تابعوا ڤوغ العربية

كلمة رئيس التحرير: لماذا يحتفل عدد سبتمبر 2022 بالموضة في عالم ما بعد الجائحة وبـ’الأزياء الدائرية‘

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية بعدسة: Ziga Mihelcic

من الحقائق المعروفة جيدًا أن المجلات الشهرية اللامعة تُفرد عدد شهر سبتمبر عادةً للصيحات الجديدة في عالم الموضة. ويرجع ذلك في الأساس إلى أسباب اقتصادية، إذ أن سبتمبر هو الشهر الذي تصل فيه أحدث المجموعات إلى متاجر التجزئة وتحتاجين فيه إلى تجديد خزانة أزيائكِ لاستقبال الموسم الاجتماعي والمهني المقبل. بيد أن فكرة الشراء من أجل التجديد لم تعد مقبولة – ليس لدينا في ڤوغ فحسب، بل ولدى قرائنا، كما أظن. وأنا شخصيًا أتوق إلى الأزياء الجميلة التي تدوم طويلاً وأستطيع أن أرتديها لأطول مدة وأرتبط بها. وفي صفحة 34 (قسم العربي)، لا تفوِّتي الملف المميّز الذي أعددناه ويتضمن قطعًا من الموسم الجاري مع اكتشافات من الأزياء الڤينتج المستعارة من أسماء مثل منى زكي ونورا عتّال، اللتين شاركتانا في الاحتفاء بموضة الأزياء الدائرية.

وقد اشتد هذا الإحساس بضرورة التمسّك بالأزياء القيّمة خلال شهر يوليو، خلال أحدث عروض الأزياء الراقية في باريس. ففي مدينة النور شهدنا تنامي هذا المزاج الذي ألهمنا عدد سبتمبر، وما أحب أن أطلق عليه “ازدهار الموضة بعد الجائحة”. وقد انتقلت دور أزياء مثل “سكياباريللي” و”أرماني بريڤيه” و”زهير مراد” و”بالنسياغا” بالضيوف إلى مكان يشع ببريق المدرسة القديمة بأشكال حالمة (وباذخة غالبًا) أعيد ابتكارها بعناية لأيامنا هذه، كبيان صامت من أجل عالم أفضل. ونحتفي في هذا العدد بكثير من هذه الإطلالات، وتستعرضها طائفة من الشخصيات المثيرة للجدل والخالدة، بدايةً من الوجوه الجديدة على منصات العروض ووصولاً إلى العارضة ماي مسك البالغة من العمر 74 عامًا، والمطربة العربية ناتاشا أطلس، والممثلة رزان جمال، أو حتى الفنان الكوميدي اللبناني باسم فغالي. نعم، لقد قرأتِ الاسم جيدًا: باسم فغالي.

شارون ستون ترتدي من رامي العلي. الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية بعدسة Michael Roy

ومن المثير للاهتمام -وليس من قبيل المصادفة- أن عملاقي الموضة اللذين نستعرضهما هذا الشهر، وهما ريك أوينز ودانيال روزبيري المدير الإبداعي لعلامة “سكياباريلي”، قد صرحا بأنهما اختارا هذا الموسم عرض مجموعات فائقة الجمال كترياق شافٍ من الأوقات العصيبة التي شهدت حالة الاضطراب والحرب التي نعيشها. وتم تسليط الضوء على هذه الفكرة من خلال الموسيقى التصويرية لعرضيهما، حيث استبدل ريك أوينز موسيقى التكنو المعتادة بألحان غوستاڤ مالر، فيما اختار روزبيري موسيقى فيلم “جوراسيك بارك”.

وتزيّن غلافَ هذا الشهر النجمةُ شارون ستون المرشحة لجائزة الأوسكار، والتي تظلّ أيقونةً خالدةً رغم بلوغها 64 عامًا. وفي حديثها مع مذيعة الأخبار السورية الأمريكية الشهيرة هالة غوراني، التي تنشر موضوعها الأول على صفحات ڤوغ العربية، أجرت ستون أكثر حوار ودّي حتى الآن؛ فقد أدلت بتعليقات دون تنميق عن ضياع حقوق النساء، وكيف أن المرأة بعد سن الخامسة والأربعين تصبح وكأنها لا وجود لها في عالم يحكمه التمييز على أساس العمر والجنس. “أعتقد أنه يمكنني على الأرجح التحدّث نيابةً عنكِ وعن بقية كوكب الإناث إذا قلت إن هناك جهدًا هائلاً يُبذَل من أجل ألّا نشعر بالحرية وأن نشعر بالقمع. وأنا لا أنساق وراء ذلك”، هكذا تؤكد شارون ستون في صفحة 160. ومن ناحية أخرى، تؤكد أنها تعيش إحدى أسعد فترات حياتها. وعلى غرار ما شهدناه في أحدث المجموعات، حتى في عالم يبدو وكأنه غاضب ومظلم للغاية، تمكنت الممثلة، التي تبنّت للتوّ طفلاً رابعًا وأطلقت العنان لإبداعها في عشقها الجديد للرسم، من أن تلتمس طريقًا نحو الشعور بالرضا. ومثلما كتب هنري ماتيس ذات مرة: “هناك دائمًا زهور لمن يريد أن يراها.”

اقرئي أيضاً: جولة داخل عدد سبتمبر 2022 الذي يسلط الضوء على الموضة في عالم ما بعد الجائحة وتتصدّر غلافه النجمة شارون ستون

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع