تابعوا ڤوغ العربية

نساء يشاركن في رحلة الهجن الاستكشافية التي تقتحم للمرة الأولى صحراء الربع الخالي القاحلة

انطلقت يوم الأربعاء الماضي قافلة جِمال ضمت 15 رحّالة من الرجال والنساء لاستكشاف صحراء الربع الخالي في أبوظبي، وتقع تلك الصحراء نحو جنوب شبه الجزيرة العربية وتعرف بأنها أكبر صحراء في العالم وأكثرها قسوة وضراوة. أما عن سبب تسيير هذه القافلة فيتمثل في إحياء تقاليد التراث الإماراتي الغني. وبالطبع، يعدّ امتطاء ظهور الجِمال من الممارسات المتجذرة في عمق التقاليد الإماراتية. وقديماً، كانت الجِمال تستخدم كوسيلة أساسية للانتقال ومصدراً يعتمد عليه أيضاً للتزود بالغذاء والحليب في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما كان رجال القبائل البدوية يقدمون هذه الحيوانات الصحراوية كمهر إلى أهل العروس، بالإضافة إلى استخدامها في دفع زكاة المال السنوية عن الأنعام.

وقبل الانطلاق عبر دروب الصحراء حيث الكثبان الرملية الشاسعة الممتدة على مرمى البصر إلى ما لا نهاية، تلقىّ الرحالة (يطلق عليهم أيضاً اسم ’فرسان الصحراء‘) -الذين قدموا من شتى بقاع الأرض، ومنهم من قَدِمَ من الجزائر، وأوكرانيا، وعُمان، وفرنسا، وماليزيا، وسوريا، وباكستان- تدريباً جيداً على ركوب الجِمال على يد منظمي الرحلة الخبراء من العاملين في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وهو مركز يُعنى بالحفاظ على التراث والتقاليد الإماراتية، لإعدادهم على تحمّل مشاق هذه الرحلة التي تقطع 200 كيلومتر على ظهور الجِمال. وتتطلب هذه الرحلة بلا شك قدرة بالغة على التحمل، والجلد، والصبر.

وعن هذه الرحلة، صرحت هند بنت دميثان القمزي، مديرة إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: ’’تهدف رحلة الهجن هذه إلى استكشاف ربوع الصحراء كما كان يفعل الناس قديماً. وهذا العام تنتهج ’رحلة الهجن‘ أسلوباً جديداً كلياً مقارنةً بالأعوام الماضية. ففي النسخ السابقة كان التخطيط لهذه الرحلة يرتكز إلى المسير بجوار المدن والقرى المأهولة بالقرب من مناطق الإمدادات اللازمة لهذا النوع من الرحلات، سواء الكهرباء، أو الماء، أو الإمدادات الغذائية. ولكن رحلة هذا العام، انطلقت من صحراء الربع الخالي، المعروفة تاريخياً بقسوتها وبيئتها الصحراوية البديعة والتي تفتقر لأي مظهر من مظاهر الحياة‘‘. ولضمان سلامة المشاركين من الرجال والنساء، اتخذ المركز جميع تدابير السلامة اللازمة، بما في ذلك ضم أحد المسعفين المدربين إلى ركب الرحلة لتقديم الخدمات الطبية والإسعافات الأولية إذا لزم الأمر.

ومن بين المشاركات في هذه الرحلة الجزائريةُ فاطمة خيران، والتي جذبها عشقها للصحراء والجِمال إلى القيام برحلة الهجن الاستكشافية هذه. وتقول: ’’كان أجدادنا يعيشون حياة البداوة. وهذه فرصة للجيل الحالي لتجربة هذه الحياة. وأنا أجيد ركوب الجِمال، ولكنها المرة الأولى التي أخوض فيها رحلة صحراوية تمتد لعدة أيام‘‘.

أما ميلا كلادوفا، المقيمة في دبي، والتي قررت إلغاء عطلتها في جنوب أوروبا للمشاركة في هذه الرحلة فتقول: ’’أخبرني أحد الزملاء برحلة الهجن هذه والتي كان موعدها يتزامن تقريباً مع موعد قضاء عطلتي السنوية في إيطاليا. وقد أثار إلغائي لسفري تعجّب أصدقائي، ولكني عندما أخبرتهم بما أفعله في هذه الرحلة وكيف أعيش حياتي اليومية، رأوا أنني محظوظة لاشتراكي في هذه المغامرة‘‘.

حظ سعيد لجميع ’فرسان الصحراء‘.

أكثر مهرجانات التصوير استمراريةً في المنطقة يعود مجدداً.. فلا تفوتوِّا زيارته.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع