تابعوا ڤوغ العربية

تعرفي على هياء خليفة

عرفت مذ كانت طفلة أنها ستعمل في مجال التصميم رغم أنها بدأت في شبابها دراسة الهندسة المعمارية، وفعلاً لاقت قدرها وانضمت إلى “نسيم الأندلس”، العلامة التجارية التي أطلقتها والدتها ذات الأصول المغربية في عالم الأزياء لينتهي بها الأمر عاشقة للموضة ولتغيّر اختصاصها الجامعي لتنال بكالوريوس في تصميم الأزياء في العام 2016.

من هي هياء خليفة

هياء خليفة مصممة أزياء بحرينية تمتلك Nesma Studio، العلامة التجارية الخاصة بالأزياء المستدامة وتعمل على إطلاق علامة تجارية تسمى Swatch of Style تقوم على إعادة تدوير نفايات المنسوجات واستعمالها لصناعة أكسسوارات راقية، وهي تشرح عن علامتها قائلةً: “تأثرت جداً بمقولة لفيفيان ويستوود: “اشتر أقل، اختر جيداً، اجعله يدوم”. ووجدت أننا فعلاً نشتري الكثير من الملابس دون تطوير أي صلة بها؛ الموضة تجسيد للمشاعر والخبرة وأشعر أننا فقدنا ذلك بسبب الموضة السريعة. لم يعد لها معنى وعلينا العودة إلى تفضيل الجودة على الكمية، فنختار تصميماً جيداً منفذ بتقنية وجدير بالحب!” هذه المقولة زرعت فيها رغبة بإحداث تأثير إيجابي في العالم على الصعيد الاجتماعي والبيئي، فتقول: “أريد أن أكون نموذجاً يُحتذى به، وأن أمهد الطريق للنساء وأثبت لهن أنه بإمكانهن متابعة أحلامهن حتى النهاية، مع التركيز على نشر الوعي حول تغير المناخ وكيف يمكننا المساعدة في إنقاذ كوكبنا، خاصة في نطاق الموضة. لا يزال بإمكاننا التعبير عن حبنا للموضة بينما نقوم بذلك بشكل مستدام وعقلي”.

ولعلها تكون في مسيرتها المهنية متأثرة بوالدتها فهي تعتبرها قدوتها، وحين تتحدث عنها تشع عيناها فخراً فهي تقول: “تزوجت أمي في سن صغيرة وانتقلت إلى بلد غريب وكرست نفسها لعائلتها الجديدة مؤجلةً أحلامها. لم تكمل تعليمها العالي لكنها لم تتخلى عن شغفها بالموضة؛ لذلك بعد مرور سنوات، سعت وراء حلمها وأطلقت علامتها التجارية التي ذاع صيتها إقليمياً وعالمياً.” باختصار أمها هي خير تجسيد لمقولة تؤمن بها: “هناك كذبة كبرى واحدة: أننا مقيدون. الحدود الوحيدة التي نمتلكها هي الحدود التي نؤمن بها”.

“أحب أزياء موسيقى الروك أند رول إلا أنها لا تتوافق مع خلفيتي المحافظة”

أزياؤها وخلفيتها المحافظة

تحتوي خزانة ملابس هياء على مواد أساسية كلاسيكية بألوان هادئة تزينها نقشات بوهيمية بالإضافة إلى ملابس مستوحاة من الطراز القديم ومن فترة السبعينيات والتسعينيات وهي تتحدى بيئتها التي قيدت تجربتها في عالم الموضة، وتشرح الأمر قائلةً: “أحب أزياء موسيقى الروك أند رول إلا أنها لا تتوافق مع خلفيتي المحافظة”.

تواكب هياء كل جديد في مجال الموضة وتستوحي تصاميمها من الشخصيات الخيالية ككاري برادشو وبلير والدورف وهي مهووسة بشخصية زوي كرافيتز في فيلم High Fidelity”. وبعيداً عن الخيال، تحب هياء أسلوب زوي الجريء وتحرص دائماً على متابعة إطلالات إيما ستون وأوليفيا باليرمو على السجادة الحمراء وتحب يارا شهيدي؛ ويبدو تأثرها واضحاً بالراحل إيف سان لوران وتحب أسلوب عز الدين عليا، وهي تقول: “أعتقد أن عملهما ومواقفهما في عالم الموضة أثرت عليّ كطالبة أزياء ولا تزال شخصيتي متأثرة بهما حتى اليوم.

لا يمكن اعتبار هياء مهووسة أزياء، صحيح أنها تحلم باقتناء جاكيت ڤينتاج سفاري Rive Gauche من إيف سان لوران وصحيح أنها كانت تملك أعداداً كبيرة من الأحذية والحقائب لكنها بدأت تقرأ عن البساطة وقررت تطبيق طريقة ماري كوندو لذلك تقول: “احتفظت بالأشياء التي تثير الفرح فقط! الآن أمتلك نحو 50 زوجاً من الأحذية منها ما هو من مجموعات كريستيان لوبوتان وأخرى أحذية رياضية من نورث فيس! ولا يتعدى عدد الحقائب التي أملكها الـ 35 وأكتفي بعشرة نظارات شمسية”.

تهوى هياء خليفة العلامات التجارية الأنيقة مثل Chloé وIsabel Marant وZimmerman وEtro. أما عطرها المفضل فهو Joy من Dior. وتستمتع بمتابعة ماريا غراتسيا شويري منذ أن كانت في ڤالنتينو إذ تقول: “أحب طريقة تفكيرها الإبداعية ونهجها الفريد في التصميم وأحب ما فعلته في ديور”.

وفي ما يتعلق بعالم المجوهرات، تعشق هياء الأقراط لا سيما أقراط Maria Tash إلا أنها لا تهتم كثيراً بالقلادات والأساور ولا تفضل أي علامة تجارية بل تميل إلى المجوهرات الأنيقة والبسيطة التي تجمعها من أماكن مختلفة سواء أكانت راقية أم متاجر صغيرة.

“هذا ما أقاتل من أجله، أنا أقاتل من أجل الحقوق العادلة والأجر المتساوي والفرص المتكافئة”

شخصية هياء

هياء قوية ومستقلة من دون أن تشذّ عن ثقافتها وتقاليدها من مواليد برج القوس، عنيدة، لا تقبل النقد لا سيما السلبي رغم أنها تحاول الاستفادة من النقد البناء لتحسين نفسها، تغير أسلوبها كثيراً حسب المكان الذي تكون فيه، تحب الوحدة بين أحضان الطبيعة الهادئة وتخشى إضاعة الفرص في الحياة. نشأت في أسرة عربية تقليدية وهي تفخر بهويتها العربية وعائلتها وترفض المساس بعائلتها وقيمها الأساسية التي تعددها قائلة: “أقدس عدداً من القيم الأساسية كالنزاهة والتعاطف واحترام كوكب الأرض وجميع الكائنات الحية عليه. قد أكون متمردة أكثر من زملائي وأؤمن كثيراً بمقولة أنجيلا ديفيس “لم أعد أقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها. أنا أقوم بتغيير الأشياء التي لا يمكنني قبولها”.

قبل كوفيد – 19 كانت هياء تبدأ يومها بالتأمل الصباحي ثم تحضر عصيراً لتتناوله في طريقها إلى عملها. تقضي صباحها مع الفريق الإبداعي وتتابع عمليات الإنتاج بينما تنهي الأعمال المكتبية اليومية. تقوم بعد العمل ببعض التمارين الرياضية مع مدرب شخصي ثم تتناول قهوتها مع الأصدقاء أو تقوم ببعض الأعمال التطوعية لتنهي نهارها بجلسة يوغا. تقول هياء: “أحب أن أبقى مشغولة ونشيطة طوال النهار وأفضل أن أتابع عروض الأزياء ليلاً أو أن أقرأ كتاباً قبل الذهاب إلى الفراش”.

وتحب المصممة الشابة السفر كثيراً وتبحث دائماً عن المغامرات في قلب الطبيعة الهادئة وترغب بزيارة دولة جنوب إفريقيا لتستمتع بشاطئها وطبيعتها المناسبة للأنشطة المائية والمشي واكتشاف الحياة البرية والسباحة مع أسماك القرش البيضاء العظيمة!

هياء والعالم الافتراضي

تعي هيا أهمية مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنها تعطي للآخرين الصورة التي نريدها فقط وهي تستعملها لتنشر أعمالها ونشاطاتها إلا أنها تتجنب مشاركة الأشياء الشخصية فلا تعرض ما يفعله أصدقاؤها وعائلتها أو ما تفعله في أوقات فراغها وتشرح وجهة نظرها قائلةً: “أحاول مشاركة محتوى تثقيفي وترفيهي، وأنا في الواقع لا أحب أن أخاطب الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نادراً ما أنشر فيديوهات أتحدث بها إلا إن تناولت أمراً أنا متحمسة له حقاً”.

هياء والمرأة

تعتقد هياء أن المرأة العربية لم تحصل على الفرص ذاتها التي حصل عليها الرجل علماً أنها تتمتع بمقدرات فذة فهي مثلاً انطلقت في مسيرتها المهنية بفضل امرأة أي أمها، وهي تقول: “بحجة حمايتهنّ، مُنعت بعض النساء في بعض الدول العربية من التعلم وفرص العمل وفرص التقدم وتحقيق الإنجازات ومن حق الحصول على أجر مساوٍ لأجر الرجل”. من وجهة نظر هياء، يمكن للمرأة أن تكون وتفعل ما تريد من دون انتظار موافقة أي رجل فهي كائن لا ترتبط حريتها بأي رجل إلا أن تتأسف على واقعنا فتقول: “لسوء الحظ، لا يتقبل مجتمعنا هذه الأفكار لذا يجب أن تعلو أصوات النساء أكثر لإلقاء الضوء على حقوقهن إيماناً منا أن أصواتهن يمكن أن تغير العالم. أنا لا أقول إنه يجب على كل امرأة أن تتمرد على مجتمعها، لكنني أعتقد أن المفاوضات يجب أن تحدث إلى أن يتم إرساء المساواة بين الرجال والنساء من حيث الفرص المتاحة والحريات،” وأضافت: “هذا ما أقاتل من أجله، أنا أقاتل من أجل الحقوق العادلة والأجر المتساوي والفرص المتكافئة”.

اقرئي أيضاً:  ندى أبو فرحات تصرخ “خلص” دفاعاً عن حقوق المرأة اللبنانية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع