تابعوا ڤوغ العربية

جولة داخل منزل مهندسة الديكور اللبنانية منى حاج الثري بالتأثيرات العالمية في بالتيمور

منى حاج بعدسة ويليام أبرانوڤيتش وسكوت فرانسيس لعدد يناير 2020 من ڤوغ العربية

كان إقدام منى حاج على شراء شقة تشغل طابقاً كاملاً وتمتد على مساحة 325 متراً مربعاً في مبنى سكني بمثابة مجازفة كبيرة منها. وقد اتخذت مهندسة الديكور هذا القرار الصعب دون أن تزور الشقة أو حتى ترى صورها – بل لم تشاهد سوى المخطط الأرضي لها. تُرى، ما الذي أقنعها بشرائها؟ لا شك أن السبب هو المبنى الذي يضم هذه الشقة، والمشيّد عام 1928 على النسق المعماري للفنون الجميلة في حي غيلفورد الساحر العريق بمدينة بالتيمور. تقول: “ما إن حصلت على هذه الشقة، أجريت تجديدات شاملة – كانت مثل قطعة قماش فارغة تشوبها بعض القيود الهيكلية”. وبادرت منى بإزالة غرفة من غرفها الأساسية الثلاث لتقيم جناحاً رئيسياً فسيحاً ألحقته بخزانة ملابس واسعة. وإلى جانب تغيير مساحات العديد من غرفها، أعادت منى بناء جميع محتويات شقتها لتلائم احتياجاتها وتتماشى مع رؤيتها. فصممت قوالب جديدة للأسقف، وإطارات (حول الأبواب والنوافذ)، وألواحاً قاعدية أسفل الجدران، ما بث جواً من السحر في هذه الشقة التي أقام بها أحد أبنائها قبل أن يغادرها للالتحاق بالجامعة.

ولدت منى حاج في غرب أفريقيا ونشأت في لبنان قبل أن ترحل إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراساتها العليا. ويعكس ذوقها في التصميم تنوع تجاربها. تعقب: “أستقيت مصادر إلهامي عند تصميم شقتي من الشرق والغرب، فجاءت مزيجاً من جمال التصاميم الداخلية الشرقية وعمقها والحس الغربي الأمريكي”. وفي جميع مشروعاتها، تتخذ من السجاجيد نقطة انطلاق لعملها – ولم تكن شقتها هذه استثناءً. “دائماً ما أبدأ بوضع قاعدة محايدة، باللون الأوف وايت مع مسحة من اللون الكريمي، ويكون لكل غرفة بعد ذلك إحساس ومزيج لوني مختلف. على سبيل المثال، يحتوي النسق التصميمي على درجات لونية داكنة تتميز بالفخامة والعمق تتعلق بالشرق الأوسط، وتمتزج بالجماليات الأوروبية”.

منى حاج بعدسة ويليام أبرانوڤيتش وسكوت فرانسيس لعدد يناير 2020 من ڤوغ العربية

وتجمع منى، المولعة بتاريخ الشرق وحداثة الغرب، هذه التأثيرات في كل ما تفعله. وحين ترغب في شراء أقمشة قديمة، تذهب إلى بيروت؛ وإذا أرادت أوعية فخارية سافرت إلى سوريا. وترى بازارات إسطنبول وجايبور أفضل الأماكن لجلب المقتنيات الفريدة، ولكنها لا تشتريها إلا بناء على شرط واحد: أن تقع في غرامها. وبعدها، تأتي مسألة العثور على مكان مناسب لكل منها. ورغم انتماء هذه المقتنيات إلى فترات تاريخية عدة وأذواق مختلفة، تبدو وكأنها جاءت معاً. ففي منزل منى، تمتزج قطع من العلامات المعاصرة مثل بولترونا فراو، ووتروركس، وروز تارلو، وإيه رودين بالأعمال الفنية للمصور الألماني إليجر إيسر، والرسامين الأمريكيين هيلين فرانكنثالر وجورج إينس. وتملك منى من بين مقتنياتها الأثرية مرآة مذهبة مصنوعة على نسق الباروك، وأغطية تركية أحالتها إلى ستائر، وثريا كريستالية من عشرينيات القرن الماضي، ومقاعد فرنسية من القرن التاسع عشر، وغطاء لسرج فارسي استكمل جمال ديكورات المنزل المنتقاة التي تكاد كل غرفة من غرفه أن تكون معرضاً لمجموعاتها الفارسية، والسورية، وقطعها من السيراميك التركي، والأطباق، والكتب.

وبعض هذه العناصر التصميمية صنعتها مهندسة الديكور بمواصفاتها الخاصة. “حين أردت تصميم مطبخي، أحببت أن يكون على شكل سلسلة من الخزائن الجميلة التي تبدو أكثر مثل قطع من الأثاث، ولكنها لا تزال عملية بما يكفي لتفي بالغرض منها. وقد صممت الخزانة المدمجة لتغطي جميع مساحة المطبخ؛ وهي من أكثر القطع التي أفضلها في تصاميمي”.

وتصف منى شقتها بكلمات “دافئة، ومرحبة بضيوفها، وهادئة”، وترى ذوقها في اختيار الأزياء مماثلاً لأسلوب شقتها، باعتباره: مريحاً وأنيقاً. تقول: “أسافر كثيراً الآن ولا يمكنني قضاء أطول وقت ممكن كما أحب هنا. ويسعدني دائماً العودة إلى منزلي؛ فمن المطمئن جداً أن تكوني في مكان مصمم تماماً كما تهوين”.

منى حاج بعدسة ويليام أبرانوڤيتش وسكوت فرانسيس لعدد يناير 2020 من ڤوغ العربية

وقد أرادت منى -التي تستمد إلهامها دائماً من لبنان بوجه خاص وتسافر إليها مرة كل عام لزيارة عائلتها ومن الشرق الأوسط بوجه عام “لإبداعه الثقافي وجمال فنونه وعمارته”- أن تحتفي بلبنان والمنطقة في كتابها الجديد الذي عنونته باسم “رومانسية الشرق والغرب”. وعلى صفحات هذا المجلد الفاخر، تؤكد المصممة بالدلالات البصرية أن الثقافات المختلفة يمكنها التعايش معاً بانسجام. وكتبت مهندسة الديكور في صدر صفحات الكتاب: “الجمال، الغرابة، الصفاء، التعقيد، الرومانسية، الحدس، التعلم. كلمات تصف العالم الذي قدمت منه والأسلوب الذي أريد أن تبثه المنازل الي أصممها. لقد ترعرعت في بيروت، في غرف كانت طبقات من السجاد والأقمشة، ومزيج من قطع الأثاث، والفنون، وأدوات الزينة من مختلف العصور تضفي عليها الفخامة والدفء والترف. والكثير من هذه المقتنيات التي عشنا معها تناقلتها الأجيال في عائلتي. ولم يكن لهذه الغرف أنماط اجتمعت عليها، ولعل هذا يفسر سبب كراهيتي الشديدة لأي نوع من الأنماط التصميمية الموجودة حالياً”.

منى حاج بعدسة ويليام أبرانوڤيتش وسكوت فرانسيس لعدد يناير 2020 من ڤوغ العربية

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد يناير 2020 من ڤوغ العربية.

اقرئي أيضاً: هكذا تحافظ حِرفيات مركز الحِرَف اليدوية النسائية على الفنون التراثية الإماراتية من الاندثار

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع