تابعوا ڤوغ العربية

في كلمته بعدد أبريل، رئيس التحرير يبرز أهمية تواصلنا معاً رغم العزل الذاتي

إيمان دينغ، نجمة غلاف عدد شهر أبريل 2020، بعدسة كارلا غولر

تصادف انتشار أخبار تفشّي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في أنحاء أوروبا مع وجودي بالخارج لحضور أسابيع الموضة. وقد أُلغِيَت كل الفعاليات أو أُجِّلَت، من عروض الأزياء إلى العروض التعريفية وحتى الحفلات وغيرها من النشاطات، وباتت شوارع باريس وميلانو خاوية على عروشها إلى حد مخيف، إذ لم تعد نابضة بالحياة كعهدها دوماً في مثل هذا الوقت من العام. ورغم أن الوضع في العالم العربي لم يصل إلى حد مأساوي كالذي تعيشه إيطاليا أو فرنسا أو المملكة المتحدة أو الصين، فقد علّقت المؤسسات التجارية والمطاعم وصالات الجيم الرياضية نشاطها التجاري أيضاً بعد أن اتجه غالبية الناس إلى التزام منازلهم، إما لدواعي الحَجْر الصحي أو لتجنّب الازدحام كإجراء احترازي. ورغم هذا الوضع المأساوي، إلا أننا في ڤوغ نحاول أن ننظر للأمر من منظور إيجابي ونخرج من هذا الموقف ببعض الدروس التي نستفيد منها في حياتنا. فرغم أننا لم نعد نتلاقى وجهاً لوجه مثل العادة كما يحاصرنا الشعور بالعزلة أكثر من أي وقت مضى، ثمة قصص ملهمة خرجت من رحم هذه الأزمة لتأصّل روح الأخوة والتآزُر بين الناس، وهو ما ظهر جليّاً على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن أكثر المواقف التي أعجبتني ذلك المشهد الذي سُجِّلَ في مدينة أغريجنتو الإيطالية للجيران وهم يتراقصون في شرفات منازلهم على أنغام جارٍ لهم يغني في الشارع. وإذا كانت التكنولوجيا قد لعبت دوراً في الماضي في زيادة الفُرقة بيننا واتساع فجوتها، فها هي تغيّر الأمر الآن لتسهم بدلاً من ذلك في نشر الأمل ومساعدتنا على مواصلة حياتنا بشكل طبيعي قدر الإمكان، حيث توفر لنا مقوّمات العمل من المنزل على سبيل المثال.

مانويل أرنو، رئيس تحرير ڤوغ العربية

لقد أدركت في ظل هذه الأوقات العصيبة أن ما يجعلنا بشراً حقيقيين ليس قدرتنا على التواصل معاً فحسب، بل قدرتنا على تحقيق النجاح وسط ظروف غير مواتية. ومن هذا المنطلق، قررنا إفراد هذا العدد للشخصيات الملهمة ممن تمكنوا من تحقيق النجاح رغم كل الصعاب. ومن بين هؤلاء نجمة غلاف هذا العدد عارضة الأزياء الصاعدة إيمان دينغ التي فرّت من السودان بعد أن عصفت بها الحرب، لتعيش كلاجئة. فإيمان تجسّد نموذجاً مثالياً للنجاح والصمود. ولأني أنا بنفسي مهاجر، حيث اضطررت لترك أسرتي وبلدي ورائي بعد أن ضربت بالبرتغال أزمة اقتصادية طاحنة، لم أستطع أن أتمالك شعوري حيال هذه الفتاة وتأثرت بشدة بتصريحاتها المثيرة للعواطف. وبما أن الهجرة باتت من الموضوعات وثيقة الصلة بالعالم العربي، لا سيما بعدما فتحت السعودية حدودها فضلاً عن دول مثل الإمارات التي يقطنها بصفة أساسية اقتصاديون وافدون – فإن عدد هذا الشهر يتناول فكرة الانتماء (أو عدم الانتماء)، مشفوعةً بقصص ترويها لنا شخصيات يثيرون إعجابي أنا شخصياً، من واقع تجاربهم الشخصية، ومنهم عفاف جنيفان، وريتا أورا، وسيلينا غوميز، وبرابال غورونغ.

ولقد دفعني الوضع الراهن للتساؤل عن نوعية محتوى الموضة الذي ترغبن في مطالعته على صفحات مجلتكن ڤوغ، فانقسمت آراء أسرة المجلة حول هذا الموضوع إلى فريقين: هل تود قارئاتنا اقتناء ڤوغ لمطالعة موضوعات جذّابة تدفعهن للحلم والهرب من الواقع؟ أم يردن قراءة موضوعات عملية ومباشرة عن الموضة؟ ولكني أرى أن الإجابة تقع بين هذا وذاك. فبينما أصبحنا في حاجة أكثر من أي وقت مضى لأزياء مريحة ومناسبة للمنزل، لا تزال أرواحنا تتوق للسفر. ومن أجل هذا، قررنا أن تسير صفحات قسم الصيحات في الاتجاهين كليهما، مع التركيز على الدينم، والأزياء الراقية أيضاً.

وأخيراً، وبنفس درجة الأهمية، تتقدم ڤوغ العربية بخالص الحبّ والدعم لكل الفريق الطبي المشارك في مكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”. وتعبيراً منّا عن خالص التقدير والاحترام لكل الأطباء وفريق التمريض وكل العاملين في المهن الطبية، نعرض ملفّاً قوياً يضم صوراً التقطتها عدسة طارق المقدّم الذي كانت لديه الشجاعة أن يقبل بالتحدي ويذهب ليصور بعدسته أبطالاً حقيقيين، من مستشفى رفيق الحريري إلى الصليب الأحمر اللبناني، مع الأخذ طبعاً بكل إجراءات الوقاية كي نخرج بهذا العمل. خالص شكري لكل هؤلاء، ليس بصفتي رئيس التحرير فحسب، ولكن كأخ مواطن.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد أبريل 2020 من ڤوغ العربية.

اقرئي أيضاً: في مواجهة كورونا، مجموعة ’أستر‘ تطلق خدمة الاستشارات الطبيّة عن بُعد بالمجان

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع