تابعوا ڤوغ العربية

من هند صبري إلى عفاف جنيفان.. إليكِ هذه الباقة المختارة من التونسيات المتفوقات اللواتي يلهمنكِ النجاح

تزخر الدول العربية بالعديد من النساء الناجحات اللواتي يقدمن أمثلة يحتذى بها، ومنها تونس التي رغم صغر مساحتها تحفل بالكثير من النساء الملهمات، إذ تملك هذه الدولة قائمة رائعة من الممثلات المشهود لهن بالبراعة، والرياضيات الفائزات بالميداليات الأولمبية، والموسيقيات الشهيرات عالمياً، ما يؤكد وبكل فخر على أن المرأة التونسية تجاوزت الحدود [التقليدية] المفروضة حول مفهوم المرأة العربية في يومنا وعصرنا هذين. ويشكل تحدي القوالب النمطية البالية، وكسر الحواجز، وتعبيد الطريق نحو المساواة عملاً يومياً لهؤلاء النساء الملهمات اللواتي لا يدخرن وسعاً في سبيل بناء عالم جديد وشامل للأجيال القادمة بتحقيق الإنجازات، الواحد تلو الآخر. تابعي القراءة لتتعرفي إلى هؤلاء النساء التونسيات السبع اللواتي نتطلع إليهن ليكن حافزاً لنا على الإبداع كل صباح.

درة بوشوشة الفراتي

درة بوشوشة الفراتي خلال الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي. الصورة: Getty

تقدم درة بوشوشة، وهي من أولى النساء اللواتي عملن في مجال الإنتاج السينمائي ليس في تونس والمنطقة فحسب وإنما في العالم أجمع خلال مطلع التسعينيات، برهاناً حيّاً على أن النجاح لا يناله سوى مَن يستحقه – بغض النظر عن جنسه. وقد دأبت درة بوشوشة على اختيار النصوص التي تجد لها صدى في نفسها، مسلطةً الضوء على الهويات العربية غير المكتشفة في كثير من الأحيان، ومتسلحةً في ذلك بشغفها في رواية قصص لم تروَ عن وطنها والعالم العربي على اتساعه على المستوى الدولي. ورغم عملها في مجال يهيمن عليه الرجال إلى حد بعيد، تمكنت المنتجة الحائزة على العديد من الجوائز من إنتاج عدد كبير من الأعمال، والأفلام الوثائقية، والأفلام القصيرة عبر شركتها الإنتاجية “نوماديس إيماجيز”، والتي اُختيرت للعرض في المهرجانات السينمائية المرموقة مثل كان، والبندقية، وبرلين طوال السنوات الماضية – وقد حققت كل ذلك رغم انشغالها برعاية أسرتها. وقد كشفت لنا إحدى بناتها، وهي العارضة التي زينت غلاف ڤوغ العربية سابقاً، كنزة الفراتي، عن عدد من أهم الدروس التي تعلمتها من والدتها التي يحسن بنا جميعاً أن نتذكرها جيداً. تقول: “تعلمنا مبكراً أن علينا أن نعمل بجد، وأن الحياة ليست مدينة لنا بشيء، والأهم من هذا كله، أهمية الحفاظ على نزاهتنا… ولقد علمتنا التعاطف، وكيف نفهم دائماً وجهات النظر المختلفة. وهو ما قدمته في كل فيلم من أفلامها، وأعمالها الوثائقية، وأنشطتها الاجتماعية. وهو ما جعلها مختلفة عن الجميع”.

هند صبري

الفنانة هند صبري في صورة التقطها في القاهرة عمرو عز الدين ونسقت أزياءها ياسمين عيسى

لا تحتاج هذه الفنانة التونسية المقيمة في القاهرة إلى تعريف، فهي من أشهر النجمات في الشرق الأوسط. ورغم ما تتمتع به من مسيرة فنية حافلة تمتد لأكثر من عقدين من الزمان ولها قائمة طويلة من الأدوار الشهيرة، لا تبدي نجمتنا أي بادرة على التراجع أو التباطؤ من قريب أو من بعيد، بل تعتزم نجمة غلاف ڤوغ العربية تحقيق المزيد من الإنجازات أكثر من مجرد حصد الجوائز ونيل الأوسمة – رغم أنها نالت عدداً كبيراً منها بالفعل. وتعمل هند، التي لطالما ناصرت قضية تمكين المرأة في المنطقة سواء على الشاشة أم خارجها، على تجسيد الشخصيات التي تكشف عن تعقيدات المرأة العربية التي غالباً ما يتم إغفالها بينما تناضل أيضاً من أجل إحداث تغيير دائم في المجتمع، عبر الدفاع عن ضحايا التحرش الجنسي والنضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في صناعة السينما. وتعلق قائلة: “يتحدث ممثلون كثر حول العالم عن القضية نفسها. إنكِ عندما تحبين مجالاً ما، تريدين أن تريه يتوسع ويتطور. وأرى أن المساواة بين الجنسين ودفع أجور متساوية لكلٍ منهما سوف تدفع بهذه الصناعة نحو الأفضل. ولذا، لا أراها شجاعة مني أن أعالج هذه القضية، وإنما هي مسؤوليتي تجاه المهنة التي أحببتها واخترتها لنفسي”. وبعد أن برهنت أنه لايمكن لأحد سجنها داخل القوالب النمطية التي عفا عليها الزمن والمعايير الجنسانية التي اُبتلِيَت بها مجتمعاتنا، أصبحت هند قوة لا يستهان بها.

درصاف القنواطي

درصاف القنواطي. الصورة:Getty

في حين تواصل الرياضيات العربيات تصدر عناوين الأنباء بفضل ما يحققنه من إنجازات حطمت الأرقام القياسية، دخلت درصاف القنواطي التاريخ كأول امرأة عربية وإفريقية تدير مباراة كرة قدم للرجال في الدوري التونسي الممتاز في العام الماضي. وقد اعتادت الحكمة الدولية لكرة القدم أن تكون محط الأضواء، فقد تولت في السابق تحكيم المباريات النسائية المهمة ومباريات الرجال في دوري القسم الثاني. ولكن هذا الإنجاز غير المتوقع الذي فوجئت بتحقيقه في وقت مبكر جداً من مسيرتها كان تحديّاً محموداً اعتبرته بعدها نجاحاً، ليس لها فقط وإنما لجميع النساء. توضح قائلة: “أتمنى أن يفهم البعض أن النساء بوسعهن أداء هذه المهمة، وأحياناً أفضل من الرجال”.

حسناء كوردة

الصورة: انستقرام/@saveyourwardrobe

انتشر مفهوم الاستدامة سريعاً حتى أصبح *الكلمة الأكثر شيوعاً واستخداماً في صناعة الأزياء*(10)، ولكن الحياة الصديقة للبيئة ليست مفهوماً جديداً على رائدة الأعمال التونسية حسناء كوردة التي زاوجت بين عالمي التكنولوجيا والتصميم لتعزيز مستقبل أكثر استدامةً، فشاركت في إطلاق تطبيق باسم Save Your Wardrobe يخزن نسخة رقمية من خزانة أزيائكِ ليصنع نظاماً بيئياً افتراضياً كاملاً حولها باستخدام الذكاء الاصطناعي لإطالة عمر كل قطعة من محتوياتها. وعبر التصنيف الدقيق لمحتويات خزانة الأزياء وتقديم خدمات شخصية بدءاً من التذكير بمواعيد التنظيف الجاف إلى اقتراحات التنسيق، تتولى حسناء مهمة الحد من أزمة الأزياء السريعة والاستهلاك المفرط، كما تساعدنا جميعاً على حب ما لدينا من أزياء مجدداً. ولأنها امرأة صاحبة رؤية سبّاقة في مجال دأب الذكور على قيادته، فقد واجهت حسناء عدداً من التحديات بسبب جنسها في البداية. ولكنها لاقت تشجيعاً من شبكة من الداعمين، فأصبحت واحدة من أنجح صانعات التغيير في الموضة ومن الملهمات لمستقبل أفضل شمولاً. تؤكد: “من المثير للحماس أن تكوني رائدة أعمال الآن. فهناك مجتمع قوي وطموح من النساء اللواتي يمارسن التمكين ويدعمن بعضهن البعض. وأفخر للغاية بانتمائي إلى هذه الحركة والمساعدة في تمهيد الطريق أمام النساء الأصغر عمراً لبناء صناعة أكثر شمولاً”.

عفاف جنيفان

بعدسة توم مونرو لعدد أكتوبر 2017 من ڤوغ العربية

يحفل عالم عروض الأزياء اليوم بالنساء العربيات الجميلات الصاعدات اللواتي يسعين لترك بصماتهن على منصات العروض الكبرى، رغم أنه منذ وقت ليس بالبعيد كانت العارضات القادمات من الشرق الأوسط الاستثناء لا القاعدة. وتعد عفاف ضمن قلة قليلة من العارضات الإقليميات الشهيرات من الجيل السابق اللواتي عززن التنوع في حملات الأزياء والجمال العالمية. وقد صعدت عفاف بتسريحتها المميزة وخصلات شعرها المتموجة سريعاً إلى سماء النجومية وأصبحت وجهاً لأرماني، وفندي، ولوريال باريس قبل أن تشارك كمحكمة في برنامج “بروجكت رانواي الشرق الأوسط” بجوار إيلي صعب. ولا تتوان النجمة، التي سبق وزينت غلاف ڤوغ العربية، عن مناصرة حقوق الإنسان كسفيرة للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط ودعم المجتمعات المهمّشة كسفيرة أيضاً لمؤسسة “أكشن إنوسينس” غير الربحية. وباعتبارها مثلاً أعلى للعديد من العارضات الصاعدات، تقدم عفاف نصيحة مهمة للنساء لإرشادهن كل يوم: “على عارضات الأزياء الشابات أن يتمتعن في المقام الأول بالشخصية القوية، وأن يتحلّين باحترامهن لذواتهن”.

إيناس بوبكري

الصورة: انستقرام/@ines_boubakri

لا يملك العالم الكثير من الألقاب التي تحظى بالتقدير مثل لقب “البطلة الأولمبية”، وهو ما تنظر إليه إيناس بوبكري بكثير من الفخر والاعتزاز. فقد أصبحت الرياضية العربية الشابة أول امرأة تونسية وإفريقية تفوز بميدالية أولمبية في رياضة الشيش بأولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 حين حصلت على برونزية فردي السيدات. وبوصفها حاصلة على الميدالية البرونزية في بطولتين عالميتين –إحداهما قبل أولمبياد ريو وأخرى بعدها– كان من المقرر أن تدخل إيناس منافسات أولمبياد طوكيو لعام 2020 وتعود لوطنها تونس بميدالية ذهبية تطوق عنقها. ورغم أن دورة الألعاب هذه تأجلت بسبب الجائحة، إلا أن إيناس واثقة من أنها ستشرف وطنها مجدداً عندما يحين الوقت، وتأمل في أن يتحقق هذا الحلم وتواصل حث غيرها من النساء العربيات على التحليق في عنان السماء. تقول: “من على منصة التتويج في ريو، أهديت جميع ميدالياتي إلى النساء العربيات. وآمل أن يشجع نجاحي غيري من النساء على إحاطة أنفسهن بالشخصيات الإيجابية التي تدفعهن نحو تحقيق أهدافهن والسعي لبلوغها”.

آمال المثلوثي

“سأواصل النضال من أجلنا جميعاً، وسأحيا في سلام مع جنسيتي التونسية –أيّاً كان معناها– في صوتي أو كلمات ألحاني أو روحي”. الصورة بإذن من آمال المثلوثي

تشتهر هذه المغنية وكاتبة الأغاني التونسية المعروفة باسم “صوت الثورة التونسية” بألحانها الصادقة التي تدعو إلى الحرية وتحقيق العدالة في وطنها. وبعد أن أنشدت أغنية كلمتي حرة، إحدى أكثر الأغنيات الملهمة قوة في العالم العربي، وغنت في إحدى حفلات توزيع جوائز نوبل للسلام، أصبحت آمال رائدة في استخدام الموسيقى لإيصال روح الألفة والتفاهم والأعمال التقدمية. والآن، تعمل هذه الفنانة الطليعية على نشر رسالتها المؤثرة عن وحدة العالم بألبوم جديد تحتفي فيه بالإمكانات الهائلة للإنسانية، فيما تواصل التعبير بصوتها عن من لا صوت لهم. ولأن آمال تُصنف غالباً ضمن الفئة التي لا تملك الكفاءة للانتماء إلى عالم الموسيقى، تتولى هذه المغنية العربية مهمة التغلب على تلك التحيزات البالية المتأصلة في عالم الموسيقى لنشر إيقاعات المنطقة النابضة بالحياة في الغرب – ولكن بشروطها الخاصة. وعن ذلك تقول: “هويتي التونسية أتاحت لي أيضاً رؤية قدر من الغرابة وغياب العدالة في عالم الموسيقى. ولكني سأستمر في النضال من أجلنا جميعاً، وسأحيا في سلام مع جنسيتي التونسية –أياً كان معناها– في صوتي أو كلماتي أو ألحاني أو روحي”.

اقرئي أيضاً: بمناسبة يوم المرأة العالمي إليكِ عشر روايات من كاتبات عربيات ملهمات

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع