تابعوا ڤوغ العربية

حوار مع ريم السعيدي بريدي تتحدث فيه عن الأمومة

بعدسة ألڤارو بيمود كورتيس لعدد مايو 2019 من ڤوغ العربية

ريم السعيدي بريدي ووسام بريدي نجمان عربيان شهيران، وشعبيتهما لا تنبع من عملهما فحسب (ريم عارضة أزياء تونسية وعضوة في لجنة تحكيم برنامج “فاشن ستار” الذي يُعرَض على تلفزيون دبي، في حين يعمل اللبناني وسام بريدي صحفياً ومقدِّماً لبرنامج “متلي متلك” التلفزيوني)، بل أيضاً لأن الناس يشعرون بوجود صلة معينة تربطهم بالزوجين، منذ مشاهدة علاقتهما تتطور على تلفزيون الواقع. تقابل الزوجان أثناء تصوير برنامج “رقص النجوم”، حيث كانت ريم متنافسة مشاركة في البرنامج الذي قدّمه وسام. وفي شهر يوليو 2017، تزوجا ضمن حفلٍ صغيرٍ في ميلانو، تلاه حفلٌ أكبر في لبنان في شهر سبتمبر. وفيه، ارتدت ريم فستاناً مفصَّلاً حسب الطلب من إبداع جورج حبيقة، واستمتع الضيوف بالاستماع لأنغام الفنان ميشال فاضل والمشاركة بالدبكة، إلا أن كلمة وسام هي ما حرَّك مشاعر الجميع. تستذكر ريم قائلةً: “لقد جعلت تلك الأمسية مميزة على نحوٍ خاص وجعلتنا جميعاً نبكي”. ولأنهما على استعداد دائم لمشاركة فرحتهما مع المعجبين، فقد تم بثُّ تلك اللحظة مباشرةً على حساب وسام على انستقرام. وبعد ذلك بعامٍ، رُزِق الزوجان بابنتهما بيلا ماريا.

وسام بريدي: بِمَ فكرتِ أول مرةٍ قابلتِني فيها؟

ريم السعيدي بريدي: فكرتُ بأنك رجلٌ وسيمٌ وساحرٌ ولديك كاريزما. وكان صوتك جميلاً للغاية! وكنتَ أيضاً محترماً، ومثقفاً، وروحانيّاً، وشخصاً إيجابياً.

وسام بريدي: متى شعرتِ بأنكِ ترغبين في الزواج بي؟

ريم السعيدي بريدي: عندما رأيتُ مدى اهتمامك بعائلتك. عرفتُ أنك يمكن أن تكون أباً رائعاً.

وسام بريدي: هل كنتِ ترغبين دائماً بالإنجاب؟

ريم السعيدي بريدي: يعلم الجميع مقدار حبي لعائلتي وأنني مستعدة لفعل أيّ شيءٍ لأجلها. ولطالما حلمتُ بأن أصبح أمّاً. وربما لأنني قريبة جداً من والدتي أردتُ أن تربطني تلك الصلة مع أبنائي أيضاً.

وسام بريدي: كيف تعتقدين أنَّ الأبوة غيّرتني؟

ريم السعيدي بريدي: كنتَ تكره البقاء في المنزل، وتحبّ أن تبقى محاطاً بالناس وتقضي اليوم بطوله تقريباً في الخارج. ومنذ مجيء بيلا إلى حياتنا، نادراً ما تخرج وأخذت تركز أكثر علينا وعلى عملك لبناء مستقبلٍ أفضل لعائلتنا.

وسام بريدي: هل ترين أن الأمومة قد غيّرتكِ؟

ريم السعيدي بريدي: عندما أصبحتُ أمّاً، كانت تلك أصعب لحظات حياتي ولكنها كانت أيضاً اللحظات الأثمن على الإطلاق. بيلا أعظم هبة. الأمومة مدّتني بالقوّة الداخليّة التي لم أعرف أنني أمتلكها، كما جعلتني أصبح أكثر صبراً. أفهم الآن أنني امرأة خارقة، مثل أمي وجميع الأمهات، وذلك يجعلني أحبُّ والدتي أكثر. أصبحتُ حسّاسة تجاه الأطفال والحيوانات، وخصوصاً المحرومين من العائلات. يجعلني ذلك عاطفية أكثر. ولديّ الآن أولويات مختلفة في حياتي بكل تأكيد. لا أفكر بريم في المقام الأول، بل أفكر بابنتي، وأسرتي، وبعدها بنفسي.

وسام بريدي: برأيك، كيف تطوّرت علاقتنا منذ ولادة بيلا؟

ريم السعيدي بريدي: تزوجتُك ليس لأنني كنتُ مغرمة بك وحسب، بل لأنك كنت شريكاً رائعاً يمكنني الاعتماد عليه دوماً. صحيحٌ أننا نمرُّ بأوقات حلوة وأخرى مُرَّة، مثل جميع الأزواج، ونتشاجر كثيراً، إلا أننا لا نخلد للنوم دون قول: “أحبك” لأحدنا الآخر. لقد عانيتُ من اكتئاب ما بعد الولادة وكنتَ صبوراً وداعماً في جميع الأوقات. رؤيتك مع بيلا والحب السحري الذي يجمعكما تجعلني أحبك أكثر وأفكر كم أنا محظوظة لأنك شريكي.

وسام بريدي: بوصفنا والدين مشهورين، كيف تشعرين حيال نشأة ابنتنا تحت الأضواء؟

ريم السعيدي بريدي: نحن أناسٌ عاديون في المنزل. أعتقد أن الناس يحبوننا لأننا بسيطان. هكذا نشأنا وبهذه الطريقة سنربي ابنتنا – مع احترام الآخرين وحبّهم.

وسام بريدي: ما أكثر شيءٍ فاجأكِ في الأمومة؟

ريم السعيدي بريدي: مدى صعوبتها. الحمل، والولادة، والرضاعة الطبيعية – التي أجدها أصعب من الولادة… ثمَّ، بالطبع الليالي الطويلة التي يجافينا فيها النوم. لا أتذكرُ آخر مرةٍ نمتُ فيها لخمس ساعات. لكن أكثر ما فاجأني كان مقدار الحب الذي يمكن للأم أن تشعر به تجاه طفلها. عندما تحمل طفلتك بين ذراعيك، تنسى كل شيء، وتشعر أن لديك الكثير والكثير لتقدمه.

وسام بريدي: كيف توازنين بين عملكِ وأسرتكِ؟

ريم السعيدي بريدي: أعتقد أن العائلة يجب أن تكون في المقام الأول، قبل أي عمل. سأحاول بكل تأكيد الموازنة بما أنني لا أزال أملك الكثير من الأحلام التي أرغب بتحقيقها، لكن أسرتي تأتي في المقام الأول.

وسام بريدي: هل سترغبين بأن تعمل بيلا في قطاع الترفيه مثلنا؟

ريم السعيدي بريدي: لست مَن أقرِّر مستقبل أطفالي. سأبذل ما بوسعي لتوفير أفضل تعليم لها، سأعلمها ما تعلمته من الحياة، وسأكون موجودة عندما تحتاج النصح، لكنه مستقبلها هي وينبغي أن تقرِّر بنفسها كما قرَّرنا نحن. سأكون داعمةً لأي أمرٍ تختاره.

وسام بريدي: ما أهم درسٍ تعلمتِه من والدتكِ؟ وماذا تأملين أن تعلِّمي ابنتنا؟

ريم السعيدي بريدي: علمتني والدتي أنني حينما أزرع الحبّ، أحصد الحبّ. سأعلم ابنتي الأمر ذاته. الكراهية تزرع الكراهية، والحب يزرع الحب والسلام وكل ما هو جميل. الأمر يتعلق بالطاقة التي تشاركها مع الآخرين. كما أريد أن أعلمها أيضاً العمل بجد لتحقيق أحلامها. لن تتحقق إن جلست وانتظرت حُدوث معجزة وترك الأمور للقدر والحظ.

وسام بريدي: بوصفكِ امرأة عربية، ما آمالك لمستقبل ابنتنا؟

ريم السعيدي بريدي: أن تنشأ بيلا في مجتمع يمنح المرأة حقوقها. أتمنى لها أن تنعم بالحرية لتختار ما تريده في حياتها، وألَّا يكون هناك عوائق أمامها فقط لأنها امرأة.

نُشِر للمرة الأولى على صفحات عدد مايو 2019 من ڤوغ العربية.

والآن اقرؤوا: ابنة محمد صلاح تستعرض مهاراتها الرياضيّة في ملعب أنفيلد

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع