في إنجاز جديد تفخر به المنطقة، فاز صنّاع فيلم ’عزيزة‘، الذي ينتمي لنوعية أفلام الكوميديا السوداء، بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فئة الأفلام القصيرة بمهرجان صندانس السينمائي، بعدما تغلب على مجموعة كبيرة ومنتقاة من الأفلام القصيرة بلغ عددها 73 فيلماً كان المهرجان قد اختارها مسبقاً من بين نحو 10 آلاف فيلم تقدم للمشاركة في المسابقة.
وقد نجحت قصة فيلم “عزيزة” ببراعة في رصد بصيص من الضوء وسط الظلام، إذ جسدت بصورة مأساوية مرحة حياة اللاجئين السوريين وأعادت سردها، ملقيةً الضوء على محنهم بأسلوب يضج بالحياة وبعيد عن التقليد. ويروي الفيلم قصة زوج وزوجة، فقدا كل شيء ولا يرغبان سوى في الاستمتاع بما تبقى لهما. ويبدأ الزوج في تعليم زوجته قيادة السيارة، ولكن تثير مخاوفه قوانين المرور التي ليست صارمة في الأساس، ما يخلق أجواء سوداوية ساخرة تضفي مزيداً من الفكاهة على أجواء الفيلم. صُور الفيلم في لبنان ليلاً، وتتمحور قصته حول اثنين من اللاجئين يتحرقان شوقاً لعيش حياة عادية قليلاً. ولا شك أن أحداث هذا الفيلم، الذي اضطرت مخرجته للنزوح من مسقط رأسها دمشق بسبب الحرب، تنبع من القلب.
وليست تلك المرة الأولى التي تحقق فيها المخرجة السورية سؤدد كعدان إنجازاً تاريخياً، فقد كان آخر فيلم لها بعنوان “يوم أضعتُ ظلي” أول فيلم سوري على الإطلاق يُعرض خلال مسابقة مهرجان البندقية السينمائي المرموقة بل وفاز بجائزة “أسد المستقبل” عن فئة أفضل فيلم أول.
ومع هاتين الجائزتين وغيرهما من الإنجازات التي تنتظرها في المستقبل، وخاصة مع اشتراكها في المهرجانات السينمائية الأخرى مثل مهرجان تورونتو، ومهرجان بوسان، ومهرجان بي إف آي لندن، ومهرجان روتردام السينمائي الدولي، لا شك أن سؤدد كعدان ستحلق عالياً في سماء النجاح.
والآن اقرؤوا: فيلم كفرناحوم للمخرجة نادين لبكي يعرض في حفل خاص لسفراء الأمم المتحدة
