تابعوا ڤوغ العربية

ما لا تعرفونه عن حصة الظاهري نائب مدير متحف اللوفر أبوظبي

حصّة الظاهري بعدسة جولييت دون في متحف اللوفر أبو ظبي لطالح عدد نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

افتتح متحف اللوفر أبوظبي أبوابه يوم السبت 11 نوفمبر لزواره المتعطّشين للفنون، وقد احتفت ڤوغ العربيّة بهذه المناسبة الأهم والأبرز في عالم الفنون في الشرق الأوسط بأن التقت نائب مديره العام، حصة الظاهري، والتقطت صورتها تحت قبّته الخلابة المصوّرة جولييت دون لصالح عدد شهر نوفمبر من المجلة. في هذا اللقاء، نتعرّف إلى هذه السيّدة الملهمة، ومسيرتها في عالم الفنون التي قادتها إلى متحف اللوفر أبوظبي.

نشأت حصّة الظاهري في منطقة البطين بين خمسة إخوة، وحظيت بدروس أسبوعيّة في مؤسسة أبوظبي للثقافة والفنون في أبوظبي، وهي الوجهة الوحيدة للفنون البصريّة في الإمارات خلال ذلك الوقت. وقالت في حوارها مع ڤوغ ساخرة: “عندما التحقت بجامعة زايد في 2001، فكّرت جدّياً أن أكون فنّانة، ولكنني حصل على درجة جيّد في أحد الصفوف. عندها قلت هذه الحقيقة، أنا لست جيّدة بما فيه الكفاية لأصنع الفنون، واجهت هذه الحقيقة في وقتٍ مبكّر”. ولعل هذه الحقيقة هي ما قادت حصّة لأن تكون إحدى القيادات البارزة في واحدة من وجهات الفنون المرموقة في المنطقة.

متحف اللوفر أبو ظبي

أعلن عن إنشاء متحف اللوفر أبوظبي في عام 2007، بعد اتفاقيّة جمعت حكومة أبوظبي والحكومة الفرنسيّة تتيح لهذا المتحف أحقّية استخدام الاسم لمدّة 30 عاماً، وتقدّم دعماً من وكالة المتاحف الفرنسيّة، مع إعارة أكثر من 300 عمل فنّي لهذا المتحف. وبعد عقدٍ من العمل الدؤوب، افتتح المتحف أبوابه في مبنى مساحته 24 ألف متر مكعّب، صممه المبدع جان نوفيل، ويشتهر بقبّته الخلابة والتي صنعت من الفولاذ، يفوق وزنها وزن برج إيفل، ومع ذلك تتيح لأشعّة الشمس أن تعبر من خلالها لتخلق تأثيراً ساحراً أطلق عليه اسم “rain of light”.

تعنون الظاهري مراحل حياتها بما قبل متحف اللوفر، وما بعده. تحب أن تسترخي أثناء متابعة مباريات التنس، وتحرص على نشر صور على صفحتها الخاصة في انستقرام أثناء جلسات التمارين الرياضيّة، ومن رحلاتها حول العالم. وعلى الرغم من أنها تصف أسلوبها في الأزياء بالرياضي، إلا أننا نراها متألقة بإطلالات جذابة، كما أنها تفضّل ارتداء الخواتم ذات التصاميم الهندسيّة من المصممة الإماراتيّة مريم العميرة، وحذاء رياضي من علامة سوير، اقتنته من بوتيك منبارت المفضّل لديها في أبوظبي.

لوحة “صورة الفيوم” من مصر، عمرها 1800 سنة “عيناه قويّتان للغاية، تدفعانك للتساؤل عن هويّة هذا الشخص، الصعب أن تتصوّر أن هذا العمل مدفون مع أحد الأجسام المحنّطة”. حصّة الظاهري

على خلاف العديد من زملائها، لا تملك حصّة خلفيّة رسميّة في عالم المتاحف، إذ لم يكن هذا التخصص متاحاً أثناء دراستها في جامعة زايد، حتّى أنها لم تتمكن من مشاركتنا بأي قصص لذكرياتها أثناء رحلاتها العائليّة في عواصم أوروبا. إذ تخصصت الظاهري في العلوم الاجتماعية والسلوكية والدراسات الدولية في جامعة زايد، ثم انتقلت لنيل شهادة الماجستير في الدراسات الخليجيّة من جامعة إكستر في المملكة المتّحدة، وعن ذلك تقول: “كيفيّة تشغيل المجتمعات، وما يشكّل الحضارات هو ما كان يثير اهتمامي”.

سوار الأسد، إيران. عمره 3 آلاف سنة “يذكرني هذا السوار بالحرفيّة الظاهرة في المجوهرات الذهبيّة التي صنعت قديماً، كما يذكرني بالقطع التي كانت ترتديها السيّدات الكبيرات في السن أثناء طفولتي”. حصّة الظاهري

انتقلت حصّة للتدريس، وفي عام 2007 (العام الذي أعلن فيه عن خطط لافتتاح متحف اللوفر) أخذت مجموعة من طلابها في رحلة إلى لندن لزيارة متحف فيكتوريا وألبرت. وتسترجع ذكريات هذه الرحلة قائلة: “أتذكّر رؤية ردود أفعال الطلاّب، فبعضهم كان مستمتعاً بهذه التجربة، بينما لم يتفهم البعض الآخر المغزى من تواجد هذه الأشياء القديمة في ذلك المكان، لهذا السبب قررت التخلّي عن مهنة التدريس، وهو ما كنت أستمتع به، لأنتقل إلى المجال الحضاري”. التحقت بعد ذلك إلى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في 2010، كانت الظاهري مسؤولة عن التواصل في متحف اللوفر أبوظبي، وهي مسؤولة عن إدارة معارض المعاينة والمحاضرات وغيرها من الفعاليات التي تهدف إلى إعطاء الجمهور الفرنسي والإماراتي نظرة مستقبليّة لما يمكن أن يأتي من هذا المتحف عند افتتاحه، وقالت: “أعتقد أن للثقافة والفنون تأثيراً على المجتمع، فهي ما تشكّله”، وأضافت: “أردت أن أكون من ضمن من يجعلون هذا المتحف وثيق الصلة بالناس في المنطقة، وآمل ألا يشعر الأكاديميون بالإهانة من قولي هذا”.

لوحة “أمير صغير يدرس” لعثمان حمدي بيك، إسطنبول، سنة 1878 “قصص عثمان تلهمني، لأنه درس مع المستشرقين في باريس، ثم انتقل إلى اسطنبول ليظهر ما تعلّمه في أعمال تعكس شخصيّته”. حصّة الظاهري

أصبحت حصّة الظاهري الممثّلة الرئيسة لهذا المتحف محلّياً، وتحدّثت ممثّلةً إياه في عدد كبير من المناسبات العالميّة والمحلّية من ضمنها مؤتمر المفكّرين والفاعلين بباريس 2015 بمعهد العالم العربي، والتقت مع أبرز الشخصيّات في هذا المجال أمثال جيف نوكس والراحلة زها حديد في مؤتمر نيويورك تايمز “الإبداع الفني لأجل الغد” بالدوحة. ساهم ذلك في نمو ذائقتها الفنّية وبدأت بتشكيل مجموعتها الخاصّة من القطع الفنّية.

لوحة “تكويـن بالأصفر والأزرق والأحمر” للفنان بيت موندريان هذه من اللوحات القريبة إلى قلبي، إنها من ضمن المعروضات في متحف اللوفر أبوظبي، ولها تأثير كبير على عالم الموضة، أبرزها تصاميم إيڤ سان لوران”. حصّة الظاهري

“كان جيل والدي في السبعينيات جزءاً من بناة هذه الأمة، وعملوا حينها في مجالات لم يدرسوها، لم يكونوا بالضرورة خبراء فيما يفعلون حينها، ومع ذلك ثابروا بأنهم كانوا يؤمنون ببناء الأمة”، هذا ما قالته حصّة لتسند فخرها الوطني إلى والدها، وتضيف عن فخرها بالإنجاز الوطني المتمثّل في هذا المشروع قائلة: “من الجميل أن أستيقظ كلّ صباح لأتّجه إلى المكتب، لأننا جميعا مؤمنون بما نقوم به. لست وحدي، فالجميع هنا يعملون بشغف لأنهم يعلمون حجم تأثير هذا المشروع على الأجيال المستقبليّة”.

مقابلة حصّة الظاهري في عدد شهر نوفمبر بقلم دونا لورتش

نجمات في الشمس… حوار يجمع يسرا ونيللي كريم ودرة داخل عدد شهر نوفمبر

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع