تابعوا ڤوغ العربية

في ذكرى مولده، إليكم أهم المحطات في حياة مصمم الأزياء المبدع كارل لاغرفيلد

بمظهره اللافت وكأنه أحد مطربي الروك آند رول، وخصلات شعره البلاتينية التي يصففها على هيئة ذيل حصان، ونظارته الشمسية، وملابسه المميّزة بالأبيض والأسود.. لستم في حاجة لتكونوا خبراء في الموضة لتعرفوا مَن هو كارل لاغرفيلد..

كارل لاغرفيلد

صورة لكارل لاغرفيلد بعدسة بينوا بيڤيريلي. بإذن من فندي

لأنه في الواقع أحد أشهر الشخصيات في عالم الموضة، وقد بلغ القمة في هذا المجال، ولا يزال يعتليها في هذه الصناعة التي تتنكر لأصحابها بعد وقت ليس طويلاً. تمكن لاغرفيلد من هز أركان عالم التصميم لأكثر من نصف قرن بفضل موهبته الإبداعية السابقة لعصرها، وقدرته على استشراف المستقبل، وتبنيه لأخلاقيات لا مثيل لها في عمله. وكان لاغرفيلد قد عمل، بعد انتقاله للإقامة في باريس في الرابعة عشرة من عمره، مع المصمم بيير بالمان، وبعدها عمل لفترة قصيرة لدى دار كلوي. بيد أن قيادته لداريّ فندي وشانيل، اللتين التحق للعمل بهما سنة 1965 و1983على التوالي، هي ما جعلته يحصد شهرة عالمية. وبفضل عمله مع العلامتين الفرنسية والإيطالية، وإطلاقه لمجموعته الخاصة تحت اسم كارل لاغرفيلد، كان مسؤولاً عن مئات من المنتجات التي تحظى بأعلى المبيعات كل عام.

إليكم أهم المحطات في حياة مصمم الأزياء المبدع كارل لاغرفيلد:

عمل لاغرفيلد في مسيرته الممتدّة على مدى نصف قرنٍ من الزمان لدى العديد من المصممين ودور الأزياء  المعروفة. من بينهم جان باتو، كريزيا، تشارلز جوردان، فالنتينو، وكلوي، وفي عام 1965 تعاون هذا المصمم المبدع مع سيلفيا فندي لتأسيس علامة أزياء إيطاليّة للأزياء الفاخرة، ثمّ أصبح مصمماً إبداعياً لعلامة شانيل في عام 1983، حيث أعاد تلك العلامة الباريسيّة إلى الواجهة لتكون واحدة من علامات الأزياء الرائدة في وقتنا الحالي.

وعدا عن بصمته المتميّزة التي تظهر واضحة في علامات فندي وشانيل وعلامة كارل لاغرفيلد، ظهرت بصماته الإبداعيّة في الديكور كذلك، حيث صمم العديد من المشاريع، وتعاون  مع المهندسة المعمارية اللبنانية ألين أسمر دامان في نحت قطع أثاث من الصخور الرخامية المسكونة بروح الماضي، كما سبق له التعاون معها في تجديد فندق ”أوتيل دي كريون“ في باريس.

في آخر أسبوع الموضة للأزياء الراقية له، بسبب عارض صحّي ألمّ به، كلّف مديرة الاستوديو الإبداعي فيرجيني فيارد بمهمّة تحيّة ضيوف العرض بالنيابة عنه آنذاك.

غلاف ڤوغ العربية

في تعاونٍ هو الأول من نوعه على مستوى العالم، قام المصمم الأسطوري كارل لاغرفيلد بالتقاط صور نجمة غلاف شهر سبتمبر 2017، الجميلة بيلا حديد، لصالح أضخم عدد من مجلة  ڤوغ العربية حتى الآن. وتم تصوير الغلافين العربي والإنجليزي، المذهلين للغاية، داخل استوديو كارل لاغرفيلد في باريس، واللذان يزيّنان العدد الأكثر تشويقاً من مجلة ڤوغ العربية. وإذ ترتدي أزياء من علامة فندي، فإنَّ نجمة منصّات العروض الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية وبطلة موضة الشارع تتوهّج بالجاذبية على الغلاف، حيث جرى تنسيق إطلالتها على هيئة امرأة غامضة فائقة الجاذبية والإثارة. يقول لاغرفيلد متأملاً: ’’إلهام مجموعة الخريف يأتي من جميع فتيات العصر- وبيلا حديد إحدى الفتيات المعاصرات: فهي تمثل المرأة العصرية القوية والجريئة والأنيقة في عالم اليوم‘‘.

العرض الأخير من كارل لاغرفيلد لعلامة شانيل

بينيلوبي كروز في عرض شانيل لخريف 2019.

اتجهت أنظار العالم  إلى أسبوع الموضة في باريس حينها حيث قدّمت علامة شانيل مجموعتها لخريف 2019 وهي حسب ما تردد المجموعة الأخيرة التي أشرف عليها المصمم كارل لاغرفيلد قبل رحيله في 19 فبراير الماضي. تولى المصمم الألماني المبدع منصب الإدارة الإبداعيّة في شانيل لمدّة 36 عام، وبعد وفاته أعلن عن تنصيب ذراعه اليمنى، ڤيرجيني ڤيارد للقيام بمهام الإدارة الإبداعيّة في العلامة الباريسيّة العريقة. أقيم هذا العرض في صالة غراند بالاس في باريس، وكما اعتدنا من علامة الأزياء المعروفة تحويل صالة العرض بما يتناسب مع الإلهام وراءه، تحوّلت صالة العرض حينها إلى قرية ريفيّة اكتست بالثلوج، فيما خرجت العارضات من كوخ انتصب أمام خلفيّة من الجبال المغطاة بالثلوج، وتهادين بأناقة على مساحة من الثلوج البيضاء (المزيفة).

وعلى مقاعد الحضور الخشبيّة، وضعت ملاحظات العرض التي صوّرت مؤسسة الدار كوكو شانيل، مع مديرها الإبداعي الراحل، كارل لاغرفيلد وكتب عليها “يستمر الإيقاع”. أحيا عرض فندي في أسبوع الموضة في ميلانو ذكرى كارل لاغرفيلد بالطريقة نفسها حيث تلقى الحضور آخر رسومات المصمم لعلامة فندي. كما كتبت ماريا غراتسيا كيوري في ملاحظات عرض مجموعتها الأخيرة لعلامة ديور كرّمت من خلالها ذكرى المصمم الراحل.

تكرم إنجي شلهوب المصمم الراحل

كرمت المصممة وسيّدة الأعمال اللبنانية إنجي شلهوب المصمم الراحل كارل لاغرفيلد، حيث طلب من مصممة الأزياء المعروفة تقديم تصميم يخصها بإلهام من قمصان علامة كارل لاغرفيلد الكلاسيكيّة، وعكس تصميمها براعة المصمم الألماني الراحل في تقديم التصاميم المتقنة التي تجمع بين القصّات البسيطة والأنيقة في آنٍ معاً والتي تعكس هوية كارل الداخلية وإبداعه اللامتناهي. استخدمت إنجي في تصميمها الخامات الفاخرة والريش الأبيض، وزيّنت بتفاصيل متقنة كالدانتيل والكريستال، هو تصميم يجمع بين الأسلوب العملي البسيط للأزياء الرجاليّة ورقي تصاميم الأزياء النسائية في علامتها.

هكذا ودّع عالم الموضة المصمم الراحل 

بإذن من علامة شانيل

اجتمعت دور الأزياء شانيل، وفندي، وعلامة كارل لاغرفيلد لتكريم مصممها الألماني الراحل كارل لاغرفيلد في مكانٍ شهد العديد من إبداعاته خلال السنوات الماضية. أقيم هذا الاحتفال لتكريم ذكراه في صالة غراند بالاس في باريس، ووكلت مهام تنظيم هذا الحدث وإخراجه إلى المدير الإبداعي للأوبرا روبرت كارسون.

حمل هذا الاحتفال عنوان Karl For Ever أو “كارل للأبد”، عند الدخول إلى الصالة استقبلت الحضور 56 صورة ضخمة للمصمم الراحل خلال مراحل حياته، وشهد حضور هذا الحفل عرضاً لفيديو مصوّر تضمّن رسائلاً من أصدقائه وملهماته أمثال كارا ديليفين وهيلين ميرين وتيلدا سوينتون وغيرهن. وقدّم المغني فاريل ويليامز فقرة غنائية إلى جانب عازف البيانو الشهير لانغ لانغ، واستمتع الحضور بفقرة لرقص التانغو الذي كان على ما يبدو شغفاً دفيناً لدى مصمم الأزياء الألماني الشهير.

يقول كارسون في البيان الرسمي الذي نشر “كيف يمكننا أن نحتفي بحياة كارل لاغرفيلد، أحد أكثر الفنانين اكتمالاً وتفانياً وموهبة في القرنين العشرين والحادي والعشرين؟ كيف يمكننا أن نحتفي برجل النهضة الذي كان يستقي إلهامه من الماضي فيما يتطلع إلى المستقبل؟ عبر مجموعة من الفيديوهات التي تصور مسيرته، وتتخللها مقابلات مع مجموعة من الأشخاص الذين ألهمهم في العمل في مختلف المجالات.

مصير قطة كارل


لم يكن سراً غرام لاغرفيلد بهذه القطة، إذ أكد علانية، في عام 2013، بأنه سيتزوجها لو كان القانون يسمح بذلك. وقد دلل هذه القطةَ الأليفة للغاية من نوع “بيرمان”، حتى إنه عيَّن لها خادمين للعناية بها على مدار الساعة، وحارساً شخصياً، ومستشاراً طبياً خاصاً تقع عيادته بشارع فرانسوا الأول. وكان يقدم لها نوعين من الأطعمة الجافة، شملت معجنات الدجاج أو الكروكيت مع الديك الرومي أو صلصة السمك، على ثلاثة أطباق فضية من علامة غويار، كما كانت تسافر دائماً على متن طائرة خاصة. وتملك “شوبيت”، وهي كلمة تعني “الحلوة” باللغة الفرنسية، أكثر من 100 ألف متابع على حسابها على انستقرام، ولها مدوَّنة، وكتاب، وخطوط للمكياج والأزياء تعاونت فيها مع علامات مثل علامة التجميل اليابانية شو أويمورا، التي أطلقت مجموعة ’شوبيت‘ من كارل لاغرفيلد شملت رموشاً مستعارة من الفراء وطلاء أظافر “للمخالب”.

وقبل وفاته، حرص لاغرفيلد على مواصلة العناية الفائقة بقطته المدللة. وفي الواقع، ورثت هذه القطة حصة ضخمة من ثروة المصمم الأيقوني التي تبلغ 273 مليون دولار أمريكي. وكان لاغرفيلد قد كشف، في حوار سابق له مع مجلة نوميرو  قبل وفاته، أن “شوبيت” سترث “ضمن آخرين” ثورته الطائلة.

السيّدة التي خلفت كارل لاغرفيلد 

مَن من الممكن أن يكون خليفة كارل لاغرفيلد في قيادة علامة شانيل؟ هذا السؤال الذي تبادر إلى أذهان الجميع بعد سماع خبر وفاة المصمم الألماني المبدع. إذ نجح هذا المصمم الذي تولى منصب المدير الإبداعي لعلامة شانيل عام 1983، وعمل على تجديد الدار وإعادتها الحياة حتى أصبحت علامة رائدة في مجال الأزياء في عصرنا الحالي. وقد أعلنت الدار عن تعيين ڤيرجيني ڤيارد مديرة إبداعيّة خلفاً له.

عرفت ڤيرجيني ڤيارد بلقب “الذراع اليمنى لكارل لاغرفيلد”، فقد عملت معه منذ سنة 1987، حينما قدّمها أحد الأصدقاء إلى كارل حتى تعمل لديه كمتدرّبة. تبعت ڤيارد المصمم لاغرفيلد عند تعيينه كمديراً إبداعياً لدى علامة كلوي في 1992، ثم عادت معه عند عودته إلى شانيل سنة 1997. كلّفها آلان فرتهايمر، الرئيس التنفيذي لشركة شانيل بالمهام الإبداعيّة في العلامة “حتى يستمر إرث كارل لاغرفيلد وغابريال شانيل” بحسب ما جاء في البيان الرسمي الصادر من علامة الأزياء الفرنسيّة.

أقرئي أيضاً: اقرؤوا أبرز رسائل الوداع من عارضات وأصدقائه للمصمم الراحل

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع