تابعوا ڤوغ العربية

ديما الأسدي.. امرأة لا تعرف المستحيل

هي ديما الأسدي، انتقلت من العراق إلى دبي في العام 2002. تابعت تحصيلها العلمي في الإمارات إلى أن حازت شهادةً في طب الأسنان. فور تخرجها صارحت والديها أن مجال تخصصها لا يرضي طموحها، فهي الشغوفة بالموضة والأزياء والجمال لم تجد نفسها في عيادة طبية.

انضمت ديما في العام 2015 إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي الذي فتح لها المجال للتعامل مع شركة مستحضرات تجميل، وبهذا انطلقت في هذا المجال وحلّقت عالياً في فضاء حلمٍ راودها منذ الطفولة. أحبت العمل في شركةٍ تُعنى بالجمال وقد دفعها ذلك إلى تفعيل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تشجيع عائلتها وزوجها وهي خطوة لاقت استحسان المتابعين وكذلك الشركات العاملة في مجال الموضة والجمال وهي تقول: “جذبت صفحتي الكثير من المتابعين، وانهمرت عليّ العروض وبهذا تحول حلمي إلى مهنة!”

ما وصلت إليه ديما اليوم أكد لها أن الأحلام ممكنة، كل ما يحتاجه الأمر بعض الإصرار وهي صفة تعلمتها من والدتها التي تعتبرها مثالها الأعلى، وقد وصفت نفسها قائلةً: “أنا شخص يسعى وراء تحقيق الأحلام. ربما لا أجازف كثيراً وأحلم بواقعية، إلا أنني دائمة الإيمان أنني سأحقق كل ما أحلم به”. انطلاقاً من هنا تشجع ديما المتابعين على السعي وراء أحلامهم مهما كلّف الأمر فتقول: “ذات يومٍ قال لي شخص عرفته في كلية طب الأسنان أنه لم يتوقع أبداً أنني سأحقق حلمي وأعمل في مجال الموضة، وها أنا اليوم أعيش هذا الحلم واجتهد للحفاظ عليه. لا شيء مستحيل!”

طموح ديما المهني لا يتوقف، فهي تتعلم يومياً شيئاً جديداً وتضع الكثير من الخطط إلا أن ما ينقصها هو المجازفة، فهي تقول: “أريد أن أكون شخصية ملهمة ومؤثرة وأن أدخل عالم التلفزيون لأقدم برامج حوارية تتناول الموضة والأزياء، أعرف أنني سأصل يوماً وسأحقق حلمي ولكن أعترف أن خطواتي حذرة جداً وينقصها الجرأة والمجازفة”.

أزياء مختارة بعناية

تتابع ديما  الموضة وتتلذذ بالأمر، إلا أنها تختار دائماً ما يناسبها، فهي تقول: “لا تناسب الموضة العصرية دائماً شخصيتي وهويتي في الأزياء. أحيانا أزيد للقطعة تفاصيل صغيرة لتشبه شخصيتي أكثر ولا أتردد في المجازفة في كل ما يناسبني.” ومن الأمور التي تستمتع ديما أيضاً بها هي تقديم النصائح للناس ليختاروا أفضل ما قد يناسبهم من ملابس، يسعدها هذا الأمر كثيراً وتعتز حين تلمس تأثيرها على محيطها.

تحب المصمم Jacquemus وتميل كثيراً إلى علامات FENDI، Jacquemus، Prada وتعشق عطر Vert malachite eau de parfum من Armani. لا تعتبر ديما نفسها مهووسة بماركة محددة إلا أنها تحب أن تشتريKelly  Hermès باللون البرتقالي أو الزهري، إلا أن عشقها للأحذية والحقائب حكاية أخرى، تقول عنه: “أنا مهووسة بهذه الأشياء، أقتني الكثير الكثير منها!” في المقابل، هي لا تتردد في القول إنها تكره الجمع بين المنقط والمقلّم فتقول: “قد تناسب هذه الصيحة البعض، إلا أنني لا أعرف كيف أنسقها بطريقة صحيحة”. وديما من المتابعين الدؤوبين لأسماء كبيرة في مجال التصميم في العالم الغربي والعالم العربي فهي تحب جداً اللمسة الخليجية في الأزياء وتحاول أن تجمع بين أعمالهم بطريقةٍ محتشمة تناسب بيئتها، فهي تعتبر أن بيئتها تؤثر على أزيائها بشكل كبير، فهناك بعض الخطوط الحمر التي تحرص على عدم تخطيها، وتبرر قائلةً: “أحب الموضة والأزياء لكن أحترم بيئتي وعاداتي وتقاليدي وأحاول دائماً التوفيق بين الإثنين”.

العناية بالجسم والبشرة

تشكر ديما الله على نعمة الوزن الذي لا يزيد أياً كانت الكمية التي تتناولها من الطعام، فهي تقول: “أكره الدايت، لكنني أنتبه من وقت لآخر إلى نوعية طعامي. لا أحب السكريات لذلك أحرص على تناول كمية كافية من السكر والكربوهيدرات”.

أما في يتعلق ببشرتها، فتقول: “أحب أن أعتني ببشرتي وكل من يتابعني يدرك هذا الأمر جيداً، أؤمن بروتين العناية بالبشرة. أستخدم مستحضرات عديدة وماسكات وسيرومات وزيوت. أحرص على تنظيف بشرتي ليلاً ونهاراً وخاصةً بعد المكياج. و  Lauder Estée هي الماركة المفضلة التي لا يمكنني التخلي عنه أبداً”. ولتطور من مهاراتها في فن العناية بالبشرة والمكياج ولتتعلم المزيد، تتابع ديما فيديوهات على يوتيوب.

ديما والعالم الافتراضي

تعتقد ديما أن العالم الإفتراضي سيف ذو حدين. فهو من ناحيةٍ يفتح أبواباً وصداقات وفرص عمل كثيرة، وهي تقول: “بفضل هذه المواقع التقيت بأشخاص كثر من أمهات ورائدات أعمال ومدونات موضة وأزياء تربطني بالكثير منهن صداقات جيدة ويشكلن مصدرٍ إلهامٍ لي. نهى نبيل من المؤثرات التي تعرفت عليهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأنا أعتز بها وأحبها كثيراً،” وتابعت: “أصبحت بفضل منصات التواصل الاجتماعي أكثر انفتاحاً على حضارات مختلفة وطرق تفكير متنوعة، تعرفت إلى أهم الماركات العالمية التي تهتم بالموضة والجمال وحققت حلمي بالعمل معها،” وتضيف: “تواجدي على مواقع التواصل الاجتماعي أعطاني ثقة أكبر بنفسي، علمني كيف أتقبل النقد البناء لأطور من نفسي والنقد السيء وكيف أحترم وجهات النظر المختلفة”.

ومن ناحية أخرى تسجل المدونة الشابة انزعاجها من أولئك الذين يتهمونها بإمضاء جلّ أوقاتها على هذه المواقع للتسلية وقد أوضحت: “العمل على مواقع التواصل يحتاج لجهدٍ عظيم وتعبٍ كبيرٍ خاصة من الأمهات،” وأضافت: “يزعجني تدخل الناس في حياتي الشخصية والكراهية التي يظهرها البعض. إلا أنني أحاول أن أتفهم أن الناس معرضون لضغوطات كبيرة ويلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتنفيس عن غضبهم”.

الصدق والتواضع والشفافية!

ديما التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي هي نفسها في الحياة العادية… تقريباً هي نفسها! فهي المرأة التي تعمل والأم التي تهتم ببيتها وزوجها وابنها، والابنة التي تزور أهلها والشابة التي تخرج مع أصدقائها، وهي الإنسانة العاشقة للحياة والألوان والموضة والجمال. فهي تقول: ” أقدم النصائح ولعلّ أبرز ما أنصح به متابعيني هو أن يثقوا بأنفسهم ويلاحقوا أحلامهم ويعتمدوا الصدق في التعامل مع الآخرين،” وأضافت: “أتقبل النقد وأتعامل مع محيطي بصدق وتواضع وشفافية، هذا ما تربيت عليه، وأتوقع أن أُعامل من الجميع بالطريقة ذاتها”. في المقابل، ترفض أن تشارك حزنها على مواقع التواصل الاجتماعي، فتقول: “لا أفهم ما المثير في عرض الوعكات الصحية التي تعرض لها ابني مثلاً. هذه أمور خاصة لا ضرورة لعرضها على الدوام ومنصتي مكانٌ لنشر الفرح والتفاؤل والإيجابية،” إلا أنها تستدرك قائلةً: “طبعاً حين أتعلّم درساً من أي مشكلةٍ أواجهها في حياتي، لا أتردد إطلاقاً في مشاركتها مع المتابعين علّ البعض يستفيد كما استفدت أنا”.

يوم في حياة ديما الأسدي

حياة ديما حالياً لا تشبه على الإطلاق حياتها السابقة. فوباء الكورونا غيّر الكثير. تتذكر ديما يومياتها قبل الحجر فتقول: “كان نهاري يبدأ باحتساء القهوة قرب ابني قبل أن يذهب إلى الحضانة. بعد ذلك أتصفح الإنستقرام وأحضر جدول أعمالي اليومي. يعود ابني إلى المنزل وأثناء قيلولته أنجز بعض الاجتماعات أو أخرج مع الأصدقاء، ثم أعود إلى المنزل لأجتمع مع زوجي على الغداء ولأمضي بعض الوقت مع ابني. أحب ليلاً الخروج مع زوجي لملاقاة الأصدقاء على العشاء”.

تستلهم من كل مكان!

لا يمكن لديما أن تسّمي شخصية تلهمها فالإلهام موجود في كلّ مكان، في مواقع التواصل الاجتماعي والمجلات والمواقع التي تهتم بأمور الموضة والأزياء مثل Vogue ، إلا أنها تشرح قائلةً: “لو سُئلت هذا السؤال منذ خمس سنوات ستكون إجابتي مختلفة عن ما هي اليوم. فالتجارب التي مررت بها متنوعة والناس الذين قابلتهم وأتابعهم بشكلٍ دائم على انستقرام كثر وأنواع الموضة التي اطلعت عليها مختلفة، وكل ذلك كفيل بتطوير ذوقي ونظرتي”.

بعد الحجر، إلى ميكونوس واسطنبول

تعترف ديما أن الحجر علمّها الكثير، فقد انتبهت أنها تستحق أن تخصص المزيد من الوقت لتهتم بنفسها فاعتنت ببشرتها واستفادت من الفراغ لتنام أكثر، وأدركت السعادة التي تشعر بها الأم حين تراقب عن قرب نمو ابنها وتقرّبت أكثر من زوجها ففهمت أن أهم ما قد يحصل عليه الإنسان في هذه الحياة هو الصحة والعائلة، إلا أنها اعترفت أنها تتطلع بفارغ الصبر انقضاء هذه الأزمة لتسافر إلى اسطنبول وميكونوس.

اقرئي أيضاً:  تحدّي الأبيض والأسود وعلاقته بالجرائم المتزايدة في تركيا! هذا ما عليك معرفته

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع