مدينة مسالمة؛ وجميلة للغاية، وزاخرة بالفرص، ومكان تحققين فيه أحلامكِ.

ما الذي جذبكِ للعمل في مجال الطيران؟

كانت والدتي تلهمني دائماً السعي نحو ما لا يتوقعه أحد وتحقيق ما يتحداني ويجعلني أنمو كامرأة قوية. وقد جمعتُ بين أمنياتها وشغفي بالطائرات، ووجدتُ تحدياً مثالياً لي في تعلّم المجال الجوي والعمل في مراقبة الحركة الجوية.

ما الذي أثار مخاوفكِ عند انضمامكِ لمجال الطيران؟

كان يشكل تحدياً، ورغم ذلك لم يكن لديّ مخاوف عند انضمامي إليه نابع من هيمنة الذكور عليه، فقد تربيت وسط أشقائي الرجال ولديّ شقيق يعمل في نفس المجال أيضاً.

ما الذي قادكِ للعمل في مجال المراقبة الجوية؟

الشغف والولع بخوض التحديات وتحمّل المسؤوليات.

كيف تحافظين على تركيزكِ أثناء العمل لتفادي وقوع أية حوادث جوية؟

يتطلب العملُ في مجال مراقبة الحركة الجوية الحصولَ على تدريبات مكثفة لمدة ثلاث سنوات. ويجب على المراقب الجوي أن يتمتع بسرعة البديهة، وأن يملك دائماً العديد من الخطط البديلة. والأهم من هذا أن يلتزم بالإجراءات المتبعة؛ كما يتطلب هذا المجالُ العملَ الجماعي والقيام بمهام متعددة في الوقت ذاته. ويتعيّن على المراقب الجوي أن يكون على دراية واسعة بجميع ما يحدث من أمور محتملة، وأن يجد وسيلة لتفادي الوقوع في الأخطاء بعقلية متفتحة.

حدثينا عن أية صراعات أو تحديات واجهتِها كامرأة تعمل مراقبة جوية في الشرق الأوسط.

يمثل اقتحام مجال يحتكره الرجال تحديّاً، وفي نفس الوقت يعدّ العمل في مجال المراقبة الجوية تحديّاً آخر في حد ذاته؛ فهناك النوبات الليلية، وضغوط العمل، والتعامل مع رجال من مختلف الجنسيات، والطيّارين، والزملاء، وضرورة السعي لتهيئة هذه البيئة بما يتوافق مع ثقافتي. وقد حققت جميعُ هذه المسائل التوازنَ من تلقاء نفسها.

ما شعوركِ كأول امرأة إماراتية تعمل مراقبة جوية؟

أشعر بفخر بالغ لأني أمثّل وطني، وسعيدة لأني حطمت الحواجز. ويسرني أن أكون نموذجاً رائداً لجميع الفتيات.

لماذا قررتِ تعلُّم الطيران؟ هل يساعدكِ على فهم أفضل لمجال المراقبة الجوية؟

إنه يساعد بالطبع، ولكنه لم يكن السبب الوحيد لاختياري تعلُّم الطيران، فقد كان تحقيقاً لحلم والدتي وللاستمتاع بهوايتي المفضلة.

كيف تغلبتِ على التمييز؟

كانت عائلتي تؤمن بي دائماً، ومنحتني الضوء الأخضر لاقتناص الفرص التي تسنح لي. ولكني واجهت زملاءً وقفوا ضدي لأنني امرأة أعمل مراقبة جوية، وقد اتخذته تحديّاً لي، وما حققته كان أفضل مما كنت أصبو إلى تحقيقه. فأنا لست من أولئك الذين يستهويهم البقاء في منطقة راحتهم.

يبدو أنكِ ترغبين في الاستمتاع بكل ما تزخر به الحياة من إمكانات، فماذا يعني لكِ النجاح والاستفادة من جميع إمكانات الحياة؟

النجاح في رأيي يعني استغلال كامل طاقاتكِ. إنه الهدف الذي تملكينه وتسعين إلى تحقيقه بلا توانٍ، من دون نسيان الاستمتاع بكل خطوة لكِ. وكل هذا يعتمد على شغفكِ بهذا الهدف.

من المهم لجميع النساء استغلال كامل طاقاتهن، ولكن ما نقاط القوة التي تضيفها النساء الإماراتيات والعربيات إلى قوة النساء في العالم؟

نحن كنساء إماراتيات دائماً ما نجد كل الدعم والتشجيع والإيمان بنا من سمو الشيخة فاطمة وحكومتنا. لذا، نبذل أقصى ما لدينا من جهد لإثبات أنفسنا وإظهار تقديرنا وامتناننا.

نحتفل يوم 8 مارس القادم باليوم العالمي للمرأة والذي تحتفي به الأمم المتحدة هذا العام تحت شعار: “نطمح للمساواة، ونبني بذكاء، ونبدع من أجل التغيير”. ماذا يعني ذلك لكِ كامرأة تعمل في مجال الطيران؟

إنه شعار يَعِد بمستقبل زاهر لجميع النساء في العالم.

ما الذي تشعرين به إزاء اهتمام الإمارات وحتى السعودية بالنساء لسد النقص في عدد العاملين في مجال التدريب الجوي؟

لا تعمل الإمارات والسعودية على سد هذا النقص بالنساء، ولكنهما تستكملان المجال الجوي بنا. فنحن معاً، رجالاً ونساءً، بكل ما يتمتع به كل منا من ملكات، نتعاون على استكمال هذا النقص في المجال الجوي.

أنتِ الآن مشرفة على الزواج، فهل زوجكِ القادم المعجب رقم واحد بكِ؟

أجل، هو فخور للغاية بإنجازاتي وشديد الدعم لي أيضاً. وكل منا يُكمل الآخر في العمل، لأنه يعمل طيّاراً.

والآن اقرؤوا: الأميرة ريما بنت بندر تعين في منصب رياضي جديد

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع