تابعوا ڤوغ العربية

كريستيان لوبوتان عن تعاونه الجديد: ’’الأمر أشبه بتحقيق حلمٍ من أحلام الطفولة‘‘

سابياساشي ولوبوتان أثناء عملهما على إنجاز أحد التصاميم. بإذن من كريستيان لوبوتان

عشق كريستيان لوبوتان للهند أمرٌ معروف وموثَّق. وإثر بحث متعمّق في أرشيف مصمم الأزياء الراقية الهندي سابياساشي موخرجي، يضم أحدث مشروعات لوبوتان مجموعةً حصرية تتألف من 15 تصميماً للسيدات وأربعة تصاميم للرجال. وتعكس القطع الثرية بالتطريزات بالغة التعقيد والألوان الغنية كلَّ ما نحبه في لوبوتان، ولكن بالنكهة الهندية المميّزة. وخلال زيارة قام بها مؤخراً إلى المنطقة للاحتفاء بالمجموعة، أجرينا حواراً مع لوبوتان للحديث عن لقائه بالمصمم موخرجي، ومصدر الإلهام الكامن خلف التصاميم.

كنت تزور الهند منذ الصغر. ما الذي جذبك إلى زيارة هذا البلد في البداية؟

’’عندما كنت مراهقاً شاهدت الكثير من الأفلام المصرية والهندية، لذا بالنسبة لي كانت الهند بلد الأفلام. وعندما ذهبت إلى هناك للمرة الأولى أردت زيارة استوديوهات بوليوود، وهذا ما فعلته في سن السابعة عشرة. السينما هي ما ألهمتني حقاً زيارة الهند‘‘.

متى كانت المرة الأولى التي قابلت فيها سابياساشي؟

’’قابلته منذ أربع سنوات. كنت أعرف أعماله جيداً، ولكني لم أكن أعرفه بصفة شخصية. التقيته أول مرة صدفةً في متجره عندما كنت في طريقي إلى متجري في مومباي، ولم أكن أتوقع رؤيته هناك لأنه يعيش في كولكاتا. أتى إلي وعرَّفني بنفسه، وعندها بدأنا الحديث عن أمورٍ مختلفة. ولم تتضمن تلك الأمور شيئاً عن الموضة، سواءً الأزياء التي يصممها أو الأحذية التي أصنعها، فقد بدأنا في الواقع الحديث عن مدينته وأصناف الطعام والسينما. وبقينا على اتصال. وبعد حين، تواصل معي وسألني إن كان بإمكاني ابتكار أحذية لعرضه، ووافقت بكلِّ تأكيد، وهكذا نشأ التعاون بيننا‘‘.

لوبوتان وسابياساشي في موقع التصوير. بإذن من كريستيان لوبوتان

متى نشأت فكرة التعاون؟

’’هذا التعاون مختلف؛ فمن أجل تصميم أحذية لعرضه، أقوم بالبحث في مختلف أجزاء أرشيف أعماله، حيث أنتقي أشياء من أعماله وأصممها على طريقتي الخاصة. الأحذية مستوحاة من قيمه الجمالية بكلِّ تأكيد؛ إنها تجربتي الخاصة لبراعة أعماله وتطريزاته وحرفيته‘‘.

كيف كان الأمر للوهلة الأولى أن تبحث في أرشيفه وتشاهد قطعاً بذاك الجمال؟

’’يمتلك سابياساشي ما يزيد على ألف قطعة مطرَّزة، ونرى في إحدى الغرف أشخاصاً يقومون برسم الاسكتشات، وفي غرفةٍ أخرى نرى 15 شخصاً يقومون بتطريز فستان زفاف. لقد قضيت أياماً وأنا أبحث في أرشيفه أتفقد الأقمشة والخامات الأولية وأقوم بالتجريب. الأمر أشبه بتحقيق حلمٍ من أحلام الطفولة بالنسبة لشخصٍ يعشق الهند والأقمشة. إنه مكانٌ مثالي‘‘.

لوبوتان في موقع تصوير الحملة الدعائية. بإذن من كريستيان لوبوتان

’’في جوهر الهند ومورثاتها هناك فيضٌ من الوفرة، فهم يمتلكون فهماً مذهلاً للألوان وعشقاً حقيقياً لها، الألوان ليست سوى ألوان إن لم نربطها مع الأقمشة، فالمخمل سوف يبدو لافتاً للغاية مع الألوان الذهبية الباهتة. لا حدود للحرفية في الهند. فهم لا يخشون الألوان. اللون الوحيد الذين يخشونه هو الأبيض، بما أنه علامة الموت؛ فنحن نلفُّ الموتى بأكفان بيضاء، كما أنَّ الأسود ليس لونهم المفضل أيضاً. أحبُّ اللون الأبيض، لكني لا أحبُّ الأسود كثيراً. الأمر برمته يدور حول الألوان. ولا تخشى الهند مزج الألوان، حتى أكثر الألوان سطوعاً وأكثرها خفوتاً. إنها ضد المنهج التبسيطي، إذ تعشق الكثرة‘‘.

هل هناك قطعة بعينها تحظى بتفضيلك في المجموعة؟

’’هناك قطعة في المجموعة أفضلها عن غيرها، وهي حذاء طويل الساق بكعبٍ عالٍ ومفتوح من الأمام وتزيّنه حلقات ذهبية تشبه الأساور، فيما يزدان جانباه بنسيج مختلف. أحبه لأنني صممته وأنا أضع نصب عيني ممثلةً أعشقها – وهي ديبيكا بادوكون. إنها ممثلة حسناء من بوليوود وفنانة وراقصة محترفة، لذا فكرت بها، وقد أحبَّت القطعة ما منحني سعادة لا توصف‘‘.

الحذاء المستلهم من ديبيكا بادوكون. بإذن من كريستيان لوبوتان

هل تستمتع بالعمل مع المصممين الآخرين؟

’’لا يلهمني المصممون في معظم الأوقات؛ بل يلهمني عديد من الأمور الأخرى المختلفة، إلا أنني أستمتع بالتعاون مع الآخرين لأن ذلك يمنحني منظوراً مختلفاً. دائماً تكون اسكتشاتي عبارة عن سيقان مكشوفة وأحذية، فأنا لا أضيف أبداً ملابس إليها. من المؤكد أن ذلك يمنح المرء حساً من التواضع لخدمة أحدٍ ما، لذا مع كل هذا فهي تجربة جميلة. علينا أن نصغي لما يريده الآخرون حقاً منا. أحاول تقديم روح أعمالي من خلال خدمة أحدٍ ما. أعتقد إن كان الأمر برمته يدور حول ألوان الأزياء أو أقمشتها أو تصاميمها، فإنَّ عليّ أن أتعلم من ذلك. إنه أمرٌ مثيرٌ حقاً، فهي لحظةٌ أتحدث فيها إلى شخصٍ ما وهو يبادلني الحديث وأنا ثرثارٌ للغاية. تبادل أطراف الحديث في تلك اللحظة أمرٌ هامٌ جداً، لذلك لا أستطيع العمل مع أحدٍ لا أكنُّ له المحبة أو الاحترام‘‘.

بعد قضائك كثير من الوقت وأنت تسافر وترتحل حول العالم، كيف تغيَّر مصدر إلهامك أو تتطور؟

’’لم يتغير ولكنه تتطور بالتأكيد‘‘.

لوبوتان وسابياساشي في موقع التصوير. بإذن من كريستيان لوبوتان

عندما تسافر إلى الهند، هل تجد أن الأمور قد تغيَّرت وتكتشف أموراً جديدة تستقي منها الإلهام؟

’’أجل، أحياناً تذهب إلى مكان وتجد فيه شيئاً من بلادٍ أخرى، وفي الهند يمكنكم أن تجدوا أقنعة كورية، لذا لدى السفر من بلدٍ ما قد تسترجع شيئاً من بلدٍ آخر. لا يوجد ما هو أفضل من خلط الأشياء. هناك عنصرٌ من المفاجأة في السفر؛ عندما نسافر فإننا نلتقي بأناس مختلفين، لذا هناك دوماً تغيير. وعندما أسافر إلى الهند هناك بكلِّ تأكيد اختلافٌ عمّا كانت عليه عندما زرتها للمرة الأولى. أسافر إلى الهند منذ 38 عاماً، أحياناً أتفاجأ كثيراً؛ هذا الجيل مختلف، لذا كثير من الأمور مختلفة كذلك، إلا أنَّ الإرث يظل ذاته، وهو قويٌّ للغاية، والناس لطفاء جداً‘‘.

مجموعة كريستيان لوبوتان وسابياساشي المصغَّرة متوفرة بشكل حصري في الشرق الأوسط في ليڤل شوز دبي.

عيشي أجواء قصر ڤرساي الملكية مع مجموعة أحذية كريستيان لوبوتان الجديدة.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع